رغبة سعودية وتجاوب اسرائيلي لاقامة تحالف اقليمي في المنطقة
صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948:
التقارب السعودي الاسرائيلي خلال الاشهر الاخيرة وصل الى مستويات غير مسبوقة في تاريخ العلاقات السرية بين البلدين، والعلاقات بين الرياض وتل أبيب ليست وليدة رياح “الربيع العربي”، بل بدأت منذ سنوات طويلة، وهي في حالة تعميق وتجذير ولا تتأثر بالتعليمات السياسية وتبدلات الحكومات في اسرائيل، فهي علاقات بنيت على اسس وتعاون وتنسيق أمني على أعلى المستويات.
وتقول تقارير خاصة حصلت عليها (المنــار) أنه منذ هبوب رياح ما يسمى بـ”الربيع العربي” على المنطقة عملت السعودية على استغلال العلاقة مع اسرائيل من أجل تحقيق بعض أهدافها، واستهداف خصومها وأعدائها في المنطقة العربية، لكن، من أكثر القضايا تعاونا بين الدولتين هي التنسيق حول النووي الايراني، وتفيد هذه التقارير أن العلاقة بين السعودية واسرائيل فيها عوامل البقاء وبشكل خاص المصالح المشتركة بينهما فهناك تشابه في المصالح والاهداف، سواء ما يتعلق بايران وحزب الله وضرورة اضعافه في الساحة اللبنانية لمصلحة من ترعاهم السعودية هناك وتدمير الدولة السورية التي تشكل الشريان الأهم الذي يزود الحزب بعوامل قوية.
وحسب هذه التقارير فان الاتصالات واللقاءات بين السعودية واسرائيل أصبحت أمرا اعتياديا خلال العامين الاخيرين، كما أن هذه الاتصالات تكشفت بصورة ملفتة خلال الشهرين الاخيرين، وتؤكد التقارير وجود تنسيق عال في رسم السياسة الخارجية السعودية اتجاه العديد من قضايا المنطقة فالتشاور والتنسيق بينهما يتعمقان، وهناك رغبة سعودية تلقى تجاوبا اسرائيليا ملفتا يقضي بضرورة اقامة تحالف اقليمي يضم عوامل دول الخليج بالاضافة الى اسرائيل، ودول اخرى تتشابه معها في المواقف والاهداف لمواجهة التحدي الايراني، وأن هذه الرغبة السعودية اصبحت أكثر الحاحا منذ حالة الانفراج التي شهدتها العلاقة بين طهران والغرب.
وترى هذه التقارير أن هناك حالة من التباعد بين السعودية وأمريكا أو ما يمكن تسميته بـ “الحرد” و “الزعل” ممزوجة بخيبة الامل تجعل السعودية راغبة في اقامة محور جديد في المنطقة يعيد محور الاعتدال الذي هزته رياح الربيع العربي وادخلته في حالة من التشابك، وترى السعودية أن امريكا تتجه نحو التسليم بوجود ايران قوة مؤثرة في الشرق الاوسط وترغب في التعاون معها لتحقيق أوضاع من العدوء والسكينة في مختلف الدول التي تعاني من ازمات في المنطقة، وترى السعودية ايضا أن مثل هذا التوجه الامريكي يعني التخلي عن الحلفاء القدامى وعلى رأسهم السعودية، وجاء في هذه التقارير أن التقارب في العلاقات بين السعودية واسرائيل والتشابه في المصالح يتجاوز موضوع ايران وسوريا وحزب الله ، ويمتد الى دول اخرى كالعراق.