روحاني: دعم الارهابيين في سوريا بمثابة اللعب بالنار في المنطقة كلها
اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني، دعم بعض الدول للارهابيين في سوريا بمثابة اللعب بالنار في المنطقة كلها، مؤكدا بان ايران بذلت جهودا واسعة لتجنيب المنطقة حربا مدمرة اخرى، لافتا في الشان النووي الى انه يمتلك كامل الصلاحيات في المفاوضات مع مجموعة “5+1” وان الارادة السياسية متوفرة لدى ايران لحل القضية النووية ويستلزم الامر فقط توفر مثل هذه الارادة لدى الطرف الاخر.
جاء ذلك في تصريح للرئيس روحاني خلال مقابلة اجرتها معه قناة “ان.بي.سي” الاميركية، حيث اجاب على الاسئلة المطروحة في مختلف المجالات ومن ضمنها الرسالة المتبادلة مع الرئيس الامريكي والمفاوضات النووية وجدول اعماله في نيويورك وقضية سوريا وافاق العلاقات الايرانية الاميركية.
وقال الرئيس الايراني بشان القضايا الراهنة في المنطقة، نحن قلقون جدا من وقوع الحرب في المنطقة التي شهدت سابقا عدة حروب مدمرة. عندما نشعر بان حربا جديدة تلوح في الافق بالمنطقة ننظر الى تداعياتها وتاثيراتها المدمرة جدا. لقد بذلت حكومتي خلال الاسابيع الماضية الكثير من الجهود كي لا تشهد المنطقة حربا جديدة وفي هذا السياق كانت الجهود بين ايران وروسيا لافتة في هذا المجال.
وفيما يتعلق بالاسلحة الكيمياوية التي استخدمت في سوريا قال، ان ايران ضحية للاسلحة الكيمياوية ولهذا السبب فاننا حساسون جدا ازاء ذلك. نحن ندعو الى ازالة هذا السلاح من العالم وخاصة من منطقة الشرق الاوسط الحساسة، وسوف لن نالوا جهدا في هذا السبيل.
وفي الرد على سؤال فيما اذا كان يتصور بان امتناع اميركا عن تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا دليل ضعف ام لا قال، اننا نعتبر الحرب ضعفا، فكل حكومة تتخذ قرار الحرب نعتبر ذلك دليل ضعف، وكل حكومة تتخذ قرار السلام فاننا ننظر لها باحترام لاننا ننظر للسلام باحترام.
وتابع الرئيس روحاني، انه علينا جميعا وضع ايدينا بايدي البعض والعمل عبر الدبلوماسية لوقف الكارثة في سوريا، ولا اعتقد ان حربا جديدة يمكنها انهاءها بل انها ستزيد الكارثة سوءا وسيزداد الضحايا اضعافا مضاعفة.
وفي الرد على سؤال حول تصريح لاوباما بان ايران يمكنها العثور على حل للازمة السورية اكد روحاني بانه على جميع دول العالم العمل لحل الازمة واضاف، اننا نشطون جدا فيما يتعلق بالقضية السورية وتم في هذا السياق توجيه رسائل من ايران لاميركا وقد رد الاميركيون عليها، لذا فاننا ندعم اي جهد يمكنه وقف الحرب.
واكد بان ايران تقدم لسوريا مساعدات انسانية، غذائية ودوائية، وقال، هنالك بعض الدول التي تقدم السلاح للحكومة السورية وقد اعلنت ذلك صراحة وهنالك للاسف دول تقدم المال والسلاح للارهابيين.
واعتبر الارهاب بانه يشكل خطرا كبيرا على المنطقة واضاف، ان هنالك دولا تدين الارهاب بالكلام لكنها تقدم الدعم الاستخباري والمالي والتسليحي للارهابيين في سوريا، وحتى انه وفقا للمعلومات التي بحوزتنا اعلنا للدول سابقا بانه جرى تزويد الارهابيين بالسلاح الكيمياوي وهو امر خطير جدا للعالم وخاصة للمنطقة.
ودعا الجميع للعمل على مكافحة الارهاب والحرب الاهلية والعنف والتطرف وقال، ان التطرف لا يخدم مصلحة اي شعب واي احد.
واكد بان ايران تقف ضد الارهاب اينما كان واضاف، انه اذا كانت بعض الدول الغربية تدعم الارهابيين فذلك بمثابة اللعب بالنار في المنطقة كلها. علينا العمل لوقف الحرب الاهلية وتوفير الارضية للحوار بين الحكومة والمعارضة، والاحتكام الى صناديق الاقتراع، وما يصوت له الشعب نحن نقبل به.
وبشان القضية النووية الايرانية اكد ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ليس في برنامجها حيازة السلاح النووي اطلاقا وانها لا تسعى لحيازة هذا السلاح ابدا.
واكد الرئيس روحاني، بان معارضة ايران للسلاح النووي تنطلق من المبادئ والاخلاق والثوابت واضاف، اننا لم ولن نسعى ابدا لحيازة السلاح النووي، بل نسعى لامتلاك التكنولوجيا النووية السلمية، لذا نريد ان يعلم العالم كله بانه لا مكان للسلاح النووي في عقيدتنا.
