ذهول اميركي لانتصارات العراقيين وانخراط عشائرهم بالحشد
اكد اللواء المتقاعد عبد الكريم خلف الخبير في الشؤون الامنية والعسكرية العراقي، ان الجيش العراقي والحشد الشعبي حررا مساحة شاسعة تجاوزت الـ70 بالمئة من محافظة صلاح الدين التي كان تنظيم “داعش” يحتلها بالكامل وصولاً الى حزام العاصمة بغداد، مشيراً الى ان تلك الانتصارات قد أذهلت الاميركان واوقعتهم في احراج كبير بسبب تقاعسهم عن مساعدة الجيش العراقي والتشكيك بقدراته.
وقال خلف في حديث مع قناة العالم الاخبارية خلال مداخلة في برنامج بانوراما مساء الخميس: ان ما تبقى لتنظيم “داعش” هي 30 بالمئة وهي محصورة بثلاث، منطقة الدور جنوباً، والثاني منطقة العلم والبو عجيل شرقاً، والثالث هو نصف مدينة صلاح الدين التي يتواجد في نصفها الآخر القوات المسلحة العراقية، مشيراً الى ان مساحة مسلحي “داعش” ضاقت عليهم واصبحوا بين فكي كماشة من اربعة جهات وفقدوا القدرة على المناورة والحركة، وسيكونون تحت نيران مكثفة مؤثرة قريباً، اضافة الى رصد جوي من قبل الطائرات القوات المسلحة والتي تنقل صورهم الى غرفة العمليات ليتم تحديدهم وقصفهم.
وحول الموقف الاميركي بالتقليل من اهمية الانجازات الجيش العراقي والحشد الشعبي والتشكيك بهم على محاربة “داعش”، اوضح اللواء خلف، ان الاميركان امتلكوا استراتيجية مرتبكة ضبابية، وقالوا في البدء ان محاربة “داعش” يتطلب ثلاث سنوات، بعدما قال بانيتا وزير الدفاع السابق 30 سنة، لكنهم تراجعوا الى اكثر من سنة، والان خضعوا لارادة العراقيين وقالوا “نحن نسير خلف القرار العراقي”.
واكد اللواء خلف، لقد ثبت ان القرار العراقي كان هو الاصح والاصوب، وان هناك حوالي 20 لواءاً في الحشد الشعبي يشاركون على جبهة واسعة جداً الى جانب قوات مكافحة الارهاب والرد السريع من وزارة الداخلية والشرطة الاتحادية، اضافة الى انضمام 4 آلاف مقاتل من عشائر صلاح الدين، مشيراً الى ان انضمام هذا العدد الكبير لقوات الحشد الشعبي والنتائج والانجازات التي حققها الجيش العراقي كانت مذهلة للاميركان، ورأوا ان العراقيين كانوا منظمين جيداً من حيث التخطيط والمحاور التي تم رسمت والتوقيتات التي التزمت بها القوات والجهود التي بذلت في تقديم وسائل الاسناد لتدمير قوة “داعش” الارهابية.
وبين، رغم تواجد 4 آلاف مستشار اميركي بريطاني فرنسي استرالي كندي في العراق، الا انهم لم يقدموا اي دعم للقوات العراقية على الاطلاق، وحتى المعلومات كانت تسرب بطريقة علنية، في حين كانوا يستشكلون “اضافة الى المواقف العربية والاقليمية” على تواجد مستشارين ايرانيين في الميدان، وقال: ما المانع من الاستفادة من الجارة ايران والتي يمتد العراق معها حدود حوالي 400 آلاف كيلومتراً، وهي تقدم المساعدة والاستشارة والاشراف على الحشد الشعبي وتقديم الاسلحة والاسناد، فيما كانت هناك بيروقراطية اميركية في التعامل مع الحكومة العراقية ولم يصل الدعم المطلوب.
واوضح اللواء خلف، ان هناك ملاحظات كثيرة على الاداء الاميركي، وما حصل قد اذهل الجميع حيث اصبحت الاستراتيجية واضحة ومقروءة بحسم معركة محافظة صلاح الدين نهائياً والهدف القادم ستكون الانبار، معتبراً اياها بانها مصلحة عراقية ستؤسس لتحرير الموصل، فيما كان الاميركان يضغطون الذهاب باتجاه الشمال اي الى الموصل كي تكون المنافذ مفتوحة والاذرع ممدودة ومستمرة بتغذية عناصر “داعش”، مشدداً على ان العراقيين سيقطعونها بالتأكيد بالهدف اللاحق الذي بات واضحاً وهي الانبار ومن ثم الموصل.
ورأى الخبير في الشؤون الامنية والعسكرية، ان معركة صلاح الدين قد أوقعت الاميركان في احراج كبير، حيث وجه الكونغرس اسئلة للقادة العسكريين من ضمنهم وزير الدفاع، كما شن الخبراء والعسكريون في وسائل الاعلام الاميركية على الرؤية الاميركية في الذهاب أولاً الى الموصل والتي ستكلف العراق دماء كثيرة وجهود غير مثمرة، فيما كان الرأي العراقي هو الذهاب الى الانبار، حيث اصدر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي امراً بان يكون الهدف التالي الانبار بعد صلاح الدين، معزياً السبب الى وجود 600 حدود مع سوريا والشرايين التي يتغذى منها مسلحو “داعش” الذين يتنقلون بحرية عبر هذه الحدود، مؤكداً ان هذا القرار سيؤدي الى قطع اذرع “داعش” وارجلها في الانبار وصلاح الدين وسيبقى رأس “داعش” بلا حركة في الموصل وسيقطع بسهولة دون قتال.
3/6- TOK
[ad_2]