خواطر “أبو المجد” (الحلقة الثالثة والثمانون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة الثالثة والثمانون:
[ متى يَبْلُغُ البُنْيَانُ، يَوْماً، تَمَامَهُ إذا كُنْتَ تَبْنِيِه، وَغَيْرُكَ يَهْدِمُ؟! ]
-1-
[ مهلكة آل سعود التلمودية الوهّابية، و”إسرائيل” التلمودية الصهيونية: وَجْهان لعملة واحدة ]
مع أنّ مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية، أُقِيمَت قَبْلَ “إسرائيل” بخمسة عشر عاماً، إلّا أنّ دَوْرَها الأساسي الذي أُنِيطَ بها، منذ ذلك الحين، كان التمهيد لإقامة “إسرائيل” مكان فلسطين.
وبعد قيام “إسرائيل” أصبح دورها الأساسي، هو تنفيذ أجندة الصهيونية التي عَبَّرَ عنها “بن غوريون” بضرورة تحطيم مثلّث القلعة العربية (مصر – العراق – سورية) لكي تتمكّن “إسرائيل” من الهيمنة على كامل المنطقة العربية. فاجْتَذَبَتْ “أنور السادات” ودَعَمَتْهُ، سِراً، لكي يُخْرِجَ أُمّ الدنيا “مصر” من الخندق المعادي لـ “إسرائيل” والانضواء في المعسكر الصهيو- أميركي، تحت اسم (كامب ديفيد واتفاقيات السلام).
ثمّ قامت مهلكة آل سعود، بتوريط الرئيس العراقي صدّام حسين، بإعلان الحرب على إيران، وكانت تلك الحرب هي الطريق الذي أدّى، انسيابياً، إلى احتلاله الكويت، فاستدعاء القوّات الأمريكية، وصولاً إلى احتلال العراق عام “2003” وحَلّ جيشه وتحطيم قُدُراتِه العسكرية والسيطرة على مُقَدَّراتِه الاقتصادية.
وبَقِيَ لَدَيْهِم، قاعدة مثلّث القلعة العربية الذي هو سورية.. فحاوَلوا، وباستماتة، إغراء وإغواء وتزليق سورية الأسد، ولكن بدون جدوى، حتى وَصَلَ سفهاء آل سعود للتّكشير عن أنيابِهم، واضطرارهم للظّهور عَلَناً وجَهاراً نَهاراً، لأنّ بقاءهم مرتبط بخدمة “إسرائيل” ولأنّ فَشَلَهم في إخضاع سورية أو إسقاطها، تنفيذاً للأجندة الصهيونية، سوف يؤدّي إلى الاستغناء عن خَدَماتِهم، تمهيداً للاستغناء عنهم.
وهذا ما أثار الرُّعْب والهلع في صفوف هؤلاء، وخاصّةً في أوساط تيّار فاعِل من جيل الأبناء، يقودُهُ “بندر بن أبيه” و”سعود بن فيصل” مِمَّنْ ينتظرون، بِفارِغ الصّبر، تَوَارِي وغياب جيل الآباء من عائلة آل سعود، لكي يأخذوا مكانَهم.. وبَعْدَ أنْ تَوَهّموا أنّ الثّٰمَرة السورية صارت ناضِجة لِلْقِطاف، إذا بَهِمْ يُفَاجَؤون بأنّ سورية هي عشّ طائر الفينيق، فِعْلاً ولَيـسَ مَجَازاً، وأنّ الأسد السوري ينبعث حياةً وحيويّةً، كلّما تَوَهَّمَ الآخرون، أنّهم قد تخلّصوا منه.
ولأنّ هؤلاء جاهليّون وجَهَلٓة حتّى بِألِف باء السياسة، فإنّهم عاجزون عن إدراك أنّ قوانين التّاريخ سوف تَفْعَلُ فِعْلَهَا فَيهِمْ، حتّى لو استخدموا كامل تريليوناتِهِم، لتخريب سورية وتدمير المشرق العربي.
ويجهل هؤلاء السّفهاء، أنّ كلّ قطرة دم سوريّة إضافية، يَتَسبَّبُون في سَيَلانِها، سوف تتحوَّل إلى قطرة سُمّ إضافيّة، تنتشر في أوصال الجسد السعودي، المتفسّخ أصْلاً، ولِتَصِلَ به إلى نهايته المحتومة، خلال السّنوات القادمة، بل لِتُعَجِّلَ في هذه النّهاية.
