خواطر أبو المجد (الحلقة المئة والخامسة والأربعون “145”)
موقع إنباء الإخباري ـ
السفير د. بهجت سليمان:
( صباح الخير يا عاصمة الأمويين .. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين .. صباح الخير يا بلاد الشام .. صباح الخير يا وطني العربي الكبير ) .
[ وتَبْقى أسُوُدُ الشّامِ، دِرْعاً لِأُمَّةٍ ……. وتَبْقى سُيوفَ النَّصر، ضِدَّ الأعادِيا ]
-1-
( أكْبَرُ “مؤامرة” في التاريخ.. على المسلمين “السُّنّة” )
– عندما تجري مُحاولاتٌ حثيثةٌ مُتلاحقة، سواءٌ من المحور الصهيو أطلسي أو من بعض المحميّات الأعرابية، لِإظهار “داعش” بِأنّها تُمَثِّلُ “المسلمين السُّنّة” وبِأنّها تُدافِع عنهم وبِأنَّ هزيمة “داعش” هي هزيمة لِـ “السُّنّة”..
ماذا يعني ذلك ؟..
1- يعني المُماهاة بين المسلمين “السُّنّة” وأفظعِ أنواع الإرهاب في التاريخ ..
2- ويعني إفساح المجال في جميع أنحاء العالم، للتعامل مع المسلمين “السُّنّة” على أنّهم إرهابيون ومنبع الإرهاب ..
3- ويعني شَرْعَنَة مختلف الإجراءات العقابية التي سيتّخدها الغربُ الأمريكي والأوربّي، بِحقّ عشرات ملايين المسلمين والعرب.. لا بل يعني إعطاء هذه الإجراءات العقابيّة، طابعاً أخلاقياً وإنسانياً، عَبـْرَ تسويقها على أنّها تندرجُ في إطار إعلانِ الحرب على الإرهاب الدموي “الإسلامي”..
4- ويعني تجاهُل أنّ هذه الإجراءات سوف تَطُولُ الأغلبية الساحقة من المسلمين في العالم التي هي المسلمين “السُّنّة”..
5- ويعني انخراطُ معظم دول المنطقة في حروبٍ بينيّة، تنفيذاً لِمخطّط “الفوضى الخلاّقة” الصهيو أمريكية و”إدارة التوحّش” الصهيو وهّابية الإخونجية ..
6- والإساءةُ الأشْنَع فوقَ كلّ ذلك، بِحَقّ أمّةِ الإسلام من “المسلمين السُّنّة”، هي تَجَرُّؤ رئيس حكومة العدوّ الإسرائيلي “نتنياهو” بالحديث أكثر من مرّة، عن قيام “تحالف” بين “إسرائيل” و”القيادات السنّيّة في العالم العربي:!!!..
وكأنّ “إسرائيل” لم تغتصب فلسطين ولا القُدْس ولم تطرد الشعب الفلسطيني من أرضه، ولم تَشُنّ حروباً عديدة وآلاف الاعتداءات على الوطن العربي، وكأنّها لا تريد “دولة يهودية” ولا “دولتك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل”… لكي تقوم “قياداتٌ سنّيّة في العالم العربي” بالتحالف مع “إسرائيل” ضدّ شعوبها، قَبْلَ أن يكون ذلك “التحالف” ضدّ الآخرينَ!!!!.
– وإذا لم تَقُمْ أُمّةُ الإسلام التي هي المسلمون “السُّنّة”، والذين يزيدون عن الألف مليون نسمة، وفي كُلِّ مكان وعلى جميع الصُّعُد.. بِقَطْعِ الطّريق على هذا المخطط الجهنمي الرهيب الذي يُريدُ نَحْرَ العرب والمسلمين بِأيدي العرب والمسلمين أنفسهم، وتحت عنوان الدّفاع عنهم..
إذا لم يستيقظوا ويتَبَرّؤوا من “داعش” ومن جميع الدّواعِش الأخرى المتأسلمة، ومن المحميّات الصهيو أمريكية التي تقوم بتنفيذ هذا المخطط.. فَلَسوف يخرجون من التاريخ خروجاً غير مسبوقٍ في التاريخ .
– وعلى العالَم بِكامِلِه أنْ يعرف بِأنّ “داعش” الإرهابية الوهّابية، لا تُمَثّلُ المسلمين “السُّنّة” إلا ّبِقَدْرِ ما يُمَثِّلُ “الخوارجُ” الإسلامَ ..
وأن يعرفوا بِأنّ مصير “داعش” وأمّها “القاعدة” وشقيقاتها في باقي التنظيمات الإرهابية المتأسلمة، سوف يكون كَمصير “الخوارج” في التاريخ .
-2-
( اليمن.. رُبَّ ضارَّةٍ نافِعة.. وما حَكَّ جِلـدَكَ غَيْرُ ظِفـْرِكْ، فَتَوَلَّ أنْتَ جميعَ أمْرِكْ )
– القرارُ الأممي الصادر عن مجلس الأمن في موضوع اليمن، وغير المتوازن في مضمونه، عندما كافَأ المعتدي السعودي وعاقب المُعْتَدَى عليه اليمَني ..
– هذا القرار سوف يؤدّي إلى عكس ما أراده السعوديون ومن معهم ومن وراءهم، لِأنّه سوف يدفع أنصارَ الله في اليمن وحلفاءهم وأصدقاءهم، داخل اليمن وخارجه، إلى التصعيد بِوَجْهِ العدوان السعودي على اليمن، وهذا التصعيد سوف يؤدّي إلى إفراغ العدوان السعودي العسكري من القدرة على تحقيق أيّ انتصار عسكري على الأرض اليمنية، والاكتفاء بالمزيد من القتل والتدمير الذي سوف يَضّخُّ المزيدَ من عوامِلَ التصميم والإصرار لدى أغلبية الشعب اليمني، للخروج من تحت حُكْم وتَحَكُّم البسطار السعودي الذي مضى عليه حوالي قَرْنٍ من الزمن .
– وهذا لا يحتاج إلى قراراتٍ من مجلس الأمن ولا من غيره، بل سوف يفرضُ الحَقُّ اليمنيُّ والتصميمُ اليمنيُّ على الانتصار في هذه الحرب العدوانية الغاشمة على اليمن، سوف يَفْرِضُ مُعادلاتٍ جديدة لم تكن بحسبان أحد .
– كما لا يحتاجُ الحقّ لكي ينتصر، إلاّ إلى قرار أغلبية الشعب – مُطْلَق شَعْب – بالتمسّك بهذا الحقّ والدفاع عنه والتضحية في سبيله، وَاستيلاد قيادة تُجَسّد تلك الطموحات الشعبية ..
وهذه العوامِلُ متوافرة في اليمن.. وتوافُرُها سوف يؤدّي بجميع القرارات الدولية وغير الدولية المتعارضة مع تلك العوامل، سوف يؤدّي بها إلى سلّة المهملات .
– وأمّا الذين يتساءلون عن الموقف الروسي في عدم “الڤيتو” فَللرُّوس ظروفُهُم واعْتِباراتُهُم التي يجب تَفَهُّمُها، مهما كان الخلافُ معها..
وليس على الأصدقاء أن يتطابقوا دائماً في المواقف، ولكنّ عدم التطابق لا يعني مطلقاً المساواة بين الأصدقاء والأعداء أو وضْعَهم في سلّةٍ واحدة.
والمُهِمّ، فالشعوبُ الحيّة تنطلق من قاعدة “ما حَكَّ جِلْدَكَ غَيْرُ ظِفـْرِكْ.. فَتَوَلَّ أنْتَ جميعَ أمْرِكْ”.. وكلّ دعم أو مساعدة تأتي بعدئذٍ من الأصدقاء، تكون خيراً… وَإِنْ لم تأْتِ، فَسوفَ يجري دَفْعُ وتقديمُ المزيد من التضحيات لتحقيق النصر الأكيد والحتمي.
-3-
( كلّما امْتَدّ العدوانُ السعودي على اليمن، كلّما غرق المعتدي أكثر فأكثر )
– لن يمضيَ زمْنٌ طويلٌ على حُكّام السعودية، حتّى تقولَ لهم الدُّوَلُ الفاعلَةُ في مجلس الأمن، سواءٌ من “الحُلفاء” أو من الخصوم :
“ها نحن قَدْ وَقَفْنا معكم في مجلس الأمن، ومع ذلك فشلتم في تحقيق أهدافكم، أو حتى في تحقيقِ بعضٍ منها، ونجحتم فقط في المزيد من قَتْلِ اليمنيين وفي المزيد من تدمير بُنَاهُمْ التّحتيّة ومَرَافِقِهِم العامَّة ..
ولذلك لا تستطيعون تحميلَنا مسؤوليةَ فشَلِكُم – كَعادَتِكُم المزمنة في التّنصّل من تحمّل مسؤولية الفشل و رَمْيِها على الآخرين – بل تتحمّلون وحدكم مسؤوليّةَ ما قمتم به، ونحن لا نستطيع إسْعافَكُم أو تقديم أيّ شيءٍ لكم، يُخَلِّصَكُم من دفع ثمنِ فشلِكم . ”
– وبالمناسبة.. كلّما طالت فترة العدوان السعودي على الشعب اليمني وزادَ حجْمُ الدّمار والموت في اليمن، كلّما كَبُرَت الفاتورة التي سيترتّب على آل سعود دَفْعُها، وذلك على عكس ما يتوهّم البعض .
-4-
( وَرْطَةُ آل سعود.. والفرصة الأخيرة )
– إذا استمرّ العدوانُ العسكري السعودي على اليمن..
فسوف يكون ذلك جِسْراً لنهاية سريعة للمعتدي.
– وإذا جرى حَلٌ سياسي ..
فسوف يخرج اليمن من الوصاية والحماية والهيمنة والتّسلُّط والاستعباد والاسْتِرْقاق السعودي التقليدي له، ولن يبقى بَعْدَ اليوم، مشاعاً متروكاً لأمراء آل سعود، بل سوف يصبح نِداً لهم، هذا إذا كُتِبَت النّجاةُ لآل سعود، هذه المرّة .
-5-
( غزو سورية بعد اليمن، كَحكاية جحا والحمار )
– عندما يُقال بِأنّ الجيش الفُلاني أو “العلتاني” سوف يتوجّهُ إلى سورية بَعْدَ الانتهاء من الحرب اليمنية …
فهذا القول لا يعدو كَوْنَهُ – إذا كان صحيحاً – “بَيْعُ للسّمك في البحر” و”ضحك على اللّحى” و”أكْل حلاوة بعقول البُلهاء”..
– يُذَكّر هذا القول، بحكاية “جحا والسلطان والحمار”.. عندما تعهَّدَ “جِحا” للسلطان، بتعليم القراءة والكتابة لِلحمار، خلال خمس سنوات.. فقالوا لِجحا: وهل أنت حمار لكي تتعهد بتعليم الحمار؟ فأجاب :
“الحمار هو مَنْ لم يفهم الأمر على حقيقته، وهو أنّه خلال خمس سنوات، إمّا أن يموت الحمار، أو يموت السلطان، أو أموت أنا”.
-6-
( “العم سام” الأمريكي، يدعم آل سعود.. ولكنّه يتربَّص بهم )
– مَنْ يتوهّمونَ أنّ خطراً وجودياً طارئاً على “حُكْم آل سعود” لا زال يُشَكِّلُ خطراً كبيراً على الاستراتيجية الأمريكية العليا.. يحتاجون إلى التخلّص من تلك الأوهام ..
– فَـ “العمّ سام” الأمريكي، لا يريد التخلّص من آل سعود، ولكنّه لن يَزُجَّ نَفْسَهُ بِحَرْبٍ كبرى، كما جرى في غزو العراق عام “2003” كُرْمَى لِعُيُونِهِم أو من أجل الحفاظ عليهم..
– فالنفط السعودي هامٌ جداً في إطار الاستراتيجية الأمريكية العليا، ولكنّه لم يَعُدْ مصيرياً للأمريكي، وخاصّةً بَعْدَ اكتشاف النفط الصخري والغاز الصخري في الداخل الأمريكي وبِكَمّيّاتٍ تفيضُ عن الحاجة ..
– كما أنّ التّبِعات والتّداعيات السلبية لِما تقوم به السعودية، كادت تتساوَى، منذ مطلع هذا القرن حتى اليوم، مع المردود الإيجابي التقليدي على السياسة الأمريكية، لا بل تتفوّق عليه في بعض الأحيان ..
– ولذلك، من البديهي أنْ يتربّصَ الأمريكي لِما يقوم به آل سعود الآن ..
فإنْ نجحوا – ولن ينجحوا – كان خيراً بالنسبة له ..
وإنْ فشلوا – وسيفشلون – فسوف يدفعون الثمن، شاؤوا أم أبوا .
-7-
( “التّآمُر” ليس على “الإسلام” بل على “المسلمين” )
لماذا ؟..
– لِأنّ “المؤامرة” على الإسلام، نجحت منذ أقلّ من ثلاثة قرون، عندما جاؤوا بِـ “الوهّابية التلمودية” لِيُصادِروا “الإسلامَ” من خلالها ..
كذلك، منذ أقلّ من قرن جاؤوا بِجماعة “خُوّان المسلمين”…
وجعلوا من هذَيْن الإختراعين “إسلاماً” تلمودياً بَديلاً لِلإسلام القرآني المحمّدي الحقيقي، يتحكّمون من خِلالِهِ وبِواسِطَتِهِ بمئات ملايين المسلمين ..
وكذلك فَـ “المؤامرة” ليست على “المسيحية” بل على “المسيحيين ”
لماذا ؟..
– لِانّ المسيحية الحقيقية هي المسيحية المشرقية النابعة من هذا الشرق العربي السوري ..كما اخترعوا ما سَمَّوْه “المسيحية الصهيونية” بديلاً لِلمسيحية الحقيقية .
-8-
( ضرورةُ ارتقاءِ الشُّرَفاء إلى مستوى التحدّي )
– الصِّراعُ الحقيقي في العالم وفي المنطقة وفي سورية.. هو بين كل ما هو حقيقي وصحيح وحق وصدق من جهة، و بين كل ما هو مزيف وخطأ وباطل وكاذب من جهة ثانية ….
– فالوطنيون الحقيقيون والقوميون الحقيقيون واليساريون الحقيقيون والمؤمنون الحقيقيون من جميع المِلَلِ والنِّحَل، في جبهة واحدة، بمواجهة :
الاستعماريين وَالعنصريين والوطنيين المخادعين والقوميين المزوَّرين واليساريين المزيَّفين والمتديّنين المنافقين .
– وإذا كان الشرفاءُ، لا يتلاحمون ولا يتآزرون ولا يتلاقون ولا يتوحّدون في هذا الصراع وهذه الحرب، كما يجب عليهم أن يكونوا ..
فإنّ الطرف أو الأطراف اﻷخرى المخادعة والمنافقة والمزوَّرة والمزيَّفة، تتلاحم وتتآزر في هذا الصراع وفي هذه الحرب، بدرجة عالية، يما يحقّقُ للباطل إنجازاتٍ متعددة على حساب الحق..
– وإذا لم يَرْتَقِ الشرفاءُ في هذا العالم وفي المنطقة وفي سورية، إلى المستوى العالي الكفيل بمواجهة حاسمة لهذا التحدي.. فَلْيَقْرؤوا الفاتحة على أرواحهم.
-9-
( كانت الحربُ نِصْفَيْن )
– عَبْرَ الخمسينَ شهراً الماضية من الحرب الكونية العدوانية الإرهابية عَلَى الجمهورية العربية السورية، اسْتَماتَ أعداؤنا وأذنابُهُم وكِلابُهُم، لكي يَبُثّوا الرُّعـبَ في أوصالِنا والهلعَ في نفوسِنا، كي نُهْزَم مِنْ داخِلِنا ونَرْفَعَ أيدينا اسـتِسلاماً لِما يُرادُ بِنا .
– وَمَا أطارَ صَوَابَهُم وأفْقَدَهُم تَوَازُنَهُم، هو ما شاهدوه ولَمَسوه من ارتفاعِ وتَصاعُدِ منسوبِ الشجاعة لدى ملايين السوريين، كلّما أوغل الأعداءُ في عمليّاتِ تَرْهيبِهِم وتخويفهم ..
– وكان رائدُ السوريين وقائدُهُم وقُدْوَتُهُم ومَثَلُهُم الأعلى في ذلك، هو أسدُ بلاد الشام: الرئيس بشّار الأسد ..
– وهذا الأمْرُ وَحْدَهُ، كان نِصْفَ الحرب.. وكانت العمليّاتُ القتاليّة الفائقة الشجاعة للجيش السوري، هي نصفُ الحرب الآخر.
-10-
( بين النّوايا “الحَسَنة” والسَّيِّئة )
– عندما يعتقد بعضُ الإعلاميين العابِرين للقارّات وللفضائيّات، بِأنّ الموقفَ الموضوعيّ يقتضي منهم :
الوقوفَ على الحياد بين الحقّ والباطل،
وإفساحَ المجال لِأتباع الباطل لكي ينفثوا سمومَهم وأحقادَهم ضدّ الحقّ،
وعدمَ إفساحِ المجال لِأهل الحقّ لكي يُفَنّدوا تلك التُّرّهات والتّجنِّيات..
– عندما يقومون بذلك، يضعون أنفسهم، شاؤوا أمْ أبَوا، في خانة الباطل وفي خانةِ أعداء الحقّ والعَدْل، مهما كانت عواطفُهُم طَيِّبَةً وإيجابيّةً ورَفيعة .
– والطريقُ إلى جهنّم، مَحْفوفٌ بِالنّوايا الحَسَنة.. فَكَيْفَ إذا كانت النّوايا سَيِّئة!!؟؟.
-11-
( كم أُشْفِقُ على أولئك “الوطنِيَّيْنِ”!!!!! )
– كم أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” الذين بؤمنون بِأنّ ما يريده الأمريكان هو قَدَرٌ محتوم…
– وكم أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” الذين يعتقدون أنّ “اليهود” هم سادةُ العالم وأنَّ مخطّطاتِهِمْ هي “قُرْآنٌ مُنْزَل”…
– وكم أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” المُقْتَنِعين بِأنّ المنطقةَ مُقْبِلةٌ على التقسيم، لِأنَّ “صاحب الأمْرِ والنّهي” وراء البحار، يُريدُ ذلك …
– وكم أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” الذين تقودُهُم أوهامُهُم – لا أحـلامُهُم – وتُديرُهُمْ نَرْجِسِيَّتُهُمْ، لا عقلانيّتُهُم …
– وكَمْ أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” الذين يتنطّحونَ لِعلاجِ أمـراضِ البشرية وهُمومِها الفظيعة.. و هُمْ عاجزون عن حَلّ مشاكِلِهم الشخصية وأمراضِهِم الذاتية …
– وكم أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” الغارقين في بُحُورِ الأنانية والطّمع والجشع والثأريّة، ومع ذلك يُحاضِرون على النَّاسِ بالغَيْرِيّةِ والتّرَفُّع والتَّعَفُّفِ والتَّسامح …
– وكم أُشْفِق على أولئك “الوطنيين” الذين يَرَوْنَ القَشَّةَ في عُيونِ الآخَرِين، ولا يَرَوْنَ الخَشَبَةَ في عيونِهِم .
-12-
( التَّمَدُّد والتَّوَسُّع الإيراني!!!!! )
– أن تقوم إيران وسورية وحلفاؤهما وأصدقاؤهما بالعمل على :
/ عرقلة تَمَدُّد و تَوَسُّع وتعميق النفوذ الصهيو- أميركي،
/ وعلى منع الهيمنة الصهيو – أميركية على شعوب المنطقة،
/ وعلى منع مُصادرة القرار السياسي للقيادات السياسية في المنطقة،
/ وعلى منع اسْتِتْباع شعوب هذه المنطقة لِأعدائها التاريخيين،
/ وعلى تَمَتُّع أبناء هذه المنطقة بِحريّة اتّخاذ القرارات المستقلة التي تُحَقِّقُ مصالِحـَهُم وتُلَبِّي طموحاتِهِم المشروعة . .
– يجري تَسْمِيْةُ ذلك كُلِّهِ بِـ “التَّمَدُّد والتَّوَسُّع الإيراني”!!!!!.
– وهذا المصطَلَح المُزَيَّف الذي اخترعه المحورُ الصهيو – أطلسي وأتباعُهُ وأذنابُهُ وبيادِقُهُ، صارَ الإسْمَ الحَرَكي “الكوديّ” لأيّ سياسة تحرّرية استقلاليّة في المنطقة .
-13-
( الرّبيعُ العربيّ الواعِد!!!!! )
عندما يتساءل بعضهم: لماذا انقلب الربيع العربي الواعد إلى كابوس؟.
والجواب :
– ﻷنه لم يكن ربيعاً ولا عربياً ولا واعداً، بل كان ترجمةً تفصيليةً لـ “الفوضى الخلاّقة” الصهيو أميركية، ولـ “إدارة التوحش” الصهيو وهابية اﻹخونجية…
– كما أنّ أحابيلَ وتُرَّهاتِ بعض “المثقفاتية” بأنّ “اﻷنظمة الاستبدادية” هي التي جرفت ودفعت ذلك الربيع إلى العنف.. تهدف إلى طمس جوهر المخطط الصهيو – أميركي في تطبيق مخطط التّهديم المُسَمَّى “الفوضى الخلاقة” وإلى تبرئة ذمة الأطالسة والعثمانيين الجدد واﻷعراب اﻷذناب، من المسؤولية اﻷولى والأخيرة عن تلك الحرائق التي اشتعلت في عدد من الدول العربية.
-14-
( الاسْتنهاض، بعيداً عن النَّرْجسيّة المتورّمة وعن الانتهازيّة المُتكتِّمة )
– تحتاجُ الحروبُ، إضافةً لِلمُحاربين الأشِدّاء في الميدان، إلى “مُثَقّفينَ مُحارِبين” يَشُدُّون أزْرَ النَّاسِ ويَسْتَنْهِضون قَيَمَ البطولةِ والرجولة فِيهِمْ ..
– ويَسْتَخْرِجون من أعمقِ أعماقِ الناس، جميعَ قِيَمِ الحقّ والخير والجَمال والشجاعة والإقدام والمناعة والصبر والتحمّل والجَلَد، بَعيداً عن النَّرْجسيّات المتورّمة وعن الانتهازيّات المتكتّمة التي يتّصِفُ بها معظمُ “المثقفين العرب”.
-15-
( بين الشيء ونَقِيضِهِ )
هناك مَنْ :
لا يُمَيّز بينَ الشّجاعة والتّهوّر
ولا بين الإحْجام والجُبْن
ولا بين التّأنّي والتّردّد
ولا بين الحُنْكة والضَّعْف
ولا بين الاستراتيجية والتكتيك
ولا بين المناوَرة والمؤامَرَة ..
ومع ذلك نرى الكثير من هده النّماذج المنتفخة والاستعراضيّة، تُسَوِّقُ بِضاعَتَها هذه، وتُصِرُّ ليس على أنها البضاعة الأجود فقط، بل على أنّها البضاعة الوحيدة الجيّدة في السُّوق .
-16-
( تصدير الثورة!!! )
– الثورات الحقيقية، التي كانت قليلةً عَبْرَ التاريخ الحديث “الثورة الفرنسية: 1789، الثورة السوفيتية: 1917، الثورة الصينية: 1949، الثورة الإيرانية: 1979”.. كانت تحتوي على إشـعاعاتٍ مشرقة تُخيفُ جيرانَها، ولذلك غالباً ما كانوا يُسارِعون إلى القيام بِهُجومٍ مُضادّ على هذه الثورات، بِذريعة “منع تصدير الثورة”…
– وكان الجيرانُ الأقربون والأبْعَدون، المُعْتَدون على هذه الثورات، غالباً ما يتذرّعونَ بِبَعْضِ التصريحاتِ النّارية التي يقوم بها بَعـضُ السُّذَّج من ضَعِيفي الخبرة وَعديمي الحنكة في أوساط تلك الثورات.. تلك التصريحات التي لا قيمة عمَلانيّة لها، لِأنّ أيّ ثورة تكون في بدايتها منشغلةً بالتحديات الهائلة التي تُواجهها في الداخل ..
– وأمّا تلك التي تقوم بغزواتٍ خارجية، فليست ثوراتٍ إلاّ بالإسْم، أو أنها كالثورة الفرنسية، قامت بِغزو جيرانها بعد أنْ قام نابليون بونابرت بِوَضْعِ يده على الثورة الفرنسية وتحويلها إلى متروبول استعماري، ولِيَنْتَهي إلى هزيمة الثورة الفرنسية في عُقْرِ دارِها.
-17-
( هدفُ الحروبِ الحالية في المنطقة.. هو تنفيذ المخطط الأمريكي لِتقسيم المنطقة طائفياً )
قالت المُعارِضة “السعوديّة” الدكتورة “مضاوي الرّشيد” الأستاذة في جامعة الاقتصاد والسياسة في “لندن”:
( إنَّ هدفَ الحروب الحالية، هو تنفيذ مخطط البنتاغون ومركز أبحاث “هايلاند فورم” لتقسيم المنطقة طائفياً، تحت عنوان “الحروب الطويلة”..
وأشارت إلى مقالٍ نشرته صحيفة “ميدل إيست أي” مطلع شهر نيسان الحالي، يتحدّث عن خطة البنتاغون الأمريكي “فَرِّقْ تَسُدْ” والتي تبغي القضاء على أيّ تيّار سياسي، علماني أو إسلامي، يُعارض المخطط الأمريكي لتقسيم المنطقة العربية. )
// هذا ولا زالت معظمُ المعارَضات “السورية” تنعق وتبعق وتزعق وتنهق عن “الربيع العربي” و”الثورة السورية”..
وطبعاً لِأنّها هي أقذر أدوات المخطط الصهيو – أمريكي لتقسيم المنطقة العربية. //
-18-
( بين السياسةِ المبدئيّة.. والسياسةِ الزَّحْفَطونِيّة )
– قِطْعانُ نواطيرِ الكازِ والغاز، التابعة للمحور الصهيو – أميركي، لا تستطيع التعاملَ مع القوى الاجتماعية في المنطقة، إلاّ على قاعدةٍ طائفيّةٍ أو مذهبية ..
– وأمّا مِحْوَرُ المقاومة والممانعة، فلا يتعاملُ مع القوى الاجتماعية في المنطقة، إلاّ من مُنْطَلَقٍ مبدئيٍ ونضاليٍ و وطنيٍ ..
– وإذا تَصَادَفَ أنَّ بعضَ القوى التي يدعمها ويحتضنها محورُ المقاومة والممانعة، كانت من مَنابِتَ طائفيّة أو مذهبيّةٍ مُعيّنة ..
فالسَّبَبُ في ذلك يعودُ إلى أنَّ أبْناءَ تلك المنابِتِ المُعَيّنْة، مُضْطَهَدون وَمظلومون ومُسْتَهْدَفون من قِبَلِ محورِ نواطيرِ الكاز والغاز ومُشَغِّلِيه، وليس لِأنَّهُم من لونٍ طائفّيٍ أو مذهبيٍ مُعَيَّن .
-19-
(” ديمقراطية” وسائط الإعلام )
– يأتيك َدَيُّوثٌ أو قَوَّادٌ أو بِدائِيٌ من قِطْعانِ “الإعلاميين” والمُحَلِّلين “المُجَحِّشين”، القادمين من عصور ما قَبـلَ التاريخ ..
– لكي يتكلّموا عن “الثورة السورية”!!!!، ويتجاهلونَ جَزَّارِي العصر من “الثُّوّار”!!!!! المجلوبين من مجاهيل الكرة الأرضيّة، وبِأموالٍ أعرابيّة كازيّة وغازيّة، إلى أراضي الجمهورية العربية السورية، لِيَذْبَحوا عشراتِ الآلاف من أبنائها ..
– ثمّ تقومُ وسائِطُ إعْلامٍ مُعَيَّنةٍ بِفَتْحِ شاشاتِها لِهذه الحُثالات، وتُسَمِّي ذلك موقفاً موضوعياً وحيادياً ودفاعاً عن الحرية والديمقراطية!!!!!!.
-20-
( عندما تؤدّي “انتفاضة الحرية!!” إلى “العبودية” )
آلَمْ يُدْرِك “الانتفاضيّون!!” و”الثوّارُ السِّلْمِيّون!!” و”المثقّفون العرب!!” أنّ شعاراتهم المطالِبة منذ عام “2011” بِــ :
” الحرية – الكرامة – الكفاية ”
قد كانت ستارةٌ لتمريرِ وتبريرِ المخطط الاستعماري الجديد وأدواته الإرهابية المتأسلمة، في تمزيق المنطقة، وأنّهم ساهموا بتعبيدِ الطريق أمام أصحابِ هذا المخططّ، بحيث كانت النتيجة ُ مَزيداً من :
” العبودية – الخنوع – الفاقة ”
-21-
( الترويع والتركيع، بذهبِ المُعِزّ أو بسيفِهِ )
( من البديهي أن تتصاعدَ حِدَّةُ المجابهاتِ الساخنة في المنطقة من المحيط إلى الخليج، طالما بقيَ الاستعمارُ الجديد وتوابعهُ وعبيدُهُ، مُصِرِّينَ على إخضاع الشعوب وإركاع اﻷحرار والمستقلين المتشبّثين بكرامتهم و قِيَمِهِم.. بِذَهَبِ المُعِزّ أو بِسَيْفِهِ….
واﻷحرارُ الشامخون يختارون المواجهةَ، مهما كانت التضحيات..
وأمّا العبيد المهزومون من داخلهم، فـ “يختارون” الاستسلام. )
-22-
( إلى صَديقٍ سابِق “سُورِيّ الهَوى” و”غير سوريّ الهُويّة” )
كُنـْتُ أُجِلُّكَ لِوَفائِك، وأحْتَرِمُك لِوَطنيّتِك، وأُقَدِّرُكَ لِعَميقِ مَعْرِفتِك ..
والآن، لا زِلْتُ أحْتَرِمُ وَطنيَّتَك، وأُقَدِّرُ موسوعيَّتَك..
ولكنْ، لِلْأسَفْ، توارَى وفاؤكَ وصارَ نَسْياً مَنْسِيّا .
-23-
( نعم، مِنْ واجِبِ صُنّاعِ الكَلِمة، أنْ يُجَمِّلوا الحُزَنَ والألَم، وأنّ يرتقوا بِالحُزْنِ إلى مرتبةِ “الحُزن النبيل” وبِالألم إلى درجة “الألم الخَلّاق”..
و مَنْ لا يفعل ذلك منهم، يخونُ أمانةَ الكَلِمة. )
-24-
( بِقَدْرِ ما نَشْمَئِزُّ و نَقْرَفُ من تلك المتعارِضات السّاقِطة المأجورة، التي كانت تعيش بين جَنَبَاتِنا ، سابِقاً …
بِقَدْرِ ما يجب علينا أنْ نُعاقِبَ أنْفُسَنا، لِقُدْرَتِهِم على خِداعِنا وعلى الغَدْرِ بِالوطن. )
-25-
( يقودُ الغرورُ والنّرجسيّةُ أصحابَهُما إلى الهاوية، مهما امتلكوا من الذّكاء أو من المال.
لماذا؟..
لِأنّ الغرورَ والنّرجسيّةَ يُؤدّيان بِأصحابِهِما إلى الحماقة، التي هي أسوأ تأثيراً من الجنون. )
-26-
( العباءة “العربية” )
( يتذكّر نواطيرُ الكاز والغاز أنّهم “عرب”، فقط عندما يريدون جَرَّ العرب وراءهم لتنفيذ حلقة مهمة من حلقات المخطط الصهيو – أميركي في المنطقة..
فيقومون حينئذ بإلباس اﻷجندات الصهيو – أميركية، عباءةً “عربية”. )
-27-
( بين الامتلاء بالثّقة، والامتلاء بالجَشَع.. بين السّعادة بالعَطاء، والسعادة بِالأخْذ )
( تتَجَلّى ذروةُ السعادة لدى النَّاسِ المُمْتلِئينَ ثِقةً بأنفسهم، بِالعطاء ..
وَتتَجَلّى ذروةُ السعادة لدى النَّاسِ المُمْتلِئينَ طمعاً وجشعاً، بِالأخْذِ لا بالعطاء.. سواءٌ كان العطاءُ، مادّياً أو روحياً أو نفسياً أو معنوياً. )
-28-
( مَنْ يقفون غالباً ضدّ الباطل، ومع ذلك لا يقفون مع الحق بل ويهاجمون أصحابه أحياناً… على هؤلاء أن يعيدوا النظر بمواقفهم السلبية التي تبدّدُ وتذهبُ بمواقفهم اﻹيجابية. )
-29-
( حتى لو وقَفَ العالَمُ بِكامِلِهِ ضدَّ الحَقّ، فَسوفَ ينتصرُ هذا الحَقَّ، طالما أن هناكَ رِجالاً وَحَرائِرَ نَذَروا أنفسهم لإحْقاقِه )
-30-
( آل سعود يُخَصِّصونَ “مَكْرُمةً مَلَكِيّةً” للجانب الإنساني!!! في اليمن )
ونحن نقول مع الشاعر العربي:
( فَلَيْتَكِ لَمْ تَزْنِي، وَلَمْ تَتَصَدَّقِي )