خواطر “أبو المجد” (الحلقة المئة وأربع “104”)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
الحلقة المئة وأربع “104”
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
[ متى سَاءَ فِعْلُ المرءِ، ساءَتْ ظُنُونُه
وَصَدَّق ما يَعْتَادُهُ، مِنْ تَوَهُّمِ ]
-1-
[سوريّة الأسد كانت وسَتَبْقَى: حاضِنَةَ ورَاعِيةَ الصّمود والتّصدّي والمقاومة والممانعة]
· سورية الأسد، منذ عام “1970” وحتّى الآن، هي العمود الفقري للصمود والتصدّي والمقاومة والممانعة، في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيو- أطلسي، وانضمّت:
· الثورة الإسلاميّة الإيرانيّة، إلى هذا النّهج، بَعْدَ ذلك بِتِسْعِ سنوات، منذ أنْ انتصرت على نظام الشاهنشاه في مطلع عام “1979”، وكذلك، انضمّ إلى هذا النّهج:
· “حزب الله” في النّصف الثاني من عام “1982”, بُعَيْدَ الاجتياح الإسرائيلي لِلُبْنان في حزيران، عام “1982”.
· ومنذ ذلك الحين وحتّى الآن، تشّكَلَتْ: منظومةِ المقاومة والممانعة، بعد أنْ تلاشَتْ جبهةُ الصّمود والتصدّي، بَعْدَ خروج الرئيس الرّاحل “صدّام حسين” منها، وانزلاقِهِ، في النصف الثاني من عام “1980”، إلى الفخّ الذي دُفِعَ إليه، في الحرب مع الثورة الإيرانية الوليدة.
· وبِفَضْلِ المواقف التاريخية لِلقائد الخالد (حافظ الأسد) حتى عام “2000”، وبعْدئذٍ بِفَضْلِ المواقف البطولية العملاقة لِأسدِ بلاد الشام: الرّئيس بشّار الأسد، جرى الحفاظُ على ما تبقّى من الوطن العربي، وجَرَى مَنْعُ الالتحاق بالمشروع الصهيو – أميركي المرسوم للمنطقة، وجَرَى قَطْعُ الطّريق على تَحْويلِ جميعِ الدّولِ العربية إلى أجْرامٍ تَدُورُ في فلك “إسرائيل” وتقومُ على خِدْمَتِها، وجرى الحفاظُ على قلعةِ التّاريخ والجغرافيا، وقلعةِ الإسلام المُحَمّدي الحضاري، وقلعةِ المسيحية المشرقية النّاصِعة، وقَلْبِ العروبة النّابض: الجمهورية العربية السورية.
· ولذلك، فَلْتْخْرَسْ تلك الأصْواتُ التي تتكلّمُ – سواءٌ بِحُسـنِ نِيّة أو بِسُوءِ نِيّة – بِمَا يعمل على التفريق بين المكوّنات الثلاثة لِمنظومة المقاومة والممانعة: القلب “سوريّة الأسد”، والعقل “إيران الثورة”، والضمير “حزب الله”.
فَسوريّة الأسد، والثورةُ الإيرانية، وحزبُ الله، كانوا ولا زالوا وسَبْقَوْنَ جسداً واحِداً ورُوحاً واحِدةً، في مواجَهَةِ المشروعِ الاستعماريّ الصهيو – أميركيّ.
· وفقط نُذَكّرُ تلك الأصوات النّشاز، بما قالَهُ، ولا زالَ يقولُهُ سيّدُ المقاومة العربية والإسلاميّة وحفيدُ الرّسولِ الأعظم: سماحَةُ السيّد “حسن نصر الله” في تعليقِهِ على الدّور الذي يقوم به حزب الله، في دَعْمِهِ للموقف السوري وللجيش السوري:
( بَحْصَة، بْتُسْنُدْ خَابْيِة )
-2-
[ مُسَلّمَاتٌ لم يَعُدْ يُنْكِرُها، إلاّ العملاءُ والجواسيس وعُمْيَانُ البَصِيرة الغارِقونَ في مستنقعات الحِقْد والجهل والغباء ]
(1): ما يَجْرِي، هو مُخطَّطٌ دوليٌ صهيو: أميركي، بِأدواتٍ وأموالٍ أعرابية ومتأسْلِمة، منذ سنواتٍ مَدِيدة، جَرَى تَصْعِيدُها في بدايةِ هذا العَقْد.
(2): الإرهاب: هو مَنْتوج النّفط – ومَنْتوج التأسْلُم الوهّابي: الإخونجي – ومَنْتوج نواطير النّفط… وبِقَرَارٍ صهيو: أميركي.
(3): (الرّبيع العربي): هو ثورةٌ مُضادّة للشعوب العربيّة.
(4): المُعارَضَاتُ العربيّةُ الرّاهنة – بِمُعْظَمِها – “وخاصّةً السوريّة مِنْهَا”: مُسْتَحاثّاتٌ، جَسَدِيّة أو دِماغِيّة، مُتَفَسّخة، لا يَصْدُرُ عنها إلاّ السُّموم، وتَتَسابَقُ لِلَعْقِ أحذيةِ الأجنبي.
(5): (الثورات والانتفاضات العربية): ثوراتٌ مقلوبة، رجعيّة، تعودُ بالأمّةِ، عُقوداً وقروناً، إلى الوراء.
(6): (الشعبُ يريد) و(حريّة، حرّية): كانت عنوان “ثورات الربيع العربي المزيَّف”، وهي تعني (المحور الصهيو – أميركي، يريد)، وتعني (عبوديّة، عبوديّة).
(7): المُثقّفُونَ العرب – بِمُعْظَمِهِمْ -: أشْباهُ مُثقّفين، ومُرْتزقةٌ، ومُنافِقون.
(8): الفنّانُونَ والإعلاميّونَ “السوريّونَ” القابِعِونَ خارج سورية – بِمُعْظَمِهِمْ -: ليسوا فنّانين ولا سوريّين، بل هُمْ عبيدٌ لِمَنْ يشْتَري، كائناً مَنْ كانَ الشّاري.
(9): النظامُ العربي الرّسمي: ليس نظاماً، ولا عربياً، ولا رسمياً.. بل هو زمرةٌ من المُتَسلّطينَ على رِقابِ شُعُوبِهِمْ، مِنْ أعْشَارِ الرّجال – لِأنّهُمْ لَيْسُوا حتّى أنْصافَ رِجال – وبِمُبارَكَةٍ أمريكية وبِشهادةِ حُسْنِ سلوكٍ إسرائيلية.
