خواطر “أبو المجد” (الحلقة السابعة والثمانون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة السابعة والثمانون:
ولِلْأَوْطَانِ في دَمِ كُلِّ حُرٍ يَدٌ سَلَفَتْ، ودَيْنٌ مُسْتَحَقُّ
-1-
[ سقوط الدور الوظيفي للكيانات المصطنعة ]
أهمّ كيانين وظيفيَّيْن في المنطقة، هما “إسرائيل” و”محميّة آل سعود”، وقد أُنْشِئَتَا في وقتٍ متقارب، لخدمة المشروع الاستعماري الغربي، مُقَابِلَ تأمين بقائهم وبقاء سلطتهم.
مع الفارق الكبير بين “إسرائيل” التي أنشأت جيشاً محترفاً، له دولة “كما يقول الإسرائيليون أنـفُسُهُمْ” وبين “المهلكة السعودية” العاجزة، بنيوياً، عن إنشاء جيش فاعل، رُغْمَ صَرْفِ مئات مليارات الدولارات عليه، والأكثر عَجْزاً عن إقامة دولة، فأقامت مشيخة تنتمي إلى العصور الوسطى، وجعلَتْ من أراضي “نَـجْد والحجاز” التي احتلّتْها، ليس مزرعةً لِآل سعود فقط، وليس فقط، وَكْراً لتفريخ وتفقيس أسوأ أنواع الإرهاب الدموي المتأسلم على وجه الأرض، بل جعلتْ منها أيضاً، ماخوراً يَنْخره الفساد حتى نخاع العظم، وسَلَّمَتْ قرارها النفطي والمالي والسياسي والاقتصادي، إلى “العم سام” منذ عام “1945”.
واستمرّ ذلك حتى فشلت “إسرائيل” في مواجهة “حزب الله” عام “2006”، وفي استئصاله، كما كان مُخَطَّطاً ومأمولاً، وفشلت “مهلكة آل سعود” في إسقاط سورية، منذ عام “2011-2013”.. وكان هذا الفشل المزدوج لِ كِلْتا المحميّتين، مؤشّراً ودليلاً وبُرْهاناً، على ضرورة انتقال “العم سام”، من الاعتماد على الدور الوظيفي الذي كان ناجِحاً في العقود الماضية، ولكنّه أثْبَتَ فشله أخيراً، عَبـْرَ هذين الكيانين الوظيفيين، ضرورة انتقالِه إلى التكيّف مع وقائع جيو-سياسية وإستراتيجية جديدة، فَرَضَتْ نَفْسها على الجميع، بحيث تستدعي تَحَوُّلاتٍ وتَبَدُّلاتٍ، تُلاقي الوقائع الجديدة، تخفيفاً للخسائر القادمة التي سَتَلـْحَقُ بالولايات المتحدة الأمريكية، بَعْدَ فشلها في الحفاظ على القطبية الواحدة في العالَم.
وهذا ما أدّى بواشنطن إلى الاقتراب من إيران، وإلى قَبُول ما كانت ترفضه سابقاً في العلاقة الأمريكية – الإيرانية.
وهذا أيضاً، سبب السُّعار الإسرائيلي والحماقة السعودية، معاً. فالأمريكي قَبْلَ الإسرائيلي أدْرك أنّ على “إسرائيل” أنْ “تَتَضَبْضَب” وتكتفي بِهَضْمِ ما اغتصَبَتْه حتى الآن، من فلسطين، بَدَلا ًمن محاولات ومغامرات تَوَسُّعٍ جديدة، سوف تَرْتَدّ عليها سَلْباً، بل قد ترتدّ خراباً للهيكل الثالث، قَبْل قيامِه.
وأمّا السعودي، فقد أيقن بأنّ نجم آل سعود، بدأ بالأفول، وأنّه سيتحوّل في وقتٍ ليس بِبَعيد، إلى ثُقْبٍ أسود.. فَفَقَدَ السعودي صَوابَه كُلِّياً، وسواء استمرّ في تخبُّطِه، أم حاول استعادة توازنِهِ، فالهاوية السحيقة، بانتظارِه.
