دراسة: السعودية موَّلت النور فى الانتخابات لمواجهة الإخوان
صحيفة الوطن المصرية ـ
سيد جبيل ومحمد كامل الجمعة:
أكد بحث نشره مركز «رفيق الحريرى لدراسات الشرق الأوسط» عن جورجيو كافييرو، الباحث بمركز «Foreign Policy in Focus» الأمريكى، أن السعودية مولت ودعمت بشكل منتظم حزب «النور» بعد سقوط نظام الرئيس مبارك، لمواجهة الإخوان المسلمين، المدعومة من قطر، خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، وهو ما نفاه حزب النور، مؤكداً أن الدراسة بعيدة تماماً عن الصحة، مطالباً من نشرها بالدليل على ما جاء فيها من اتهامات.
ووفقاً لمعلومات «لمارا رافكين» الباحث فى مركز «الحريرى»، فإن «النور» الذى جاء فى المركز الثانى بعد حزب الحرية والعدالة، وحصل على 24.3%، من الأصوات فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، تلقى بصورة منتظمة تمويلا خارجيا مصدره الأساسى دول الخليج، والسعودية تحديداً، ما أعطى المرشحين السلفيين ميزة مالية كبيرة على منافسيهم.
ويضيف رافكين إن الدعم لم يقتصر على المال، مستشهدا بزيارة رجل الدين السلفى السعودى عدنان الخاطرى لمصر قبل الانتخابات بفترة وجيزة، حيث ألقى خطبة حث فيها المسلمين المصريين على الاستفادة من «الفرصة العظيمة» لإقامة دولة إسلامية، وألا يخرجوا من الانتخابات خاليى الوفاض، حتى لا يتركوا الساحة للأحزاب البعيدة عن «دين الله».
واستعرض البحث، الذى نشر تحت عنوان «السعودية وقطر.. مملكتان متحاربتان»، الصراع السياسى بين السعودية وقطر منذ استقلال الأخيرة فى 1971، وحتى اندلاع ثورات الربيع العربى، التى اتخذت منها الدولتان موقفين متضاربين، وتحولت جماعة الإخوان المسلمين التى تصدرت المشهد فى كل دول الربيع العربى إلى مصدر توتر سياسى، فالسعودية التى وُصفت فى كثير من الأحيان بدولة «الثورة المضادة» اتخذت موقفا عدائيا من الربيع العربى فى جميع دول المنطقة خوفا على وضعها التقليدى كمحور لـ«الأنظمة المحافظة»، فيما انحازت قطر إلى ثورات الربيع العربى ودعمت القوى الثورية وأصبحت المواقف المتعارضة من جماعة الإخوان مصدراً رئيسياً للتوتر بين البلدين.
فى المقابل، قال الدكتور بسام الزرقا، عضو الهيئة العليا لـ«النور» إن الافتراء إذا كان بسفاهة، فمن السفاهة الرد عليه، فيما طالب الدكتور ياسر عبدالتواب أمين اللجنة الإعلامية بـ«النور» من ادعوا بوجود تمويل خارجى للحزب أن يظهروا دليلا على اتهاماتهم.
وأضاف «عبدالتواب» لـ«الوطن» إن الحزب يعمل بإمكانيات مادية محدودة، وما يشاع عن إمكانياته المادية الكبيرة سببه الأعمال الخيرية والتكافلية والاجتماعية التى يمارسها التيار السلفى بشكل عام، موضحاً أن التمويل الوحيد للنور يأتى من اشتراكات وتبرعات أعضائه، وأن قيادات وأعضاء الحزب يعملون فى «النور» بصورة تطوعية، فيما عدا سكرتارية الحزب.