(10): هيئة الأمم المتّحدة: دائرة مُلْحقة بِوزارة الخارجية الأمريكية، مَقَرُّها “نيويورك”.
(11): الجمهورية العربية السورية: سَتَخْرُجُ مُنْتَصِرَةً، من هذه الحرب الكونيّة عليها، رُغْمَ عُمْقِ الجراح والآلام والدّمار.. وسَتَعُودُ أقْوَى وأبْهَى وأنْقى وأحْلى، مِمّا كانت عليه، قَبْلَ الحرب..
(12): وأمّا أسَدُ بلادِ الشّام: الرّئيس بشّار الأسد، فَسَيَبْقَى رئيساً للجمهورية العربية السورية، وسَيُصْبِحُ، فوقَ ذلك، قائداً عربياً تاريخياً، وبطلاً عالمياً أسطورياً.
-3-
[ حروبُ “العمّ سام” في الشرق الأوربي والشرق العربي والشرق الآسيوي ]
· قُبَيْلَ وبُعَيْدَ سقوط الاتحاد السوفيتي والمنظومة الشيوعية وحلف وارسو، منذ رُبْع قَرْن، كان المخططُ الأمريكيُ المرسوم، يَنُصُّ على أنّ القرن الحادي والعشرين، سوف يكونُ قَرْناً أمريكياً، بامْتِياز.
· وكان المخططُ المذكور، يقضي بِتطويعِ واستِتْباعِ كُلٍ من:
الشرق الأوربّي و
الشرق الأوسط و
الشرق الآسيوي
· وقَدْ نجح “العمّ سام”، وبِسهولة غير متوقّعة، في استتباع دول أوربا الشرقية، التي كانت جزءاً من المنظومة الشيوعية وحلف وارسو.
· ثم انتقلَت واشنطن، لتنفيذ المرحلة الثانية، التي هي وَضْعُ اليد على جميعِ دول الشرق الأوسط، وإغـلاقِهِ لِمَصَلحَتِها، فَقَامت بِغَزْوِ العراق، واستعدّتْ لِغَزْوِ سورية، تمهيداً لِاسْتِتـباعِ إيران، سِلْماً أو حَرْباً.
ولكنّ المقاومة العراقية، المدعومة بِقُوّة من سورية وإيران، أجْهضت المخطّطَ الأمريكي المذكور وأجْبَرَتْهُ على الانكفاء.. حينئذٍ قرّرت واشنطن، استخدامَ جميعِ وسائلِ الحرب الدبلوماسيّة والسياسية والاقتصادية والماليّة والأمنية، ضدّ سورية وإيران.
ولم تَكْتَفِ بذلك، بل أوعزت واشنطن لِـ “إسرائيل” بِشَنّ حَرْبٍ عسكرية شاملة ضدّ الضلع الثالث في منظومةِ المقاومة والممانعة، الذي هو “حزب الله” من أجْلِ سَحْقِهِ، ومحاصرة سورية، والعمل على إسْقاطِها، والانتقال بعدئذٍ لِلإجْهازِ على إيران..
ولكنّ الصمودَ الأسطوري لِـ “حزب الله” بالتّعاون مع سوريّة الأسد، أجْهضَ الحرْبَ الأمريكية – إسرائيلية، ضدّ حزب الله، وانقلبَ السِّحْرُ على السّاحِر.
· ومنذ ذلك التّاريخ، في النصف الثاني من عام “2006”، بَدَأ التخطيط والإعداد لِلحرب الإرهابية الدولية على سورية، والتي بَدَأ تَنْفِيذُها في نهاية عام “2010” تحت عنوان “الربيع العربي” والتي لا زالت مُشْتَعِلَةً حتّى الآن.. هذه الحرب التي كانت تَهْدُفُ إلى تَسْليمِ المنطقة بِـ “الضُّبَّة والمفتاح” لِجماعات “خُوّان المسلمين”، لكي تتمكّنَ الولاياتُ المتحدة الأمريكية، من التّفَرُّغ لِـ “شرق أسيا” حيث توجد الصّين (الخطَر المستقبلي والمنافس الأوّل للولايات المتحدة الأمريكية، في القوة والثروة) وحيث توجد روسيا.
وبِفَضْلِ الصّمود السوري الأسدي الأسطوري، مَدْعوماً بِحُلفائِه، جرى إجْهاضُ مخطّطِ وَضْعِ اليدِ الأمريكية على كامِلِ الشرق الأوسط.
· ومع ذلك، استمرّت واشنطن، في محاولاتِ انتزاعِ ما تستطيعُ انْتِزَاعَهُ مِنْ مكاسب، قَبْلَ التّفرّغ لِـ (المعركة السياسية والاقتصادية) الفاصلة، في شرقِ آسيا، والتي تعتبرها واشنطن، معركتَها الكبرى والأهمّ في العالَمْ.
· وفي هذا الإطار، جرى ما جرى ويجري، في (أوكرانيا) كَمُقَّدّمة لِـ (المعركة الكبرى) في كامل شرق آسيا، والتي لن تكونَ نتيجَتُها، بالتّأكيد، أفْضَلَ مِمّا جرى في منطقتِنا.
-4-
[ التّياسة في السّياسة ]
[ ذِهْنِيَّةُ إِنْكَارِ الحقائِقِ والوَقَائِع: لَيْسَتْ “سِياسة” ]
· يَحْلُو لِـ : قِطْعان الإرهاب الوحشيّ المتأسْلم في سوريّة.
ولِـ : قِطْعانِ ما يُسَمَّى “مُعارَضات سوريّة”.
ولِـ : داعِمِيهِمْ ومُحْتَضِنِيهِمْ الأطَالِسَة والأعْرَاب.
ولِـ : الأبواق الإعلامية والمثقّفاتيّة الأخطبوطيّة، المتفرِّغة لِتَسْوِيقِ وتَبْرِيرِ وتَمْرِيرِ أرَاجِيفِهِمْ وأضَالِيلِهِمْ.. يَحْلُو لِهؤلاءِ جميعاً:
· ليس الاستخفاف بالوقائع الدّامِغَة فقط، بل إنْكار وُجُودِها كُلّياً، واختلاق “وقائع” لا وُجُودَ لها إلاّ في مُخَيّلاتِهِمْ المريضة وعُقُولِهِم المأفونة.