-2-
[ بين الصهاينة والمتصهينين ]
للصهيونية فَرْعان: الصهاينة، والمتصهينون. والمتصهينون أكثر خطورة من الصهاينة.
لماذا؟ لأنّ الصهيونية مكشوفة، وهي عدوٌ واضح، ولا تُخْفي عداءها للعرب وللمسلمين وللمسيحية المشرقية، ولا تُخـفِي نواياها وخططها في تقطيع أوصالِهِم وفي السيطرة والهيمنة عليهم.
وأمّا المتصهينون، الأكثر خطورةً من الصهاينة، فيختبئوون وراء أقنعة مُزَيَّفة، يُخْفُون بها انخراطهم الكامل في مستنقع العداء للعرب وللإسلام وللمسيحية المشرقية.
وأكثر هذه الأقنعة الصهيونية، انتشاراً في وطننا العربي، هي:
– الوهّابية التلمودية السعودية.
– جماعة “خُوّان المسلمين” البريطانية.
والاثنتان، تُمَوِّلُهُما “مهلكة آل سعود” رغم الخلافات بين الوهّابية والإخونجية، لأنّ مُعَلِّم الجميع واحد، هو الاستعمار، عندما كان يقوده البريطاني، أو عندما صار الأمريكي هو الذي يقوده.
أي بمعنى أنّ
(السَّعْوَدة)
هي أساس بلاء العرب والإسلام والمسيحية المشرقية، لأنّها الحاضنة السياسية والمالية والروحية، للوهّابية وللإخونجية.
ولِأنّ مهلكة آل سعود تعتمد سياسة:
– الإفساد المالي و
– الإرهاب الدموي المتأسلم
منذ أن وضعت إمكاناتها في خدمة أجندة الاستعمار البريطاني، وبعدئذ في خدمة الأجندة الأمريكية، إلى أن صارت إمكاناتها موضوعة حالياً، في خدمة “إسرائيل” جَهاراً نهاراً، وصار التحالف السعودي – الاسرائيلي مكشوفاً ومفضوحاً، بعد أن كان، عَبـْرَ العقود الماضية مَسـتوراً ومُوَارِباً.
وهنا كانت نقطة مَقْتَل هذه المهلكة، لأنّها فَقَدَتْ ورقة التُّوت التي كانت تتغطى بها عَبْرَ العقود الماضية.
ولن تستطيع، لا إسرائيل ولا غير إسرائيل، إطالة عمر سفهاء مهلكة آل سعود، مهما تحايلوا وتمايلوا وناوروا وداوروا، لأنّ قوانين التاريخ سوف تفرض نفسها على هذه المحميّة السعودية التي لامَسَتْ قرْناً من الزَّمن، وأصبحت في الهزيع الأخير من حياتها.. وهذا الشعور، بالضبط، هو الذي يدفع سفهاء مهلكة آل سعود للسُّعار والهيجان والهذيان والتخبّط.
-3-
[ التفاتة، فَـ: استدارة، فَـ: تموضع جديد ]
هذا هو حال معظم أطراف العدوان الدولي الإقليمي الإرهابي على الجمهورية العربية السورية.
بعد أنْ فشلت هذه الحرب العدوانية الإرهابية في إسقاط الدولة الوطنية السورية، وبعد أنْ بدأ السِّحْرُ ينقلب على الساحر، وبعد أن بدأ الإرهاب يتوثّب للعودة ثانيةً إلى الدول التي عَلَفَتْه ورَعَتْهُ وسلَّحَتْه وشَحَنَتْه إلى سورية.
ما عدا مهلكة آل سعود التلمودية الوهّابية، التي تركب رأسها وتُعانِد وتُمْعِن في السّير عَكْسَ الاتّجاه الدولي والإقليمي، الذي بدأ يتحسّب للمارد الإرهابي الذي أخـْرَجَهُ من القمقم، وأطْلَقَه باتّجاه سوريّة، بعد أن بدأ يلملم أذياله، للعودة إلى بلدانِهِ الأْمّ.
