خواطر “أبو المجد” (الحلقة الرابعة والثمانون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة الرابعة والثمانون
بِيضُ الْقُلُوبِ، كَرِيمَةٌ أَفْعَالُهُمْ
شُمُّ الأُنُوفِ من الطِّرازِ الأوَّلِ
-1-
[ المعنويات العالية ليست خِداعاً للنفس ]
(1): المعنويّات العالية والإيمان المطْلق بالنصر في الحروب والشَّدائد، ليس “نَشْوة مُزِيّفة” ولا “خِداعٌ للنّفس” كما يظنّ البعض، بل هي صَلابة فولاذيّة وصُمودٌ أسطوريٌ وإحساسٌ عميقٌ بالامتلاء الروحي وشُعورٌ طافِحٌ بالعنفوان والكبرياء.
وإذا كان البعض عاجِزاً عن قراءة ذلك، إلّا على أنّه نشوة مزيّفة وخداع للنفس، فإنّ هذا البعض يحتاج إلى إعادة النظر في مُقَارَبَتِهِ للقضايا الكبرى وقراءتِهِ للتحدّيات الجُلّى.
(2): والنقطة الثانية التي تحتاج إلى توضيح، هي أنّ الصّراع الدولي والإقليمي مع سوريّة، حَوَّلَ تلك العناصر الدولية والعوامل الإقليميّة الخارجيّة، إلى عناصر وعوامل محلّيّة وداخلية، في الصّراع مع الدولة الوطنية السورية ومع شعبها وجيشها وقيادتها- سواء كانت ضدّ الدولة السورية أو معها – ، بِمَعْنَى أنّ الصمود والصلابة والقدرة السورية على مواجهة هذه الحرب الشّعواء، لإسـقاط سورية في حُضْن المحور الصهيو-أميركي، حَرَّكَ واسْتَنْفَر كلّ المتضرّرين من تغيير طبيعة الدور السوري التحرّري الوطني، واسْتَقْطَبَ قُواهُمْ للدّفاع عن أنفسهم وعن مصالِحهم في مواجهة المشروع الاستعماري الجديد، وَدَفَعهم للوقوف مع سورية، عَبـْرَ دَعْمِ موقفها في هذا الصراع معها.
(3): أي أنّ سورية لم تَتَحوَّلْ ورقةً بِيَدِ أحد – كما يتشدَّق أعداؤها – بل تحوَّلَتْ مواقف أصدقاء سورية وحلفائها الإقليميين والدوليين، إلى أوراق قوّة بِيَدِ الدولة الوطنية السورية، تُعَزِّزُ من خلالِها، موقفها الصُّلْب وقُدْرتها الكبيرة على إسقاط هذا المخطط الاستعماري الجديد، سِيّمَا وأنّ سقوط “دمشق” في حضن أصحاب هذا المخطط، يعني سقوط “موسكو” و”بكّين” معاً في أحضانِهِ أيضاً، بمعنى أنّ الروس والصينيين يدافعون عن أنفسهم، عَبـْرَ البوّابة السورية.
(4): وكانت الخطّة الاستعمارية الجديدة، هي تسليم المنطقة لوكيلهم الأقوى في المنطقة – حسـب اعتقادِهم – الذي هو جماعات “خُوّان المسلمين” بِشَكـلِ يُتِيحُ لهم التّفرُّغ لتطويق الصين وروسيا، وتحويل هذين العملاقين إلى قَزَمَيْن يدوران في فلك المحور الاستعماري الجديد – وطبعاً وفقاً لحِساباتِهم التي أجهضها الصمود السوري الأسطوري -.
