رائحة الموت.. في هدية آل مرخان
موقع إنباء الإخباري ـ
حسن ديب:
(شكراً فخامة الرئيس)
هو شكرٌ لا بد منه ونحن نودع عاماً منتهي الصلاحية ونستقبل عاماً نتمنى أن لا يبدأ وفي جعبته بقايا المواد السياسية الفاسدة التي كنتم خير من رعاها وأنتم أصحاب شعار الوسطية السياسية، هذا الشعار الذي انتهت مفاعيله بانتهاء قمة الدوحة التي منحت فخامتكم كرسي الرئاسة.
شكراً فخامة الرئيس …
هو شكرٌ من قلوب لطالما آمنت بحقيقتها وهويتها وانتمائها، ولطالما كان لها الفضل الأول والأخير في عدم إنجرار لبنان الى الفتنة التي حاولت سياستكم المرخانية إغراقه في أتونها، تارة من خلال خطاباتكم السياسية الرنانة، وطوراً من خلال ما مولتم وشجعتم من حملات إعلامية لا هم لها سوى تقسيم ما تبقى من الدويلة المقسمة أصلاً على حب أخيكم ابن سايكس وصديقكم ابن بيكو .
شكراً فخامتكم …
وكم من شكرٍ لا بد وأن نقدمه لكم ونحن نستذكر مع نهاية هذا العام كل ما قدمتموه من هدايا للوطن جيشاً وشعباً ومقاومة، وكانت آخر هذه الهدايا تلك الهبة المرخانية (السعودية) التي لن تمر مرور الكرام دون أن نقف عندها ونسأل عن سرها، هذا إن سمحت لنا سلطتكم السياسية التي تركت كل الفساد السياسي الفتنوي وكل ما يمر به الوطن من أزمات حقيقية وما عادت تلتقت الا لمقالة انتقادية هنا أو مقالة تحليلية هناك.
ليس… فلنا كلامنا في حقيقة الأمور ولكم ما ملكت أيديكم من قدرة على إسكات صوت الحق وإخفاء الحقيقة. لهذا كله:
بو علي يسأل ؟؟؟
وللعلم فإن بو علي (داعيك بالخير) هو مواطن لبناني يشبه أي مواطن لم ولن تلتقي به في حياتك السياسية، والسبب بسيط، فحياتنا لا تشبه حياتكم وإيماننا ليس كإيمانكم وهويتنا لم تعد من أولى اهتماماتكم .
ليس (للمرة الثانية) …
بو علي يسأل عن سر تلك الهبة التمويلية المرخانية الهوى والتي تغنيتم بها في الآونة الأخير على أنها منحة من أبطال العروبة لدعم الجيش اللبناني، ونسيتم أو تناسيتم أن عربان النفط ما حملوا السيوف إلا للرقص على أجساد أطفال فلسطين، وما استعملوا البنادق إلا كتحفة أثرية تعلق على جدران القصور التي بنيت على وقع آهات الثكالى في عالمكم العربي.
قد نسيَت فخامتكم أن آخر معركة خيضت في جزيرة العرب كانت معركة خيبر، تلك المعركة التي كانت الصفعة التي تلقاها بني قريظة على يد رجل هو قائد رجال الل،ه أحبه الله ورسوله وفتح الله على يديه. فلماذا إذاً هذا الإهتمام، واليوم تحديداً، بتقديم المساعدة المالية لتسليح الجيش اللبناني، وأين كانت العقول المرخانية عندما كان الجيش اللبناني يواجه الصهيونية الإسلامية في نهر البارد (نهر الموت) أين كانت هذه الأموال عندما انتصر الجيش على ضعفه وحمل ما تيسر من عدة وعتاد ليواجه بها صهيونية مرخانية النشأة .