والسبب في موقف سفهاء مهلكة آل سعود هذا، يعود لسببين:
أولاً، لِأنّ هذه المهلكة، أقيمت وأُنـشِئت وبُنِيَتْ، على الإرهاب، في النصف الأول من القرن العشرين.
وثانياً، لِأنَّ بقاء هذه المهلكة، على قيد الحياة، مَنُوطٌ ببقاء الإرهاب، وببقائها راعيةً للإرهاب، وباستمرارها في صناعة وتصدير الإرهاب إلى معظم دول العالم.
ولِأنّ دول العالم أيقنت أنّ الإرهاب سيفٌ ذو حَدّيْن، وأنّ من المستحيل السيطرة عليه وتوظيفه باتّجاهٍ واحِدٍ، كما توهّموا، لذلك بدأت بالاستدارة للتنصّل من رعاية الإرهاب، ونَفـْض يدها منه، الأمـر الذي أطار صواب سفهاء آل سعود، لِإدْراكِهِم بأنّ نهايتهم تقترب، كلما أيقن العالَم أنّه لا يُمْكِنُ وَضْعُ حَدِ للإرهاب في هذا العالم، إلاّ بوضع حَدٍ لِفرّاخة ومصنع الإرهاب المتأسلم في هذا العالم، والذي بات يخدم جهَتَيـن فقط في هذه المعمورة، هما “إسرائيل” و”مهلكة آل سعود”، من خلال تخَادُمِهِمَا المتبادَل، ولكن على حساب جميع دول العالم، وبشكل خاص على حساب جميع الشعوب العربية، بما في ذلك رعايا آل سعود في بلاد الحجاز ونجد.
-4-
[ عبد الإيباك “بندر بين أبيه” ليس أكثر من فَأْرٍ موسادي ]
قال لي أحد الأصدقاء: لماذا تجعلون من “بندر بن سلطان” صانعاً للأحداث وللسياسات، وتُسْبِغُون عليه صفاتٍ لا يحملها.. فأجبته:
كلّ ذي بصر وبصيرة يعرف أنّ عبد الإيباك “بندر بن سلطان” الذي يطلق عليه الإعلام الغربي “بندر بوش” مُصَابٌ بجنون العظمة، ويتوهّم نفسه إمبراطوراً سياسياً ومالياً ومخابراتياً، ويعتقد أنّ مِلْكَ “السعودية” صغيرٌ عليه، وأنه يجب أن يكون شريكاً في صُنْع السياسات الدولية الكبرى، ويعتقد أنه يمتلك دهاءً سياسياً وذكاءً فريداً من نوعه، يؤهّله لكي يكون أكثر شهرةً من جَدِّه السعودي “عبدالعزيز”.. ويعتقد ويعتقد ويعتقد…
وهُنا يَحْضُرني قول الخليفة الراشدي الرابع: (إذا أقْبَلت الدنيا على امْرِئٍ، أَعْطَتْهُ مَحاسِنَ غَيْرِه.. وإذا أَدْبَرَتْ عنه، سَلَبَتْهُ محاسِنَهُ)..
وهنا لا بُدّ من القول بأنّ “بندر بن أبيه” أقلّ من عادي، وأيّ أجير في حاشية آل سعود، يتفوّق عليه في الذكاء والدهاء والحنكة.. ولكنّ الدور المُناط به من المخابرات الأمريكية، ومن المخابرات الإسرائيلية، ومن المحافظين الجدد في أمريكا، ومن التيّار الليكودي الإسرائيلي، هو الذي أظهره بهذا الانتفاخ والتورّم.. وهو ينفّذ هذا الدور – أو الأدوار القذرة – بتمويل سخي جداً، وبمليارات الدولارات سنوياً، من الأموال المنهوبة سعودياً من البترول العربي الموجود في أراضي الجزيرة العربية.
