رسالة وفاء إلى الأسير سامر طارق العيساوي
موقع إنباء الإخباري ـ
ميسم حمزة:
فارس تمرد على الواقع الأليم الذي فرض عليه، إرادته تحدّت قضبان السجن، فكان بحجم الوطن.
الموت بالنسبة له كرامة، والحياة من دون شرف مرفوضة. أقفل فمه ورفض الطعام، وبالمقابل فتح آلاف الأفواه المطالبة بالحرية له والمتمردة على الظلم، فعلّم كل عربي حر الصبر.
بأمعائه الخاوية بعث رسالة مع الرياح لكل من فاض صدره للحرية. هو اليوم بطل، روحه فوق راحته، يرقب الساعة التي سيحلّق فيها في سماء الحرية طيراً، فتهدأ العواصف خجلاً من جرأته، وتنكسف الشمس حياءً من نوره.
من خلال صمته تكلم، عبر جوعه أشبع الكثيرين.
أتحدث هنا عن الأسير سامر طارق العيساوي، المضرب عن الطعام منذ أكثر من سبعة شهور، الذي وجه تحية إلى الشعب الفلسطيني، بفئاته وقواه كافة، على مساندة معركة الأسرى المضربين، معتبراً أن وقوف الشعب الفلسطيني معه يعطيه أكبر قوة في الصمود والمواجهة.
أتحدث عن الأسير الذي يتحضر للشهادة بسعادة كبيرة، ووجه رسالة إلى أهله وشعبه والى كل متضامن معه. وأنا اليوم أوجه إلى هذا الأسير الحي فينا، رسالة من لبنان، أرض المقاومين والشهداء، فأنا ابنة جمال عبد الناصر التي حملت القضية الفلسطينية في قلبها كما علمها قائدها ومعلمها جمال عبد الناصر، ابنة الأرض التي سطرت الحرية بدماء شهدائها، هذه الشهادة التي أصبحت كجواد يمتطيه من أخلص لقضيته، وما من شيء يقف أمامه ويحول دون تحقيقه هدفه، مهما بعدت المسافات أو تبدلت الظروف.
فاسمح لي أيها البطل الصامد في سجون العدو، أن اقبل يديك الطاهرتين، وأعاهدك عهد من تربى على روايات بطولية كتبها أمثال الشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية والسيد عباس الموسوي، انك ستبقى فينا وقضيتك ستبقى قضيتنا وفلسطين ستبقى بوصلتنا.
فاليوم أصمت، لأنك أكبر من كلماتي، فانا على الأرض و أنت طائر يحلق في سماء الحرية، فما قمت به لن يكون أبداً في طي النسيان، وستخلد تضحياتك في قصص الأبطال الذين ضحوا من أجل الوطن.