ردود أفعال مرحبة بخطوة بوتين سحب القوات الأساسية من سوريا.. الكرملين: القرار ليس للضغط على الأسد
ما إن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قراره بانسحاب قواته الرئيسة من سوريا بالتنسيق مع الرئيس السوري بشار الأسد حتى توالت ردود الأفعال الدولية. ردودٌ تنوعت بين متفاجىء ومرحبٍ ومشكك ومترقب لتحويل روسيا قرارها بالإنسحاب إلى أفعال.
وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف رحب بقرار الانسحاب الروسي مؤكداً موقف بلاده الداعم لوقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية في سوريا. ورأى ظريف أن “بدء روسيا بالانسحاب هو مؤشر على أن موسكو لا ترى حاجة للقوة للحفاظ على وقف إطلاق النار وهو في حد ذاته ينبغي أن يكون إشارة إيجابية، وما علينا الآن إلا أن ننتظر ونرى”.
وفي أول رد فعلٍ أميركي على الانسحاب الروسي من سوريا والذي اعتبره المراقبون “صادماً”، رفض المتحدث باسم البيت الأبيض جوش آرنست التعليق، مشيراً إلى أنه لم يطلع على التقارير التي تحدثت عن الانسحاب. مذكراً بأن إدارة الرئيس أوباما عبرت مراراً عن إحباطها من الدعم العسكري الروسي المُقدم للرئيس السوري”، قائلاً “لقد تحدثنا كثيراً حول كيف أدى التدخل الروسي إلى دعم نظام الأسد وجعل الجهود المبذولة لإحداث عملية انتقال سياسي أكثر صعوبة”.
ألمانيا بدورها رأت على لسان وزير خارجيتها فرانك فالتر شتاينماير أن انسحاب القوات الروسية من سوريا “سيزيد الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد”. وأوضح شتاينماير أن “الأسد سيخضع لضغوط للتفاوض بجدية على انتقال سلمي للسلطة” وذلك في إشارة إلى مفاوضات السلام السورية السورية التي انطلقت برعاية أممية في جنيف.
وزير خارجية النرويج بورغي بريندي أيد في تصريحه كلام نظيره الألماني لافتاً إلى أن “قرار روسيا تركيز اهتمامها على دورها في العملية السياسية يُعد إشارة إلى الحكومة السورية لزيادة جهودها في سياق مفاوضات السلام المنعقدة في جنيف. كما أشار بريندي إلى أن بلاده ستراقب عن كثب خطوات روسيا في تفعيل قرار سحب قواتها الأساسية من سوريا.
ولكن الكرملين رد على هذا الحديث، مؤكدًا أن “قرار موسكو سحب القوات الاساسية من سوريا ليس محاولة للضغط على الرئيس السوري بشار الاسد”.
وأكد رئيس لجنة الامن والدفاع في مجلس الإتحاد- المجلس الأعلى للبرلمان فيكتور أوزيروف أن سحب القوات لا يعني الامتناع عن الالتزامات الخاصة بتوريد السلاح للحكومة السورية قائلاً ” إن مساعدة القوات الفضائية الجوية الروسية وفرت الظروف المناسبة أمام الحكومة السورية للتعامل مع الإرهابيين من خلال قواتها الذاتية”.
أما الجيش السوري فأكد على مواصلة عملياته العسكرية ضد التكفيريين وأوضح في بيان صادر عن القيادة العامة للجيش أن “القوات المسلحة إذ تثمن الدور الروسي المشرف والتضحيات التي قدمتها موسكو في الحرب ضد الإرهاب ترى أن من الطبيعي الاتفاق بين القيادتين السورية والروسية على تخفيض عدد القوات العسكرية الروسية بما يتناسب مع المستجدات”.
وبموازاة بيان الجيش، شدد وزير الإعلام السوري عمران الزعبي على أن التنسيق السوري الروسي لمواجهة الإرهاب لا يزال قائماً وفي أعلى مستوياته لافتاً إلى أن ” الأصدقاء الروس ملتزمون إلتزاماً مطلقاً في مواجهة الإرهاب التكفيري”.
وفي السياق رحبت المعارضة السورية من جهتها بالخطوة، قائلة على لسان المتحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات سالم المسلط إنه “إذا كان هناك جدية بتنفيذ الانسحاب، فإن هذا سيمنح المفاوضات دفعة إيجابية”.