ولو أنّك جئت بغُلامٍ أُمِّيٍ، وَوَضَعْتَ بِتَصَرُّفِهِ، مليارات الدولارات سنوياً، وأَمَرْتَهُ بأنْ ينفّذ مَهَمَّاتٍ تخريبية وتدميرية، بحق الأمة العربية بجميع شعوبها ومواطنيها، وبحق الإسلام المحمدي القرآني، بجميع مِلَلِهِ ونِخَلِهِ، لاستطاع القيام بكلّ ما قام به “بندر بن أبيه”.. لأنّ التدمير سَهْلٌ، ولكنّ البناء هو الصعب.. ولا يختلف عبد الإيباك “بندر بن أبيه” عن أيّ إرهابي جاهل متعصّب، يقوم بتفجير نفسه بين مئات المدنيين الأبرياء والمنشآت العامّة.. والخلاف فقط، هو أنّ هذا الإرهابي جاهِلٌ يخسر حياته، بينما “بندر بن أبيه” ترتهن حياته “السياسية والبيولوجية” بقتل وتدمير عشرات آلاف الأبرياء من أبناء الأمة العربية، ومن أتباع الدين الإسلامي الحنيف، خدمةً للمشروع الصهيو-أمريكي.
وقوّة هذا البيدق الأمريكي الصهيوني الموسادي “بندر بن أبيه”، لا تتأتّى من قوّته الذاتية، والتي هي لا شيء، بل تتأتّى ممَّن يقفون خلفه من عُتاة المحافظين الجدد في أمريكا، ومن أساطين الاستخبارات الصهيونية العالمية، ولذلك فَرَضُوه رئيساً للاستخبارات السعودية، لكي تُوضَعَ بِكامِلِها – وليس بمعظمها فقط – في خدمة الأجندة الصهيو-أمريكية التي يعمل عليها المحافظون الجدد الأمريكان بالتعاون مع التيّار الليكودي الإسرائيلي.
وهذا البندر التعيس، خَبَا أَمَلُه في تنفيذ المهمّة القذرة المناطة به، حالياً، لإسقاط سورية.. ولذلك ضَاعَفَ رعونته وحماقَتَه وغروره، وذهب إلى أبعد مدى يستطيع الذهاب إليه في حَشْدِ وتجييش كُلّ ما يستطيع حشده وتجييشه من إرهاب وسلاح وعتاد، لاستكمال تدمير وإحراق سورية.
ولكنّه سوف يحترق بالنيران التي أشعلها، وسوف يكون الضحية الأولى، للفشل الذريع الذي أَلَمّ بمخطّط أسياده ومشغّليه.. وكلّما أسرع آل سعود، بكَفِّ يد هذا الأرعن المغرور، عن اللعب بالنّار في المنطقة عامّةً، وفي بلاد الشّام خاصّةً، كُلّما استطاعوا إبعاد نار الحريق الذي سيلتهمهم، حكماً وحتماً، في قادِمات الشهور والسنوات.
-5-
[ مصنع الإرهاب الأوّل في العالَم ]
هل تعلم أنّ المجتمع السّعودي، والنّظام السعودي، يتسابَقان معاً في تفريخ وتصنيع وتوليد الإرهاب.
لماذا؟ لأنّ وجود سفهاء آل سعود، على كراسِيِّهِم، مرتبط بوظيفتهم الإرهابية، منذ وجودهم.
ولأنّ المجتمع السعودي، مُشَوَّه من مختلف المناحي والاتجاهات، “بِفَضْلِ!!!” الوهّابية التلموديّة أوّلاً، وثانياً، “بِفَضْلِ!!!” سفاهة وديكتاتورية وتخلُّف وانحطاط وحماقة عبيد آل سعود.
ولن تقف الأمّة العربية على قدميها، ولن يعود الإسلام كما كان وكما هو عليه، أساساً، إلّا عندما يُوضَع حَدّ لِكُلٍ من الوهّابية و”السَّعْوَدة”، مرّة واحدة وإلى الأبد.
-6-
[ حقوق اﻹنسان في العالَم، بخير ]
كل مَن كانوا قلقين على حقوق مئات الملايين من البشر، لم يعد هناك داعٍ لقلقهم، بعد أن أصبحت “الجمهورية السعودية الديمقراطية العلمانية!!!!!” عضواً في مجلس حقوق اﻹنسان.