وكانت حسابات هذا المحور الاستعماري الصهيو – أطلسي، مَبـنِيّةً على الاستعاضة عن وجوده المباشر في منطقتنا، باعتماده على مرتكزات اجتماعية وسياسية محليّة راسخة الجذور، تكون قادرةً على تنفيذ الأجندة الصهيو- أمريكية، من حيث تأمين تبعيّة المنطقة كامِلَةً لهذا المحور لِعُقُودٍ عديدة قادِمة، وكان فَرَسُ الرِّهان على ذلك، هو جماعات “خُوّان المسلمين” في المنطقة وفي العالَم.
ولِأنّ محور التحرُر العربي والإقليمي والدولي، المناهض للهيمنة الصهيو- أطلسية على العالَم، أدْرَك ذلك، بِعُمْق وبمسؤوليّة، فَقَدْ اتّحَدَت الأيادي وتشابكت الأذُرُعْ، للوقوف بوجه ذلك المخطط وتلك الأجندة وقَطـعِ الطريق عليها.. الأمْر الذي انعكس إيجاباً على الصمود السوري الأسطوري، وعلى صلابة ومناعة وفاعليّة الموقف السوري، وعلى دَعْمِ قُدْرَتِه على مواجهة هذه الحرب الشعواء ضدّه، رغم الخسائر الجسيمة والآلام العظيمة.
-2-
[ عندما يقول بيدق إعلامي موسادي متأسْلِم ]
(راهنت السعودية على الضّربة الأميركية، المؤجّلة أو الملغاة، فتلك الضربة كانت ستوفّر كثيراً من الدماء السورية، وستُنْهِي كثيراً من معاناة الشعب السوري التي دخلت عامها الثالث)!!!!!!!!!!!!.
هل يعرف التاريخ الحديث والمُعاصر، عُهْراً كهذا العهر؟ وهل يمكن لمخلوقٍ تجري في دمائه، نقطة دم واحدة، عربية أو إسلاميّة، أن يقول بكلّ صفاقة، بأنّ عدواناً أمريكياً صارِخاً على سوريّة، سوف يوفّر كثيراً من الدماء السورية، وسيُنْهِي كثيراً من معاناة الشعب السوري!!!!!!!!.
ولكنّ هذا البيدق الموسادي الإخونجي المُتَهتّك، لا ينطق باسـْمِهِ، بل يِعَبِّرُ تعبيراً واضِحاً عن نهج وتَوَجُّه التيّار الإخونجي – الوهّابي، المتنافِس والمتَسَابِق على تقديم الخَدَمات المطلوبة للمحور الصهيو – أميركي.
ولأنّ هؤلاء يعيشون خارج العصر، ويفكّرون بمنطق جاهِليّ، يتوهّمون أنّه يَكْفِيهِم أنْ يُغَطُّوا انخراطهم الذيلي المُخـزي في تنفيذ المخطط الصهيو – أمريكي للمنطقة، بالاختباء وراء سِتارة إسلاميّة مُزَيّفة (وهّابية أو إخونجيّة)، لكي يتمكِّنوا من تبرير وتمرير انسحاقِهِم الذليل في خدمة مشروع الشرق الأوسط الإسرائيلي الجديد الهادِف إلى تقسيم هذا الشرق العربي، وتحويلِهِ إلى أجْرامٍ تدور في الفلك الإسرائيلي.
ولكن هيهات، بعد أن انكشفوا وَتَعَرَّوا حتّى من ورقة التوت التي كانوا يتَسَتّرُون بها، خلال العقود الماضية.
-3-
[ لا بُدّ من ترويض النفس ]
يحتاج بعض الْمُتَنَفِّذِين، إلى ترويض أنْفُسِهِم على قَبُول مُشَارَكة “الشركاء” في اتّخاذ القرارات المصيريّة، وعلى التَحَلِّي بِسَعَةِ الصَّدْر، في ما يَخُصُّ الآراء المُخَالِفة التي تنطلق من قاعدة الحرص على المصالح الوطنية والقومية العليا.