ولذلك أدّى هؤلاء، مُجْتَمِعِين، بِسورية، إلى هذا الحجم الهائل من الدّمار والدّماء، وإلى هذا الواقع الأمني والمعيشي الصّعْب الذي يَعِيشُهُ السوريون، داخِل سوريّة وخارِجَها.
ثمّ يتوهّم هؤلاء، بِأنّهُ يَكْفِيهِمْ أنْ يتّهِمُوا القيادةَ السورية، بِالمسؤوليّة عن جميع الجرائم والفظائع التي قاموا ويقومون بارْتِكابِها، وأنْ يقتنعوا هُمْ بذلك، لكي تتحوّلَ الحقائقُ والوقائعُ الدّامِغَة، إلى ما هو مُعَاكِسٌ لها تماماً!!!!.
· إنّ ذهنيّةَ الإنكار التي يتّصِفُ بها هؤلاء وأضْرابُهُمْ، تؤدّي إلى تفاقُمِ الوضع وزيادة مساحة الحريق الذي يلتهمُ الوطنَ والمواطنين، وتؤدّي، في الوقت ذاتِه، إلى تَحَوُّلِهِمْ جميعاً إلى حطبٍ يابِسٍ، تَلْتَهِمُ نارُهُ الأخْضَرَ واليابِسَ، في مختلفِ أرْجاَءِ الوطن.
وهذا النّمط من الذّهنية، هو أسْوَأُ أنْواعِ “الحَيْوَنَة” التي تخْرُجُ مِنْ ميدان السياسة، لِتُسَمَّى “التّياسة في السّياسة”.
· وأمّا الذهنيّة السياسيّة، فَلا تُنْكِرُ الوقائعَ والحقائق، بل تُواجِهُ المشاكِلَ والأزمات، بـ:
(1): الاعتراف بِوُجُودِها، و
(2): وَصْفُ العلاج المُناسب لها، و
(3): تقديم العلاج الذي جرى وَصْفُه، للمشكلة أو الأزمة، و
(4): معالجةُ التّداعيات ومُحاصَرَةُ الآثار النّاجِمة عن المشكلة أو الأزمة، و
(5): اتّخاذُ الاحتياطاتِ الكفيلة، بِعَدَمِ تكرار الأزمة أو المشكلة، عَبْرَ الاستفادة والتعلّم من الدّرُوس التي جرى اسْتِخْلاصُها.
-5-
[ “العمّ سام” وأتْباعُهُ، يُريدونَ “حلّ الأزمة السوريّة” بالمزيد مِنْ تأْجِيجِها ]
· الأمْرُ الوحيد الذي يُمْكِنُ أنْ تُسَاهِمَ فِيهِ، الولاياتُ المتحدة الأمريكية والاتّحادُ الأوربّي وأذْنابُهُما: في “حلّ الأزمة” في سورية، كما يُسَمُّونَ (الحرب العدوانيّة – الإرهابيّة – الصهيو – أطلسيّة – الوهّابية – الإخونجيّة)، هو: (التوقّف عن الانخراط في هذه الحرب).. وهذه أفْضَلُ “مُساعَدَة” يمكن أنْ يقوموا بِهَا لِـ “حَلّ الأزمة” في سورية.
· وطالما أنّهُمْ فشلوا في حَرْبِهِمْ الطّاحِنَة على الشعبِ السوري والجيشِ السوري والقيادةِ السورية والأسدِ السوري.. فَإنّ مِنَ الأفْضَل لهم، بَعْدَ ثلاثِ سنواتٍ من قِيَامِهِمِ بِمختلف المحاولات المُتاحة لَدَيْهِمْ، لِإسْقاطِ الدولة الوطنية السورية، أنْ يُعِيدوا النّظَرَ جَذْرِياً بِمَوَاقِفِهِمْ الخائبة والفاشلة، مِنْ أجْلِ أنْفُسِهِمْ، بالدّرجة الأولى، قَبْلَ أنْ يكونَ ذلك، مِنْ أجْلِ سورية والشعب السوري “الحريصينَ جداً جداً على حَلِّ أزمته ووَقْفِ مُعَانَاتِه!!!!!”.
· وأمّا سياسةُ التّحايُل واللّفّ والدّوَرَان والنّفاق والتّباكي والتفجُّع على الشعب السوري، رُغْمَ اسْتِمْرارِ وُلُوغِهِمْ في دِمائِهِ، وانْخِراطِهِمْ حتّى العظم، في جميع عمليّات الإرهاب والّتدمير والتّخريب، بِحَقِّ الشّعبِ السّوري ومُقَدَّرَاتِهِ وبُنْيَتِهِ الاجتماعيّة والعمرانيّة..
هذه السّياسة صارتْ مكـشوفةً ومفضوحةً، وصارَتْ عاجِزَةً عن سَتْرِ مسؤوليّتِهِم الكاملة عَنْ كُلّ ما أصابَ سوريّة.
· ومع ذلك، ورُغْمَ ذلك، فإنّ الدولةَ الوطنيّةَ السوريّة، لا تُرَاهِنُ على “عودة الوعي” لدى أعدائها وخصومِها.. بل تُرَاهِنُ فقط على شَعْبِها وجَيْشِها وأسَدِها، وعلى أصدقاءِ وشُركاءِ المصير، المُسْتَهْدَفين مِثْلهَا، من المحور الصهيو – أطلسي الاستعماري الجديد.
-6-
[ روسيا تُعَطّل مجلس الأمن الدّولي!!!!!! ]
· يَحْلُو للمحور الاستعماري الصهيو- أطلسي ولِأذْنَابِهِ الأعْرابيّة، الثّرثرة الدّائمة عَنْ ما يُسَمُّونَهُ “تعطيل روسيا لمجلس الأمن الدولي”!!!.
· والحقيقة هي أنّ (روسيا والصّين) معاً، لم تُعَطِّلا مجلس الأمن، ولكنّهما عطّلَتَا (استخدام) مجلس الأمن مِنْ قِبَلِ الولايات المتحدة الأمريكية وأتْباعِها وأذنابها، والتي كانت تُريدُ شَرْعَنَةَ تدميرِ سورية، عَبـْرَ مجلس الأمن الدولي، كما حَدَثَ بالنّسبة لِليبيا، وعطّلتَا شَرْعَنَةَ الاستعمار الجديد لِعمليّاتِ تَدْميرِه لِشعوب العالم الأخرى، ومحاولاتِهِ الدّائبة للهيمنة عليها.