لو كان لدى أدعياء حقوف اﻹنسان، في أوربا وأميركا، ذرّة حياء واحدة، لرفضوا أن تكون السعودية البلد اﻷكثر ديكتاتورية على وجه الأرض، واﻷكثر فساداً على وجه اﻷرض، واﻷكثر تصنيعاً وتصديراً للإرهاب على وجه اﻷرض، واﻷكثر انتهاكاً لحقوق اﻹنسان على وجه اﻷرض.. عضواً في مجلس حقوق اﻹنسان.. وهذا أكبر دليل على حجم ومدى نفاق ودجل الغرب اﻷمريكي واﻷوربي، في ميدان حقوق اﻹنسان.
إنّها كبرى الفضائح بل فضيحة الفضائح، للسياسة الغربية المغرقة في النفاق.
-7-
[ طَعَنوا الإسلام، باسْم الإسلام ]
العصابات الإرهابية المتأسلمة الظلامية التكفيرية التدميرية، طعنت وتطعن الدين اﻹسلامي الحنيف، مرّتين، مرّة، عندما تطلق على نفسها وعلى عصاباتها ومجرميها، مسمّيات إسلامية.. ومرّة، عندما تأخذ على عاتقها، ذبح العرب والمسلمين في مختلف بقاع اﻷرض، لخدمة الصهاينة والمتصهينين.
وهذه العصابات المتأسلمة، رأسها في بلاد “العم سام”، وصندوق مالها في خزائن مهلكة آل سعود، وأذرعها وأدواتها الوهّابية الدموية اﻹجرامية، متوزعة في كل مكان في العالَم، وصلت وتصل إليه أموال البترو-دولار العائدة لنواطير الغاز والكاز.
ولكن هؤلاء وأسيادهم، فوجئوا وذهلوا وصعقوا، عندما استطاع أشبال وآساد سورية، هزيمة المشروع الصهيو-أميركي الوهّابي اﻹخونجي، على أبواب قلب العروبة النابض، وقاموا بتمزيق أدوات هذا المشروع، وأجبروا أصحابه في عواصم الغرب الأميركي واﻷوربي، على إعادة حساباتهم، وعلى بدء التفكير في التخلّي عن أدواتهم اﻷعرابية واﻹرهابية التي أصبحت عبئاً عليهم، بعد هزيمة هذه اﻷدوات على أبواب القلعة السورية.
-8-
[ الإصلاح الديني الحقيقي، هو الخطوة الأولى في أيّ إصلاح ]
إذا كان التخلف في الوطن العربي، بنيوياً وعضوياً، قي البنية الاجتماعية والثقافية، قبل البنية السياسية والاقتصادية.. فإنّ جذر هذا التخلف يكمن في عدم القيام بـ”اﻹصلاح الديني” المنشود والملحّ، وبدلاً من أن تقوم المنطقة العربية، بإصلاح ديني شبيه باﻹصلاح الديني الذي قامت به أوربا، والذي وضعها، على طريق عصر النهضة والتنوير والحداثة، بدلاً من ذلك، قام العرب – بإيعاز من الاستعمار البريطاني – بعمليات تسميم وتهديم ديني، عبر “الوهّابية” أولاً، وعبر “اﻹخونجية” ثانياً، واللتين كان لهما الدور اﻷساسي في تعميق هوة التخلف العربي، وفي قطع طريق النهضة والتنوير والحداثة، وفي النكوص نحو عصور الانحطاط والجاهلية.
أي، بـ “فضل!!!” الوهّابية واﻹخونجية، وصل العرب إلى الدرك اﻷسفل، و”بفضلهما!!!” أيضاً، سوف يستمرون في الانحدار، حتى يصلوا إلى أسفل سافلين.
وما يمنع ذلك، هو استئصال الوهّابية واﻹخونجية، بصفتهما سرطاناً متغلغلاً في الجسد العربي، قبل أن تتمكنا، خلال المستقبل القريب، من نشر سرطانهما في كامل الجسد العربي.
-9-
[ نعم، (لن تعود سورية، كما كانت) ]
لماذا؟ لِأنّها ستعود أفـضل مما كانت، وأقوى مما كانت، وأجمل مما كانت.
