دقائق عسكرية: الخبرة المكتسبة لقوات المدرعات السورية في السنوات الأخيرة
موفع إنباء الإخباري ـ
القاهرة ـ محمد منصور:
عطفاً على كلام قائد سلاح المدرعات فى الجيش الأسرائيلى حول الخبرة التي اكتسبها الجيش السوري من معاركه مع قوى المعارضة المسلحة، فالخبرة المتولدة من عمليات قتالية حقيقية تعد هي أكبر مستويات الخبرة العسكرية التي يحتاجها أي جيش. و لذلك نجد دولا عظمى مثل الولايات المتحدة وروسيا تنشر قواتها وبحريتها وطائراتها في كل أنحاء العالم وتحاول بقدر الإمكان استغلال أي فرصة لمعركة أو غارة أو حرب لإكساب قواتها المزيد من الخبرات وتجريب مزيد من التكتيكات والأسلحة.
الجيش العراقي مثلا لم يكن ليبتكر فكرة “الإرضاع الجوى” بطائرات الميراج ولا حوائط النيران بمضادات الطائرات لإسقاط صواريخ الكروز إلا بسبب انخراطه في عمليات عسكرية لمدد طويلة أكسبته خبرات لا تقدر بثمن، كذلك الكتائب المدرعة في الجيش السوري تطور أداؤها بشكل كبير خلال السنوات الماضية بسبب خبرة المعارك، فنجد أنها تفادت الأخطاء التكتيكية في انتشارها داخل المناطق السكنية والتى كبدتها خسائر كبيرة خصوصاً فى حمص، وطورت تكتيكاتها لتنفذ إغارات وانتشارات ناجحة كما حدث فى داريا والقابون التي ربما تكون شهدت الانتشار الأفضل للمدرعات السورية على الأطلاق.
أيضا تطورت هذه الكتائب لتختزن خبرات التعامل الناجح مع القذائف المضادة للدبابات مثلما حدث في مواقف كثيرة في حلب وفي الاقتحام الشهير لمدرسة الصناعة في جوبر، وهذه الخبرة أوجدت حلولاً ميدانية لمشكلات تضرر الدروع التفاعلية وواقيات السرافل، فظهرت الدروع القفصية التي أثبتت نجاحاً كبيراً
أيضاً ظهر تطور التعاون الميداني بين كتائب الدبابات وكتائب المشاة الميكانيكية والدعم الجوي، وهذا ظهر بشكل كبير في معركة القصير وأيضاً في اقتحام القابون.
الخبرة التي اكتسبتها الأطقم الهندسية والميكانيكية فى التعامل مع الأعطال و الأضرار بمختلف أنواعها أيضاً كانت قيمة مضافة توفّر لهذه الأطقم خبرة ثمينة يستفاد بها مستقبلاً، كما أن النقائص والعيوب التي ظهرت في أداء الدبابات والمدرعات الروسية وفّرت أيضاً معلومات ثمينة للجانب الروسي بالتأكيد سيستفيد منها في أي انتاجات مستقبلية أو أي تصدير لاحق لعتاد عسكري إلى سوريا.