-2-
[ عَجْزُ آل سعود عن التكيّف ]
أقول لأولئك المبهورين بـ “العمّ سام” والذين يعتقدون بأنّ واشنطن إذا قالت للشيء كُنْ فَيَكُون، بأنّهم لا يحتاجون إلاّ لرؤية خطأ – بل خطيئة – الحسابات الإستراتيجية الأمريكية في حربها الطاحنة على العراق، وكيف أنّ نتيجة ذلك العدوان الأمريكي، كانت ثَبَاتً وتَرَسِّخ دور “إيران” كقوّة إقليمية كبرى، وكيف أنّ العدوان الدولي الصهيو- أمريكي الإرهابي على سورية، قد أعادَ “روسيا” إلى مكانها التاريخي، في خريطة العالم.
ولأنّ الولايات المتحدة الأمريكية، لا تريد تَكَبُّدَ المزيد من الخسائر الإستراتيجية، فإنّها بدأت بإعادة النظر بإستراتيجيتها السابقة، وهذا هو بالضبط، الأمر الذي لم تفهمه مهلكة آل سعود.
وكلّما تأخّرَ سفهاء آل سعود بالتكيّف مع الوقائع المستجدّة في العالَم، والتي فَرَضَتْ نفسها على حامِيهِم وحَرَامِيهِم الأمريكي، كلما كان ذلك إيذاناً مُبَكِّراً، بخروجهم من مسرح السياسة في المنطقة. وَهُمْ، في جميع الأحوال، عاجزون عن التكيُّف مع هذه المستجدّات، لأنّ نهايتهم باتت حتميّة، سواء تكيّفوا معها، أو بَقُوا عاجزين عن التكيّف.
-3-
[ حِرْص عبيد آل سعود على الكيماوي السوري!! ]
عبيد آل سعود “طَقّ شرش الحياء” في وجوههم، فَهُمْ ضد “حزب الله” بما لا يَقِلّ، إنْ لم يَزِدْ، عن “إسرائيل”، وَهُمْ مُصَابُون بخيبة أمل كبرى، لأنّ “واشنطن” لم تَشُنّ حَرْباً طاحِنة ضدّ سوريّة.
ومع ذلك لا يجد عبيد وسفهاء آل سعود، غَضَاضَة في “استنكار!!!!” تَخَلِّي سورية عن السلاح الكيماوي.
لقد صار الشعب السوري، مُوقِناً بأنّ جميع مواقف مهلكة آل سعود، تَصُبُّ في خدمة “إسرائيل” أوّلاً وثانياً وثالِثاً، ولم تَكُنْ يَوْماً ولن تكون مواقف هؤلاء السفهاء والعبيد “الذين يُسَمُّون أنفسهَم أُمَراء”، إلاّ ضد جميع الشعوب وفي طليعتها “الشعب السعودي” وضد الإسلام القرآني المحمّدي المتنوّر، وضدّ المسيحيّة المشرقيّة.
ولذلك جُنّ جنون هؤلاء العبيد الوهّابييّن السعوديين، لأنّ سوريّة بقيت وستبقى شامخةً راسخةً أبِيّةً، وقِبْلَةً لجميع شرفاء العرب والعالم والمسلمين والمسيحيين.
-4-
[ توزيع أدوار ]
مُغَفَّلٌ مَنْ يتوهَّمْ بأنَّ سفهاء مهلكة آل سعود، يمكن أن يتمرَّدوا على “واشنطن”، ومغَفّل مَن يظنّ أنّ تابِعَهُم الأكثر قذارةً: عبد الإيباك “بندر بن أبيه” قال أو يقول ما يُوحِي بذلك، إلّا في إطار توزيع الأدوار المكشوفة والمفضوحة، إلّا على السُّذَّجْ.. رغم أنّ “بندر بوش بن أبيه” يعبّر عن التيّار الصهيوني الليكودي، داخل الولايات المتحدة وخارجها.
