رسالة إلى الأمير تركي بن فيصل
موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم:
أنتم من امتطى ويمتطي ظهور الآخرين لتبلغوا مقاصدكم، وكنتم أول من استجلب وشارك الاحتلال الانكليزي، وأعلنتم ما يسمى “الثورة العربية” ضد الدولة العثمانية وتوقيعكم على تعهدات مكتوبة بأصابع جدك للسير بيرسي كوكس مندوب بريطانيا بقيام دولة لليهود “المساكين” على أرض فلسطين والتي بدورها شجعت الهجمات إلارهابية الصهيونية ضد المواطنين الفلسطينيين الآمنين في قراهم ومنها مذبحة دير ياسين .
أنتم المبادرون دائما إلى عقد الاجتماعات التي تنتج تحالفات وأعمالاً إجرامية كالعدوان الثلاثي على مصر في العام 1956.
أنتم من موّل وأيّد المجموعات التي عملت على زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا ومصر جمال عبد الناصر ودرّبتم ما تسمونه المعارضة المسلحة لتقاتل الدولة السورية بعد وصف رئيسها لكم بأنصاف الرجال .
أنتم من قدّمتم الانتحاريين لكي يكون تحالف القاعدة وأخواتها أكثر فعالية في إبادة المدنيين من الشرق والغرب.
أنتم من بادر إلى تقديم الدعم العسكري والسياسي والإنساني! للشعب اليمني، وآخر بصمات هذا الدعم كان في سوق مستبأ اليمني حيث ارتفع فيه أكثر من مئة قتيل من النساء والاطفال نتيجة غاراتكم، ما أدى الى إحراج مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة ودفعه إلى إصدار بيان حمّلكم فيه مسؤولية العدوان بشكل مباشر.
أنتم من أسس تحالفًا على الورق ضم أكثر من ثلاثين دولة مسلمة، لمحاربة كافة أطياف أصحاب المذاهب الاسلامية الخمسة وغيرها في العالم.
أنتم أكبر متبرع للنشاطات الإنسانية التي ترعى زواج القاصر والزواج على نية الطلاق من اللاجئات السوريات واليمنيات وغيرهن كثيرات.
أنتم من يحارب العقائد التي تسعى للقضاء على عادات قبلية مسيئة للإسلام والمسلمين لا زلتم تتوارثونها، ومنها شراء وبيع الجواري والرقص والمجون في الليالي الملاح من طنجه الى جاكرتا.
أنتم الممولون الوحيدون لمركز مكافحة الإرهاب في الأمم المتحدة الذي يجمع القدرات المعلوماتية والسياسية والاقتصادية والبشرية من دول العالم لهدف واحد هو ترشيد أصحاب الفكر الضال في بلادكم ومواجهة أفكار هذا المركز.
أنتم من يشتري السندات الحكومية الأميركية ذات الفوائد المنخفضة التي تدعم سياسة اللوبي الصهيوني.
أنتم من يبتعث آلاف الطلبة إلى جامعات اميركا وبتكلفة عالية لكي ينهلوا من العلم والمعرفة، وحذارِ حذارِ إذا حاولوا التفكير بسياسة الحكم أو تقويمها .
أنتم من يستضيف أكثر من ثلاثين ألف مواطن أميركي وبأجور مرتفعة لكي يعملوا بخبراتهم في شركاتكم، ولا تتحملون مواطناً سعودياً أو فلسطينياً واحداً ألقى شعراً او رفع يافطة في شوارعكم متضامناً مع أهله وشعبه.
لقد التقى الرئيس باراك أوباما بملكك سلمان، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وانقلب عليكم لعلمه بحقيقتكم، واتهم فكركم الوهابي الأعمى بتأجيج الصراع الطائفي والقبلي في العالم العربي والإسلامي وتحديداً في سوريا واليمن والعراق وليبيا ونشره في العالم العربي والاسلامي .
لا يا تركي بن فيصل
نحن من يمتطون ظهور الجبال لنيل مقاصدهم، وأبطال بلاد الشام يقودون المسيرة، الأحياء منهم والشهداء، وسنستمر في اعتبار الشعب السعودي المقهور المغيّب حليفنا، ولن ننسى المتطوعين السعوديين ومشاركتهم ـ دون علمكم ـ الفلسطينيين قتالهم للعصابات الصهيونية قبل العام 1948.
يا أيها الامير تركي بن فيصل: لكم أمريكيتكم، ولنا من الشعب الأميركيأ راشيل كوري وغيرها من الشهداء المتضامنين مع عدالة القضية الفلسطينية التي ضيعتموها بين البريطانيين بيرسي كوكس وتوماس ادوارد لورانس (لورانس العرب) وآرثر بلفوروزير خارجية بريطانيا.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين