خواطر “أبو المجد” (الحلقة التاسعة والثمانون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة التاسعة والثمانون:
[ رَأَت الدُّوَلُ الكبرى تَبْدِيلَ الأَدْوَارْ *** فأقَرَّتْ إعْفَاء الوالي، وتَنْصِيبَ حِمَارْ]
-1-
[ غَيْضٌ من فَيْض: بعض الدروس المستفادة ]
من أهمّ الدروس المستفادة من الحرب الدولية الهمجية الإرهابية الوهّابية على سورية، هو:
– أنّ معظم المُدَلَّلِين و”المُغَنَّجِين” والمدعومين والمَسْنُودِين، وخاصّةً مِمَّنْ لا يمتلكون الكفاءات اللّازمة ولا القِيَم الدّاعِمة، سواء من رجالات السلطة أو المال، كانوا أوّل مَنْ قَلَبَ ظَهْرَ المِجَنّ، ضدّ سورية وشعبها وقائدها، وكانوا أوّل مَنْ غَدَرَ بسوريّة وبشعبها وبقائدها، وكانوا أوّل المنضوين تحت جناح أعداء سورية في الخارج، وكانوا أكـثر المتهافتين لتقديم أوراق اعتمادهم لِكُلّ غادٍ وبادٍ مِمَّنْ أعلنوا الحرب المتنوّعة الأشكال على سورية، وبَرْهَنُوا أنّهم كانوا أكْثَرَ النّاس سَفَالةً ونَذَالةً وقذارةً وحَقارة.
– والدرس الثاني: هو الاستفاقة من الوَهْم الذي عشّشَ في عقولِ الكثيرين مِنَّا، بِأنّنا حَقّاً (خَيـْرُ أمّةٍ أُخـْرِجَت للنّاس) ونَسِينا أنّ الآية الكريمة قالت (كُنْتُمْ): أي لَيْس الآن.. وهذا ما يُفْهَمُ منه منطقياً، أنّ هذه الأمّة صارت في الجهة الأخرى.
– والدرس الثالث: هو ظهور كلّ الدّمامل والتقيّحات المتراكمة والمتكدّسة، منذ مئات السنين، في قاع العقل العربي عامّةً ومئات آلاف السوريين خاصّةً، وانتشارُها على السطح، بحيث “أبْدَع!!!!” الآلاف من هؤلاء بارتكاب أفظع أنواع الجرائم.
– والدرس الرابع: أنّ السياسة الاقتصادية الليبرالية في بلدان العالم الثالث، تقود الاقتصاد إلى طريق الليبرالية الريعيّة المنفلتة والاستهلاكيّة المنفلشة، على حساب الاقتصاد الإنتاجي الصناعي والزراعي.
-2-
[ بين آلام المخاض وآلام الاحتضار ]
• قال “المُعْتَمَد بن عَبَّاد” قٓبْلَ “معركة الزّلّاقة” ضدّ “ألفونسو” ملك الفرنجة، تلك المعركة التي انتصر فيها المسلمون في “23 تشرين الأول عام 1086”:
(تالّله إنِّي لَأُوثِرُ أنْ أرْعى الجِمال لسلطان مرّاكش، على أنْ أغدو تابِعاً لملك الصليبيين وأنْ أؤدّي له الجزية. إنّ رَعْيَ الجِمال، خٓيْرٌ من رعي الخنازير.)
• لكنّ أعـراب هذا الزَّمانِ من نواطير الغاز وسفهاء الكاز، يُفَضّلون أنْ يرعوا خنازير الأمريكان وأن يكونوا نواطير لإسرائيل، مُقَابِلَ إبْقائِهِم على كراسيّهم المنخورة.
وعندما يُنَصّبْ سفهاء آل سعود الذين احتلّوا الدّيار المقدّسة والكعبة الشريفة، ونهبوا ثروة النفط العربية، أنفسهم ناطقين باسـْمِ أمّة الإسلام من المسلمين “السنّة” ويتبرّعون بالوقوف مع “إسرائيل” ضدّ الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت منذ قيامِها، وبكلّ ما تملك من قوّة، مع القضيّة الفلسطينية وضدّ “إسرائيل” وضدّ داعِمِيها في الغرب الأمريكي والأوربي.
