روسيا تفرض واقعاً دولياً جديداً عبر البوابة السورية
قناة الميادين:
في موازاة بدء الضربات الجوية ضد داعش في سوريا طرحت روسيا مشروع قرار على مجلس الأمن لوضع اطار قانون دولي لمحاربة الإرهاب، الطرح الروسي حظي بتأييد صيني سريع فيما كرر وزراء خارجية الدول الغربية شروطهم بإجراء عملية سياسية انتقالية في سوريا تتضمن أولاً رحيل الرئيس الأسد.
دمشق نادت، فلبت موسكو النداء. مجلس الأمن الدولي غدا في آخر أيام الرئاسة الروسية له مسرحاً لدراما سياسية تشكل منعطفاً جديداً في العلاقات الدولية. روسيا تخبر العالم أنها شرعت في تنفيذ عملية عسكرية ضد الإرهاب في سوريا، وأن من يريد محاربة الإرهاب فعلا عليه أن يضم جهوده لجهودها هي وحلفائها. الخطوة الروسية الاستباقية لم تجد من يعارضها. لا أحد يجرؤ على مهادنة داعش، لكن القتال في خندق واحد مع الجيش العربي السوري ليس خيارا للجميع. رئيس الدبلوماسية السورية لم يخف عمق الإرتياح لقرار الحليف الروسي الذي لم ينقض العهد. روسيا تفرض واقعاً جديداً: العمل العسكري الخارجي لم يعد حكراً على واشنطن وحلفائها. روسيا تفضل الحصول على تفويض من مجلس الأمن الدولي لقتال الإرهاب في سوريا لكنها ضمنت شرعية تحركاتها بطلب رسمي من الدولة السورية.