صحيحُ أنّ عبيد مهلكة آل سعود “المُسَمَّوْنَ أمراء” مزعوجون جداً من أيّ تقارب أمريكي – إيراني، ولكن الصحيح أيضاً، أنّ هذه المهلكة هي الأكثر تبعيَّةً وخنوعاً وإذعاناً في العالَم، لكلّ ما يريده “العم سام”، ولذلك فإنّ كلّ “نَطْوَطَات” بندر بن أبيه أو باقي عبيد آل سعود، لا يَعْدُو كَوْنَهُ محاوَلاتٍ متلاحِقة، لتحسين وتدعيم الموقف الأمريكي، في محاولات التموضع الأمريكية الجديدة التي فَرَضَتْها توازنات القوى العالمية الجديدة، وَفَرَضَها صمود محور المقاومة والممانعة، وَفَرَضَها الصمود السوري الأسطوري.. بِغَرَض دَفْع الأمريكان للمحافظة على آل سعود، بعد أن انتهت فترة صَلاَحِيَّتهِم.
-5-
[ البيت الحرام، والمال الحرام ]
سلاح مهلكة آل سعود المُسْتَخْدَم ضد العروبة والإسلام، هو:
– المال الوفير
– تأسْلُم التّزوير
والعلاج الناجع والنافع، للدفاع عن العروبة والإسلام في مواجهة سفهاء المهلكة الوهّابية السعودية، من مستحاثّات ومومياءات، هو فَضْحُهُم ليلاً نهاراً، وعدم المهادنة معهم، إلى أن يتعرَّوا حتى من ورقة التوت، ويتساقَطوا كأوراق الخريف الذّابلة.
-6-
[ مهلكة آل سعود، خارج العصر ]
إذا كان سوء الحظّ قد أدّى بأحَدِكُم، لمشاهدة متحدّث سعودي، كان لواءً سابقاً، وعَمِلَ مع “بندر بن أبيه”، ويعمل الآن – على ذِمّتِه – مديراً لمركز دراسات!!!، كان يتحدّث على (قناة المنار) – ما غيرا –
فسوف تتأكّدون مئة بالمئة، أنّ مهلكة آل سعود، لا تعيش في هذا العصر، وأنّ سفهاءها المَدْعُوِّين أمراء، وأتباعهم وأزلامَهم، الإعلاميين وأشباههم، عاجزون عن الاعتراف بحقيقة واحدة من الحقائق الراسخة في هذا العالَم.. الأمر الذي يؤكّد أنّهم ديناصورات بشريّة في طريقِها إلى الانقراض.
-7-
[ عِداء آل سعود لكلّ ما هو عربي حقيقي، ولِكُلّ ما هو إسلامي مُحَمَّدِي ]
هل تُعادي مهلكة عائلة آل سعود التلمودية الوهّابية، جمال عبد الناصر وحافظ الأسد وبشّار الأسد وحزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية، بدون سبب؟!.
أم أنّها تُعادي كُلّ مَنْ تُعادِيه “إسرائيل” وحليفَتُها “واشنطن”، وتُصادِق كلّ مَنْ يتحوَّلْ إلى تابع لـ “واشنطن” وكُلّ مَنْ يستسلم لـ “إسرائيل” أو يضع نَفْسَه في خدمتها، بدليل العلاقات المتينة لمحميّة عائلة آل سعود، مع شاه إيران ومع أنور السادات ومع حسني مبارك ومع العشرات من أشباهِهِم. والمعيار الوحيد لصداقة وعداوة مهلكة سفهاء آل سعود، هو الموقف من “إسرائيل” فـ “حبيب إسرائيل” حَبِيبٌ لها، و”عدوّ إسرائيل” عدوٌ لها.
هل رأيتم أنّ هذه المهلكة، ليست إلّا “إسرائيل” ثانية، ولكن – للأسف – بِلَبُوسٍ إسلامي، وبأموالِ أسطوريّة منهوبة من نفط العرب؟!.
