ربيع أوباما وخريف بايدن!
صحيفة الوطن السورية-
دينا دخل الله:
بعد تراجيديا «الربيع العربي» من تأليف وإخراج الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق باراك أوباما يعيش الرئيس الحالي الديمقراطي أيضا، جو بايدن خريفاً تأتي رياحه القوية من أوكرانيا في الشمال ومن الشرق الأوسط.
الفصل الأول في مسرحية أوباما كان خطابه الشهير سيئ الصيت في جامعة القاهرة في 2009 حيث كاد أن يعلن إسلامه تيمناً بنابليون بونابرت وهولاكو اللذيْن أعلنا إسلامهما في القاهرة وبغداد، ويؤكد التاريخ أنه بعد ذاك الإعلان جاء صيف لاهب حرق بغداد والقاهرة وأرض العرب بكاملها.
يبدع الحزب الديمقراطي بإشعال النيران وإعلان الحروب من الحرب الكورية (1950- 1953) التي كان بطلها الرئيس الديمقراطي هاري ترومان، وهو أيضاً بطل السعير النووي على هيروشيما وناغازاكي، وحرب فيتنام (1964 – 1974) وبطلها الرئيس ليندون جونسون إضافة إلى حرب 67 في الشرق العربي.
كان رياء أوباما غير مختلف عن رياء هولاكو ونابليون وإن كان الدافع واحداً والهدف أيضاً واحداً، فالذي أشعل النار في بغداد والقاهرة جيشا هولاكو ونابليون بشكل مباشر، لكن أوباما كان «عصرياً» فلجأ إلى الجيل الرابع أو الخامس من الحروب حيث وقف وقفة المتفرج الداعم محرضاً الإرهابيين من جميع أنحاء العالم بما في ذلك الإرهابيون العرب الذين كانوا، مثل شعوبهم، وقوداً للنار نفسها، بل إن «عبقرية» أوباما دفعته كي يكون الزيت الذي يشعل نار «الربيع العربي» ممولاً من «أباطرة النفط» العربي دون أن تخسر الميزانية الأميركية سنتاً واحداً.
جاء بايدن في مرحلة بدأت فيها أوراق شجرة أميركا تتساقط في خريف بشَّر بنهاية نظام القطب الأوحد، ولسوء حظ بايدن ظهرت لأول مرة في التاريخ المعاصر وحدة المسار والمصير بين الشمال ممثلاً بروسيا والقرم ودونباس من جهة، والشرق العربي من جهة أخرى، والتركيز هنا في هذا الشرق على التصدي السوري لربيع أوباما والتحاق التصدي الشمالي في أوراسيا به.
وهناك أيضاً حقل آخر في خريف بايدن هو أن أتباع «ربيع أوباما» العرب والأتراك لم يكونوا مطواعين تماماً لسياسة «عجوز أميركا» بايدن، ومعهم زعماء القارة العجوز – أوروبا.
كانت أنظمة الخليج والنظام التركي مستعدة تماماً لتنفيذ كل ما يطلب منها دون تذمر أيام ربيع أوباما، لكنها اليوم تضع الأسئلة أمام الزعيم الأميركي على الرغم من أنها مازالت موجودة في حظيرته وما زالت تعتبره «القائد الأوحد» لأوركسترا الهيمنة العالمية.
حتى أن خريف أميركا ترك أثراً على صحة بايدن الشخصية أيضاً، ناهيك عن صحة أميركا العالمية، فقد هاجمته الكورونا، وربما السرطان، وبدأت أوراق خريفه الشخصي تتساقط في عين الأميركيين، لكن على الرغم من ذلك مازالت أميركا الأقوى والأخطر على العالم، ومازال المشوار طويلاً حتى الخلاص من هيمنتها.