وَمَنْ يقولون أنّها لن تعود كما كانت، بسبب الخسائر البشرية الكبيرة والدمار العمراني الواسع، فهؤلاء يقولون ذلك، تعويضاً عن فشل أسيادِهِمْ في إسقاط سورية وفي وَضْع اليد عليها.
ونقول لهؤلاء القائلين بذلك، إنّ المنتصِر، وغير المهزوم، في نهاية الحرب، يعود بأقوى مما كان قَبْل الحرب، وخَيْرُ مثالٍ على ذلك، هو الاتّحاد السوفيتي، الذي خرج من الحرب العالمية الثانية، بـ “25” مليون ضحيّة، وبتدمير آلاف المدن والبلدات السوفيتية، ومع ذلك، عاد الاتحاد السوفيتي، حينئذ، بأفضل وأقوى وأجمل مما كان.. وهذا ما سيكون عليه حال سورية الجديدة المتجدّدة، بالتّأكيد.
-10-
[ بين الممانعة الساسيّة.. والمقاومة المسلّحة ]
كلّ مَنْ يستخِفّ بمقولة “الممانعة السياسية” إمّا خفيف العقل أو زحفطونيٌ خانعٌ تابعٌ ذليل، لِأنّ “الممانعة السياسية” لا تَقِلُّ أهمّيّةً عن “المقاومة المسلّحة” وهما وَجْهانِ لِعُمْلة واحدة، ولا مكان لإحداهُما دون الأخرى.
فالممانعة السياسية التي لا تستند إلى قوّة عسكرية، تحمي قرارها، وتُحصّن موقفها، يكون مَصِيرُها الاستسلام والإذعان لِمَا هو مَطْلوبٌ منها.
والمقاومة المسلّحة – سواء كانت تقليدية أو شعبية – غير المُحصّنة بموقف سياسي ممانع، تضع نفسها على طريق التفريط والتبديد، لِكُلّ التضحيات التي قَدّمَتْها وتُقَدِّمها، بما يُشـبِه تفريط “السادات” بكلّ إنجازات حرب تشرين/أكتوبر.
وهذا بالضّبط ما أدْرَكَتْهُ سورية الأسد، مُبكّراً، وعَمِلَتْ له، وطَبَّقَتْه على أرض الواقع، عندما سلكت نهج الممانعة السياسية للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، وعندما احتضنت ودعمت مختلف قوى المقاومة المسلّحة ضدّ “إسرائيل”.
وهذا بالضبط، أيضاً، ما استنفر عُتاة المشروع الصهيو- أميركي، ضدّ الدولة الوطنية السورية، وحرّكوا أدواتِهم الإرهابية والإجرامية من مرتزقة الوهّابية والإخونجية، لتحطيم سورية ووَضـعِها على طريق التقسيم.
ولِأنّ سورية تنهج نهج الممانعة السياسية وتدعم نهج المقاومة المسلّحة، استطاعت تكسير رأس وقَطْع أذناب المحور الصهيو – أميركي، على أبواب القلعة السورية.
-11-
[ ما هو مستقبل العلاقة بين “واشنطن” و”طهران”؟ ]
عَبـْرَ السنوات القليلة القادمة، ستنتقل العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، من مرحلة العداوة، إلى مرحلة الخصومة، ومن ثمّ إلى مرحلة “تفاهمات مفاهيمية” و”توافقات عٓمَلانيّة” يجري التعامل فيها مع إيران كما هي حقيقةً، أي كدولة إقليمية عظمى، ولن تكون حليفاً للولايات المتحدة الأمريكية، ولا تابِعاً لها، كما هو حال تابِعِيها في الخليج وغير الخليج.
وقد يسأل سائل: ولماذا سَتُقْدِم واشنطن على ذلك، وما هو الثمن؟ والجواب: هو البراغماتية الإمريكية في السياسة، التي تفرض عليها، التجريب، والتراجع في حال الفشل، لِأنّٓ الاستمرار في النهج الذي أثبت فشله، يُرَتِّبُ على أصحابِه، مُضاعَفَة الفشل، ولذلك من المنطقي أن تبحث واشنطن عن الأرباح وليس عن مضاعفة الخسائر.
