خيارات المسلحين تضيق في جرود عرسال
الميادين نت ـ
محمد الساحلي:
استعدادات المعركة في جرود عرسال انتهت مع انتهاء كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي أعلن فيها أنها المرة الأخيرة التي يتحدث عنها عن مسلحي جرود عرسال، مانحاً إياهم الفرصة الأخيرة للتسوية التي استثمرها فصيل سرايا أهل الشام التابع لفصائل الجيش الحر، والتي من خلالها عاد أكثر من 500 نازح عبر مرحلتين من أهالي عسال الورد في القلمون الغربي، ومن المرتقب أن تستتبع بخطوات لاحقة تشمل نازحين من بلدات الصرخة ورأس المعرّة ويبرود.
لفصيل النصرة المحاصر، وهو مغادرة مقاتليها بسلاحهم الفردي إلى إدلب مع عائلاتهم ومنح الأمان لباقي النازحين لينضمّوا إلى تسوية سرايا أهل الشام،
لإبعاد شبح نزوح مخيمات عرسال هو أقل الهزائم، لأن خيار الصمود والقتال ضمن بقعة
جرود عرسال وجزءَيْ جرود فليطا والجراجير في القلمون الغربي أمام ما قامت بتحضيره
المقاومة اللبنانية، بالتأكيد سوف ينهي وجود مقاتليها بالكامل، في ظلّ الحصار الذي تفرضه المقاومة من الجنوب والشرق حيث ستكون محاور الهجوم، وإقفال
الجيش اللبناني للجهة الغربية التي تفصل مخيمات الملاهي ووادي حميد عن البلدة.
هنا يكون
خيار النصرة الثاني بدخول المقاتلين إلى المخيمات شرق بلدة عرسال لأخذ النازحين
دروع بشرية، علماً أن قاعدة النار بحسب مصادر عسكرية أصبحت تغطي جزء واسعاً
من منطقة الجرود إلى منطقة المخيمات لاستهداف مقاتلي النصرة في حال تقدمهم باتجاه
المخيمات، بالإضافة لتعهد فصيل سرايا أهل الشام بالدفاع عنها، فالجيش اللبناني
موجود بأكثر من 9 مواقع عسكرية مشرفة على ساحة العمليات وتغطي كل منطقة المخيمات.
أما
الخيار الثالث فهو المعركة مع مقاتلي تنظيم داعش شمال الجرود، الذي يفصله عن
مقاتلي النصرة وادي حميد وسهل عجرم، وصولاً إلى معبر الزمراني الفاصل مع القلمون
الغربي, ولا يبدو حتى الآن أن إتفاق للقتال من ضمن جبهة واحدة قد حصل بين الفصيلَيْن، لا سيّما وأن المعركة الأخيرة التي خاضها التنظيم مع النصرة وسرايا أهل الشام قبل
حوالى الشهرين تسببت بمقتل 45 من مقاتليه، ناهيك عن أن الابتعاد عن البلدة حتى لو
خاض النصرة المعركة وتقدم بها على مقاتلي داعش سيرتدّ سلباً عليها، لأنه أحد أهداف
العملية العسكرية المرتقبة للمقاومة بالأساس، لإبعاد خطر الإرهاب عن خط إمداد
الفصيلَيْن الأساسي والوحيد المتمثل ببلدة عرسال، وبحجة مخيّمات نزوحها المنتشرة
خارج حواجز البلدة وبالتالي خارج سيطرة الجيش اللبناني الأمنية.
ماذا عن خيارات داعش في الجرود؟
الحديث عن مسلّحي جرود عرسال، هذا يعني أن المعركة المرتقبة للمقاومة ستشمل مناطق
تواجد داعش أيضاً في هذه البقعة، ولا مصلحة لأي من التنظيمين بالابتعاد عن بلدة
عرسال ومخيّماتها.تنظيم داعش في الجرود الذي لم يخض بأية
مفاوضات حتى الآن، عمد بالأساس إلى الهجوم عدة مرات على مواقع جبهة النصرة في وادي
حميد والملاهي، وكان ذلك بسبب خلافات بينهم وبين مقاتلي النصرة عندما عمدت الأخيرة إلى منع دخول طعام ومحروقات أو أسلحة باتجاه مناطق تواجد داعش شمال الجرود. لكن حتى الآن تفيد المعلومات بأن تنظيم داعش لم
يبدِ إستعداده لمشاركة النصرة في معركتها، التي ستمتد إليه. وهنا تفيد المصادر بأيضاً أن المقاومة مستعدة لسيناريو قد يعمد به داعش لفتح جبهة مشاغلة بعيدة
مع الجيش اللبناني أو المقاومة، أقل ما يقال بشأنها أنها ستكون أكثر وطأة وأشد خسارة للتنظيم، ولا أفق لها في ظل مصلحة داعش بالبقاء بأقرب نقطة من بلدة
عرسال.
ماذا عن أهالي عرسال والنازحين ؟
البلدة هم أكثر المستفيدين مباشرة من استعادة جرود عرسال، بدءاً من الإرتياح الأمني
الذي غاب عن البلدة منذ صيف 2012، والإجرام الذي طال بعمليات الخطف والقتل مئات
المواطنين، بالإضافة إلى التسبب بعلاقة سوء مع الجوار اللبناني القريب والذي لا
يعكس أبداً تاريخ البلدة المقاوم ضد إسرائيل والذي قدمت البلدة من خلاله شهداء.إلى ذكل، هناك أكثر
من 300 كسارة ومقلع صخور ومنشر حجر تحقق مدخولاً يفوق الـ 20 مليون دولار شهرياً لأهالي البلدة ستعود إلى العمل، بالإضافة إلى بساتين ومزارع فيها أكثر من 4
مليون شجرة مثمرة، تحقق أيضاً
ناتج زراعياً صيفياً وشتوياً من الكرز والإجاص والتفاح وكروم العنب يفتقده سوق الإنتاج
الزراعي منذ 4 سنوات، وتوازي أيضاً خسائره الـ10 مليون دولار في المواسم، ناهيك أيضاً عن عودة آلاف فرص العمل لأبناء البلدة للعمل في الجرود وعودة مئات
المراعي إلى الخدمة، فسوق عرسال بإنتاج المواشي هو من أكبر الأسواق
الإنتاجية في لبنان.كما أنّ انخفاض التوتر الأمني في البلدة بشكل
كبير يعطي متنفساً في الخيارات للنازحين الذي يرغب عدد كبير منهم
بالعودة ولا يريد أن يخوض مجدداً غمار الشتاء القارص في مخيمات عرسال.
[ad_2]