· وعندما فشلتْ واشنطن في شَرْعَنَة حَرْبِها على سورية، عَبْرَ اسْتخْدامِ مجلس الأمن.. قامَتْ بالتّدميرِ المُمَنْهَج للجمهورية العربية السورية، شعباً وأرضاً ومُقَدَّراتٍ وتاريخاً، رُغْمَ انْعِدامِ غطاءِ ما يُسَمَّى “الشرعية الدولية” عَبْرَ قرارٍ لِـ “مجلس الأمن”.. وأرْفَقَتْ حَرْبَها الإرهابية هذه، بِشَنِّ حَمْلَةٍ إعلاميّةٍ هائلة:
(1): لِتغطيةِ حَرْبِها على سورية، ولِضَمَانِ استمرارِ هذه الحرب.
(2): ولِتبرئةِ نَفْسِها من المسؤوليّة عن الدمارِ والموت الذي ألْحَقَتْهُ وتُلْحِقُهُ بالشّعب السوري والأرض السورية..
(3): ولِتحْمِيلِ بعضِ الدّول العظمى التي وَقَفَتْ مع الحقّ وضدّ الباطل والظلم والطغيان الاستعماري الجديد، كَـ (روسيا) و(الصّين)، مسؤوليّةَ الدمار والخراب والإرهاب الذي تقومُ به وترعاه واشنطن وزَبَانِيَتُها.
(4): ولِتَزْوِيرِ وتَزْيِيفِ الحقائق والوقائِع، بِحَيْثُ يُظْهِرونهاَ مَقْلُوبَةً، لِتَبْدُو الولاياتُ المتحدة الأمريكية وتابِعاتُها الأوربّيّات: “حمائِمَ سَلام!!!!”، ولِتَبْدو مشْيخاتُ الغاز والكاز البدائية الجاهلية الظلامية السفيهة “نَصِيرَةً للشّعوب والديمقراطية والحرية!!!!”..
· ونُذَكّرُ هؤلاء بِقَوْلِ الشاعر العربي:
وليسَ يَصِحُّ في الأفْهامِ، شَيْءٌ إذا احْتاجَ النّهارُ، إلى دَلِيلِ
-7-
[ مرّةً أُخْرَى: هل الصّراعُ، طائفيٌ ومَذْهبيٌ!!! ]
· كُلّ الصّراعات عَبْرَ التاريخ، التي تَلَبَّسَتْ لَبُوساً طائفياً أو مذهبياً، كانت صراعاتِ مصالح وصراعاتٍ على النّفوذ، ولكنّها اسْتَخْدَمَتْ الدِّينَ والطّائفةَ والمذهب، وحَوَّلَتْها إلى وَقُودٍ في معارِكِها، لِتحقيقِ مصَالِحِها، المُتَلَطّية وراءَ ستار الدِّين ومَذَاهِبـهِ.
· وحتّى حَرْبُ الثّلاثين عاماً “1618 – 1648″، في ألمانيا، خلال القرن السابع عشر، والتي ذهبَ ضحِيّتَها، أكـثرُ من ثلث الشعب الألماني – سبْعةُ ملايين، مِنْ أصـل عشرين مليوناً، عدد سكّان ألمانيا، حينئذٍ – ، بين فَصِيلي الدّين المسيحي “الكاثوليك والبروتستانت”.. حتّى تلك الحرب الطاحنة التي خِيضَتْ بِأدواتٍ طائفيّة مذهبيّة، وبِشِعاراتٍ طائفيّة مذهبية، لم تكُنْ كذلك، بل كانتْ صِراعَ مصالِح وتَقَاسُمَ نُفوذ، بين القوى المتصارعة في أوربّا، كانَ وقودَهُ الشَّعـبُ الألمانيّ.
· والدّليل على ذلك، أنّ تلك الحرْبَ الطاحنة، انتهتْ بِأوّلِ اتّفاقٍ دبلوماسيٍ دوليٍ في العصور الحديثة، هو اتّفاق أو صُلْح “ويستفاليا”، الذي كَرّسَ تقاسُمَ المصالح والنفوذ على السّاحة الأوربية.
· ولذلك، تَهْدُفُ عمليّاتُ تَسْويقِ “صراع المصالح الاقتصاديّة والنّفوذ السياسي”، على أنّها صِراعٌ طائفيٌ ومَذْهبيٌ، إلى طَمْسِ الجوهر الحقيقي للصّراع، وتَزْويرِهِ وتزْيِيفِهِ، وتَسـويقِه طائفياً ومذهبياً، مِنْ أجْلِ استنفار الغرائز الدّونيّة، ومِنْ أجْلِ اسْتِحـضارِ التّراكمات التاريخية السلبية، ومِنْ أجْلِ سَوْقِ ملايين البَشَر، إلى مَسَالِخَ دمويّة رهيبة، دفاعاً عن مصالِحَ، لا ناقَةَ لَهُمْ فيها ولا جَمَلْ.
-8-
[ كُلُّهُمْ كمال لبْواني ]
· يخطئُ مَنْ يظنّ أنّ اعْتِراضات المُعارَضات السورية، على تصريحات الجاسوس الأمريكي: الإسرائيلي “كمال لبْواني” حول هضبة الجولان، بِأنّها نابِعَةٌ مِنْ رَفْضِهِمْ لِما قالَهُ..
بل هي ناجِمَةٌ عن الفضيحة التي سبّبَها لهُمْ “لبْواني”، بَعْدَ أنْ أوْعَزَ له مُشَغِّلوهُ الإسرائيليون، بالتّصريح بِمَا صرّحَ به.
· والسؤال، هو: لماذا أوْعَزَ له مُشَغِّلوهُ الإسرائيليون، للْإدْلاء بهذا التصريح، وفي هذا الوقت؟.
والجواب هو:
· لِأنّ حسابَ الحقل لم ينْطبقْ على حساب البيدر، لدى أصحاب المشروع الصهيو – أميركي، في ما يَخُصّ الاستيلاء على سورية والانتقال بها إلى الحضن الصهيوني، سواء عَبْرَ الأدوات المتأسْلمة الوهّابية – الإخونجية، أو عَبْرَ مختلف الوسائل الأخرى.
· ولِأنّ “إسرائيل” لا تريد أنْ (تخْرُج من المُولِد بِلاَ حُمُّصْ) كما يقول المثَل العامّي، فإنّها حثّتِ الخُطَا باتّجاه أمْرين:
(1): العمل على إقامة “منطقة عازلة” على حدودها مع سورية.. و
(2): التمهيد لِعَقْدِ “اتفاقية سلام” مع سورية، تَتَنازل بموجبها عن الجولان، أو تقوم بِـ “تأجيرِها!!!” لمدّة “99” سنة، مقابِلَ التوقّف عن دعْمِ واحتضان “المعارضة المسلّحة”.