وإذا لم يَعَوِّدْ هؤلاء أنْفُسَهُم على ذلك، فكيف سيتمكّنون، في المستقبل القريب، من التّعامُل مع مختلف أنواع المعارضات الوطنية الداخلية، التي ظهرت وتظهر وستظهر على الساحة السورية، والتي قد تصل مستقبلاً إلى أن تحصل على الأكثرية السياسية، وحينئذ سوف تنتقل الأكثريّة السياسية الحالية، إلى صفوف المعارضة؟!.
-4-
[ ولا بُدّ من تقويم الأداء ]
هناك مَيْلٌ واضح، لدى بعض المُتَنَفِّذِين، لإهْمال الأصدقاء، ومعاقبة الأنصار، ودغدغة الخصوم، ومغازلة الأعداء.
وإذا كان هذا البعض من المُتَنفّذين، يعتقدون أنّهم يمارسون، بذلك، فَناً من فنون السياسة.. فلا بُدَّ من التأكيد لهم، بأنّ هذا “الفنّ من فنون السياسة” هو أردأ الأنواع وأسوأها وأكثرها قُدْرَةً على تبديد الإنجازات الكبرى، وتحويلِها إلى خسائر كبرى.
-5-
ما يَفْلَقُ الأعْرابَ الأذناب، ويُصيبُهُم بالهيجان والهذيان، ويبعث السُّعار في أوصال بيادِقِهم وزَوَاحِفِهم الإعلاميّة، هو تهافُت مُعَلِّمِيهِم الأمريكان، لِتَصْويب العلاقة الأمريكية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، بَعْدَ أنْ باءت جميع المحاولات الأمريكية، بالفشل في إسقاط الثورة الإيرانيّة، خلال “34” عاماً.
ذلك لِأنَّ نواطير الغاز والكاز اللّاهِثِين منذ أكثر من نصف قرن، لا بل منذ أنْ وُجِدُوا، لاسترضاء “العم سام” والحِفاظ على ثقته بِهِم، والمنبَطِحين طيلة حيَاتِهِم، أمام أقدام الأمريكي… هؤلاء عاجزون عن استيعاب أو هَضْم كيف أنَّ الولايات المتحدة الأمريكية “بِجَلالة قَدْرِها” تتهافت لاسترضاء الإيراني.
ولذلك فَقَدَ سفهاء مهلكة سعود، ما تَبَقَّى من عقولِهِم، الصغيرة أصْلاً، وأخذوا يتصرّفون بِرِدَّاتِ فِعـْل، وبغرائزيّة حمقاء. ومهما حاولوا إلْبَاسَ حَمَاقَتِهِم هذه، ثوب التمرّد على سَيِّدَهِم الأمريكي، فلن يستطيعوا حَجْبَ الشمس بَغِرْبَال، مع أنّ هؤلاء السفهاء يُمَثِّلون فِعْلاً، المحافظين الجدد الأمريكان، ويُمَثّلون التيّار الليكودي الصهيوني، داخل “إسرائيل” وخارِجَها.
ومع ذلك، فَسَوْفَ يتساقطون كأوراق الخريف الصفراء التي استهلكها الزمن وانتهى دَوْرُها، بعد أن مضى زَمَنُها وأصبحت يابِسة وغير صالِحة لشيء، إلّا لإصدار صوت الخشخشة – والذي هو في حقيقة الأمر: حَشْرَجَة – ، عندما تتساقط هاوِيةً إلى أسفل السافلين.
-6-
[ لا يُكَلِّف الله نفساً إلّا وُسْعَهَا ]
عندما تُحَمِّلُ أحَداً، أكْثَرَ ممّا يَحْتَمِل- كائناً مَنْ كان، كبيراً كان أم صغيراً، فقيراً كان أم أميراً – فالخطأ، حينئذ، عندك لا عنده، لأنّ “أجْمَل امرأة في الدنيا، لا تستطيع أن تعطي أكثر مما عندها” – كما يقول المثل.