-8-
[ الهيجان والهذيان ]
إمّا مغفّلٌ أو مرتهَن، مَن لا زال يرى أنّ المشكلة في سورية، هي في نقص “الحرية” و”الديمقراطية” – رغم نَقْصِهِمَا في مختلف بقاع الدنيا -، والتحدّث بذلك، يؤدّي إلى التستّر على المشكلة الحقيقية وتغطيتها وتمريرها وتبريرها، والتي هي زيادة جُرْعة الرَّذالة والسّفالة والخيانة والعَمالة، لدى جميع المنخرِطين في العدوان على سورية، ثم يُسَمُّون ذلك العدوان “ثورة – انتفاضة – ربيع -الخ”… ومرتزقة هذا العدوان وبيادقه، سواء الداخلية منها، أو الملمومة من مختلف بقاع الأرض، من مدن الملح والسكّر، وخاصّةً الزواحف المسترْزِقة من فَضَلات نواطير النفط، من أدعياء الثقافة الملغومة، ومن هُلامِيّات الفكر المسموم، ومن مستحاثّات ورخويّات السياسة، الذين أَكَلَ الدهر عليهم وَشَرِبْ.
هؤلاء جميعاً، أعـْماهُمْ حقدهم وضغائنيّتهم ونرجسيّتهم وشبقهم، فانْساقوا إلى حالةٍ متخَمة بالهيجان والهذيان والسُّعار والإيغال بالاندفاع الأرعن، نحو الهاوية، بحيث حَكَمُوا على أنفسهم، ليس بالهَلَاك فقط، بل بأن تلاحِقَهم وصـمة العار ولعنة الشَّنَار، حتى يوم القيامة.
-9-
[ التَّناَزُلُ: لِمَنْ؟ ]
لم يَكْتَفِ بعض المثقّفين والإعلاميّين العرب، من المحسوبين على الصّف الوطني والقومي واليساري، بِتَضْييع السَّمْت، وأحياناً بالصّمت، وخاصّةً في الأشهر الأولى لـ (ربيع النّاتو)، عن حجم وعُمق المخطط الاستعماري الجديد الصهيو- أميركي، الذي تَمَظْهَرَ بما سُمِّيَ (ربيع عربي) و(انتفاضة) و(ثورة)، بل وهَلّلوا لهذا القادِم الجديد الذي سيجْلِبُ الْمَنَّ والسَّلْوى للشعوب العربية، بَدَلاً من أنْ يغوصوا في أعماق المُسـتَجِدّات الطّارئة على المنطقة العربية، وبدلاً مِنْ أنْ يَدُبُّوا الصوت، ويُنَبِّهوا ويُحْذّروا من خطورة ما هو قادم.
وهُنَا لا أتحدّث عن “المُفكّرين المزيّفِين” ولا عن “الألغام الفكرية والثقافية والإعلامية” التي كانت نائمة، و”استيقظت” لِتٓقُومَ بِدَوْرِها المهيّأة له والمُهَيَّأْ لها، عند الحاجة، ولا عن الأبواق المأجورة منذ نعومة أظفارِها، والمُجَنّدة لخدمة الاستعمار الجديد وأذنابِهِ النفطية والغازيّة.
بل أتحدّثُ عن الرموز الثقافية والإعلامية الوطنية والقومية التي انجرفت مع التيّار وتوهّمت بأنّ القادِم الجديد، سوف يكون “حرية وديمقراطية وعدالة وكرامة وكفاية” وبَرْهَنَت بذلك، عن قصورِها الفكري والثقافي. وبَدَلاً من أنْ تعترفَ هذه الرّموز، بخطئها حينئذ، استمرّت في المُكابَرة، وَإِنْ كانت، بعدئذ، قد خفّفّت من حماستها واندفاعِها في التهليل والترحيب بالقادم الجديد الذي ثَبَتَ بأنّه شتاءٌ جرثوميٌ ونوويٌ، صَنَعَتْهُ أيادٍ وعقولٌ صهيو- أمريكية، اسْتَغَلَّت الهشيم المتناثر في مختلف أرجاء الوطن العربي.
ولكنّ هذا لا يكفي لِمَسْحِ الأخطاء التي ارتكبوها في قراءة الأحداث. وَلَوْ أنّهُم راجَعوا مَوَاقِفَهُم، واعتذروا، لَكَانوا جَدِيرِين بالاحترام، رغم الأخطاء التي وَقَعوا فيها، والتي لامَسَت الخطايا.