ولِأنّ “إسرائيل” أيْقَنَتْ أنّ مُحاولاتِها لإقامةِ منطقة عازلة، لن تَمُرّ، حتىّ لو اندفعت الأمورّ صَوْبَ حَرْبٍ شاملة.. لذلك انتقلت إلى الرّهان الثاني.. وهُنَا أطْلقَتْ بَعْضَ كِلابِها المسْعورة، وفي مُقَدّمتهم “كمال لبْواني” لكي يُصَرّح بِمَا صرّحَ به، كَنَوْعٍ مِنْ جَسّ النّبض، للشعب السوري وللدولة السورية.
· وصارَ من الثّابِت، أنّ الإسرائيلي، لم يستوعبْ ولم يَسْتَطِعْ أنْ يهضِمَ حتّى الآن، هذا العقلَ الجَمْعِيَّ السوريَّ، الرّسميّ والشّعبيّ، لِأغلبيّة الشعبِ السوريّ والقيادة السوريّة، الذي يؤمِنُ ويعملُ بِمُوجِب المثَل العربي “تموتُ الحُرّةُ، ولا تأكُلُ بِثَدْيَيْهَا”.
· وأمّا اعتراضاتُ واستنكاراتُ زُمَرِ المعارضات السورية، فَمَرَدُّهُا عائدٌ لِكَوْنِ هذا التّصريح “اللّبواني” (كَشَفَ الطّابِق المستور) وعَرّى هذه المعارضات على حقيقتِها، وهذا ما كانت تحرص، أشدّ الحِرْص، على إخْفائهِ والتّسَتُّر عليه.
لا بل أدّى إلى تَهَافُتِ وتَهَاوٍي كُلّ البناء الذي بنَتْ عليه هذه المُعارَضَات، دُكّانَتَها وبِضَاعَتَها الإعلامية، التي لا تَكَلُّ ولا تَمَلُّ من اتّهام “القيادة السورية” بِمَا تعمل هذه المعارضات على تحقيقِه، من جِهةِ الالتحاق بِـ “إسرائيل”، تحت غِطاءِ اتّهام القيادة السورية، بِأنّها هي “المتواطئة مع إسرائيل وهي المفرّطة بالأرض وهي وهي وهي الخ الخ الخ”.
· ولذلك (دخَلَتْ هذه المعارضات بالحائط) في الوقت ذاتِهِ، الذي تلتحق فيه العصاباتُ الإرهابية الصهيو – سعودية – القطَريّة، تِباعاً بِجهنّم وبِئْسَ المَصِيرْ.
-9-
( فيلسوف العار: صادق جلال العظم )
· بَعْدَ أنْ بلغَ “الفيلسوف!!!” صادق جلال العظم، أرْذَل العمر، انقلبَ – والأدَقّ: انْتَقَلَ – مِنْ يسارِ اليسار الماركسي إلى يمين ِ اليمين الأميركي، ومِنْ مُدافِع شَرِسٍ عن “ابليس” وعن “سلمان رشدي” حينَما ألّفَ كِتاباً دافَعَ فيه، بِحماسةٍ منقطعةِ النّظير، عَنْ “ابليس”، وكتاباً ثانياً دافَعَ فيه بِقُوّة عَنْ “سلمان رشدي” صاحب كتاب “آيات شيطانية” المعروف بِهجومِهِ العنيف على رسول العرب والإسلام “محمد بن عبد الله”.
· وبعد أنْ بلغَ هذا “الفيلسوف!!!” الثّمانين من العمر، تَحَوّلِ إلى داعيةٍ طائفيٍ ومَذْهبيٍ من الدّرجة الأولى، وأصْبَحت المُفْرَداتُ الطائفيّة والمذهبية، هي المصطلحاتُ التي لا تُفارِقُ لِسانَهُ وقَلَمَهُ.
وكَعادةِ باقي شُرَكائهِ مِنْ “فلاسفة ومُفَكّري!!!” الثورة المضادّة الصهيو – أطلسيّة -الوهّابية – الإخونجية”، في سورية، يُغَطّي انْغِماسَهُ القذرَ في المستنقعِ الطائفي والمذهبي، بِاتّهامِ الدولة الوطنية السورية العلمانية المدنيّة، بِأنّها طائفيّةٌ ومذهبية!!!.
· وآخِرُ ما جادَتْ به قريحةُ هذا (الفيلسوف الطائفي والمذهبي)، هو اتّهامُ الدولة الوطنية السورية، بِأنّها هي السّبَبُ في ما سَمّاه (التّشقُّقات المجتمعيّة والعَفَن الطائفي)..
وكأنّ هذه التّشقُّقاتِ وذلك العَفَن، لم يَكُونَا موجودَيْنِ منذ مئات السّنين، ومَوْرُوثَيْنِ مِنْ الفتاوى التّكفيرية التي “جادَ” وجاءَ بها “شيخ الإسلام!!!: ابن تيميّة” الذي نَصّبَ نَفْسَهُ، بَدِيلاً لِلقرآن الكريم ولِلسُّنّة النبويّة الشريفة، عندما مَنَحَ نَفْسَهُ حُقُوقاً، لم يمْنَحْها اللهُ تعالى لِرَسُولِهِ الأعْظَمْ، حينَما قامَ بِتَكْفيرِ عشراتِ ملايين المسلمين!!!، مع أنَّ الرّسولَ الأعظم، لم يمنَحْ نَفْسَهُ ولا صحابَتَهُ، حَقَّ تكفيرِ إنسانٍ واحدٍ، نَطَقَ بالشّهادَتَيْن.
مُرُوراً بِـ “محمد بن عبد الوهّاب” السعودي الإنكليزي، الذي ابْتَدَعَ “ديناً” جديداً، هو “الوهّابية” التي جَعَلَتْ مِنْ نَفْسِها، بَدِيلاً لِلإسلام القرآني المحمّدي، حينَ قامتْ بِتكْفيرِ كُلّ مَنْ لا ينضوي تحتَ لِوائِها…
وصولاً إلى “خُوّان المسلمين” الذين امْتَطَوا الإسلامَ لِتحويلِ المسلمين إلى مَطَايا للمشاريع الاستعمارية ،مُقابِلِ إيصالِهِمْ أو إشـراكِهِمْ في السُّلْطة.
