روبرت كاغان دعا لاحتلال سوريا بذريعة الخطر الداعشي
كتب روبرت كاغان “Robert Kagan” وهو من كبار منظري تيار المحافظين الجدد مقالة نشرتها صحيفة “Wall Street Journal” بعنوان “ازمة النظام العالمي”، اعتبر فيها ان الحرب في الشرق الاوسط لم تعد مشكلة شرق اوسطية بحتة، بل أصبحت أوروبية أيضا، مشيراً الى تدفق اللاجئين من سوريا والى ما اسماه “القمع الذي مارسه الرئيس السوري بشار الاسد الذي هز القارة الاوروبية”.
واعتبر الكاتب، الذي هو من مؤسسي “مشروع القرن الاميركي الجديد” الذي قام بإنشائه عدد من المنتمين الى معسكر المحافظين الجدد والذي روج لاجتياح الاميركي للعراق عام 2003 وللاطاحة بالانظمة المعادية لاسرائيل مثل ايران وسوريا، ان هجمات باريس، “التي نظمها ووجهها على الارجح داعش من معقلها في سوريا”، تهدد تماسك اوروبا والمجتمع الاطلسي.
وتحدث الكاتب عن مشاكل كانت تعاني منها اوروبا قبل ازمة اللاجئين وهجمات باريس، مشيراً الى ازمة المنطقة الاقتصادية الاوروبية التي قلصت من شرعية الاحزاب الوسطية واضعاف اقتصادات القوى الاساسية الاوروبية. واعتبر ان الترويكا القديمة المؤلفة من بريطانيا وفرنسا والمانيا التي كانت تقود القارة وتعمل مع الولايات المتحدة لوضع الاجندة العالمية لم تعد موجودة.
وقال ان الكثير من الاحزاب اليمينية وغيرها من الاحزاب في اوروبا على علاقة وطيدة بروسيا، مشيراً الى رئيس الوزراء المجري والمستشار الالماني السابق “غيرهارد شرودر” الذي طالب بتطبيع العلاقات مع موسكو.
بحسب الكاتب، فان الازمة السورية عززت الموقف الروسي، فقد أصبح الاوروبيون مستعدين للقبول باي شريك في محاربة داعش عقب هجمات باريس، واعتبر ان عدم استعداد اميركا للعب الدور القيادي في العالم له ارتدادات تذهب ابعد بكثير من الشرق الاوسط، وأكد أن سياسة واشنطن في سوريا ستؤثر الآن في مستقبل الاستقرار في اوروبا، وكذلك قوة العلاقات الاطلسية، وبالتالي “سلامة النظام العالمي الليبرالي”.
واضاف: ان داعش يشكل تهديدا متزايدا لاميركا و لاستقرار اوروبا، و بناء عليه دعا الى اعادة تقييم السياسات التي جرّبت حتى الآن في سوريا و العراق. وشدد على ان اوروبا لا تملك القدرات المطلوبة لخوض هذه الحرب بمفردها و ان ما تستطيع القيام به فقط هو بناء الاسوار داخل اوروبا و في محيطها.
البديل الوحيد عن ذلك، برأي الكاتب، هو معالجة الازمة في سوريا والعراق والتهديد الذي تشكله داعش. معتبرا ان الاوروبيين لا يمكن ان يلعبوا الدور العسكري الاساس، واستشهد بتجربة البلقان في التسعينيات.
كما دعا الكاتب الى انشاء منطقة آمنة في سوريا من اجل توفير مأوى للمهجرين والسماح لمئات الآلاف الذين فروا الى اوروبا بالعودة الى بلدهم واللجوء الى هذه المنطقة. وقال ان ذلك يتطلب، وفقاً لتقديرات المسؤولين العسكريين الاميركيين، ليس مجرد القوة الجوية وانما قوة برية يصل عددها إلى 30,000 جندي. وقال انه وبعد انشاء هذه المنطقة الآمنة، يمكن استبدال هذه القوات الاميركية بقوات اوروبية وتركية وسعودية وغيرها من قوات عربية.
كاغان عن نحو 10,000 و20,000 جندي اميركي اضافي من اجل استئصال داعش من المناطق التي تسيطر عليها في سوريا ومساعدة القوات العراقية على اقتلاعها في العراق. وطرح استبدال هذه القوات بقوات اطلسية ودولية اخرى من اجل الامساك بالاراضي المحررة وتوفير منطقة آمنة من أجل اعادة بناء المناطق التي كانت تسيطر عليها داعش.
وشدد على ضرورة اجراء عملية انتقالية في سوريا تؤدي الى ازاحة الرئيس الاسد وتشكيل حكومة انتقالية جديدة بغية اجراء انتخابات، وزعم أن الاسد سيواجه حقائق عسكرية مختلفة تماماً على الارض، حيث ستدعم القوات الاميركية (وفقاً للسيناريو الذي يطرحه الكاتب) المعارضة السورية وستتوقف روسيا عن عمليات القصف، بحسب توقعاته.
وتحدث عن نشر قوة “حفظ سلام” دولية خلال المرحلة الانتقالية وحتى بعد الجولة الاولى من الانتخابات – تتألف من القوات الفرنسية والتركية والاميركية وغيرها من قوات اطلسية وعربية في سوريا. وقال ان هذه القوات سينبغي عليها البقاء في سوريا حتى يتم تحقيق مستوى معين من الاستقرار و الامن والثقة بين الطوائف المختلفة.
[ad_2]