ويكتمل النُّقْل بالزّعرور – كما يقول المثل العربي – عندما يقوم بعض هؤلاء، في هذه الأيّام، بالدعوة إلى (التنازلات السياسية المتبادَلة بين جميع الأطراف والفرقاء) دون أنْ يقولوا ما يجب أنْ يُقال، حول الصورة البانوراميّة التي اصطنعها المشروع الاستعماري الجديد، والتي أفْرزت عشرات، بل مئات، الأطراف والفرقاء، التي يريدون من الدولة الوطنية السورية، أنْ تتنازَلَ أمامها، ودون أنْ يُبَيِّنُوا أنّ معظم هذه الأطراف والفرقاء، هي إمّا جهاتٌ إرهابية ظلامية تكفيرية، أو جهاتٌ تابعة ومُلْحَقَة ببيوتات المخابرات الأطلسية وبمواخير النفط والغاز في المشيخات والمحميّات الأعرابية.
وهَلْ يمكن التنازل لهؤلاء؟! التّنازل المفيد والناجع، هو عدم التّنازُل، ذرّة واحد، أمام هؤلاء، والعمل الجاد والحثيث، لِبِناء ما تَهَدّم، مادياً وروحياً ومعنوياً، وبمشاركة عميقة وحقيقية، لجميع قوى الشعب السوري الحيّة، بعيداً عن كلّ أذناب الخارج وأدواتِهِ وبيادِقِه.
-10-
[ الهروب إلى الأمام ]
معظم هذه الاشتباكات بين أطراف العصابات الإرهابية المرتزقة، المعادية للدولة الوطنية السورية، مَرَدُّها إلى خيبة الأمل الكبرى الناجمة عن عدم قدرة مُعَلِّمِهِمْ ومُعَلِّم مُشغِّليهِم الأكبر في واشنطن على شَنِّ حربٍ مباشرة على سورية، بعد أن أيقن أن تداعيات مثل تلك الحرب، سوف تكون وبالاً هائلاً عليه.
ذلك أنَّ مراهنتهم على أن يقوم الأمريكان بما عجزوا هم عن القيام به، وعدم قيام الأمريكان بذلك، أصابهم بخيبة أملٍ كبرى، دَفَعَتْهُمْ للهروب إلى الأمام، وإلى زَجِّ واستجلاب كلّ ما يستطيعون زَجَّهُ، من قطعان الإرهاب والظلام والتكفير والمرتزقة، من مختلف بقاع الأرض.
ولأنّهُمْ أغبياء وحمقى، لم يستوعبوا أنَّ الهروب إلى الأمام، مهما بَلَغَ حجمُ إجرامِهِم وإرهابِهِم، سوف يؤدِّي إلى وقوعهم في هاويةٍ لا قَرَار لها، وسوف تكون فِيهِ نهايتُهُم المحتومة.
-11-
[ “القاعدة” الوهّابية السعودية ]
لقد أصبحت (القاعدة) السعودية الوهّابية، بفروعها اللا متناهية، هي التنظيم الإرهابي الظلامي التكفيري التدميري، الأكثر خطورةً، في العالَم، على الإسلام والمسلمين وعلى العروبة والعرب، قَبْلَ أن تكون خَطِرَةً على الجميع، وتريد تدمير الحياة الإنسانيّة على وجه الأرض.
والمصيبة والكارثة والطامّة الكبرى، أنّ كلّ ذلك يجري تحت عنوان إقامة الدولة الإسلاميّة وعودة الخلافة الإسلاميّة!!!!!!!!!!!!!!!.
-12-
[ مَنْ هُم الأعداء؟ ]
باختصار شديد أعداء
– الأمة العربية و
– الإسلام المحمدي القرآني و
– المسيحيّة المشرقية المتجذّرة
هم:
– الصهيونية العالمية و
– الوهّابية المتأسلمة و
– جماعات خُوَّان المسلمين في العالَم.
وأيّ مُقارَبة لا تنطلق من هذه القاعدة، سوف تكون فاشِلَةً، وستكون نتيجتُها، لِصالِح أعداء العرب والإسلام والمسيحية المشرقية.
-13-
[ بين (المُقَاوِمْ) و(المُقَاوِلْ) ]
من أكـثر الأمور زوراً وبهتاناً، وتزويراً وتلفيقاً، هو قيام بعض المقاوِلين الصغار، داخل الوطن، وبعض المقاوِلين من متوسِّطِي الحجم أو من “الهوامير”، بِتَقْدِيم أنْفُسِهِم، على أنّهم “المسيح المُخَلِّصْ” وأنَّهُمْ “شَريف أبو الأشراف”، بل ويجْعلون مِنْ أنْفُسِهِم قُضاةً يُصْدِرُونَ الأحكام القطعيّة المُبْرَمة، على آلاف المواطنين المنذورين لِخِدْمَةِ الوطن، بطرق متعدّدة ومتباينة، داخِلَ الوطن وخارِجه.. وكأنَّ النّاس “لا يعرفون البِير وغَطَاه” و”الشمس طالعة والنّاس قاشعة”.
هؤلاء المقاوِلون داخل الوطن، يتوهّمون أنّهم قادرون بذلك، على حَرْفِ الأنظار عن سلوكهم اللا وطني، وعن نشاطاتهم المشبوهة التي لا يعنيها في هذا العالَم، إلّا مُرَاكَمة المغَانِم والمكاسِب، حتّى لو أدّى سلوكُهُم هذا، إلى خَرابِ الهيكل، على رؤوس الوطن بما فيه ومَنْ فيه.
لا بل يَصِلُ الوَهْمُ بهؤلاء المُقَاوِلِين إلى درجة اقتناعِهِم بأنّهم “مقاوِمون!!!!” وبأنّ المقاوِمين الحقيقيّين المنذورين للوطن، ليسوا إلاّ أُنَاساً مشبوهين، يسـتَحِقُّون التشهير بِهِم والتّشكيك بمواقِفِهم، لا بل ويستحِقُّون إقامَةَ الحَدّ عليهم!!!!!!!.
مثل هذه الظواهِر المنتشرة في جَنَبَاتِ الوطن، لَنْ يَطُولَ بها الزَّمن، حتّى تَتَعَرّى على حقيقتِها، وسَوْفَ يَلْفُظُ الوطنُ، هؤلاء المُقَاوِلِين، مهما كان حَجْمُهُم ومهما كانت أسالِيبُهُمْ، وسوف يأخذ شرفاء الوطن مكانَهَمُ الطبيعي، الذي يَلِيقُ بِهِم، ويؤهِّلُهُم لِخِدْمَةِ الوطن والشعب وأسَد بلاد الشّام.
-14-
[ أوهام المتأسلمين المخزية ]
يقول أحد الأبواق الناعقة الأردنية المتأسلمة:
(لو انتصرت ثورة سوريا، لاستمرّت مسيرة الربيع العربي، بدل هذا التعثّر الكبير الذي أصابها).
– يبدو واضحاً وجلياً من مقالات هذا البيدق الإعلامي المتأسلم، المحتقِن دائماً، والمشبع بالضغائنيّة والكيديّة، كالمئات من أشباهه، أنّ مشروعهم لاستلام السلطة في الوطن العربي، مقابل تسليمِ المنطقة بالضُّبّة والمفتاح للمشروع الصهيو- أميركي في المنطقة، قد فشل فشلاً غير مسبوق.
هذا المشروع المسموم والملغوم والمختبئ وراء ستارة الإسلام عبر خُوّان المسلمين قد سقط سقوطاً ذريعاً، على أسوار سورية الأسد.
ولذلك، لا تْعـتَبُوا على هؤلاء الناعقين الزاعقين، مهما زعقوا ونعقوا، بعد أن تمرّغوا في الوحل والطين، وصاروا مَســْخَرَةً للعالم أجمعين.
-15-
يقول رئيس وزراء الأردن الدكتور (عبد الله النسور – حسبما ورد في عمّون):
[ تضم المملكة (750) ألف سوري قبل اندلاع الأزمة، و(550) ألفاً بعدها، وأنّ المملكة ستتعامل من الآن فصاعداً مع مليون وثلاثمئة ألف سوري على أراضيها كلاجئين. ]
والسؤال:
– متى تحوّل ثلاثة أرباع مليون سوري – في حال دقّة الرقم – موجودون في الأردن منذ سنين طويلة، قبل الأزمة، إلى لاجئين؟.. وهل طلبوا أن يكونوا لاجئين؟.
– وهل ينفرد الأردن وحده من بين كلّ دول الأرض، باعتبار السوريين الموجودين منذ سنوات على أرضه، لاجئين؟.
والسؤال الثاني:
– إنّ أكثر من نصف الـ (550) ألفاً الذين جاؤوا خلال الأزمة، هم أقرب إلى السيّاح منهم إلى اللاجئين، فهؤلاء يمتلكون سيولة لا بأس بها واستأجروا بيوتاً وسيّارات.. وما تبقّى ممّن يمكن اعتبارهم (نازحين) لا يزيدون عن (250) ألفاً.
فهل الـ (300) ألف الآخرون، لاجئين؟!.
-16-
[ التَّوْبة!!! ]
تَرْوِي الحِكايات أنَّ الكثيرات من القَوَّادَات والعاهِرات، بعد أن تكون الواحدة منهنّ، قد (عملت السبعة وذمّتها) – كما يقول المثل العامّي – تتوب، وتتحوَّل إلى واعظة، تشرح للنّاس، سبيلَ الصّواب.
والسؤال لجميع الأصدقاء والصَدِيقات الغالِين: إذا كان ذلك، جائزاً في العالَم الدِّيني، فهل يمكن، أو هَلْ يَجِبْ، أو هل يَجُوز، أو هل يَصِحّ، أو هل ينطبق ذلك على العالم الدنيوي والسياسي؟.
-17-
[ بين جاهل.. ومأجور ]
سقطت سقوطاً مُرِيعاً، كُلّ التَّقَوُّلات في سورية، عن “ثورة” أو “انتفاضة” أو “ربيع”.
وحتّى محاولات المحور الصهيو- أميركي وأذنابه، تعويض ذلك، بالتحدّث عن “حرب داخلية” أو”حرب أهلية” بَعْدَ أنْ فَقَدُوا القدرة على تسويق التَّقَوُّلات السابقة، لن تَلْقَى إلّا المصيرَ ذاتَه.. لأنّ الحرب على سورية، واضحةُ وضوحَ الشمس كـ”حرب عدوانية همجية إرهابية”: أطلسية – صهيونية – أردوغانية – وهّابيّة – إخونجية، تُوَاجِهُهَا حَرْبٌ دفاعيّة مُقَدّسة، تخوضُها أغلبية الشعب السوري والجيش السوري.
وكلّ مَنْ يَخْلِط بين هذه المصطلحات، واحِدُ من اثنين: إمَّا جاهِلٌ وإمَّا مَأجُورٌ.
-18-
[ ما هي المرحلة الانتقالية؟ ]
الأغلبية الكبرى من الشعب السوري، ترى المرحلة الانتقالية القادمة في سورية، بأنّها العَقْد القادم الذي ستنتقل فيه سورية، بقيادة الرئيس بشّار اﻷسد، من مرحلة الدفاع والتصدّي للحرب الدولية الإقليمية اﻷعرابية اﻹرهابية العدوانية على سورية، إلى مرحلة الانتصار النهائي في هذه الحرب، وإلى مرحلة بناء سورية الجديدة المتجددة التي تليق بتاريخ سورية العريق، وبمستقبلها الزاهر المنشود والمأمول.
-19-
[ انفجار التراكمات التاريخية والمكبوتات الاجتماعية ]
انفجار التراكمات التاريخية والمكبوتات الاجتماعية، أقوى وأشدُّ تأثيراً بكثير، من انفجار قنبلتي “هيروشيما” و”ناغازاكي” الذّرّيّتَيْن في اليابان.
وهذا ليس وَقْفاً على مجتمع دون آخر، ولكنّه يُشكِّل ظاهرة عامّة لدى جميع المجتمعات البشرية بدون استثناء، ويبقى الاختلاف في الدّرَجة فقط.
والعامل الأكبر والأهمّ، إنْ لم يكن الأوحد، في هذا الانفجار، هو غياب أو تغييب الدولة، واستقالتُها أو عَجْزُها أو فَشَلُها أو اضطِرارُها أو إجبارُها على التخلّي عن دَورِها، كَدَوْلة.
-20-
[ التخلّف التقليدي.. والتخلّف المعاصر ]
ثلاثي التخلف التقليدي:
(الفقر- الجهل- المرض)
وثلاثي التخلف المعاصر:
(الغيبوبة الغيبية – الفقر – القهر)
وتبقى الغيبوبة الغيبية، التي هي أسوأ أنواع الجهل والضاربة أطنابها، باسم الدين، والمنتشرة في الوطن العربي والعالم اﻹسلامي، هي السبب اﻷول واﻷكبر، للغرق في غياهب الفقر والقهر، معاً. وما لم يجرِ وضع حد لتشويه الدين اﻹسلامي الذي قامت وتقوم به “الوهّابية” و”الإخونجية”، فإنّ الأمة العربية والعالَم اﻹسلامي، سوف يستمرون في الانحدار، إلى أن يصلوا إلى أعمق أعماق الهاوية التي لا خروج لهم، بعدئذ منها.
