“داعش” ستغزو “إسرائيل” ولكن ..
الهزائم التي الحقتها المقاومة في لبنان وفلسطين بالكيان الصهيوني خلال العقدين الماضيين ، وتحطيمها اسطورة الجيش الاسرائيلي الذي لايقهر ، دفعت الغرب الى التفكير بزرع غدة سرطانية اخرى في جسد الامة الاسلامية ، لاضعافها وانهاكها في حروب ونزاعات عبثية ، ولم تكن هذه الغدة السرطانية سوى “داعش”.
ان هزائم “اسرائيل ” على يد المقاومة في لبنان وفلسطين ، ومشاهد الصواريخ التي تسقط على تل ابيب وكل الاراضي الفلسطينية المحتلة ، ونزول الملايين من الصهاينة الى الملاجىء ، وصور النيران المشتعلة في المطارات والمنشات الصهيونية ، كانت الى الامس القريب حلما يراود العرب والمسلمين ، فاذا هي اليوم حقائق على الارض صنعتها ارادة ابطال المقاومة في لبنان وفلسطين.
ان الانتصارات الكبرى التي حققها ابطال حزب الله في لبنان وفصائل المقاومة في فلسطين ، اذلت “اسرائيل ” ومرغت انفها بالتراب ، فكان لابد على الغرب ان يعيد بعضا من هيبة”اسرائيل ” الضائعة ، فسارع الى وضع خطة جهنمية تمثلت في اشعال فتنة طائفية بين المسلمين تأكل اخضرهم ويابسهم ، وتأخذ فيها “اسرائيل ” قسطا من الراحة ، وتستفرد ان امكن بالفصائل المقاومة التي اذلتها في اكثر من مرة.
ان الادوات القذرة التي استخدمها الغرب في تنفيذ اجندته لاضعاف وانهاك المسلمين في حروب طائفية مقيتة لا تنتهي ، كانت عبارة عن شيوخ الفتنة واموال النفط واعلام ماجور وشباب جاهل ، فتظافرت فولدت “داعش” ، التنظيم الذي خرج من عباءة القاعدة ، بعد ان تم معالجته لاستئصال كل عداء لامريكا والغرب و”اسرائيل” من عقيدته ، وجعله وحشا طائفيا ، هدفه الاول والاخير قتل اكبر عدد ممكن من المسلمين من الذين لا يتفقون معه في افكاره.
يكفي القاء نظرة سريعة الى خطابات وبيانات وادبيات “داعش” حتى نتأكد ان فلسطين والقدس والاحتلال الصهيوني وامريكا والغرب لا مكان لهم في قاموس “داعش” ، وبدا ذلك واضحا من الكلمة التي القاها خليفة “داعش ” في جامع النوري في الموصل ، ابو بكر البغدادي ، والتي تعتبر بيانا تاسيسيا للمرحلة القادمة لدولة “داعش” ، فالرجل ذكر كل مكان حتى افريقيا الوسطى وبورما وتوعد ان يثأر للمسلمين هناك ، ولكنه لم يكلف نفسه عناء الاشارة الى فلسطين او الاحتلال الاسرائيلي.
ان الموقف الفاضح لخليفة “داعش” ولباقي قيادات “داعش” ، ازاء فلسطين ، اثار ردود فعل مستهجنة لدى جمهور “داعش” نفسه ، الامر الذي دعا الالة الاعلامية لهذا التنظيم ، لتبرير موقف “داعش” من فلسطين والاحتلال الصهيوني ، بطرق واساليب كشفت اكثر حقيقة هذا التنظيم التكفيري والجهات التي تقف وراءه ، حيث تذرعت انه يجب القضاء على العدو القريب اولا ومن ثم التوجه الى العدو البعيد!!.
لم يعد خافيا من هو العدو القريب ل”داعش” فهم : الشيعة “الروافض”!! ،وجميع اتباع المذاهب الاسلامية الاخرى من غير اهل السنة ، و”السنة المرتدون” !!، والعلمانيون، والمثقفون والنخب ، والجيوش العربية والمسيحيون العرب ، وكل من يرفض افكار “داعش ” الظلامية ، اي بعملية حسابية بسيطة ان على “داعش” ان تقتل اكثر من مليار مسلم ، لان “داعش” لا يمكنها ان تضمن ولاء اكثر من مليون مسلم ، حتى لو استخدمت كل اساليب الترغيب او الترهيب ، وهذا يعني ان “داعش” لا يمكنها منازلة العدو البعيد “اسرائيل” ، لعقود طويلة ، لانها ستكون مشغولة بقتل اكثر من مليار ونصف المليار مسلم!!.
لهذه الاسباب وغيرها نقول ان “داعش” ظهرت في ارض المسلمين لتحقيق هدف واحد ، هو الهاء المسلمين في حروب طائفية قذرة ، وترك “اسرائيل” تذبح الفلسطينيين من الوريد الى الوريد ، دون ان يكترث العرب والمسلمون بصراخهم ، لانهم مشغولون بغزوات “داعش” وقتالها “للروافض” و”المرتدين” !!.
جمال كامل – شفقنا