روسيا تعلق العمل بمعاهدة نووية مع الولايات المتحدة
علقت روسيا العمل باتفاق مع الولايات المتحدة بشأن التخلص من البلوتونيوم الصالح لصنع أسلحة في مؤشر على أنها على استعداد لاستخدام نزع السلاح النووي كورقة مساومة جديدة في خلافاتها مع الولايات المتحدة بشأن أوكرانيا وسوريا.
وأصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما لتعليق العمل بالاتفاق الذي وقع عام 2000 والذي ألزم الجانبين بالتخلص من الفائض من البلوتونيوم الذي يُستهدف في بداية الأمر استخدامه لإنتاج أسلحة نووية.
وقال الكرملين إنه يتخذ هذا التحرك ردا على التصرفات غير الودية من واشنطن. وجاء الإعلان قبل فترة قصيرة من إعلان واشنطن إنها ستعلق المحادثات مع روسيا بشأن محاولة إنهاء العنف في سوريا.
ومعاهدة البلوتونيوم ليست حجر الزاوية في عملية نزع السلاح النووي الأمريكية الروسية في سنوات ما بعد الحرب الباردة والتداعيات العملية من تعليق المعاهدة ستكون محدودة. لكن التعليق وارتباطه باختلافات بشأن قضايا أخرى ينطوي على رمزية قوية.
وقدم بوتين مشروع قانون للبرلمان يحدد فيه تحت أي شروط يمكن استئناف العمل بمعاهدة البلوتونيوم. وكانت هذه الشروط قائمة من الشكاوى الروسية ضد الولايات المتحدة.
وتضمنت أن ترفع واشنطن العقوبات المفروضة على روسيا بشأن أوكرانيا بشأن العقوبات وتعويض موسكو عن العقوبات وتقليص الوجود العسكري الأمريكي في دول حلف شمال الأطلسي بشرق أوروبا إلى المستوى الذي كان عليه قبل 16 عاما.
وتتضمن هذه الخطوات تغييرا كاملا لسياسة أمريكية قائمة منذ فترة طويلة.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان بشأن تعليق المعاهدة “إدارة أوباما بذلت كل ما في وسعها لتدمير أجواء الثقة التي كانت ستشجع التعاون.”
وتابعت “الخطوة التي اضطرت روسيا لاتخاذها لا تهدف إلى تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة. نريد من واشنطن أن تفهم أنه لا يمكنك من ناحية أن تفرض عقوبات ضدنا بشكل لا يضر الأمريكيين ومن ناحية أخرى تواصل التعاون الانتقائي في المجالات التي تناسبك.”
ودعا الاتفاق الذي وقعه في 2010 وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك هيلاري كلينتون الجانبين إلى التخلص من 34 طنا متريا من البلوتونيوم بإحراقها في مفاعلات نووية.
وقالت كلينتون وقتها إن تلك الكمية كافية لصنع ما يصل إلى 17 ألف سلاح نووي. واعتبر الجانبان وقتها الاتفاق كعلامة على نمو التعاون بينهما في مجال الحد من انتشار الأسلحة النووية.
وأكد مسؤولون روس الاثنين أن واشنطن فشلت في الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق. ونص قرار الكرملين على أنه رغم التعليق فإن الفائض من البلوتونيوم المستخدم في صنع أسلحة لن يستخدم لأغراض عسكرية.