-21-
[ مسألة الحساب ]
سأَلَ طبيبٌ سوريٌ بارِز في المغترَب:
(ألَمْ يَحِنِ الوقت، لكشف ومحاسبة كلّ الخَوَنَة، وفي أيّ موقعٍ كانوا!؟. ألَيْس هذا أمانةً في أعناقنا، كُرْمى لدماء الشهداء والوطن الجريح!؟).
وكان الجواب التالي :
الخيانة ليست حلقة واحدة، بل هي سلسلة متواصلة، تأخذ أشكالاً متباينة. وعندما يتوالد الخونة ويتكاثرون في الأزمات والمنعطفات، يصبح من الأمور شبه المستحيلة، محاسبتهم جميعاً كما يستحِقُّون، بعد أن صاروا بعَشَرات الآلاف.. وكذلك محاسبتهم دون ما يستحِقّون، تعني مكافأتهم.. وأيضاً يبقى تحديد وقت وزمن الحساب الناجع والنافع، أمراً في غاية الأهمّية.
كلّ هذه الأمور تَفْرِضُ نَفْسَها على مسألة الحساب، ولكنّها لا تُلْغيه ولن تُلـغيه، رغم خوف بعض الشرفاء من عدم حصول عملية الحساب.
-22-
[ لا يُعْجِبُهم العَجَب ]
هناك فئة لا بَأْسَ بها، من واسِعِي الاطّلاع، ينشطون في الإعلام، وأخيراً على الفيس بوك ويعتمدون سياسة المشاغبة، فَهُمْ ضدّ كُلّ ما يُطْرَح، وَهُمْ سنجق عرض لكلّ ما يُقال، ولكلّ ما يُفْعَلْ، ولا يُعْجِبُهُم العَجَب، ولا الصِّيام في رجب.
وعندما تُنَقِّبْ مَلِياً، عَمّا يريد هؤلاء، الوصول إليه، لا تَصِلْ إلَّا إلى نتيجة واحدة، وهي أنّهم ضد كلّ شيء، لأنّهم مع أنفسهم فقط، وبالأدقّ، مع ذَوَاتِهِم النرجسيّة المتورّمة المتضخّمة.
-23-
هناك خمس مهمات رئيسية عاجلة، أمام الدولة الوطنية السورية:
(1): إعادة اﻷمن والاستقرار إلى جميع الأراضي السورية.
(2): بذل جميع الجهود الممكنة، لتحسين الوضع المعاشي للمواطنين السوريين.
(3): القيام بالبناء واﻹعمار في جميع اﻷمصار السورية.
(4): ترسيخ وتدعيم النهج السياسي الممانع والمقاوم.
(5): المشاركة العميقة لجميع القوى الوطنية السورية المستقلة، في كل ذلك.
-24-
[ الأغلبيّة الصامتة!!! ]
يُدْهِشُنِي بعضُ المِعارِضين الذين يُنَصِّبُونَ أنـفُسَهُمْ، مُمَثِّلِين لِمَا يُسَمُّونَه:
(الأغلبيّة الصّامتة)
والسؤال الذي يَفْرِضُ نَفْسَه: طالما أنّ الأغلبية الصامتة (صامِتة) ولا تُعَبِّرُ عن رأيها ولا عن موقفها، فَكَيـف تَسَنّى أو يمكن أن يتسنّى لذلك المُعارِض أو غَيْرِه، أن يُقَدِّمَ نَفْسَهُ، مُمَثّلاً لها!!!!!!!!.
-25-
[ من تهديد الأمن الإسرائيلي، إلى تهديد الوجود الإسرائيلي ]
أصْدَرَ جهاز الأمن الإسرائيلي (الشاباك) تقريراً يقول فيه بأنّ (النظام السوري في عهد حافظ الأسد) كان عِدَائياً ضد إسرائيل وكان يهدّد أمن إسرائيل، ولكنّ (النظام السوري في عهد بَشّار الأسد يهدّد وجود إسرائيل).
– فَلْيَقْرَأَ الـجَهَلَة –