رأي الموقع: يا للعار.. تكريم الماجد في السعودية
موقع إنباء الإخباري ـ
محمود ريا:
تشييع حاشد، مشاركة أقارب أسامة بن لادن، تعهد العشيرة بالثأر من القاتل.. كلها تعابير وردت في الخبر الذي بثّه موقع ناو المقرّب جداً من 14 آذار، تعابير توحي أن ماجد الماجد “لم يكن مقطوعاً من شجرة” في السعودية التي نُقل إليها لدفنه فيها، وأن هناك من يهتم به وبما قام به، وهناك من يسمح لهؤلاء المهتمين بأن “يعبّروا عن آرائهم” دون خوف من ملاحقة أو وجل من عقاب.
هذا يعني أن ماجد الماجد هو “بطل سعودي”، بطل للنظام وللملتفين حوله، لذلك تمّ دفنه في عاصمة بلاده، وعلى رؤوس الأشهاد، ودون أي مضايقات من السلطات، التي لا تسمح لأحد بأن يتنفس.. دون رضاها.
ماجد الماجد، المكرّم سعودياً، المتعهَّد له بالثأر، هو الذي قتل وجرح في لبنان، وهو الذي تآمر وغدر بالجيش اللبناني، وهو الذي دبّر أكثر الجرائم الإرهابية دموية.
ألا يحتج لبنان على هذا الفعل السعودي الفاضح؟
ألا يعلن رئيس الدولة عن تنديده بهذا التكريم الفاضح لقاتل اللبنانيين وميتّم أطفالهم ومرمّل نسائهم؟
ألا يعني هذا التكريم الوقح أن ما قام به ماجد الماجد هو برعاية النظام السعودي ومعرفته، وأن من يشيّع بهذه الطريقة التكريمية هو عنصر من عناصر هذا النظام؟
لماذا السكوت عن هذه الإهانة السعودية للبنان وجيشه ودولته وشعبه؟
لماذا هذا الصمت العاهر من سياسيي لبنان ومن إعلامييه؟
أم ان “المكرمة” فعلت فعلها، فتحولت مملكة الظلام والشر، إلى “مملكة الخير”؟
يا للعار..
بئس المكرمات تلك، التي تجعل دولة بكاملها تبلع لسانها، عن حقّ ظاهر، وعن مطلب جلي؟
ولكن.. كما توعدوا هم بالثأر لمجرم إرهابي قاتل.. فإن وعد أهالي الأطفال الذين قتلهم هذا المجرم وزبانيته وحماته من أصحاب “العُقل والكفافي” إنهم لن ينجوا من عقاب الله العادل، ولن يرحمهم التاريخ.. ولن تتركهم الإنسانية ينجون بفعلتهم.. ويومهم آتٍ لا محالة.