والتقليل من الخسائر المتوقّعة، في حال استمرار النهج الفاشل، يعني رِبْحاً وليس خَسارةً.
وإذا كانت بعض العقول القاصرة، أو المرتهنة، عاجزة عن فهم كيفية أنْ تكون دولة كـ “إيران” مستقلّة في قرارها وقادرة على فرض مصالِحِها المشروعة، في عالم الصراعات الدولية.. فإنّ على هذا البعض أن لا يقيس على محميّات الخليج ولا على باكستان ولا على تركيا، بل أن يقيس على الدول التي ترفض التبعية والانخراط في مشروع استعماري، وعلى الدول التي تنخرط في مشروع استقلالي تحرري، لِيَرَى كيف أنّ أمثال هؤلاء، هم الذين يفرضون حقوقهم على الجميع، ولا يَسْتَجْدُونَها ولا يُفَرِّطون بها، بل يقّدمون التضحيات الكبرى، لِاستخلاصها والحفاظ عليها.
-12-
[ ظَرافة!!! ولَطافة!!! وخفّة دم!!! وتفاهة وغباء وسخافة سعودية غير مسبوقة ]
عندما يتحدّث أحد أبواق عبد الإيباك “بندر بن أبيه” المدعو “جمال خاشقجي” عن:
( عَصْر الشّعوب )
أليس الأَوْلى بهذا البوق وأمـثالِه، أن يهتمّوا ويتحدّثوا عن كَمْ من العقود والسنين، يحتاج المجتمع السعودي، لكي يصل إلى مرحلة “الشعوب” وليتخلّص من مرحلة العبودية والرعيّة وعصر الحريم – كما هو الآن- ومن قبائل وعشائر وعوائل، بالملايين، تستعبدها عائلة واحدة هي عائلة آل سعود التي يبلغ تعدادها، أقلّ من “واحد بالألف” من تعداد المجتمع السعودي.
-13-
[ وسائل الإخفاء والتضليل ]
التغطية الإعلاميّة الحديثة، تَحَوَّلَتْ، عَبـْرَ وسائل الإعلام الأعرابي الباذخ، كـ:
– الجزيرة “الصهيونية”
– “العربيّة” العِبـريّة
– الشرق الأوسط “الليكودية”
– الحياة “التلموديّة”
إلى وسائل تغطية وتمويه وحَجْب، للأحْداث والوقائع فِعـلاً، ووسائط للتزوير والتزييف والتضليل، بَدلاً من أنْ تكون وسائل توضيح وتفسير وتعليل، ووسائط لِلْعَرْض والتّبْييِن والتّظهير.
ومن الواضح أنّ ثلاثة من هذه الوسائل الإعلامية الأعرابيّة المسمومة، هي سعوديّة التمويل، والوسيلة الرّابعة، قَطَريّة التمويل.
وكذلك هو حال باقي الرخويّات الإعلاميّة الأعرابيّة “المُتَعَيِّشة” – هي أو أصحابُها – على الريالات والدّراهم النّفطيّة.
-14-
[ إنّها الجمهورية العربية السورية، والدولة الوطنية السورية، أيّها المُغفَّلُون ]
كل أولئك الذين يطلقون تسمية “النظام السوري” على الدولة الوطنية السورية:
– إمّا أنّهم ليس لديهم “نظام سياسي” بل حالة من الفوضى “شوربة” يسمونها دولة..
– وإمّا أنّهم لا يريدون أي نظام في سورية، بل يريدون تعميم حالة فوضى دامية وقاتلة في سورية..
– وإمّا أنّهم يرددون، ببغاوياً، ما يردده أعداء الشعب السوري والدولة السورية.
-15-
[ اتَّقِ شَرَّ مَنْ أَحْسَنْتَ إليه ]
كان أكثر من عَلَفْنَاهُمْ واحتضنّاهم ودغدغناهم، في سورية، هم أكثر من طعنونا في الصميم، وهم أكثر من أطلق السهام المسمومة والمسنونة على صدور الشعب السوري، وهم أكثر من وضعوا أنفسهم تحت تصرف أعداء الشعب السوري، الذين سمّوا أنفسهم “أصدقاء الشعب السوري!!!!!”، بدءاً من:
خالد مشعل و
عزمي بشارة و
طلال سلمان و
صادق جلال العظم
مروراً بعشرات المارقين من أضراب وأشباه هؤلاء.
