رأي الموقع: يا عاملي يا مسويّي
موقع إنباء الإخباري ـ
محمود ريا:
عجيب هذا البلد، لا بل أن العجب منه لا يعبّر عن الشعور الحقيقي لمن يتابع أوضاعه، من أوضاعه التي لا تدخل في ميزان، ولا “تركب على قبّان”.
جماعات متحصّنة بارتباطاتها الخارجية، تأتمر بأمر عاصمة الرمل والسراب، ترفض كل ما فيه مصلحة البلاد، ترضخ لاختيار مجرم كمرشح وحيد لها، وتجمع حولها بعضاً من المتلوّنين وطالبي الصفح من “طويل العمر”، في تركيبة مشوّهة ومختلّة ومخبوصة، يجمع “مفككاتها” خيط من ولاء لملك عاجز وأمير أعور، ثم تأتي لتفرض على اللبنانيين خياراتها وقرارات ساداتها، ومرشح مصالحها ومفاسدها.
وعلى طريقة “يا عاملي يا مسويّي، شيلي اللي فيكي وحطّيه فيي”، تأتي هذه العصابة السياسية المقنّعة بقناع الأكثرية الموهومة، لتتحدث عن ضرورة المشاركة في الانتخاب، ولتشرح أهمية الالتزام بالنظام والدستور، ولتسهب في تفسير معاني المقاطعة والمتابعة.
يا مَن تتحدثون ببراءة أخوة يوسف عن المشاركة، بماذا يشارككم الذين يخاصمونكم؟
بانتخاب القاتل رئيساً للجمهورية؟
بالتنازل عن الخيار الأقوى خدمةً لمشروع تفريغ المسيحيين من قوّتهم؟
باكتشاف عجز زعيمكم عن مقابلة وليّ نعمته ووقوفه صاغراً حاسراً آيساً على بابه عسى أن يحظى بلفتة رضا؟
بمتابعة متلوّنكم والمخاتل فيكم، والذي لا يؤمن جانبه ولا يُربط بحبله، وهو يقدّم الركعة تلو الركعة والسجود بعد السجود على أعتاب حاكم الرمال، آملاً بلقاء، مجرد لقاء؟
بالتسليم ببراءة القاتل من جريمته، لا بل من جرائمه التي يندى لها الجبين، وهو الذي اعترف وحُكم وسُجن وكاد يُعدم عقاباً لها، ثم خرج بعفو فرضته ظروف السياسة ومقادير الأزمان؟
بماذا تكون المشاركة؟ وأي أسس للمشاركة تركتموها يا من تمترستم وراء المجرم، ويا من سرتم وراء قرار الأمير، لا بل الوزير، لا بل السفير؟
لن تكون مشاركة كما تريدونها، مشاركة تعطيكم حكم البلد، وأنتم لا تستحقون حكم شارع ولا زاروب.
لن ينفع تهويلكم وتهديدكم وعويلكم وادعاؤكم الشرف والعفة، وزعمكم الدفاع عن مصلحة البلاد والعباد.
لن تنجحوا بالسياسة، حيث فشل أسيادكم وأقرانكم بالعسكر وبالأمن، بالغزو وبالتفجيرات، بالمجازر وبالارتكابات.
موتوا بغيظكم.. خسئتم.. وستفشلون كما دائماً فشلتم.