دقائق عسكرية: حول الطائرة الإسرائيلية التى أسقطتها إيران
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
الصور الأولية التى نشرتها الصحافة الإيرانية لحطام الطائرة دون طيار الإسرائيلية التي تم إسقاطها قرب “نطنز” أظهرت أن الطائرة من نوع “هيرميس 450” تابعة للسرب الأسرائيلي 166 الهجومي المتمركز في مطار “بالمخيم” شرقي فلسطين المحتلة على ساحل البحر المتوسط.
مدى هذه الطائرة هو 3000كم دون خزانات الوقود الإضافية بسرعة تصل إلى 170 كم في الساعة ، النسخة الأسرائيلية تحمل صاروخين من نوع “هيلفاير” .
تساؤلات عديدة تثيرها هذه الحادثة، فمكان اقلاع الطائرة هو التساؤل الأكبر، ومكان الإسقاط الذي يعدّ تقريباً داخل العمق الإيرانى يثير أيضاً تساؤلاً كبيراً.
بالنسبة لخط السير المحتمل فإن المدى الأقصى لهذه الطائرة يجعل من الحتمي أن يكون إقلاعها من أقرب مكان للهدف خصوصاً إن كان بعيداً. يجب الإشارة هنا إلى أن إسرائيل فى حرب غزة الأخيرة قامت بتجربة تزويد هذه الطائرة بخزاني وقود إضافيين، وبالتالي نفترض هنا أن اسرائيل زودت الطائرة التي أسقطتها إيران بهذه الخزانات نظراً لأن الطائرة بوقودها الداخلي فقط لا تستطيع الوصول إلى إيران من أي من المسارات المفترضة .
وجهة نظري المتواضعة تقول إن الطائرة الأسرائيلية انطلقت من إحدى القواعد الجوية التركية، فالمسافة هنا تتقلص إلى حدود 1000 كم أو أقل.
المسارات المفترضة الأخرى صعبة التحقق نظراً للمسافة الكبيرة التي ستقطعها الطائرة في أجواء مرصودة رادارياً وتضج بوسائط الدفاع الجوي.
هناك مسار مفترض من جنوب فلسطين المحتلة مروراً بالأردن و السعودية و الكويت وصعودا إلى نطنز. وهذا المسار مستبعد جداً وإن كان البعض يرجحه. مستبعد لأن المسافة المقطوعة تتعدى 2500 كم وسيكون من الصعب على الطائرة قطعها، إلا لو تزودت بالوقود 6 مرات على الأقل.
مسار آخر مباشر من جنوب فلسطين المحتلة مروراً بالأردن وجنوب العراق مباشرة في اتجاه نطنز وهو أقل مسار ممكن من اتجاه فلسطين المحتلة ويصل إلى 1750 كم.
بغض النظر عن المسار الذي قطعته الطائرة يجب أن أؤكد على أن إسقاط الطائرة قرب نطنز التي تقع فى العمق الإيرانى وفي ظل استنفار مستمر للدفاع الجوي الإيراني يثير تساؤلاً كبيراً حول مدى جاهزية الدفاع الجوي الإيراني الذي أظهر كفاءة أكبر فى حادث اسقاط طائرة الاستطلاع الأمريكية “ار كيو 170”.
ولعل ذكر البيان الإيراني للفظ “شبحية” محاولة لتبرير عدم التصدي للطائرة بمجرد اقترابها من الحدود الإيرانية.
أيضاً يجب التأكيد على أن الطائرة الأسرائيلية على الأغلب لم يكن لها غرض هجومي بحت بمعنى أنها لم تكن مسلحة لتخفيض وزنها. كان الغرض هو اختبار أداء الطائرة الأسرائيلية والمدى الذي يمكن أن تصل اليه باستخدام خزانات الوقود الإضافية.