دايفيد هيل في مجلس الشيوخ الأميركي: الحل لمشكلة «حزب الله» ليس عسكرياً
صحيفة السفير اللبنانية:
عقدت لجنة مجلس الشيوخ للعلاقات الخارجية جلسة استماع في ما يخص المرشح لتولي منصب سفير الولايات المتحدة في لبنان دايفيد هيل. لوح رئيس الجلسة روبرت منديز إلى أنه سينظر في كل الترشيحات، ويتمنى نقلها مع نهاية الاسبوع.
تجدر الإشارة إلى أن هيل كان قد شغل منصب السفير في الأردن، وتولى مهمتين في لبنان: الاولى كنائب رئيس مهمة بين عامي 1998-2001، وكضابط سياسي بين عامي 1992-1994.
السفير هيل أجاب عن اسئلة أعضاء مجلس الشيوخ بثقة.
وأشار روبرت منديز إلى أن هيل سيتولى أحد المناصب الأكثر تحدياً، وسأل عن تأثير الوضعين السياسي والعسكري في سوريا على لبنان. أجاب هيل بأن «الوضع السوري قد وصل إلى طريق مسدود، والتحدي يكمن في تصور شكل سوريا بعد النزاع. المجتمعان السوري واللبناني متداخلان، والأمر الذي تبينه الخريطة». أضاف: «تتمنى الولايات المتحدة أن يبقى لبنان خارج النزاع السوري، ويجب استعراض دور حزب الله في سوريا كي يستنكر لاحقاً. وعودة اللاجئين السوريين في لبنان إلى وطنهم تستوجب حلاً سياسياً».
وعند سؤال منديز عن كيفية منع لبنان من تكرار تجربته السابقة، أجاب هيل «أن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أظهر روحاً قيادية من خلال التبرؤ من تدخل حزب الله في سوريا وانتقاده، وذلك ينطبق أيضاً على قائد الجيش اللبناني (العماد) جان قهوجي. وأغلبية السياسيين والمواطنين يرفضون هذا التدخل، كل ما عليهم فعله هو التجوال في الطرقات ليتبين لهم ذلك. الحياة السياسية يجب أن تستعيد مجراها كي تتمكن جميع المكونات من المشاركة».
وسأل عضو المجلس بوب كوركر عما يمكن فعله لعزل لبنان عن الأزمة السورية، واجاب هيل أنه في البداية أراد أن يعطي واشنطن صورة واضحة عن التطورات الميدانية في لبنان. وأشار إلى أن الولايات المتحدة ساهمت بمبلغ 160 مليون دولار لمساعدة اللاجئين السوريين في لبنان. ودعا هيل القيادة اللبنانية للنظر في حالات الطوارئ التي قد تلحق بوضع اللاجئين.
كما دعا إلى دعم موقف «النأي بالنفس» من خلال دعم ومساندة القادة الذين يطالبون به. وأكد أن على الولايات المتحدة «أن تقدم الدعم اللازم والملموس للجيش اللبناني لردع التهديدات الإرهابية عن لبنان وحماية الحدود. وبهذه الطريقة تبطل ادعاءات حزب الله عن الفراغ الأمني».
وقال عضو المجلس كريس مورفي «إن مسألة النازحين إلى لبنان تشكل أزمة وجودية للأخير، ما يؤدي إلى تراكم الأزمات الوجودية هناك». وسأل «كيف سيساعد الدعم الأميركي الجيش اللبناني؟ ولماذا يتوجب على الولايات المتحدة فعل ذلك إن لم يتول الجيش مهمة القضاء على «حزب الله»؟ وتساءل مورفي عن هيكلية التحالفات السياسية المبهمة في لبنان.
وشجع السفير هيل على مسألة دعم الجيش اللبناني مؤكداً أنه «بالرغم من ذلك هناك خط لا يمكن للقوات اللبنانية المسلحة تجاوزه». وقال هيل: «إنه جهد على المدى البعيد. بعد الحرب الأهلية كان الجيش اللبناني ضعيفاً وكان على الولايات المتحدة مساعدته. صعد نجم حزب الله في ظل قوات مسلحة ضعيفة. لذا فإن الحل لمشكلة حزب الله ليس عسكرياً. واذا لم يتم دعم وتقوية الجيش اللبناني، فسيصبح لبنان أرضاً خصبة للجماعات الإرهابية التي ستفيض إلى اسرئيل وبلدان أخرى».
أضاف: «السيناتور تيم كين ذهب إلى تركيا والأردن والتقى لاجئين سوريين. كل مخيم تركي يضم 10 آلاف نازح. أما في الأردن فحوت المخيمات عدداً أكبر من السوريين نظراً إلى النقص في الماء. أما في لبنان فيتبين أن السوريين يختلطون بعائلاتهم واصدقائهم. هيل أكد أن النازحين من سوريا كان لهم تأثير كبير في لبنان الذي قرر عدم إقامة المخيمات ولذلك ايجابيات وسلبيات. يتوزع اللاجئون على كافة الأراضي اللبنانية حيث بدأت الموارد تستنزف وعدد الناس يتضاعف في المدارس. الغاية هي مســاعدة المضيف، إذ في لبنان تخوف من مســألة اللــجوء بسبب التجربة الفلسطينية. لذلك يجب أن نتوصل إلى حل مع المعارضة في سوريا.