’داعش’.. هزائم عسكرية متلاحقة وأزمات مالية خانقة
والسؤال هنا، لماذا وكيف فقد تنظيم “داعش” الكثير من موارده المالية وبات يواجه أزمة مالية خانقة، جعلته ينكفئ ويتراجع في سوريا والعراق، ويبحث عن مناطق وجود ونفوذ أخرى، مثل المغرب العربي، وتحديداً ليبيا.
في الواقع هناك أسباب عديدة تكمن وراء ذلك، من بينها:
– إن تنظيم “داعش” فقد منشآت نفطية، ومراكز اقتصاد حيوية، كان قد نجح في السيطرة عليها، فضلا عن تعرض الكثير من خطوط امداده لضربات جوية قاصمة، ما انعكس سلباً بدرجة كبيرة جداً عليه.
– النقطة الأخرى تتمثل في الفساد الاداري والمالي الكبير، والصراعات المحتدمة بين قياداته المختلفة، لاسيما الميدانية، اذ ان قياديين كبار في “داعش” سرقوا مبالغ مالية طائلة وهربوا، في وقت أكَّدت تقارير مختلفة حصول خلافات عميقة بين قيادات التنظيم بشأن توزيع الموارد المالية فيما بينها.
– حركة النزوح الواسعة من المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وتوقف الحكومة عن صرف رواتب الموظفين في تلك المناطق، وتراجع الحركة التجارية والنشاط الاقتصادي في الأسواق بسبب انخفاض اسعار النفط، أفقد “داعش” موارد مالية غير قليلة كان يحصل عليها من خلال فرض الاتاوات على الموظفين والتجار وأصحاب المحال التجارية.
– احجام عدد من الأطراف الخارجية، من دول وشركات ومؤسسات مالية وتجارية، عن الدعم والتمويل المالي للتنظيم، أو تقليصه، جراء الأزمة الاقتصادية العالمية، والتي تأثرت بها كثيراً الدول المنتجة للنفط، ومعلوم للكثيرين ان تنظيم “داعش”، ومختلف الجماعات الارهابية تعتمد في تمويلها على أطراف معينة، إما من خلال الابتزاز، أو انطلاقا من حسابات طائفية ومذهبية تكفيرية للاطراف الممولة.
وتشير تقارير محلية وأخرى أجنبية، نقلاً عن وثائق حصلت عليها من مقرات وأوكار التنظيم، أو من خلال محادثات هاتفية بين بعض قيادات التنظيم، أو بحسب ما صرح به منشقون عن التنظيم، الى ان هذا الاخير قام خلال الشهور القلائل الماضية بخفض رواتب منتسبيه من العراقيين والسوريين الى النصف، ناهيك عن أن أعداداً غير قليلة من عناصر التنظيم لم يتسلموا رواتبهم منذ بضعة شهور، الأمر الذي تسبب بموجة إحباط واستياء كبيرين انعكست على معنوياتهم واندفاعهم للقتال.
وتؤكد مصادر خاصة أن تنظيم “داعش” فقد بسبب العوامل الآنفة الذكر أكثر من نصف موارده المالية، في حين بقي النصف الاخر مرتبكا ومضطربا ومهددا بالفقدان، مما دفع أصحاب القرار الى التركيز بدرجة أكبر على مواقع أخرى غير سوريا والعراق، مثل ليبيا، لتعويض ما فقده التنظيم على الصعيد المالي من جانب، ومن جانب آخر لاستقطاب عناصر من جنسيات أخرى تمتلك حماساً واندفاعاً أكبر، ولم تكن قريبة من الواقع السلبي للتنظيم في العراق وسوريا.
وتستبعد تلك المصادر نجاح “داعش” في معالجة وتجاوز مأزقه المالي الصعب، في الوقت الذي يتعرض باستمرار لهزائم وانكسارات عسكرية على جبهات متعددة من الانبار الى تكريت الى حدود الموصل، وصولا الى الشام.
[ad_2]