روما … بلاد الأساطير
تمتاز الدولة الاوروبية العريقة “إيطاليا” بجغرافيتها الجميلة التي تظهر على شكل حذاء في البحر الأبيض المتوسط. وتستقطب إيطاليا عدداً من السيّاح سنوياً، وذلك نظراً لتاريخها العظيم حيث أنها تمتاز بالعديد من المعالم الأثرية العائدة للحقبة الرومانية، ومدنها المنحوتة الفخمة، بالاضافة الى طبيعتها الساحرة والجذابة ومتاحفها الغنية.
تضم ايطاليا الى أراضيها العديد من الجزر، أهمها جزيرة “سردينيا” وجزيرة “صقلية”. وتشكل سلسلة جبال الأبينيني قوساً يتصل بجبال الألب، أهمها: جبل “مون بلان” (Monte Blanco) ويعني الجبل الأبيض وذلك لأن الثلج يغطيه، ويعدّ من أكثر الأماكن جمالاً وإثارة ومتعة، باعتباره أعلى قمة جبلية من جبال الألب حيث يصل ارتفاعه الى 4748 متر، كما يقع على الحدود بين ايطاليا وفرنسا.
كما تحتوي على الكثير من الريفييرات، أهمها: ليغوريا الريفييرا الإيطالية، والريفييرا الاتروسكية في توسكانا؛ وبعض الخلجان، أهمها: خليج نابولي الواقع في كامبانيا؛ وأطول الأنهار، ﻜ”بو”، “إتشه”، “أرنو” و”تيبر”؛ وأكبر البحيرات، منها: بحيرة “غاردا”، البحيرة العظيمة “لاغو ماجوره”، بحيرة كومر، بحيرة بولسينا، وبحيرة تراسيمينو؛ وعدّة براكين، أهمها: بركان “فيزوف” وبركان “إتنا”.
أهم المدن السياحية في إيطاليا، هي مدينة روما. وهي العاصمة منذ سنة 1871 وأكبر مدن إيطاليا ومقر الباباوات الحالي. تقع روما وسط إيطاليا على ضفاف نهر التيفيزة، وسميت ﺒ”روما” نسبةً للرومان حيث أنها كانت عاصمة للإمبراطورية الرومانية. وكثرت الأساطير والحكايا عنها باعتبارها غنيّة بالتاريخ والحضارة والمعالم الأثرية من قصور ومتاحف، فروي أنّ “رومولوس” وأخيه “ريموس” أولاد “ريا سليفيا”، قاما بتأسيس مدينة روما سنة 753 قبل الميلاد. “ريا سليفيا” هي إحدى كاهنات معبد الاله فيستا الهه الموقد، التي تعرضت للاغتصاب في أحد الأيام التي ذهبت فيه إلى حديقة الاله مارس، فسجنت والقي طفلاها في صندوق في النهر لتجدهما ذئبة على الشاطئ.
عرفت روما بأهم المدن الغربية لعدة قرون في عهد الإمبراطورية الرومانية، لتدخل فيما بعد بحالة جمود لدى بدء تفكك الإمبراطورية الرومانية، وتعود الى مجدها في عصر النهضة عن طريق الفنانين والأدباء.
اهم معالمها السياحية:
الكولوسيوم (Colosseum) أهم المعالم الأثرية في روما الذي كان مخصصاً لمباريات القتال بين مصارعين وووحوش. بناه الإمبراطور “Vespasian” سنة 69 ميلادي، يصل ارتفاعه الى 49 متراً ويستوعب 45 ألف متفرج. وبمناسبة افتتاحه، أقيمت حفلات القتال لمدة 100 يوم متتالية، وقتل 90.000 ألف وحش خلالها، وأستمرت العروض حتى سنة 404، وتتحول فيما بعد الى قتال وحوش فقط.
النصب التذكاري العائد للملك “Vittorio Emanuele II” الذي صممه “Giuseppe Sacconi” سنة 1885 وبني إثر تمكن هذا الملك من توحيد إيطاليا سنة 1870 واعلان روما العاصمة.
الميدان الروماني أو كما سمي في العهد القديم “Romanum”، وهو عبارة عن ساحة تضم حكام روما القديمة، وكان المركز القضائي والإداري للإمبراطورية الرومانية والجمهورية القديمة، كما وتحيطه المباني ذات الطابع الروماني. واعتمد الرومان هذا الميدان كمنصة لإلقاء خطبهم ومواعظهم.
قلعة سانت أنجلو، بنيت كضريح للأمبراطور “أدريانو” سنة 130 ميلادي، وتعدّ أعظم أضرحة العالم. وحولها “أوريليانو” الى حصن يلجأ اليه للاختباء من الأعداء، بعدما قام بإنشاء أضخم سور محيطا” القلعة سنة 271.
دولة الفاتيكان، أصغر دولة في العالم من حيث مساحتها التي بلغت حوالي 44 هكتار. وتحتوي هذه الدولة الصغيرة على أهم المتاحف الذي يضم أهم الأعمال الفنية القديمة في العالم ككنيسة “سيستين”.
نافورة تريفي، أجمل نوافير روما وأكثرهم شهرة. وذكر التاريخ ان المياه كانت تجري في قنوات تصب في المكان الذي تقع فيه النافورة الآن، ولذلك أمر البابا “نيكولو الخامس” ترميم هذه القنوات وبناء حوض لتجميع المياه، ما يعرف اليوم بنافورة “تريفي”؛ وخلال القرن الثامن عشر، قام الفنان “نيكولو سالفي” بنحت بعض الصخور والتماثيل المرمرية لتجميلها. وتداولت بعض الأساطير أن من يقوم بإلقاء قطعة نقود داخل النافورة، لا بد له أن يعود لروما مرة ثانية، وأخرى تقول ان الراغب بتحقيق امنية له، ما عليه سوى القاء قطعة معدنية.
كما تضم العديد من المتاحف الفنية كمتحف “بوقيزيو” الواقع في فيللا في حديقة بورقيزي الرائعة التي تم بناؤها خلال القرن السابع عشر بطلب من الكردينال “شيبيوني بورقيزي”؛ متحف “كابي توليني” المبني على ساحة ميكائيل أنجلو سنة 1471، ويحتوي على 12 تمثال لأباطرة الرومان الذين نحتوا على المرمر الملون؛ وغيرهم.
بالاضافة الى شوارعها الشهيرة، كشارع ناسيونالي التجاري الذي يعود تاريخه لأيام الكاردينال فرانسيكوسافيريو دي ميرودي لدى شرائه قطعة أرض أطلق عليها إسم سان فيتالي لبناء حارة عصرية ولكنه لم يستطع بناء سوى ثلاث مبانٍ، وبين سنة 1967 وسنة 1972 بدأ الكاردينال شق شارع ناسيونالي ويعني الشارع الوطني، وشارع دل كورسو مركز محلات الملابس والجلديات الجيدة، وشارع فينيتـــو الأشهر في روما حيث يلتقي الفنانون الارستقراطيين والأجانب؛ وأجمل الساحات ﻜ”بياتزا نافونا” الشهيرة بتماثيلها العملاقة ونافورتها المميزة، وبياتزا دي اسبانيا (Spanish Steps) المليئة بالزهور النادرة والملونة.
ويمكن استغلال الفرصة للتلذّذ بأشهى الأطباق الايطالية ﻜ”انتي باستي” وهي قطعة خبز محمص تدهن بزيت الزيتون والملح والثوم وقطع صغيرة من الطماطم، والباستا بمختلف صلصاتها، والبيتزا على أنواعها المخبوزة على الحطب، وأخيراً التحلية وهي “الآيس كريم” الايطالي.