دعوات للتظاهر في العراق رفضاً لحالة الاستعصاء السياسي
وكالة أنباء آسيا-
شيماء أحمد:
إن توتر الأوضاع وحالة الانسداد السياسي التي يمر بها البلاد، يضع احتمالية كبرى في عودة الحراك الشعبي إلى مدن العراق بسبب “الاستعصاء السياسي بعد 6 أشهر من الانتخابات النيابية”.
وهناك مؤشرات أن التحرك الذي شهدته ساحة الفردوس في بغداد كان اختباراً لردة فعل الحكومة والأحزاب السياسية قبل انطلاق الحراك الكبير المخطط بعد نهاية شهر رمضان على الأرجح.
وعلى مدار الأسبوع الفائت، حُشد للتظاهرات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل ناشطين ومدونين، لكن حتى الآن لم تعلن حركة “امتداد” و”البيت الوطني” و”البيت العراقي”، أبرز القوى المدنية في بغداد وجنوبي العراق، مشاركتها فيها.
وقد أصدر منظمو التظاهرات بياناً، أكدوا فيه أن “تظاهراتهم تأتي للاحتجاج على ما آلت إليه الأمور في البلاد من جوع وفقر وغلاء أسعار ونقص علاج وضعف التعليم وانهيار المؤسسات والفساد وغياب القانون، كنتيجة طبيعية للمماطلة بتشكيل الحكومة والصراع الدائر على المناصب”.
ودعوا، الشعب إلى “التوحد والنزول إلى الشارع بحشود كبيرة في تظاهرات موحدة في عموم المحافظات، اليوم الجمعة، بعد فترة الفتور”، مؤكدين أن “الشعب سيطرح في التظاهرات مقترحات لحل الأزمة الحالية، إما عبر اقتراح مجموعة شخصيات لرئاسة الجمهورية والوزراء، أو قد تتجه للمطالبة بحل البرلمان، فضلاً عن مطالب أخرى تتعلق بموجة الغلاء”.
وقال الناشط على القريشي عبر تويتر :” ستنطلق تظاهرات في كل المحافظات يوم الجمعة كل ُ في محافظته بعد الفطور للضغط على الاحزاب السياسية التي لاتراعي وضع البلد وهي تتناحر على تشكيل الحكومة متجاوزة بذلك على التوقيتات الدستورية وغير مباليه بوضع الشعب .. التظاهرة بمثابة تشكيل ضغط عليهم جميعاً”.
فيما عبرت حركة وعي، وهي حركة سياسية، عن دعمها لتظاهرات الجمعة، داعية التنظيمات الطلابية والشبابية إلى النزول بحشودهم وتوحدهم مع التنسيقيات المنظمة للتظاهرات، تأكيداً لمطالب “الإسراع بحل الأزمة وإدانة المماطلة السياسية”.
وحذر الرئيس العراقي برهم صالح من “متاهات خطيرة” تترصد العراق في حال استمرار انسداد سياسي ناجم عن عدم استكمال تشكيل الحكومة الجديدة.
وقال صالح في كلمة ألقاها خلال احتفالية أقيمت ببغداد، إن “الانسداد السياسي الراهن في إنجاز الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر على إجراء الانتخابات، بات أمراً مقلقاً وغير مقبول، ويؤدي، لو استمر، لانزلاق البلد في أتون متاهات خطيرة”.
ويعيش العراق منذ الانتخابات التشريعية المبكرة التي جرت في العاشر من أكتوبر، والتي جاءت على خلفية تحركات احتجاجية غير مسبوقة اندلعت في أكتوبر 2019، على وقع أزمة تكاد تكون مستعصية جراء خلافات حول رئاسة الجمهورية وطبيعة الحكومة المقبلة.