-7-
جميع أولئك الذين يُبَعْبِعُون حول اعتداء صاروخي على سورية، و”عدم الرّدّ السوري عليه” قد يُدْركون أو لا يُدْرِكون بأنّ سوريّة، رَدّت عليه في اليوم نَفْسِهِ، وأنّ السوريّين لا ينامون على ضَيْم.
ولِمَنْ يتساءل: لماذا لا يُعْلَن ذلك؟ عليه أن يُوَجِّه سؤاله إلى “إسرائيل” التي لم تُعـلِنْ عن قيامها باعتداء ولا عن قيام سورية بالرّدّ الموجِع لها.
ولكن الأهمّ من ذلك بكثير، هو أنّ الجهات الأعرابيّة التي تتباكى على “عدم الرّدّ السوري” هي بالضّبط، مَنْ يقف وراء الاعتداء على سورية، وهي التي تستنجد بـ”إسرائيل” لكي تقوم بِضَرْبِ سورية، وهي التي تعاونت وتحالفت مع “إسرائيل” ومع حلفاء “إسرائيل” ضدّ سورية، منذ حوالي ثلاث سنوات حتّى الآن، وهذه الجهات هي:
– العصابات الإرهابيّة التكفيريّة، ومرتزقة البلاك ووتر.
– المشـيخات الأعرابيّة والمحميّات الوظيفية.
– الدول الأطلسيّة والاستعماريّة القديمة والجديدة.
وكانت سورية ولا تزال وستبْقَى، تُحارِبُ العدوَّ نَفْسَهُ، على الجبهتين، الداخلية والخارجية.
-8-
من البديهي أن تستجيب الدولة الوطنية السورية، لإرادة الأغلبية الكبرى من مُوَاطِني الجمهورية العربية السورية، بَرَفْض، ليس فقط، العصابات الإرهابية المسعورة، بل كذلك بِرَفْضِ المعارضات اللا وطنية المأجورة، والتعامل فقط مع المعارضات الوطنية الْغَيُورَة على وطنها، والرُافِضة لِمَدّ اليد إلى الخارج، بِغَرَض الاستقواء بهذا الخارج على وطنها.
-9-
المجد كل المجد للكربلائي العربي الأردني اﻷول:
الشهيد البطل (كايد بن مفلح بن جبر بن فندي بن مصطفى بن ابراهيم بن أحمد العبيدات) الذي استشهد على بطاح فلسطين عام “1920” وكان قبل ذلك قد أعد نفسه للذهاب إلى “ميسلون” لكي يقاتل تحت راية “يوسف العظمة”.
-10-
كيف يمكن لمَن يؤمن بأنّ الوصول إلى “الحُورِيّات” هو الهدف الأسمى الذي لا يعلو عليه هدف… أنْ يَصِلَ إلى كعب حذاء الجندي والمُقاوِم السوري، الذي يؤمن بأنّ الشهادة هي الطريق إلى النصر، وبأنّ النصر هو الطريق للحفاظ على الوطن ولتحقيقِ مُسْتِقْبَلٍ مُشـرِقٍ زاهِرٍ، يَلِيقُ بعَظَمَةِ سوريّة وبِعُنْفُوانِ شعبِها؟!؟!؟!.
-11-
[ مَقْتَل طبيب فلسطيني في سورية!!!!! ]
إنَّ إبـراز مثل هذا الخبر، يريد الإيحاء والغمز من فلسطينيّته، وهذا النّمط من الطّرح الخبيث، مَرْدُودِ على أصحابِهِ، لأنّ هناك عشرات الأطبّاء السوريين الذين انضمّوا للعصابات الإرهابية المسلّحة، في مواجهة الشعب السوري والجيش السوري، فهل يعني ذلك، اتِّهام الشعب السوري!!!!!.. إنّ هذا المنطق السقيم، لا بل الخبيث، يريد النّيل من قُدْسيّة القضية الفلسطينية، في نفوس السوريين، وكأنَّ هؤلاء يجهلون بأنّ سورية، لاقَتْ كلّ ما لاقَتْهُ منذ اغتصاب فلسطين حتى الآن، لأنّها تعتبر قضية فلسطين هي قضيّتَها الأولى المقدّسة في العالَم.. وكُلُّ سوري، يَشُذُّ عن ذلك، يَخـْرُجُ من سوريّتِهِ، شاء أم أبى، لأنّ فلسطين كانت وستبقى سورية الجنوبية.
