زينب ياغي
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
لم ألتق يوما الزميلة زينب ياغي، إلا أنها كانت دوماً رفيقة همومي، بل همومنا، تكتب عن مشاكلنا وشجوننا وتلاحق الأسباب ومن يقف وراءها من المسؤولين. لم تخفِ يوماً حقيقة وصلت إليها بعد جهود مضنية وشاقة لملاحقة ليس الخبر فقط، بل ما بين الخبر والمقال والتحقيق، بعيدة عن المطوّلات، قريبة من وضع الإصبع على الجرح.
يوم السبت من كل أسبوع، عند الساعة العاشرة صباحاً، أتصل بها لمناقشة واحد من تحقيقاتها المتنوّعة في صحيفة السفير الغراء. لم أشعر يوماً أنني غريب عنها لشدة إنصاتي لها وإعجابي بأسلوبها الراقي في تقديم التحقيق، ليس فقط للقراء، بل أيضاً للمستمعين، وأنسى دوري كمحاور أو متصل من استديو إذاعة البشائر ضمن برنامج “وقالت الصحف”.
لم تخذلني يوماً. في إحدى المرات اتصلت بها مباشرة على الهواء، وكانت في سيارة الأجرة، متوجهة إلى الجريدة، وطلبت منها مناقشة تحقيقها حول الحد الأدنى للرواتب، وبعد ضحكة طويلة أخبرتني أنها في زحمة سير خانقة وأنها لن تصل في موعدها إلى الجريدة. وهنا تحوّل الحوار إلى أزمة السير والطرقات والتخطيط ووزارة الأشغال وسيارات الأجرة والفانات. وتذكرنا سوياً أنه في زمن الاحتلال الفرنسي كان لدينا سكة حديد وباصات وترومواي وأرصفة ومواقف عمومية.
كانت فعلاً تمشي بهموم الناس ومشاكلهم ومعهم، سبّاقة في رفع صرخة الكادحين والعمال والفلاحين والمستضعفين، وصوتاً من أصوات المقاومة للاحتلال، عاشقة للبنان وجنوبه وجنوبي الجنوب، أي فلسطين المحتلة.
رحمك الله، وألهم أهلك الصبر والسلوان.
*مقدم برامج في إذاعة البشائر وعضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين