ردّ موحد من “الغرفة المشتركة”.. إطاحة بآمال حكومة نتنياهو
موقع العهد الإخباري-
خليل نصر الله:
منذ أحداث رمضان، والرد الموسع من أكثر من ساحة، وما تلاه من تحذيرات أطلقتها قوى المقاومة في المنطقة، يدخل ضمن الحسابات الإسرائيلية حول معادلة وحدة الساحات. يمكن فهم ذلك من خلال تصريحات قادة العدو، أمنيين وعسكريين وسياسيين، إذ لا يخلو تصريح من حديث تعدد الجبهات.
في مقابل ترسيخ مشهديّة وحدة الساحات، وازدياد وتيرة الربط في ما بينها، اعلاميًا وعمليًا، ترى “إسرائيل” نفسها أمام معضلة يصعب تفكيكها، لكن لا بد من محاولة إعادة الواقع إلى عهده السابق، أي حصر الجبهات، ومحاولة تفكيكها، والتحكم بمسار أي مواجهة مع أي فصيل مقاوم ومنع الآخرين من الدخول على خط أي “تصفية حساب” أو معركة.
كثيرة هي المعطيات والمؤشرات التي تبيّن مسعى العدو نحو تفكيك الجبهات، وكذلك الفصل بين قوى المقاومة. يلمس ذلك من خلال التصريحات الإسرائيلية، وبعض المناهج العملية، على غرار ما حصل في شهر رمضان عندما حاول العدو تحميل “حماس” مسؤولية إطلاق الصواريخ من لبنان، وتجنب المواجهة مع حزب الله عبر نفي علاقته بما جرى.
على اثر استشهاد الشيخ خضر عدنان، الأسير المضرب عن الطعام، والمنتمي لحركة “الجهاد الإسلامي”، تأتّت فرصة للإسرائيليين لاختبار مسعاهم نحو حصر القتال مع فئة دون أخرى. كانت توقعاتهم تشير إلى رد من غزة ستنفذه حركة “الجهاد الإسلامي” دون سواها، مع عدم اسقاط دخول قوى مقاومة أخرى كحركة “حماس”، لكن ليس بشكل متزامن.
ما حصل أتى عكس التوقعات الإسرائيلية، فالرد تم عبر غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، وهو ما أربك الإسرائيليين حتى في حجم الرد على إطلاق صواريخ الثأر للشيخ الشهيد وطبيعته. لم يسجل أي شيء غير اعتيادي. قصف مناطق مفتوحة، وسرعة في الاستجابة للوسطاء وإعلان وقف إطلاق نار متزامن.
ما جرى ليل الثلاثاء الأربعاء، يبين أن الرسالة الأساسية من غزة كانت الشراكة في الرد، والذهاب بعيدًا في الرد على الرد، وهو ما ظهر في توسيع نطاق رماية الصواريخ ليتخطى غلاف غزة إلى مستعمرات خلفية، وعليه يمكن تسجيل الملاحظات التالية:
– ثبتت المقاومة من غزة وحدة الرد وهو انعكاس واضح لوحدة الساحات.
– بين رد “الغرفة المشتركة” أن المواجهة إن توسّعت قد تؤدي إلى تصعيد لن ينحصر في فلسطين.
– ارتباك إسرائيلي ورد دون السقف الذي رفع عبر تسريبات لمسؤولين أمنيين تحدثوا عن تصعيد ضروري لاستعادة الردع لو أدى إلى مواجهة.
– أن حسابات وحدة الساحات دخلت ضمن التوجهات وتقدير الموقف الإسرائيلي وكل خطوة محكومة به.
– أن تفكيك الجبهات وخوض معارك محددة والتحكم بها أمر صعب.
وعليه، يمكن القول إن عملية تفكيك ما عمل محور بأكمله على تثبيته منذ ما قبل عملية “سيف القدس” وصولًا إلى أحداث شهر رمضان المبارك والرد الموسع، أمر صعب أمام المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي باتت معنية بوضع استراتيجية للتعاطي مع اشتعال جبهات وليس جبهة واحدة، وهو ما بدأت تعمل عليه.
يبقى التنويه إلى أن ما أعد ويعد من خلال ربط ساحات المواجهة ببعضها البعض في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية يحمل في طياته الكثير من المفاجآت التي لم يكشف عنها وقد تظهر في حال أخطأ العدو تقديرًا وذهبت المنطقة نحو التصعيد والمواجهة.