-12-
مَنْ يطلب من الآخرين، أنْ لا يُدْافِعوا عن أنْفُسِهِم، يكون غبياً في السياسة ومعتوهاً في الحياة العامّة، وهذا ينطبق، الآن، على أولئك الذين يطالِبون “حزب الله” أن يَتْرُك سوريّة وشأْنَها.
-13-
ليس دِفاعاً عن عضو مجلس الشعب السيّد “شريف شحادة” ولكِنْ إنْصافاً ومَنْعاً للغُبـْن والظلم، من الضّروري التوقّف عن توزيع شهادات حُسْن السلوك، وسوء السلوك، لَهُ أو لِغَيْرِهِ، مِزاجياً، أو استِناداً إلى أوهام أو وقائع جُزْئيّة أو مجتزأة، يُمْكِنُ الاختلاف معها وانْتِقادُها – أي الوقائع الجزئية أو المجتزأة – ولكن لا يَصِحّ، تحت أيّ عنوان، الانطلاق منها، لإصْدار أحكام سلبيّة قاطِعة، بِحَقّ بعض الشخصيّات أو الرموز الوطنية، والتي قد تَصِلْ – أي هذه الأحكام – إلى درجة التخوين.
وكُلُّ مَنْ يسمح لِنَفْسِهِ بإصْدار مِثْل هذه الأحكام التخوينيّة القاطِعة، عَلَيْهِ أنْ ينتظر من الآخرين، رَمْيَ هذه الأحكام، بِوَجْهِ مَنْ أطْلَقَهَا، وإعادَتَها – مع الشُّكْر، أو بدون شُكْر – لأصـحَابِها الذين أطْلَقُوها.
-14-
[ بين العقل والإيمان ]
(1): عندما يطلب بعض رجال الدين من الناس، ألَّا يعتمدوا كثيراً على العقل، وأن يكتفوا بالإيمان، هادِياً ومُرْشِداً لهم، لكيلا يَضْعُف إيمانهم وتتزعزع قناعاتُهُم بِدِينِهِم.. يكون المقصود بهذا القول، هو ألَّا تتزعزع ثقة الناس ببعض رجال الدين، وليس بالدِّين، عندما يجري إعْمالُ العقل.. وكأنّهُم يقولون أنّ هناك تناقضاً بين العقل، الذي هو نِعْمة الله الكبرى للبشر، وبين الإيمان بالله تعالى، الذي مَنَحَهُم تلك النّعمة الإلهيّة.
(2): جرى ويجري العمل حَثيثاً على استبدال التديُّن الحقيقي وجوهر الدّين السّامي والإنساني والنبيل، بالتديّن الشعائري فقط، الذي لا يُكَلِّف أصحابَه كثيراً، ولا يحتاج لجهودٍ كبيرة، بينما يُرَتِّبُ التّدَيُّن الحقيقي على أصْحابِه، الْتِزَاماتٍ متعدّدة، أقَرَّها الدِّين، فاسْتَعاضوا عن المُكْلِف لهم، بما هو أقَلُّ كُلْفةً بكثير.
(3): كما أنُ أصحاب التّديُّن الشعائري، يَمْنَحُون أنْفُسَهُم، وَهْمَ الرِّضا عن الذٌات، وَوَهْمَ التّميُّز عن الآخرين، وَوَهْمَ القناعة، بِأنَّ ما يقومون به، يُغْنِيهِم عن ضرورة القيام بأيّ التزامات الأخرى.
