دقائق عسكرية: حول زيارة رئيس الأستخبارات العسكرية الروسية إلى القاهرة
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
بغض النظر عن الأسباب المعلنة لزيارة الوفد الاستخباراتي الروسي إلى القاهرة، والتي حرصت روسيا على إظهارها بمظهر “بروتوكولي”، إلا أن توقيت هذه الزيارة ومنصب الشخصية الزائرة يطرحان عدة أسباب مهمة لهذه الزيارة.
من وجهة نظري السبب الرئيسي لهذه الزيارة هو تمهيد الطريق أمام زيارة محتملة للقيصر الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة “ربما فى منتصف الشهر القادم”، كما أن زيارة الجنرال فاتشسلاف كوندراسكو إلى القاهرة قد تكون لسبر أعماق بحر الاستعداد المصري لنقل العلاقات بين القاهرة وموسكو إلى آفاق مماثلة لما كانت عليه في الستينيات ومطلع السبعينيات.
لا يمكن أيضاً أن ننسى أن هذه الزيارة لا بد أن يكون لها علاقة بإيجاد أرضية لتعاون استخباراتي بين مصر وروسيا خصوصاً وأن تطوير العلاقات بينهما سيحتاج إلى مثل هذا التعاون ولا سيما في الفترة القادمة.
أيضاً من الأسباب المهمة لهذه الزيارة حسب تقديري تحديد الخطوط العريضة للتعاون العسكري في مجال التسليح بين مصر وروسيا، فهذا التعاون قد يكون تحديثاً شاملاً للمنظومات الروسية العاملة في مصر مثل الـ “تي “55 و”الميج 21” و “المي 17″ و”البي أم بي 1” والشاحنات الروسية بمختلف أنواعها، إلى جانب عدد كبير من منظومات الدفاع الجوي ذاتية الحركة والثابتة روسية الصنع والتي تشكل الجزء الأكبر من شبكة الدفاع الجوي المصري. يضاف إلى كل ما سبق السفن روسية الصنع في البحرية المصرية، خصوصاً لانشات الصواريخ المضادة للسفن “أوسا 1 و 2”.
الجانب الآخر لهذا التعاون سيكون البحث في كيفية تلبية احتياجات الجيش المصري الملحة لأسلحة نوعية تعوّض النقص المتوقع في قطع الغيار من جانب الولايات المتحدة. فالقوات الجوية المصرية حصلت على عرض من جانب روسيا لتزويدها بطائرات مقاتلة من نوع ميج 29 أم 2 “المعروفة باسم ميج 35” بالإضافة إلى مقاتلات سوخوي 35، وهذا العرض ـ إن تم الاتفاق عليه ـ سيكون إضافة جبارة للقوات الجوية المصرية، وستفتح هذه الصفقة الباب أيضاً أمام توريد دبابات ومروحيات روسية.
النقطة الأهم من وجهة نظري في هذه الزيارة أنها بالتأكيد ستهدف أيضاً إلى قياس مدى قوة الرغبة المصرية في التحول تدريجياً إلى الجانب الروسي في ما يتعلق بالتسليح، وهذه النقطة هي التي ستجعل روسيا تحدد بالضبط مدى تقدم وحداثة السلاح الذي ستورّده لمصر، لأنها بالتأكيد تريد أن تتيقن من مدى قوة هذه الرغبة، خصوصاً وأنها لا تريد تكرار تجربتها مع الرئيس السادات الذي أهدى أمريكا أسرار مقاتلات الميج 23 ودبابات الـ “تي 62” التى كانت آخر الأنواع التي حصلت عليها مصر من روسيا إلى جانب المقاتلات والدبابات.