صحيح ما قيل “اتق شرّ مَن أحسنت إليه”.
-16-
[ العالَم يتغيّر، رغم أنف النَّعامَات ]
لِلسُّذَّج الذين يظنّون أنّ العالَم سيبقى على ما هو عليه، يكفي أنْ يتوقّفوا مَلِياً، عند التواصل الأميركي الجديد مع إيران، والتواصل الروسي الجديد مع مصر، والذي سيصل إلى نهاياته المنطقية، رغم وعورة الطريق وكَثْرَة المطبّات.
وفي هذا العالم الذي يتكوّن حديثاً، لا مكان للمستحاثّات والمومياءات السياسية البشرية، التي تعيش خارج العصر، ومكانُها هو فقط في مزابل التاريخ.
-17-
[ كلما زادوا إجرامهم، ازْدَدْنا شموخاً ]
كلما أمعن المحور الصهيو-وهّابي في تدجيج إرهابيّيه، بالسلاح والعتاد.. وكلما أمعن اﻹرهابيون الظلاميون المتأسلمون في جرائمهم الفظيعة، ضد منظومة المقاومة والممانعة..
وكلما تضرّج فرسان المقاومة، بدمائهم، كلما ازدادوا شموخاً وعنفواناً وصموداً ومناعةً وإصراراً وثقة مطلقة بالنصر.
-18-
[ انتهازية معظم المعارضات السورية، لا سَابِقَ لها ]
عبر السنوات الثلاث الماضية، ركبت معظم المعارضات السورية، موجة قطعان اﻹرهاب في سورية، ولمامات المرتزقة، بسبب تواضع فاعلية وقوة هذه المعارضات، انتظاراً منها لـ “قطف ثمار” ما يقوم به هؤلاء اﻹرهابيون والمرتزقة.
وكانت النتيجة، أنّ هذه المعارضات، شكّلت ستارة وغطاء وعباءة، تدثّر بها الإرهابيون، لتخريب وقتل وتدمير كل ما استطاعوا تخريبه وقتله وتدميره في سورية.
-19-
[ لا يُدَافِع عن الإرهابيين، إلّا مُجْرِمُو الحرب ]
كلّ مَنْ يحمل هويّة عربية أو جواز سفرٍ عربي، ويُدَافِعُ عن الإرهابيين في سورية أو يُبَرّر إجـرامَهم، ليس إلّا صهيونياً أو متصهيناً أو مجرم حرب، وخاصّةً إذا كان من التّابِعيّة السوريّة.
-20-
[ كل ما جرى في المنطقة، كانت غايته النهائية: السيطرة على سورية ]
لي صديق قومي في اﻷردن، هو وزير سابق، قال لي، إثر هروب “بن علي” من تونس، وبدء التحرك في مصر، في الشهر اﻷول من عام “2011” قال لي:
(الغاية اﻷولى مما يجري، هي الوصول إلى سورية، ووضع اليد عليها).
-21-
[ شكراً لشرفاء الأردن ]
من أقوال المناضل القومي والناشط السياسي العربي الأردني (د. رياض نوايسة)
في حفل تكريم سفراء الدول الداعمة لسورية، على شرف السفير السوري:
[ ولأنّ الكِرام يُكَرَّمُون، فاسْمَحُوا لنا أيّها الأصدقاء والأشقّاء، أن نحتفي بفارسٍ وبَطَل عربي مُجَلِّي، ذلكم هو سفير الجمهورية العربية السورية، بكل ما يمثّله من شجاعة وإقدام وانتماء وعِلم ومعرفة وكرامة عربية، دالّةً على مَجْدِ أمّتها وتاريخها التليد، وفي السُّويداء منها، سورية الشعب والجيش وقيادة التصدّي والدولة. ]