رئاسة الجمهورية العراقية: زيباري أم صالح أم مرشح توافقي؟
موقع الخنادق:
بانتظار مفاوضات “الربع ساعة الأخيرة”، التي تسبق انعقاد جلسة البرلمان العراقي في الـ 24 من كانون الثاني الجاري. يشهد منصب رئاسة الجمهورية المقبلة تنافساً شديداً، بعدما تراجع رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني “مسعود البرزاني”، عن اتفاقه السابق مع حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، القاضي بالتوجه الى انتخابات الرئاسة بمرشح توافقي، من خلال قيام رئيس الوفد التفاوضي الممثل للحزب في بغداد “هوشيار زيباري”، بإعلان ترشيح نفسه الى هذا المنصب. لتحتدم بعدها معركة التنافس على الرئاسة بين 26 مرشح، أبرزهم الرئيس المنتهية ولايته “برهم صالح” ممثلاً لحزب الإتحاد و”هوشيار زيباري” مرشحاً للحزب الديمقراطي.
ويرى العديد من السياسيين والمتابعين، أن “زيباري” سيكون المرشح ذات الأكثر حظوظً في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، خاصة إذا تم تكرار سيناريو ما جرى بانتخابات العام 2018، والتي تقدم اليها مرشحين: برهم صالح وفؤاد حسين، ففاز المرشح الأول حينها، والممثل لحزب الإتحاد، وكان يمتلك حينها دعم الكثير من الكتل والتحالفات لذلك. فيما حالياً، يمتلك زيباري دعم كلاً من الكتلة الصدرية وكتلة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي.
أما السيناريو المختلف عما جرى في العام 2018، فهو اختيار الحزبين لمرشح ثالث آخر، يكون توافقياً بينهما.
فما هي أبرز المحطات في مسيرة هوشيار زيباري؟
_ هو سياسي كردي شغل منصب وزير خارجية العراق في الفترة الممتدة من العام 2004 حتى العام 2014. كما شغل لاحقاً منصب وزارة المالية لغاية شهر أيلول من العام 2016.
_ حاصل على إجازة في العلوم السياسية من الجامعة الأردنية في عمّان، وشهادة ماجيستير في علم الاجتماع والتنمية من جامعة “إسكس” في بريطانيا.
_ منذ العام 1979، أصبح عضواً في المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، وتولى تمثيل الحزب في أوروبا، ومن ثم تولى إدارة مكتب العلاقات الدولية للحزب من العام 1988 حتى 2003.
وفي العام 1992 انتخب في المجلس التنفيذي للمؤتمر العراقي المعارض، وفي العام 1999 انتخب للمجلس الرئاسي للمؤتمر.
وما هي أبرز المحطات في مسيرة برهم صالح؟
_ هو رئيس جمهورية العراق التاسع منذ العام 2018، وهو سياسي كردي تولّى عدة مناصب حكومية سابقاً مثل: رئاسة وزراء الإقليم لدورتين، ونائب رئيس الحكومة العراقية، وزارة التخطيط.
_ نشط في قيادة حزب الإتحاد الوطني الكردستاني، الذي انتمى اليه منذ كان طالباً.
_ اعتقله نظام صدام حسين مرتين بتهمة الانتماء للحركة التحررية الكردية. وخلال إحدى هذه المرات، أدّى امتحانات الدراسة الإعدادية في المعتقل، والتي نال فيها المرتبة الأولى في الإقليم والثالثة على مستوى العراق.
_ غادر بعدها العراق متوجها إلى بريطانيا لإتمام دراسته بعد الإفراج عنه.
_ حائز على شهادة بكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة “كارديف”، وشهادة دكتوراه في الإحصاء والتطبيقات الهندسية في الكومبيوتر من جامعة “ليفربول”.
_ في أواخر العام 1976، انضم سراً إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني، وتدرج حتى صار مسؤولا عن مكتب العلاقات الخارجية للإتحاد في لندن. وانتخب عضواً في قيادة الاتحاد في أول مؤتمر له في العام 1992، وكلّف بمهمة إدارة مكتب الاتحاد في أميركا، ولاحقاً تسلم مسؤولية تمثيل أول حكومة في إقليم كردستان لدى أميركا.
فما هي أسباب هذا التنافس الكبير بين القوى والشخصيات الكردية على هذا المنصب؟
_ هناك صلاحيات فخرية يتمتع بها رئيس الجمهورية، فيما تتركز الصلاحيات التنفيذية عند رئيس الحكومة، وفق ما أقره الدستور العراقي.
_ رئيس الجمهورية ينتخب من البرلمان، ويحق لأي عراقي يمتلك الشروط التي حددها الدستور أن يترشح للمنصب، ولا يشترط في ذلك أن يكون نائباً منتخباً كما هي شروط رئاسة البرلمان.
_ من الصلاحيات الممنوحة للرئيس:
1)إصدار العفو الخاص للمحكومين بتوصية من رئيس الحكومة، باستثناء ما يتعلّق بالحق الخاص والمحكومين بارتكاب الجرائم الدولية والإرهابية وتلك المتعلقة بالفساد المالي والإداري.
2) صلاحية المصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية، بعد الموافقة البرلمانية، وتمثيل البلاد في المحافل الدولية.
3) دعوة مجلس النواب المنتخب للانعقاد خلال مدة لا تتجاوز 15 يومًا من تاريخ المصادقة على نتائج الانتخابات، كما لديه صلاحيات في تكليف رئيس الكتلة النيابية الأكبر بتشكيل الحكومة، واقتراح القوانين على البرلمان، بالإضافة إلى منح الأوسمة والنياشين بتوصية من رئيس الحكومة.
4)إصدار المراسيم الجمهورية والمصادقة على أحكام الإعدام التي تصدرها المحاكم المختصة، والقيام بمهام القيادة العليا للقوات المسلحة للأغراض التشريفية والاحتفالية.
5) رعاية كل المبادرات الداخلية للحوار، ويمتلك القدرة على الوصول لجميع المواقع والمعلومات، كونه يمثل أعلى جهة سيادية في البلاد وفق للدستور.