“دبابات وعُصي” في جلسة إنتخاب الرئيس.. واسم فرنجية يدخل لعبة الأرقام
وكالة أنباء آسيا:
من دون التوصل إلى نتيجة تُنهي الفراغ الرئاسي القائم في لبنان، والذي بدأ اعتباراً من 31 تشرين الأول الماضي، إنتهت الجلسة السادسة لانتخاب رئيس جديد للجمهوريّة، إلا ان الجديد في هذه الجلسة هو إستقدام الدبابات عبر تصريحات النواب، الذين انفجروا في وجه بعضهم البعض لدى الحديث عن دستورية نصاب جلسات الانتخاب.
ففي بداية الجلسة، سجل سجال حاد بين رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، الذي قال: “أتمنى أن تتقبل الكلام وتتحمل ملاحظتي، نحن كمجلس نيابي من مسؤوليتنا تفسير الدستور ويحق لنا أن نسأل على أيّ مادة تستند عندما نقرّ الحفاظ على النصاب في الدورتين، في وقت لا تتحدث فيها المادة الدستورية المعنية عن ذلك، ويحق لنا أن نحصل على إجابة دستورية، معتبرا ً أن “ما يحصل اليوم لن يؤدي الى انتخاب اي رئيس للمجلس النيابي بعكس ما حصل في مرحلة انتخاب الرئيس الراحل سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية اللبنانية”.
الا ان الرئيس بري ردّ عليه بالقول: “كل كلامك الأوّل مقبول والأخير مرفوض. الدستور اللبناني ينصّ على أكثريتين، أكثرية نصاب الجلسات شيء والدورات شيء آخر، الجلسات يجب أن تقعد دائماً بالثلثين. وهذا الموضوع كان دائماً موضوع نقاش، وسأل بيّك وكل ما يقوله أنا أقبل به”.
فردّ الجميّل عليه قائلاً: عامل recherche مظبوط، وبييّ مع النصف زائد واحد.
ومع احتدام الكلام ودخول النائب نديم الجميل على الخط، حصل سجال آخر بين عضو كتلة “التّنمية والتّحرير” النّائب قبلان قبلان، وعضو كتلة “نوّاب الكتائب” النّائب نديم الجميل.
وتعليقاً على مداخلة النّائب سامي الجميل، اشار قبلان إلى أنّه “في عام 1982، أتوا بالنّواب إلى المجلس بالملّالات “ليعملوا نصاب لبشير الجميل (رئيس الجمهوريّة الرّاحل).”
فردّ عليه النّائب نديم الجميل، قائلًا: “خلصنا من طقّ الحنك ومن الملّالات تبعكن”.
فأجابه قبلان بالقول: نحن من زمان خلصنا، بس إنتو ما عم تخلصوا”.
وإثر السجالات والنقاش، طلب الرئيس بري بدء عملية الاقتراع، وقد جاءت النتيجة على النحو التالي: عدد المُقترعين: 112، ميشال معوّض: 43 صوتاً، ورقة بيضاء: 46 صوتاً، عصام خليفة: 7 أصوات، لبنان الجديد: 9 اصوات ، سليمان فرنجية: 1، زياد بارود: 3 اصوات ، ميشال ضاهر: 1، أوراق ملغاة: 2.
وبعد إعلان نتيجة التصويت، فإنه ما من إسمٍ من الأسماء التي طُرحت نال 65 صوتاً، ما استدعى حصول دورةٍ ثانية للانتخاب بحُكم الدستور. إلا أن الجلسة فقدت النصاب المطلوب لانعقاد الدورة الثانية، إذ لم يبقَ داخل القاعة العامة 86 نائباً، ما دفع بالرئيس بري لاختتام الجلسة وتحديد يوم الخميس المقبل موعداً لجلسة جديدة.
جلسة نارية سجلها النواب هذه المرة، وكشفت سجالاتهم عمق الخلافات بين الكتل النيابية، إلا أن المفاجأة خلال الجلسة تحدّدت في حصول الوزير السابق سليمان فرنجية على أوّل صوتٍ له، بينما كان هناك صوتٌ للنائب ميشال ضاهر.
وفي هذا السياق، لفت نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب إلى أنّ “أهمية ما حصل اليوم أنه كانت هناك ورقة للنائب ميشال ضاهر ولم تُلغَ رغم أنّه كاثوليكي”. فمن المعروف ان رئيس الجمهورية اللبناني ماروني.
وتعليقاً على طرح اسم فرنجية في الجلسة، قال النائب علي حسن خليل: لم نضع اسم فرنجية، وهو لم يعلن بعد ترشيحه بشكل رسمي وهو احد الاسماء القادرة ان تكون في هذا الموقع”.
كذلك، كان لافتاً تصويت أحد النواب بورقة كُتب عليها: “دستور جديد للبنان جديد”، فيما صوّت النائب جميل السيد بورقة كُتب عليها “فالج ما تعالج بدها عُصي”.
ذكر النائب ميشال معوض في كلمة له من مجلس النواب، “اننا التمسنا تراجعاً في الأصوات لصالحي بسبب تدخل بعض النواب المستقلين والوقائع لدينا ولن أتحدّث أكثر الآن عن هذا الأمر”، لافتاً إلى أنه “هناك تطوّر مع بعض نواب “التغيير”، ووصلنا الى اتفاق مبدئي بحاجة لترجمة سياسية معهم والمعركة اليوم بين محاولة جدية للبننة الاستحقاق وبين محاولة لانتظار التسويات الخارجية فالبعض ينتظر كلمة السر”.
وعلى عكس توقعات فريق المعارضة، فقد تراجع عدد الأصوات التي إقترعت للنائب ميشال معوض، نتيجة تدخلات حصلت نهار الأربعاء مع بعض النواب المستقلين، بحسب ما كشفه رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، قائلاً: “سنذهب نحو معالجة الوقائع وحصل توافق مبدئي مع مارك ضو ونجاة عون بانتظار ترجمة سياسية.”