رسائل وآثار استراتيجية لهجوم الحرس الثوري الصاروخي على مقر الموساد
صحيفة الوفاق الإيرانية:
شن الحرس الثوري الإيراني، هجوما صاروخيا على قاعدة تجسس للكيان الصهيوني في المنطقة الكردية شمال العراق، لقد أثبتت إيران مرة أخرى عملياً أن عصر “ضرب الباب” قد انتهى وسترد على أي ضربة للعدو بهجمات أشد ألماً وسرعة.
في غضون ذلك، يمكن تتبع رسائل وتحذيرات مختلفة تتجاوز تدمير قاعدة التجسس الصهيونية في أربيل بالعراق، ونذكر أهمها فيما يلي:
استخبارات الحرس الثوري والقوات المسلحة الإيرانية القوية على تحركات العدو
في عالم اليوم، يعد الحصول على معلومات حول قدرات وتحركات العدو جزءاً مهماً من مهام قوات الأمن والدفاع الوطنية للحفاظ على الأمن القومي. إن امتلاك معلومات موثوقة وسرية للغاية حول البنية التحتية للعدو، والمناطق الفعالة، وأنشطته وخططه، وقدرات العدو ونقاط ضعفه كلها مهمة كشرط أساسي وبنية تحتية لصياغة الاستراتيجية الدفاعية وتنفيذ العمليات الميدانية.
في غضون ذلك، في الأشهر الأخيرة، كانت هناك حرب معلوماتية تدور خلف الكواليس بين إيران والكيان الصهيوني لتقويض المصالح الاقتصادية والأمنية والجيوسياسية للطرفين. ولوحظ مثال واضح على ذلك في الملاحة البحرية بهدف تأمين خطوط الشحن للجانبين، فقد أظهرت عملية الحرس الثوري ضد مركز التجسس التابع للموساد مرة أخرى التفوق العملياتي والاستخباراتي لجمهورية إيران الإسلامية. كانت هذه الإدارة الاستخبارية واسعة للغاية لدرجة أن طهران كانت على علم بموقع غرفة عمليات الموساد في مركز التجسس هذا.
ومع اليقين بكونه مركزا تجسسيا صهيونيا، نفذت عملية تدمير الهدف من الأراضي الإيرانية بإطلاق الصواريخ وأثبتت اقتدارها. ويجب أن تكون تأثيرات هذه الإدارة الاستخباراتية قد عطلت هيكل وخطط الموساد بالكامل، بعبارة أخرى، من خلال مراقبة التسلل الاستخباري الإيراني لجهاز الموساد الذي تم بناؤه وتفعيله في إقليم كردستان العراق، يعتبر هذا المركز الاستخباري معطلاً وغير فعال.
التهديد يلقي بظلاله على مراكز استضافة الموساد الأخرى
تأثير ورسالة أخرى للهجوم الصاروخي هو انتشار شبح التهديد على مراكز تجسس الموساد الأخرى في المنطقة، وخاصة بالقرب من حدود الجمهورية الإسلامية. كجزء من عملية تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني، يسعى الموساد إلى كسب وجود ونفوذ وموطئ قدم له حول الحدود الجغرافية لإيران، وخاصة الخليج الفارسي، من أجل تحقيق توازن أمني بطريقة ما، والذي تغير الآن لصالح إيران. في الأسابيع الأخيرة، أعلن مسؤولون في نظام آل خليفة في البحرين عن نقل مقرات وأنشطة إلى الموساد إلى داخل البحرين. إن وجود هذا المركز ومراكز مماثلة في الإمارات أو المملكة العربية السعودية في الخليج الفارسي يهدد في الواقع المصالح الأمنية.
في غضون ذلك، بعثت الجمهورية الإسلامية برسالة قوية بهجوم صاروخي، مفادها بأنها لن تتسامح في التعامل مع أي تهديدات أو ما يمس خطوطها الأمنية الحمراء. لذلك لا بد من القول إن إحدى رسائل الهجوم الصاروخي موجهة إلى الحكومات التي ارتكبت خطأ حسابياً أمنياً ووقعت في فخ الصهاينة.
الانتقال من الصبر الاستراتيجي إلى المقاومة النشطة
تتجه جمهورية إيران الإسلامية في اتجاه منطقي نحو الأفق الاستراتيجي لتغيير هندسة القوة في منطقة غرب آسيا وتدمير الكيان الأمني الهدام المستمر منذ عقود والذي أنشأه الغرب، وركيزته الكيان الصهيوني في المنطقة. على مدى السنوات الماضية، من خلال التحلي بالصبر الاستراتيجي في وجه مغامرات وحماقات الكيان الصهيوني، تم تعزيز الموقف العسكري والأمني للمقاومة في المنطقة كقوة مهيمنة. هذا النهج دفع الصهاينة إلى اتخاذ إجراءات ضد مصالح إيران في المنطقة. لكن طهران أظهرت خلال العام الماضي أنها من خلال تغيير الأوضاع الإقليمية والدولية والتعامل بروية وفعالية مع الأزمات الغربية – العربية – الصهيونية المفتعلة في جغرافيا المقاومة، تخلت عن سياسة الصبر الاستراتيجي ووضعت نهج المقاومة النشطة والعمليات الإستباقية على الطاولة.