روسيا نحو ضبط “الخروقات التركية” في الشمال.. وأنقرة ترضخ لمسلحيها
برغم حالة الهدوء الحذر التي تعيشها المناطق الواقعة في الشمال السوري، إلا أن القوات الروسية تعمل على إنشاء نقاط جديدة على خطوط التماس الفاصلة بين القوات التركية وقوات حرس الحدود السوري في مناطق محافظتي الحسكة والرقة، في وقت تعتبر فيها المناطق التي تنتشر فيها القوات التركية في حالة فوضى أمنية مستمرة بسبب ممارسات الفصائل الموالية للقوات التركية.
لـ “ضبط الخروقات”
تقول مصادر ميدانية لـ “وكالة أنباء آسيا”، أن القوات الروسية تعمل على إنشاء 4 قواعد جديدة لها على خطوط التماس مع القوات التركية في مناطق متفرقة من ريف محافظة الحسكة ، مع زيادة في الوجود في شمال محافظة الرقة، وذلك بهدف الحد من الخروقات التركية لاتفاق وقف إطلاق النار المطبق منذ شهر تشرين الثاني من العام الماضي في الشمال السوري.
وبحسب المصدر فإن النقاط الأربعة التي بدأ العمل على إنشاءها في قرى “ام الكيف – عبوش – زركان – أبو راسين”، ستكون نقاط مجاورة لنقاط حرس الحدود السوري الذي انتشر في المنطقة لوقف التمدد التركي بعد انسحاب “قوات سورية الديمقراطية”، من المناطق التي دخلت ضمن خارطة الاتفاق الذي يعرف باسم “اتفاق سوتشي”، والذي أوقف بموجبه الهجوم التركي على الأراضي السورية بحجة قتال “قسد”، نتيجة لارتباطها بـ “حزب العمل الكردستاني”.
كما تعمل القوات الروسية على توسيع انتشارها في مناطق ريف الرقة الشمالي من خلال زيادة وجودها العسكري في قاعدتها المقامة بالقرب من “مفرق تل أبيض”، إلى الشمال من مدينة “الرقة”، بنحو 12 كم، إضافة إلى المطار الزراعي الواقع إلى الشرق من بلدة “الكنطري”، بريف الرقة الشمالي أيضاً، مع التركيز على ضبط إيقاع الهجمات والخروقات التركية المتكررة في الأراضي الممتدة إلى الشمال من بلدة “عين عيسى”، الواقعة بدورها بريف الرقة الشمالي الغربي وتأتي أهميتها من كونها واحدة من المناطق الواقعة على الطريق الدولية الرابطة بين الحدود العراقية ومدينة “حلب” والتي تعرف باسم “M4”.
فوضى داخل الآمنة
تقول مصادر أهلية لـ “وكالة أنباء آسيا”، أن الوضع الأمني في مدينة “تل أبيض”، على وجه التحديد يشهد توتراً مستمراً بسبب ممارسات الفصائل الموالية للقوات التركية، وعلى الرغم من رضوخ الجانب التركي لمطالبات عناصر هذه الفصائل بدفع الرواتب المتأخرة والبدء بتنفيذ عملية “التبديل العسكري”، للمقاتلين المنتشرين حالياً بآخرين من ذات الفصائل ينتشرون في مناطق ريف حلب الشمالي الشرقي التي تسيطر عليها القوات التركية، فإن عناصر الفصائل مازالوا يمارسون عمليات السرقة والنهب بحجة عدم توفر مصادر التمويل، وعلى رأس الفصائل غير المنضبطة يحضر كل من “فيلق المجد – أحرار الشرقية – الجبهة الشامية”.
تؤكد المصادر التي تفضل عدم الكشف عن هويتها لضرورات أمنية، أن الجانب التركي لا يتدخل على الرغم من قيام بعض الأهالي بتقديم “شكاوي”، لمكتب “القائد العسكري التركي”، في المدينة، فالمعلومات تشير إلى أن الضباط الأتراك المنتشرين في المنطقة يأخذون مبالغ مالية إسبوعية من قادة الفصائل العاملة على تنفيذ عمليات السرقة والسطو المسلح على السكان بحجة ارتباطها بـ “حزب العمال الكردستاني”، الأمر الذي يجعل من “الشكاوي”، تذهب أدراج الرياح.
بحسب المصادر فإن عملية “التبديل العسكري”، بدأت قبل عدة أيام بنقل عوائل العناصر الجدد إلى مدينة “تل أبيض”، و مدينة “رأس العين”، ليصار إلى توطينهم بشكل مؤقت أو دائم لمن يرغب في المنطقة بما يحفظ للحكومة التركية استمرارية مشروعها القائم على إحداث تغيير ديموغرافي في المنطقة يضمن لها ما تسميه بـ “الأمن القومي التركي”، من التهديد بوجود فصائل كردية مسلحة في الشمال السوري، الأمر الذي يعتبر من جرائم التطهير العرقي وفقاً للقانون الدولي.
[ad_2]