· وأمّا ما قامَتْ به دولةُ “البعث” في سورية، منذ نصف قرن، وحتّى الآن، فَهو مُحارَبَةُ ومعالجةُ تلك التّشقُّقات الموروثة وذلك العفن الطائفي المتراكم، منذ مئات السّنين، إلى أنْ جاءت “الثورة المضادّة الصهيو- أطلسيّة – الوهّابية – الإخونجية”، فَأنْعَشَت هذه التّشَقّقات و”تَعَطّرت” بذلك العفن المذهبي، وتسلّحتْ به في مواجهة الدولة الوطنية السورية وفي مواجهة جميع القوى والفعاليات غير الطائفيّة وغير المذهبية.
ولِكَيْ تَتَستَّرَ هذه الثورةُ المضادّة الصهيو – وهّابية، على انْغِماسِها في مستنقعِ الطائفيّة والمذهبية – كما هو جَوْهَرُها ومَعْدِنُها -، ولِكَيْ تَسْتثِيرَ النُّفُوسَ الضّعيفة وتُؤلّبَ العقولَ المريضة وتَشْحَنَ الجَهَلَة والموتورين وتُنْعِشَ التّراكُماتِ التاريخيّةَ السّلبيّة الهدّامة، وتجْعَلَ منها سلاحاً فَتّاكاً بِيَدِها، ولِكَيْ تُغَطِّي على عُهْرِها وفُجُورِها هذا.. لجَأ بيَادِقُها ومُرْتَزِقَتُها و”مُفَكّروها وفَلاسفتُها ومُنَظّروها ومَلالِيها”، إلى اتّهام الدولة الوطنية السورية، بِأنّها هي التي قامتْ وتقوم بذلك.
· وعندما فشِلَ “فطاحِلُ” هذه الثورة المضادّة، بِتَنْفيذِ المخطّط المرسوم لهم، في إسْقاطِ سوريّة، لجؤوا جَهاراً نهاراً، إلى دعوةِ أسـيادِهِم ومُشَغِّلِيهِمْ ومُوَجّهِيهِمْ من الاستعمارييّن القُدامَى والجُدُدْ، وتوسّلوا إليهِمْ لِكَيْ “يُكْمِلُوا مَعْرُوفَهُمْ” بِغَزْوِ سورية واحْتِلالِها.
· أرَأيْتُمْ، كَمْ أنّ هؤلاءِ ثُوّارٌ وفلاسِفَةٌ ومُفَكّرونَ ومُثقّفون!!!!!!!!!.
ملاحظة:
لقَدْ ثَبَتَ بما لا يتطرّقُ إليهِ الشّكّ، بِأنّ كُلَّ مَنْ يتّهم القيادة السورية بالطائفية أو المذهبية، هو إمّا:
مرِيضٌ نْفـسياً وموتورٌ ومحقونٌ ومُجَرْثَمٌ بِكُلّ الموروثات التاريخية السلبية، وإمّا:
مأجورٌ أو عميلٌ أو جاسوسٌ لِأعداءِ الوطن والأمّة، وإمّا: الاثنين معاً.
-10-
[ الشَّبِّيح…. وما أدْرَاكَ: ما الشَّبِّيح ؟ ]
· “الشَّبِّيح”: مُصْطَلحٌ أطَلَقَهُ “زعْرانُ” ومرتزِقَةُ “الثورة الصهيو- أطلسيّة – الوهّابية – الإخونجية”، على كُلّ مواطِنٍ سوريٍ، لا يقفُ في صَفِّهِمْ، ولا يخونُ وطَنَهُ مِثْلَهُمْ، ولا يتحوّلُ إلى مُرْتَزِقٍ، يلعقُ أحذيةَ نواطيرِ الغاز والكاز، ولا يتسكّعُ على أبْوابِ مواخيرِ المخابراتِ الأجنبية، أو على واجِهاتِها المُسَمّاة بِمنظّمات وجمعيات (حقوق الإنسان) و(تنمية الديمقراطية) و(الدفاع عن الحرية) و(المجتمع المدني) و(أطبّاء وصحافّيّون ومهندسون ومُحامون و و و و “بَلا حُدود”!!!!) الخ الخ الخ الخ الخ….
· وأكْثَرُ “النّاشِطِينَ والنّاشِطاتِ” الغارِقينَ كُلّياً، في مستنقعِ خيانةِ الوطنِ والخروجِ عليه والارْتِهانِ لِجميع أعـدَائِه، والانبطاحِ أمامَ كُلّ شارٍ أو مُسْتَأجِرٍ، قادِرٍ على تقديمِ فُتَاتِ الدّولار واليورو والرّيال والدرهم والدّينار، لَهُمْ.. هؤلاء، حَصْراً، هُمْ أرْفَعُ الأصْوَاتِ المُنْكَرَة، عَقِيرَةً، وهُمْ أكْثَرُ المخلوقاتِ، تَشَدُّقاً بمصطلحات (الديمقراطية) و(الحرية) و(الثورة) و(الانتفاضة) و(الكرامة) و(حقوق الإنسان) و(حرية التعبير).. تَوَهُّماً مِنْهُمْ أنّهُ يكْفِي أنْ يكْذِبُوا على أنْفُسِهِمْ، ويِصَدِّقوا كِذْبَتَهُمْ، لِكَيْ تتحوّلُ مُصْطَلحاتُهُم البرّاقة المُنافِقة، إلى وقائعَ وحقائقَ يعيشونها ويُمارِسونَها!!!!!.
· ولذلك ارْتَقَتْ ملايينُ الأصْواتِ الشّريفة المعنيّة بالدّفاع عن الوطن، إلى الذّرْوة في تَحَدّي هؤلاءِ المرتزقة والعملاء والخونة والجواسيس، عَبْرَ تَصْعِيدِ مصطلح “شَبّيح” إلى خانةِ المصطلحاتِ الوطنيّة الإيجابيّة الخلاّقة – وذلك على عَكْسِ معناها اللغوي الأصلي – نِكايةً بأولئك الخوَنَة السّاقِطِينَ، ورَدّاً عليْهِمْ.
· وطَبْعاً، هذا لا يَنْفِي بِأنّ هُناك الآلاف مِمّنَ تَلَطّوا وراء مصطلح “شَبّيح”، كانوا فِعْلاً “شَبّيحة” بالمعنى الأصلي السّلبي المَرْذول للكلمة، ولم يَرْتقُوا إلى المستوى الذي أصبح عليه، المعنى الوطني الإيجابيّ الجديد للكلمة أو للمصطلح..
