دقائق عسكرية: حول إسقاط السوخوي الروسية
موقع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
منذ بدء العمليات الجوية الروسية في سوريا، كان واضحاً جداً أن قيادة هذه العمليات تضع في الحسبان إمكانية حدوث أي اشتباكات جوية أو محاولات لإسقاط القاذفات المشاركة في العمليات. المؤشرات التى دلت على ذلك كانت كثيرة ومنها:
– وجود منظومة الحرب الإلكترونية ذاتية الحركة “1RL257E” المعروفة باسم “Krasuha-4” وتتمركز في القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية، وتعمل حتى مدى 300كم وتختص بالتشويش على كل أنواع وسائط الرصد “رادارات أرضية – طائرات الإنذار المبكر – أقمار التجسس”.
– وجود منظومات الدفاع الجوى “بانتسير اس1″ و”9K33 Osa” وهي تضطلع بمهمة حماية أجواء القاعدة الجوية الروسية في اللاذقية.
– وجود 4 مقاتلات “SU30” تم تكليفها بمهام الدورية القتالية في الأجواء السورية وتوفير الحماية الجوية للقاذفات المنفذة للغارات، تم تسليحها بصواريخ جو – جو من نوعي “R-27” و “R-73”.
– تزود قاذفات “SU34” ومقاتلات “SU30” المشاركة في العمليات بمنظومة الحرب الألكترونية الروسية “sap-518”.
لكن كان من الواضح اعتماد روسيا على استراتيجية قصيرة المدى للدفاع الجوي، وبالتالى فإن إسقاط القاذفة الروسية “Su24M” سيسرّع كثيراً من وتيرة الأعمال في قاعدة الدفاع الجوي المركزية شمال غرب اللاذقية، والتي يُتوقع أن يتم فيها انفتاح أربع بطاريات دفاع جوي من نوع “S400”. وقد بدأت تظهر مؤشرات حول هذه النقطة، منها ظهور منظومة الرصد والتحديد على كافة الارتفاعات “96L6E” الخاصة بمنظومات الدفاع الجوي “S400” في مطار حميميم في اللاذقية.
أيضاً هذا الحادث سيسرّع من وتيرة توسيع التواجد الجوي الروسي في سوريا، والذي بدأ يتمدد لمطارات أخرى بجانب مطار حميميم، وعلى رأسها مطار “الشعيرات” ومطار “خلخلة”.
لقد بدأت روسيا أيضاً في اتخاذ إجراءات سريعة عقب الحادث، حيث أعلنت عن تمركز دائم للطراد الصاروخي “موسكو” ودخول منظومة الدفاع الجوي الموجودة على متنه من نوع “S-300FM Fort-M” التي يبلغ مداها القتالى 150 كم وتستطيع استهداف جميع أنواع الأهداف الطائرة حتى ارتفاع 27 كم ضمن المجهود الدفاعي الجوي الروسي في سوريا، كما أعلنت روسيا أنها “ستسقط أي طائرة تدخل الأجواء السورية وتهدد سلامة ومصير العمليات الجوية الروسية في سوريا”، وهذا الكلام موجه لكل أعضاء الناتو الذين تشارك طائراتهم في عمليات جوية شمال وشمال شرق سوريا، وكذا الإعلان عن القطع التام لأي اتصالات عسكرية بين روسيا وتركيا وتفعيل مرافقة المقاتلات لأي طلعات تنفذها القاذفات.
حتى الآن لم يعرف يقينا مصير ملّاح الطائرة، لكن الطيار الأساسي للقاذفة وهو الرائد “Rumyantsev Aleksadorvich” قتل في الجو نتيجة استهدافه برشاشات متوسطة. الرائد يتبع للسرب 6980 المتمركز فى مطار Chelyabinsk الروسي والتي ينتمى لها 6 قاذفات سوخوي24 متمركزة فى سوريا، فى حين أن القاذفات الباقية المتمركزة في سوريا من هذا النوع “6 قاذفات أيضاً” تتبع لسرب الطيران البحري الهجومي المستقل 43 التابع لأسطول البحر الأسود.
المجموعات الأرهابية التي شاركت في استهداف الطيارين في الجو بعد إصابة طائرتهم، وعلى الأرض بعد هبوطهم، هي مجموعة تتبع “اللواء العاشر في الساحل”. وأيضاً قامت مجموعة تُسمى “الكتيبة الساحلية الأولى” بإطلاق صاروخ تاو أصاب مروحية روسية من نوع “”MI8 AMTSh” اضطرت للهبوط اضطرارياً بعد تعرضها لأضرار من إطلاقات متوسطة أثناء طيرانها ضمن تشكيل مشترك مع مروحية أخرى من النوع نفسه، ومروحيتين من نوع “MI24 P” لتنفيذ مهمة “بحث وإنقاذ” لاستعادة الطيارين. هذا الحادث أسفر عن وفاة جندي روسي واحد على الأقل، وظل باقي طاقم المروحية تحت حصار من عناصر إرهابية حتى تمكنت مفرزة من الجيش السوري من إخلائهم.
القاذفة الروسية سقطت على بعد 4 كم من خط الحدود ومن على ارتفاع 6 كم. تركيا تقول إن القاذفة دخلت لفترة ما بين 4 إلى 6 دقائق إلى الأجواء التركية، وتم تحذيرها عدة مرات. لكن لا يوجد أي مؤشر يدل على ذلك، نظراً لموقع سقوط الحطام ومسافته عن خط الحدود.
السبب الرئيسي لهذا الحادث في وجهة نظري هو الخسائر الكبيرة التي تعرض لها تنظيم داعش الإرهابي خلال اليومين الماضيين.
الصور المرفقة تظهر شاحنة نقل محروقات كانت ضمن شاحنات تركية عديدة قصفها الطيران الروسي في الحسكة والرقة خلال الأيام الماضية.. و هنا الأمور تصبح أوضح!