سد النهضة سبب في توتر العلاقات السعودية الإثيوبية
وكالة أنباء آسيا:
جددت الحكومة السعودية مؤخراً دعمها لمصر والسودان للحفاظ على حقوقهما، وسط الخلاف المستمر بين البلدين وإثيوبيا بشأن بناء سدود النيل، خصوصاً ما يعرف باسم سد النهضة الكبير، الذي تعلق عليه إثيوبيا آمالها في التنمية الاقتصادية وتوليد الطاقة، في حين تخشى مصر أن يهدد إمداداتها المائية من نهر النيل، ويشعر السودان بالقلق بشأن سلامة السد وتدفق المياه فيه، حسب وكالة أراب نيوز.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن مجلس الوزراء دعا المجتمع الدولي إلى إيجاد آلية واضحة لبدء المفاوضات بين الدول الثلاث لإيجاد حل لهذه الأزمة برعاية دولية بالاتفاق مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية.
يأتي ذلك في ظل أجواء التوتر المتصاعد بين السعودية وإثيوبيا، ففي حزيران/يونيو، أعادت السعودية 40 ألف مهاجر إثيوبي إلى بلادهم، حيث أُجبروا على التعامل مع “سياسة سعودية معادية” تجاه العمال الإثيوبيين الضيوف.
ويمكن تفسير رغبة المملكة في تقويض علاقتها مع إثيوبيا من خلال دعمها العلني لمصر والسودان في نزاع سد النهضة بعاملين، أولهما، تماشي هذا الموقف مع المبدأ الأوسع للرياض الخاص بالتضامن العربي أثناء الأزمات الأمنية الإقليمية.
قال عبد الله موسى الطاير، رئيس مركز الخليج للمستقبل ومقره لندن، للمونيتور إن عضوية السعودية في جامعة الدول العربية تجبرها على التحالف مع الدول العربية الأخرى، وهذا ما يفسر دعمها لمصر خلال اجتماعات الدوحة بشأن سد النهضة وجهود جامعة الدول العربية للفصل في نزاع السد في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وأشار الطاير أيضاً إلى أن الرأي العام السعودي يؤيد بشدة الانحياز إلى مصر في نزاع سد النهضة.
والعامل الثاني هو أن الدور الحازم للسعودية في نزاع سد النهضة سيعزز مكانتها كضامن أمني في البحر الأحمر.
وفي هذا السياق ذكر صموئيل راماني في مقال للمونيتور، أنه على الرغم من أن الدور الدبلوماسي للسعودية في نزاع السد مفيد لمكانتها، إلا أنها من غير المرجح أن تأخذ دور الوساطة على غرار الإمارات.
وتعارض إثيوبيا بشدة جهود الرياض لإشراك جامعة الدول العربية في أزمة سد النيل، إذ تعتقد أن الخلاف حول السد مسألة فنية لا ينبغي تدويلها، وفي 5 تموز/يوليو، كتب وزير الخارجية الإثيوبي، ديميكي ميكونين، رسالة إلى مجلس الأمن أدانت مشاركة جامعة الدول العربية وأكدت على الفعالية المحتملة لاستضافة الاتحاد الإفريقي للمفاوضات الثلاثية، كما اتهمت وزارة الخارجية الإثيوبية جامعة الدول العربية بـ “التدخل غير المرغوب فيه” بعد أن أثارت الخلاف حول السد في مجلس الأمن، وعمدت وسائل الإعلام الإثيوبية إلى نشر الدعاية القائلة بأن القوميين العرب يسعون للسيطرة على مصادر المياه في منطقة الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا.
ويرى راماني أنه بالرغم من الخطاب اللاذع الذي صاحب الخلاف بين السعودية وإثيوبيا بشأن نزاع السد، فمن غير المرجح أن يحدث اضطراب طويل الأمد في العلاقات السعودية الإثيوبية، إذ لم يسبق للرياض أن مارست ضغطاً قسرياً على إثيوبيا لتعليق ملئها للسد.
وقال تيشوم بوراغو، الصحافي الإثيوبي والمحلل السياسي، إن العلاقات بين السعودية وإثيوبيا قد توترت بعد أن دعمت الرياض مصر بشأن سد النهضة، ودعم هذا الخلاف من خلال الاستشهاد بالمخصصات السعودية الأخيرة بملايين الدولارات للتخفيف من نقص العملة في إثيوبيا.
كما قال داويت يوهانس، الخبير في ISS Africa في أديس أبابا، إن إثيوبيا تجنبت فتح جبهة عسكرية جديدة ضد السودان، على الرغم من موقف الخرطوم الموالي لمصر، توقع يوهانس أن إثيوبيا سوف “تختار معاركها” وتقليل تحيز السعودية تجاه مصر للحفاظ على العلاقة، وفقاً لموقع المونيتور.
في المحصلة، يبدو أن العلاقات السعودية الإثيوبية تواجه أصعب أوقاتها، وقد تستمر الخلافات حول سد النهضة ومعاملة العمال المهاجرين الإثيوبيين في التفاقم، فهل يقوم الجانبان بحسر الخلاف والحفاظ على التعاون في الشهور المقبلة؟