وتابع قائلا، ان الحكومة ستتعاطى في القضية النووية باقتدار ولها كامل الصلاحيات في المفاوضات النووية وقد فوضت وزارة الخارجية هذا الامر الا ان المشكلة لن تكون من جانبا، فنحن لدينا الارادة السياسية الكاملة لحل هذه القضية.
واعتبر ان المفاوضات النووية ليست بحاجة سوى الى شيء واحد الا وهو توفر الارادة السياسية لدى الطرف الاخر لحل وتسوية القضية بصورة نهائية واضاف، ان الارادة متوفرة لدينا بصورة كاملة ولو توفرت الارادة السياسة لدى الطرف الاخر فان القضية بسيطة للغاية وستصل الى الحل في فترة ليست طويلة.
وفيما يتعلق بقاعدة “ربح – ربح” التي تدعو لها ايران قال، ان معنى ذلك هو ان تقر دول الطرف الاخر للمفاوضات بحقوق ايران المشروعة بامتلاك التكنولوجيا النووية السلمية وان نعطي نحن الطرف الاخر للمفاوضات التطمينات اللازمة بسلمية انشطتنا.
واضاف، انه عندما تكون ايران موقعة لمعاهدة حظر الانتشار النووي “ان بي تي” وتجري جميع انشطتها تحت اشراف ورقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وهنالك كاميرات للوكالة في جميع مراكز تخصيب اليورانيوم الايرانية، فما الذي يدعو للقلق بعد ذلك؟.
وقال الرئيس روحاني، هنالك دول لا تعمل تحت اشراف الوكالة وليست عضوا في معاهدة “ان بي تي” ولا يتم ابداء القلق تجاهها ولكن لا معنى لكل هذا القلق تجاه دولة تلتزم بكل هذه الضوابط.
وردا على سؤال لمراسلة القناة التي اشارت الى تصريح رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي اعتبر الرئيس روحاني بأنه “ذئب في جلد حمل”، أجاب الرئيس الايراني: ان الكيان الاسرائيلي الذي هو كيان غاصب يظلم شعوب المنطقة، ويزعزع استقرارها عبر سياساته المثيرة للحروب، لا ينبغي ان يسمح لنفسه بالتحدث عن حكومة نابعة من اصوات الشعب. اننا نمتلك الشهامة الكافية للقول بما نعتقد به. لقد اعلنا صراحة باننا لا ولن نسعى لحيازة السلاح النووي، لذا فانه ينبغي على هذا الكيان العدواني في المنطقة اذا اراد ان يتحدث هكذا بشان حكومة نابعة من اصوات الشعب ان يعلم بان عهد التهديدات قد ولى.
وبخصوص زيارته الي نيويورك لحضور اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، قال الرئيس روحاني: ان طهران ستعلن مواقفها بصراحة امام الجمعية العامة للامم المتحدة حول سياستها الخارجية والقضايا الدولية سيما الموضوع النووي والقضايا الاقليمية، وتتوقع ان يستمع العالم الى صوتها جيدا.
وفيما اذا كان هنالك لقاء محتمل بينه وبين الرئيس الاميركي باراك اوباما على هامش اجتماع الجمعية العامة لمنظمة الامم المتحدة في نيويورك، قال الرئيس روحاني، ان اللقاء مع اوباما غير مدرج في جدول اعمالي خلال الزيارة (الى نيويورك) ولكن كل شيء وارد في عالم السياسة.
ولفت الى الرسالة التي تلقاها من الرئيس الاميركي ورده عليها وقال، انه بعد الانتخابات الرئاسية ومراسم اداء اليمين الدستورية اي بدء عمل الحكومة بصورة رسمية وجه لي السيد اوباما رسالة هنأني فيها وطرح بعض القضايا، وانا بدوري وجهت رسالة جوابية شكرته فيها وطرحت فيها مواقف الجمهورية الاسلامية الايرانية حول القضايا التي طرحها وبعض القضايا الاخرى، وباعتقادي ان لهجة الرسالتين كانت ايجابية وبناءة.
وفيما اذا كان بامكان هذه الرسالة المتبادلة ان تشكل اساسا وقاعدة لمستقبل العلاقات بين ايران واميركا قال، ان هذا الامر يمكنه ان يشكل خطوات صغيرة لمستقبل مهم جدا. انني اعتقد بانه على القادة في جميع الدول ان يفكروا بالمصالح الوطنية لبلدانهم وان لا يقعوا تحت تاثير مجموعات الضغط المتطرفة. آمل بان نشهد مثل هذه الاجواء والمشاهد في المستقبل.
ونوه الرئيس الايراني الى الانتخابات الرئاسية الايرانية الاخيرة، وقال ان صوته يعبر في الحقيقة عن صوت الشعب الايراني.
وقال، ان الشعب الايراني اختار في هذه الانتخابات، نهج الاعتدال والمرونة، وان الاعتدال والمرونة في السياسة الخارجية يعني التعاطي البناء مع دول العالم.
المصدر: وكالة أنباء فارس