لماذا اليوم تحديداً ، ونحن أمام انتصار جديد على هذه الصهيونية الإسلامية في الشام وفي بعض المناطق اللبنانية؟ لماذا اليوم ونحن في زمن عقدنة البندقية العسكرية في وجه عدو الوطن الأول ألا وهو العدو اليهودي؟ لماذا ولماذا ولماذا؟ بو علي يسأل ولكنه يعلم بأنه لن يلقى الإجابة على سؤاله، لذلك سيكون هو السائل وهو صاحب الجواب.
إن هذه الهدية السعودية التي تحمل في طياتها رائحة الموت، ما هي إلا قنبلة موقوتة برداء سعودي مرخاني يهدف الى إدخال الجيش اللبناني في اللعبة السياسية تحت مقولة “أطعم الفم فتستحي العين”. هي قنبلة موقوتة أُرسلت الى لبنان كهدية في رأس السنة الجديدة، وقد قمتم بقبول الهدية دون الإنتباه الى أن الهدايا البندرية لم تحمل إلى العالم العربي ـ ومن ضمنه لبنان ـ سوى رائحة الموت ولون الدم وإيديولوجية الدمار. هي الهدية التي بانت معالمها في إعلان البندرية المرخانية عن نيتها في تدمير لبنان في حال تعذر تشكيل حكومة قادرة على ضرب جذور المقاومة في لبنان، وقد كنتم على قدر المسؤولية حينها ولم توافقوا على تشكيل حكومة أمر واقع تعادي الحس المقاوم فينا.
لم تمر عليكم المؤامرة في حينها يا صاحب الفخامة ، فلماذا تركتموها تمر اليوم، ولماذا سمحتم لليد المرخانية التي قد فقدت ماء وجهها في معركتها في سوريا أن تدخل الصراع من الباب اللبناني بحلة جديدة؟ فهل هي رسالة نهاية الخدمة منكم بعد أن أصبح التمديد أمراً صعب المنال، أم إنها محاولة للحصول على بعض المكاسب السياسية التي قد تمكنكم من دخول المعترك السياسي بعد انتهاء ولايتكم الرئاسية؟
وفي الحالتين فإن الخيار هو خيار فاشل، فإن كان الخيار الأول وهو نقل المعركة من الكيان الشامي إلى الكيان اللبناني ونقل الصراع من صراع بين المقاومة والعمالة إلى صراع بين المقاومة والجيش اللبناني، فهذا هو خيار فاشل والسبب بسيط وهو أن جيشاً نشأ على عقيدة وطنية صحيحة زرعها فيه فخامة المقاوم العماد اميل لحود، هو جيش لن يقبل توجيه بندقيته إلى صدر المقاومة، وأن المقاومة التي لطالما اعتبرت الجيش اللبناني هو من يحمي ظهرها من أي فتنة داخلية، هي مقاومة أرقى وأرفع من أن تنجر لمعركة مع هذا الجيش الذي تفديه بالدم والروح.
أما اذا كان خياركم هو الخيار الثاني، فهو لن يكون سوى محاولة بائسة من أجل حجز مكان في تشكيلة المنتخب السياسي اللبناني الذي قد قضيتم فيه على كل أمل في نسج خيوط واضحة مع قوى المقاومة بعد كل ما قدمتم من مواقف سياسية مناهضة لها، كما انكم لن تنجحوا في خلق تحالفات مع أعداء المقاومة الذين يعتبرون الوصول إلى كرسي الرئاسة هدفاً لا يقل عن هدف القضاء على خط المقاومة .
لذلك يا صاحب الفخامة، وهي نصيحة من مواطن لبناني يحترم الدولة ويحترم دستورها وقوانينها، هي نصيحة بأن تعمل على إكمال ما تبقى من ولايتكم الرئاسية بشكل يليق بموقع الفخامة، وأن تجهدوا لأن تكونوا على مسافة واحدة بين كل اللبنانين وذلك لكي نذكركم بالخير في في الأعوام المقبلة…
وإلى أن نصل إلى لبنان الدولة الحقيقية وبمناسبة الأعياد الجديدة لا يسعناسوى أن نقول: شكراً فخامة الرئيس …