(4): لَوْلا العقل، لَمَا كان الإيمان.. قال تعالى: {إنَّا أنزلْناهُ قرآناً عربياً، أفٓلَا يَعـقِلون}، والمخلوقات التي لا تمتلك عقلاً، ليس لديها إيمان.
والطّامّة الكبرى أنّ بعض رجال الدّين، يُمَاهُون بين ذَوَاتِهِم وبين الله عزّ وجَلّ، تحت عنوان “الإيمان” (ولكن ليس على الطريقة الصوفيّة أبداً)، ثم يُكَفِّرُون مَنْ لا يُعَامِلُهُمْ على هذا الأساس.
-15-
– إنّ الحياةَ لا تُساوِي شيئاً، لكن ما مِنْ شيء يُساوي الحياة.
– إذا كان الصمود مغامرة غير مضمونة النتائج، فالاستسلام انتحار مؤكّد.
– هناك مَنْ يطلب المستحيل، للهرب من الممكن.
– أن يكون المرء عبقرياً، لا يعني أنّه معصومٌ من الخطأ.
– السّاذج والأحمق، يَنْشُرانِ الغُصْنَ الذي يجلسانِ عليه.
– لا يَحِقُّ لنا أنْ نَعِيبَ الرَّمَدَ في غَيْرِنا، ونتجاهل العمى في أنـفُسِنا.
– يجب أن يكونَ المرء واثِقاً جداً من نفسه، حتّى يتمكّنَ من الاعتراف بخطئه.
– الانفعال ضَعْفٌ قاتل، يُعَبِّرُ عن خُواءِ صاحِبِهِ وجَهْلِهِ ومحدودِيّتِه.
– الجاهل فقط، يُمْكِنُ اسْتِدْراجُه أو اسْتِفـزازُه أو دَغْدَغَتُهً.
– الحياة معركة متواصِلة، فيها الهزائم وفيها الانتصارات.. لكن فيها خَلْقاً وابْتِكاراً وتجديداً وإبْداعاً، في حالَتَيْ النصر والهزيمة على السَّواء.
-16-
– أكبر الأخطاء التي نرتكبها، أن نكون غافلين عن أخطائنا.
– ساعِدْ نَفْسَكَ، يُسَاعِدْكَ الله، فالله يُساعِدُ مَنْ يُساعِدون أنْفُسَهُم.
– عندما يسود الخوف، يتعطّل العقل وتسيطر الانفعالات والغرائز.
– قد بجد الجبان عَشَرَاتِ الحلول لمشاكله، لكنه يختار من بينها، حلاً واحداً هو الهرَبْ.
– يموت الجبان آلاف المرّات، لكنّ الشجاع يموت مرّة واحدة.
– الأمر الوحيد الذي لا يخضع لحكم الأغلبية، هو الضمير.
– يتعامل الحكيم مع الحمقى، بِأنَاةٍ وابتسامة.
– أكثر الناس خَطَأً، مَنْ يأخذ رغباتِه وأمنياتِه كحقائق مطلقة، ثم يبني على أساسها.
– إنّ السّلاسة والدّماثة، أقوى أثراً بآلاف المرّات من القسوة والعنف، لكنّ لا بُدَّ من استخدام الأولى تجاه الأصدقاء، والثانية للأعداء.
– الاحترام والحُبّ، أساس كلّ علاقة إنسانيّة.
-17-
– الحياة هي المُعَاناة، وَمَنْ فَقَدَ المعاناة، فَقَدَ أجمل ما في الحياة.
– مَنْ يخاف قوّةَ الرّياح، عليه ألَّا يُفَكِّرَ بالصُّعود إلى القمم العالية.
– إنّ تَرَاكُمِاتِ التاريخ، لا بُدَّ أنْ تفعَلَ فِعْلَها، سَلْباً أم إيجاباً.