· ولكن مُقابِلَ هؤلاء الآلاف من “الشّبّيحة” السّيئين، هناك مئاتُ الآلاف، بل الملايينُ من “الشَّبِّيحة” الوطنيين الصّادِقين المخلصين.
ولِأنَّ (التّعْمِيم لُغَةُ الحَمْقَى)، لِذلك، مِنَ الحماقةِ بِمَكانٍ، أنْ يَجْرِيَ تعمِيمُ القِلّة على الكَثرْةَ.
· والمعنى الجديد، هو: (الوقوف في صفّ الوطن) و(مواجهة المرتزقة والخوَنَة من أعداءِ الوطن) الذين هُمْ أسْوَأ بِآلاف المرّات من (الشّبيحة) بِمَعْناها اللغوي الأصلي.. وهُمْ في الوقت ذاتِهِ – أي المرتزقة والخونة الذين باعوا أنْفُسَهُمْ للخارج، بِحَفْنة دولارات – آخِرُ مَنْ يَحِقّ له في هذا العالَمْ، أنْ يُوَزّعَ شهاداتِ حُسْن أو سوء سلوك لِأحَدٍ في سوريّة.
-11-
[ الغربُ اﻷمريكيُّ واﻷوربيّ:
تَرْتَعِدُ أوصالُهُ مِنْ احْتِمالِ نشوبِ حَرْبٍ مع روسيا؟ ]
لماذا؟
· ﻷنّهُمْ لم يَنْسَوْا دَرْسَ الحربِ العالمية الثانية، التي دخلَتْهَا روسيا (السوفيتية) وكانت تُعانِي مِنْ أزماتٍ معيشيةٍ واقتصاديةٍ وسياسيةٍ هائلة… ومع ذلك، خاضت الحرْبَ بِبَسَالةٍ منقطعةِ النظير، وجرى تدميرُ آلافِ المدنِ والبلْدَاتِ السوفييتية، وتقديمُ (25) مليون ضحيّة سوفيتية في هذه الحرب… ورغم ذلك، خرجَتْ روسيا (السوفييتية) من تلك الحرب، أقوى، بِأضْعَافٍ مُضَاعَفَة، مِمّا كانَتْ عليه، قبْلَهَا، لا بل وتربّعَتْ “موسكو” على قمّةِ العالم، مع “واشنطن” نتيجةً لِتلك الحرب.
· ولذلك، فإنّ كلّ هذا الزّعيق والنّعيق اﻷمريكي واﻷوربي، لا يتعدّى كونه “جعجعة بدون طحين”.
· فَزمنُ “غورباتشوف المذعور” و”يلتسن المخمور” صارَ من الماضي… وزمنُ “بطرس اﻷكبر” و”كاتْرينا العظيمة” هو الذي يتجدّدُ ويتجسّدُ بِـ “روسيا البوتينيّة”.
· وسيكونُ الصّراعُ الأطلسي، الأمريكي والأوربّي، مع روسيا، صراعاً سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً ومالياً… وهذا النّمط من الصراع، قد يُصِيبُ روسيا بِخسائرَ عِدّة، ولكنّهُ سوفَ يؤدّي إلى خسائرَ مُضَاعَفَة للاتّحاد الأوربّي وللولايات المتّحدة الأمريكية.
· وَروسيا الحالية (البوتينيّة)، ليستْ مُنْهكة اقتصادياً، كما كانت روسيا (السوفيتية)، بل بالعكْس، تمتلك فائضاً مرموقاً، وهي متخفّفةٌ من الأعباءِ الإيديولوجيّة التي كانَتْ تحملُها روسيا الشيوعية، تجاهَ الكثيرِ من بلدانِ العالم الثالث، ولا تتحمّلُ تَبِعاتِ الْتزاماتٍ مادّيّةٍ مُتَعَدِّدَةٍ شَبِيهَةٍ بِتِلْك التي كانتْ تتحمّلها روسيا السوفيتية..
كما أنّ روسيا الحالية، جزءٌ من مجموعة “البريكس” الذي يضمّ خمسَ دولٍ كبرى “روسيا – الصّين – الهند – البرازيل – جنوب إفريقيا”، وتشكّلُ حوالَيْ تعداد نصف العالم، وثلث اقتصادِه.
· إنّها روسيا الحقيقية، روسيا التاريخية، روسيا الروسية.
-12-
[ لِكَيْلاَ يَخْرُجَ العرَبُ مِنَ التّاريخ والجغرافيا ]
· صارَ مِنَ المؤكّد أنّ أعداءَ الدّاخل، سواءٌ على المستوى الوطني أو على المستوى العربي، لا يَقِلُّونَ خطراً عَنْ أعـدَاءِ الخارج، لا بَلْ هُمْ أكْثَرُ سوءاً مِنْهُمْ.
· لماذا؟ لِأنَّ هؤلاء هم صهايِنَةُ الدّاخل، المتبَرْقِعُونَ بِرِداء الوطن أو الدِّين، زُوراً وبُهْتاناً، مَعَ أنّهُمْ أعْدَى أعْداءِ الوطن وأعْدَى أعْداءِ الإسْلام.
· ويَقْتَضِي العقْلُ والمَنْطِقُ، أنْ يجْرِيَ سَحْقُ أعـداءِ الدّاخِل، المحلّي والعربي، والتخلّصُ مِنْ “بِغال طرْوادة”، قَبْلَ التّفرّغ لِمُوَاجَهَةِ أعـداءِ الخارج، الصهيو – أطلسي، لا بَلْ كَشَرْطٍ للنّجاح في مُوَاجهةِ أعْداءِ الخارج الصهيوني.
· يعني باخْتِصار: مَنْ يُرِيد، فِعْلاً، الدّفاعَ عَنْ وَطَنِهِ وأمّتِهِ العربية، أو عن الدِّينِ الإسلاميّ المحمّديّ، أو عن المسيحيّة المشرقيّة النّاصِعة.. عَلَيْهِ أوّلاً، مُوَاجهةَ صهاينَةِ الدّاخلِ، وثانياً موَاجَهَةَ “الوهّابية” و”الإخونجية” مِنْ أعداء العروبة والإسلام والمسيحية، في آنّ واحد، ومُوَاجَهَةَ صهاينةِ الأعرابِ مِنْ أتْباع وخُدّام “العمّ سام”..
· وهذا هو الشَّرْطُ أو الشّرُوطُ الأساسيّة لِهذا الشرق العربي وللوطن العربي، لِكَيْلا يخرُجَا من التاريخ والجغرافيا والحاضر والمستقبل.
-13-
[ الأمّيّة الأخلاقيّة والوطنّيّة، أسْوَأ أنْوَاعِ الأمّيّة ]
· قَدْ تكون”الأمّيّة الأبْجديّة” أسْهَلَ أشْكالِ “الأمّيّة”.. وهناك أنواعٌ وأصْنافٌ وأشْكالٌ لِـ “الأمّيّة” أهمّها:
– الأمّيّة الأبجديّة.
– الأمّيّة الثقافيّة.
– الأمّيّة العلميّة.
– الأمّيّة الوطنيّة.
– الأمّيّة الأخلاقيّة.
· وقَدْ يحْمِلُ أحَدُهُمْ “شهادة دكتوراه” في اختصاصٍ عِلْمِيٍ ما، ولكنّه لا يَعْرِفُ شيئاً، خارج هذا الاختصاص، بحيث يشعر بالغربة عمّا حَوْله، ويشعر الآخرون بِغُرْبَتِهِمْ عنه.. ومِثْلُ هذا الشّخص، مُخْتَصٌ فِعْلاً، ولكنّهُ “أمّيّ ثقافياً”.
· وقد يكونُ أحَدُهُمْ على درجةٍ عالية من الاطّلاع والمعرفة الأكاديمية، ولكنّه عديمُ الأخلاق، وعديمُ الإحساس الوطنيّ – كما هو حال “مُفَكّرِي ومُثَقَّفِي!!!” الثورة المضادّة للشّعب السوري – …
ولذلك من البديهي، أنْ يُنْظَرَ إلى هؤلاء “المفكّرين والمثقّفين!!!” عَدِيمِي الأخلاق والشّعور الوطني، بِأنّهُمْ يندرجون في عِدادِ “الأمّيّة الوطنيّة” و”الأمّيّة الأخلاقية”… وهذان النّوعان، هُما أسـوَأ أنواع الأمّيّة.
-14-
[ المقاومة، ليست حكْراً على أحد ]
· هذا الكلام، صحيحٌ تماماً، ولكنْ عندما تتشدّق الكِلابُ المسعورة، التي تَلْعَقُ أحذيةَ نواطيرِ النّفط، بهذه المقولة… فإنّ هذا التَّشَدُّقَ المكشوف، مِنْ بَيَادِقَ ساقِطة، ينطبق عليه وعليها، القولُ المعروف:
( إنّ العاهِرَة، أكْثر ما تكونُ فصاحةً، عندما تتحدّث عن الشرف )
· تصَوَّرُوا أنّ (أحمد شاي فتفت) “مَرْمَطُونْ” تقديم الشاي للإسرائيليين، في مرجعيون، وأحد الأبواق المسعورة لِسفهاءِ السعودية المتصهينين، يدّعِي بِأنّه (مقاومة)!!!!..
وكذلك، المتأسْلم الإرهابي الوهّابي الظلامي التكفيري: الدّجّال المسعور (خالد الضّاهر)، لا يرى أيّة غَضاضة – وهو يوجّه أقْذَرَ السِّهامِ المسمومة للمقاومة – في ادّعاء الانتساب لِلمقاومة!!!!!.
· لقد صارَتْ (مقاوَمَةُ المقاومة) ومُعاداتُها ومُحارَبَتُها، هي (المقاومة!!!) عند هؤلاء، وعِنْدَ أضْرَابِهِمْ من المسامير الصّدئة في أحذية نواطير الغاز والكاز.
· ومع ذلك فَقُوَى (المقاومة) الحقيقية، ونهج (الممانعة) السياسية، سوف يبقيانِ، “غَصْباً” عن هؤلاء، و”غَصْباً” عن مُشَغّلِيهِمْ وأسْيادِهِمْ، في المعسكر الصهيو – أميركي، و”غَصْباً” عَنْ الأذْنابِ الصهيو – وهّابية المتأسْلِمة، المعادية لِلإسلام والمسيحية والعروبة، في آنٍ واحِد.
-15-
[ حتّى لو بَدَا، عزْفاً خارِجَ النّوتة الرّاهنة… هو في صُلْبِ النّوتة الرّاهنة ]
– لو جرى تخصيصُ جوائز لِأكْثرِ رُؤساءِ الدُّوَلِ، حَمَاقةً وبلاهةً، في الأعوام الثلاثة عشر من مطلع القرن الحالي، لا بل من مطلع الألف الثالثة للميلاد، فَمِنَ البديهيّ تَرْشِيحُ ثلاثةٍ، يستحقّونَ الجائزة، بِجدارةٍ منقطعةِ النّظير، هم:
– جورج دبليو بوش: الولايات المتحدة الأمريكية.
– رجب أردوغان: تركيّا.
– فرانسوا هولاند: فرنسا.
– ولا تستغربوا عدمَ ترشيح أحدٍ من (العرب)، لِأنّ الملوكَ والأمراءَ والرؤساءَ، الذين تنطبقُ عليهم، مُواصَفاتُ الحماقة والبلاهة – وهُمْ بالمُنَاسَبَة، كُثر – ليسوا أكْثرَ من مخاتيرَ، يتسابقونَ لِتقديمِ أوراقِ الاعتماد للمحور الصهيو – أميركي.. ولذلك لا تنطبق عليهم، شُرُوطُ التّرَشُّح.
-16-
[ هل لِعُهـرِ وفُجُورِ الأعْرابِ المُتَصَهـْيِنِينَ المُتَسَعْوِدِينَ، حُدُودٌ ؟؟!!!! ]
· أسْوَأ أنواعِ تَمَدُّدِ مراحِلِ الظلاميّة التّكفيريّة، هي عندما يُدافِعُ عن هذه “العصابات الظلامية التّكفيرية الإرهابيّة”، مُتَصَهـْيِنُو “إسرائيل” في (لبنان)، ممّنْ يَدّعُونَ الانتسابَ إلى “الدين المسيحيّ”، مع أنّ ماضِيهِمُ المُشِين، يَشْهَدُ لهُمْ – والأدَقّ: عَلَيْهِمْ – بِأنَّهُمْ، هُمْ أكْثرُ مَنْ ذَبَحوا المسيحيّةَ والمسيحيّين، باسْمِ “الدّفاع عن المسيحية والمسيحيين”!!!!!.
· والآنَ الآنَ، يُريدونَ ذَبْحَ الإسلام والمسلمين، باسْمِ “الدّفاع عن الإسلام والمسلمين”!!!!.