“رئيس المواجهة” يسقط من حسابات الفريقين.. إسم من سيفوز بالتسوية؟
وكالة أنباء آسيا-
زينة أرزوني:
63 صوتاً ورقة بيضاء، رقم توقفت عنده الكتل السياسية ومعها عواصم الدول التي تتعاطى الشأن الرئاسي في لبنان، حيث تشير مصادر سياسية الى ان الورقة البيضاء في جلسة “الاختبار” الرئاسية، والتي تمثّلت بكلّ من “حزب ال له” وحركة “أمل” و”التيار الوطني الحر” و”المردة” والطاشناق، دليل على قدرة هذا الفريق مع بعض التحالفات في ايصال الرئيس الذي يريد إلى قصر بعبدا، الا ان هذا الفريق ليس في وارد ايصال “رئيس مواجهة” في هذا التوقيت، واقتراعه بالورقة البيضاء دليل على انه يريد الوصول الى رئيس توافقي بحسب المصادر النيابية.
وهذا ما اكده النائب قاسم هاشم عندما قال :”إنه في سياق اللعبة الديمقراطية المتعارف عليها، 63 ورقة بيضاء كان من الممكن ان تكون اي اسم تختاره هذه الكتلة النيابية الوازنة وقد اكدت انها في معادلة التوازن كانت هي الغالبة”، مشدداً على ان “جلسة امس فتحت الباب على امكانية التواصل بين الافرقاء”.
الورقة البيضاء ازعجت عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم الذي غرد عبر حسابه على “تويتر” كاتبا “دعوة لجلسة فورقة بيضاء فتعطيل نصاب فتسويات فاستمرار للازمات”.
اما النائب اللواء جميل السيد فغرد عبر حسابه على “تويتر”: “أي رئيس نحتاجه اليوم؟ داخليا: نحن في دولة تعاني إفلاساً وانهياراً ولم يبقَ منها إلا القشور، خارجيا: نحن في بلد مستهدف من إسرائيل بإعتداءات وأطماع في بحره وبره وجوه! يعني: رئيس يعادي إسرائيل ولا يبني دولة، ما بينفع، ورئيس يبني دولة ولا يعادي إسرائيل، ما بينفع! فتشوا عنه”.
في المقابل، وبعد حرق الفريق المعارض لإسم النائب ميشال معوض، ظهر جلياً عدم جهوزية هذه القوى لخوض الاستحقاق الرئاسي، خصوصاً بعد اقدام “نواب التغيير” على تسمية سليم اده، حيث تبين عدم وجود خطة واضحة لدى هذه القوى لايجاد القواسم المشتركة المطلوبة.
وبحسب المصادر، تكون هذه النتيجة كشفت ان فكرة “رئيس المواجهة” التي كان يسوق لها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع قد سقطت ايضاً، بعدما بدا النواب السنّة أنهم خارج التحالفات والمحاور في المجلس ولم يسايروا “القوات”، ولم تصبّ أصواتهم للنائب معوض.
يبقى حزب التقدمي الإشتراكي الذي ساير حلفاءه، وقام بانتخاب معوض، لعلمه المُسبق أنه لن يفوز، فوحده وليد جنبلاط يبقى الطرف الاقدر على تعديل مواقفه بالتوازي مع اقتراب اي تسوية اقليمية او داخلية.
الجميع اذاً سيبني على نتائج الجلسة الاولى قبل الذهاب الى الجلسات اللاحقة التي ربط رئيس مجلس النواب نبيه بري الدعوة اليها بحصول توافق، فكيف سيحصل هذا التوافق وكل فريق يقف خلف مواصفات الرئيس العتيد التي يريدها؟.
وتؤكد المصادر على “أن الطرفين بحاجة لعقد صفقة تُبلور تسوية توافقية جديدة، تفتح أبواب بعبدا أمام الرئيس التوافقي، فلبنان على مدى مختلف العهود الإستقلالية مر بهذه التجارب، فالتسويات الداخلية غالباً ما تكون جزءاً من تسويات وتفاهمات أكبر تتم على المستويات الإقليمية والدولية”.
وبانتظار الدخول في مرحلة جوجلة الأسماء، يبدو أن مهمة انتخاب رئيس للجمهورية ستكون صعبة وطويلة، فالقوى الخارجية لم تتدخل جدياً بعد في الملف الرئاسي على الرغم من تسريب بعض الاسماء التي تعمل للتوافق عليها، كما ان لعبة شد الحبال بين الفرقاء السياسيين في الداخل لا تزال على اشدها، بانتظار التسوية او الصفقة التي تعود عليها لبنان مع كل استحقاق دستوري.