– بعض الناس يَهْرُبون من مواجهة مشاكِلِهم، بِإِحَالَتِها إلى الإرادة العليا.
– ليست الحرّية، فقط، أن تتحرَّر من الاستبداد والجهل والفقر، بل، أيضاً من الخوف والذُّلِّ والنّفاق.
– حينما يكون الإنسان بِلا قضيّة كبرى، يبدأ العالَم وينتهي، بالنِّسْبة إليه، عند حدود الذّات.
– ما مِنْ شيء لا يستطيع الإنسان، الحصول عليه، ولكنّه ينبغي أن يَدْفَعَ ضَرِيبَتَه.
– الثورات الحقيقية لا تأكل أبناءها – كما يقولون – ولكنّها تُسْقِطُ مَنْ يَدَّعُونَ أُبُوَّتَها.
– المُمْتَعِضُون الدّائمون (اللّي ما بْيِعْجُبُنْ العَجَبْ وَلا الصّيام برجب) هُمْ أكثر النّاس استعداداً، للانزلاق إلى أعمق أعماق الهاوية.
– العيون نافذة العقل، ومرآة النفس، وأوْتار الروح.
-18-
[ يقول (تاليران) ]
– الدبلوماسي الناجح، جنرالٌ يُغَطِّي عظامَه الفولاذيّة، بِجِلْدٍ من حرير.
– أُعْطِيَ الدبلوماسيُّ لساناً، لكي يُدافِعَ بأفكارِهِ عن وطنه.
– الدبلوماسي هو الذي يُتْقِنُ التّعبير عن مصالِح وطنه المركّبة، بكلام جميل ودقيق ورقيق.
– إيّاكُمْ والاكتفاء بالحماسة، لأنَّ مَنْ كان زادُهُ الحماسة فقط، ينتهي إلى النّدم.
– أفدح خطأ يرتكبه السياسي، هي أنْ يفعل شيئاً ليس ضرورياً.
– لا يذهب المرء بعيداً جداً، إلّا عندما لا يدري أين يذهب.
-19-
[ يقول ثعلب الدبلوماسيّة الأمريكية الأوّل في القرن العشرين:
(هنري كيسنجر) في كتابِهِ (عالَمُ أُعِيد بِنَاؤه) ]
إنّ هناك نقاطاً أساسيّة، يجب مُراعاتُها عند التعامل بين العاملين في السياسة:
– على الساسة أنْ يُقَدِّروا بعضهم بعضاً، ويحترموا الأهداف التي يسعى كلٌ منهم إلى تحقيقه.
– على الساسة أن يتبادلوا تقدير الصعوبات التي يواجهونها بين البدائل المختلفة.
– على الساسة أن يتعاملوا مع أحسن ما يمكنهم الحصول عليه، وليس مع أفضل ما يتمنّونه.
– على الساسة أن يتعلّموا كيف يمارسون اتخاذ القرار في الضباب الناجم عن عدم كفاية المعلومات، وعليهم أن يعرفوا أنّهم مسؤولون عن نتائج الفشل والنجاح.
– على الساسة أن يُضَحُّوا ببعض الأهداف، لا عن نقصٍ في رغبة الحصول عليها، ولكن تقديراً لِمَا يُسَبِّبُه الفشل في الحصول عليها، من نتائج.
– على الساسة أن يُفَضِّلوا التدرُّج في الحصول على الأهداف، بَدَلاً من محاولة الحصول عليها، مرّة واحدة.
– على الساسة أن يتعلَّموا كيف يتفاهمون مع الآخرين.
– على الساسة أن يُقَدِّروا عامِل الزمن.
– وأخيراً، فإنَّ من واجب الساسة أن يكونوا قَنَّاصِينَ للفُرَصْ.
