رفض شعبي وتنديد خارجي بسياسات ترامب حيال المهاجرين
[ad_1]
دمشق-سانا
تسببت سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالمهاجرين الذين يدخلون الأراضي الأمريكية وحملة القمع الأمريكية لفصل الأطفال عن ذويهم المهاجرين بحالة من التوتر الداخلي الشديد في العديد من الولايات.
إجراءات ترامب التعسفية بحق المهاجرين أدت لارتفاع الأصوات المنتقدة لسياساته حول الهجرة حيث خرج آلاف الأشخاص في العديد من المدن الأمريكية في مظاهرات احتجاجا على فصل أفراد عائلات المهاجرين وأبعاد أكثر من ألفي طفل عن ذويهم فيما اعتقلت الشرطة الأمريكية أمس الأول أكثر من 500 إمراة بينهن عضو في الكونغرس الأمريكي خلال مشاركتهن في مظاهرة احتجاجية على سياسة الهجرة.
قرار ترامب الذي اصدره مطلع أيار الماضي بتوقيف البالغين الذين يعبرون الحدود الأمريكية الجنوبية مع المكسيك بطريقة غير شرعية ولا سيما طالبي اللجوء في محاولة منه لترهيب وردع الراغبين بالقدوم الى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني أشعل الشارع الأمريكي ما اضطر الرئيس الأمريكي للتراجع عن جزء من سياسته بعد الاحتجاجات العديدة التي خرجت للتنديد بالقرار.
تداعيات قضية فصل الأطفال عن ذويهم بشكل قسري تفاعلت داخل الولايات المتحدة وخارجها حيث هاجم أعضاء ديمقراطيون فى الكونغرس الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية بهذا الشأن كما رفع ستة نواب ديمقراطيين صور أطفال يذرفون الدموع ولافتات كتب عليها العائلات يجب أن تكون معا في مجلس النواب خلال خروج ترامب من اجتماع مع النواب الجمهوريين.
ومنذ الإعلان عن السياسة الأمريكية التى تقضى بعدم التسامح مع المهاجرين مطلع أيار تم فصل 2324 طفلا ومهاجرا شابا عن عائلاتهم التى فر معظمها من أمريكا الوسطى.
المدير التنفيذى لمنظمة “بوردر نيت ورك فور هيومن رايتس” فيرناندو غارسيا أكد أن البيت الأبيض يمنع دخول المنظمات الحقوقية إلى المخيمات التى يحتجز فيها أطفال المهاجرين من المكسيك فيما تواصلت ردود الأفعال الدولية حول هذه القضية حيث أدان وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديغاراى فصل أطفال المهاجرين مؤكدا أنه عمل وحشى وغير إنسانى.
وفى كندا قال وزير الهجرة أحمد حسين: ” إن الكنديين مصدومون بسياسة تفريق العائلات مشيرا إلى أن اوتاوا تراقب مدى احترام السلطات الأمريكية لحق اللجوء فيما عبرت غواتيمالا عن قلقها من إجراءات تفريق العائلات وقالت وزيرة الخارجية ساندرا خوفيل “إن 465 طفلا من غواتيمالا تم فصلهم عن عائلاتهم التي عبرت سرا الحدود مع الولايات المتحدة” كما أدانت تشيلي بلسان وزير خارجيتها روبرتو أمبويرو سياسة الهجرة التي يتبعها ترامب.
المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة طالبت مؤخرا الولايات المتحدة بالتوقف عن احتجاز عائلات المهاجرين غير الشرعيين وفصل الأطفال عن ذويهم وقالت إن هذه الممارسات مخالفة للقانون الدولي بينما أكدت مفوضية شؤون اللاجئين أن الظروف التي تعيشها البلدان التي تتحدر منها أغلبية المهاجرين تمنحهم الحق بالحماية الدولية فيما طالبت زوجات رؤساء أمريكيين سابقين بوقف هذه السياسة وأشارت روزالين كارتر زوجة جيمي كارتر إلى أنها إجراء مشين ومخجل لأمريكا بينما وصفت لورا بوش زوجة الجمهوري جورج بوش الإبن هذه السياسة بأنها غير أخلاقية.
وفي محاولة منه للحد من موجة الغضب الشعبي إزاء سياسته حول الهجرة لجأ ترامب إلى انكار حقيقة حثه الأعضاء الجمهوريين في الكونغرس على تمرير مشروعي قانون يتعلقان بالهجرة زاعما أنه كان يعلم أن هذا الإجراء لن يحصل على أصوات كافية لكن ذلك يتناقض مع تغريدة كتبها الأسبوع الماضي وأصر فيها على ضرورة أن يمرر الجمهوريون مشروع القانون المذكور.
التناقض في تصريحات ترامب لم يعد يثير استغرابا كبيرا سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها إذ أن مواقفه غير المتزنة إزاء الكثير من القضايا والمسائل الدولية جعلته في ذيل قائمة تقييم الرؤساء الأمريكيين ودفعت بالعديد من المسؤولين في إدارته إلى الإستقالة والابتعاد عنه.
موقع بازفيد الأمريكي نشر في هذا السياق تقريرا قال فيه أن البيت الأبيض في عهد ترامب سيتحول إلى مدينة أشباح بنهاية فصل الصيف حيث تتزايد المناصب الشاغرة ويزداد أيضا نفور الخبراء الجمهوريين من الانضمام إلى إدارة أمريكية مضطربة مشيرا إلى أن عددا من كبار مساعدي ترامب يعتزمون مغادرة البيت الأبيض قريبا بمن فيهم رئيس هيئة الأركان جون كيلي وجو هاين نائب رئيس الأركان للعمليات والمدير التشريعي للبيت الأبيض مارك شورت والمتحدثة باسم البيت سارة ساندرز فيما يحاول المكتب المسؤول عن توظيف المرشحين البحث عن خبراء لإقناعهم بالانضمام إلى إدارة ترامب.
سياسات ترامب التي أثارت استياء حلفائه في أوروبا دفعت بعض الأمريكيين أيضا إلى التفكير بمغادرة الولايات المتحدة حيث أعرب كثير منهم عن القلق مما يجري داخل بلادهم في عهد إدارته لدرجة بدؤوا فيها بدراسة خيارات تتعلق بالمغادرة والانتقال إلى بلدان أخرى.