-20-
– يقول شاعر الشرق الأكبر (طاغور) الْغِمْدُ رَاضٍ بِلَوْنِهِ الأغْبَرْ، ما دامَ يَصُونُ حَدَّ السَّيْفى.
– يقول (شكسبير) أنْ تَكُونَ عظيماً، يَعْنِي أن تتزَوَّجَ نِزَاعاً كبيراً.
– يقول (أندريه مالرو) إنَّ قوّةَ الأنبياء، هي في إعلان الحقيقة، عندما يكون كلّ شيءٍ ضِدَّها.
– يقول (حافظ الأسد) شَرَفُ المسؤوليّة يتطلَّبُ النّضال ضِدَّ النّفـس أوّلاً، وضدّ أمراض الواقع ثانياً.
– يقول (نابليون) ليس النَّصْرُ هو المُهِمّ، بل الإفادة منه، وأكْبَرُ الأخطار يَكْمُنُ في ساعة النصر.
– يقول (لينين) المواطن الجيّد، ليس هو ذلك الذي لا يرتكب أخطاء آبداً، بل هو الذي يعرف كيف يُصَحِّحُها.
– يقول (كيسنجر) إنّ الرّادِع الذي لا يستطيع أصْحابُهُ اسـتِعـمالَهُ، لا يَعُودُ رادِعاً.
– يقول (ديغول) إنّ أعـظَمَ مَجْدٍ في العالَم، هو مَجـْدُ الرّجالِ الصّامِدين الذين لم يستسلموا.
– يقول (ريمون آرون) قد يكون العقل متشائماً، لكنّ الإرادة يجب أن تكون متفائلة.
-21-
[ التّوصيات المُوَجَّهَة لِلْمُدَراء، في إحْدى أكـبر وأشهر الشركات العالمية، عَبْرَ قَرْنٍ من الزمن ]
– انْتَبِهْ لِرَأْيِ الآخرين، حتّى وَلَوْ لم يَكُنْ صائباً.
– تَحَلَّ بالصَّبْر الذي لا يَنْفَد.
– كُنْ وقوراً، ولا تنفعل أبداً.
– كُنْ عادِلاً، وخاصّةً مع المرؤوسين.
– لا تُوْجِّهْ ملاحظة سلبيّة للمرؤوس، بوجود شخص ثالث.
– اشْكُرْ المرؤوس دائماً على العمل الجيّد.
– لا تَفْعل أنت، ما يستطيع أن يقوم به مرؤوسوك، إلّا في الحالات التي ترتبط فيها المسألة، بَخَطَرٍ على الحياة.
– إذا كان ما يفعله مُسَاعِدوك، لا يتعارَض في أساسِه مع رأيك، فاتْرُكْ لهم الحريّة القصوى من النشاط.
– لا تَخَفْ إذا كان مرؤوسوك، أكْفأ منك، بل عليك أن ْ تَعْتَزّ بأولئك المرؤوسين.
– لا تتنازع مع مرؤوسيك على قضايا بسيطة، فالأمور البسيطة تُعِيق العمل العامّ.
– لا تستخدم سُلْطتك، ما دامت الوسائل الأخرى لم تُسْتَنْفَدْ.. وحتّى في هذه الحالة، اسْتَخْدِمْ سُلْطتك، بالدّرجة الممكنة الأقلّ.
– إذا تَبَيَّنَ أنَّ أوامِرَك كانت خاطئة، فلا تَتَرَدَّدْ بالتَّراجع عنها.
-22-
[ يقول الفيلسوف البريطاني العالمي (برتراند راسل) ]
(من المفيد، في كُلّ الشؤون، أن تقوم من حِينٍ لِآخَرْ، بِوَضْعِ علامة استفهام، على الأشياء التي طالما اعْتَبَرْتَهَا من المُسَلَّمَات.)
-23-
ما أكثر المحللين “الإستراتيجيين” في هذه اﻷيّام،
الذين لا يفرّقون بين الإستراتيجية والأستروجين!!!.