• وعندما يصبح جاسوس بريطاني صغير اسْمُه “عمر بكري فستق” هو الناطق باسـْمِ المسلمين “السّنّة” في طرابلس الشّام، وعندما يصبح الإرْهابي المتصهين المتقطْرن “أحمد الأسير” ونَدِيمُهُ “الفضل ناكِر” و”أبو العبد الونّيش” و”داعية الإسلام!!! الشهّال” و”خالد ضاهر” وأشباهُهُم هم المتنطّحون للتحدّث باسـْمِ المسلمين “السُّنّة”، وعندما يُصِرّ هؤلاء جميعاً على إدخال لبنان في فتنة طائفية شيعيّة -سنّيٰة، بـحُجُة “مظلوميّة السّنّة!!!!!” وكأنّ أمة الإسلام، وأكثريّة المسلمين الساحقة، التي هي المسلمون السنّة، يُمْكِنُ لِأحَدٍ أنْ يظلمها، إلّا عَبـْرَ تنصيب أمثال هؤلاء عَلَيْها، ممن باعوا دِينَهم ودُنـياهُم، مقابل فُتاتِ ريالات مُشَغّليهِم من سفهاء آل سعود، بِغَرَضِ حَرْف الصراع العربي -الصهيوني وتحويلِهِ إلى صراع سنّي -شيعي، وإلى صراع عربي – فارسي بَدِيلٍ للصراع العربي – الصهيوني.
• والذريعة هي فَزّاعة “الهيمنة الفارسية الشيعية” على “الخليج العربي السنّي”: والحقيقة المؤكَّدة هي أنّ هذه الفزّاعة، هي المصطلح الكُودي “اللّيكودي” الذي يستخدمه نواطير الغاز وسفهاء الكاز، لِتغطية وسَتـْرِ وإخفاء انخراطِهم الذّيلي في “أجندة” المشروع الاستعماري الصهيو- إميركي الجديد، ولتبرير وتمرير وقوننة وشَرْعنة التحاقِهم الدُّوني بـ “إسرائيل” ولِمعاداة أعدائها ومُصادَقة أصدقائها.
• وأمّا أذنابُ سفهاءِ ونواطير الغاز والكاز، القابعين في بلاد الشام، فهؤلاء أعدى أعداء المسلمين “السُّنّة”، لأنّهم يعملون لتحويل المسلمين “السُّنّة” إلى مِتْراسٍ يختبئ خَلْفَهُ، أعداء الإسلام والعروبة، من الصهاينة والأطالِسة والمتصهينين، ويختبئ خَلْفَهُ، أذْنابُ ونواطيرُ هؤلاء، والبيادقُ والزّواحف والرخويّات والمستحاثّات، من أجل أنْ يخوض المحور الصهيو-أميركي، معركته الفاصلة -كما يظنّ- ضدّ الإسلام القرآني المحمّدي، وضدّ المسيحية المشرقية المتجذّرة، وضدّ العروبة التحرّرية المقاوِمة الممانِعة.
• على الرُّغْم من ذلك، ورُغْم التضحيات الكبرى والآلام العظيمة التي انتابت الجمهورية العربية السورية، فإنّ من المؤكَّد أنّها آلام المخاض المُبَشِّر بولادة وَطَنٍ عربيٍ جديد مُسـتٓقِلٍ مُتَحَرِّرٍ من التبعية للمحور الصهيو-أطلسي ومن نواطير وسفهاء الغاز والكاز الذين يُعانُون الآن مِنْ آلام المُنازَعة والاحتضار، حتىّ لو طالت قليلاً، فَتْرَةُ احتضارِهِم.
-3-
[ لا خَيْلَ عِنْدَكَ تُهْدِيها ولا مالُ
فَلْيُسْعِدِ النُّطْقُ، إنْ لم يُسْعِدِ الحالُ ]
هذا البيت من الشعر، مُوَجّه لتلك الإمّعات التي قد لا تسْتحقّ أنْ يخاطبها المرء، ولكن يضطرّ المرء أحياناً، ليس لمخاطبتها، بل لتفنيد المغالطات المسمومة التي يعملون على تسويقها.
• أنظمة غارقة حتّى الرُّكَب في دعم الإرهاب الصهيو- وهّابي على سورية، ومع ذلك يعمل بعض مُحامِيها على تصوير هذا الغرق في مستنقع دعم الإرهاب، ودعم العدوان الصهيو – وهّابي على الشعب السوري والجيش السوري والقيادة السورية، على أنّه موقف وطني وعروبي، وإنجاز سياسي وإنساني، يدعو للتقدير والاحترام بل وللشّكر على هذا الموقف الفريد من نوعه!!!!!!!!. مع أنّ هؤلاء المُحامين الإعلاميين الفاشلين، سيكونون أقلّ انكشافاً وفشلاً في تبرير ما لا يمكن تبريره وفي الدّفاع عَمّا لا يمكن الدّفاع عنه، لو أنّهم اعترفوا، على الأقلّ، ببعض ما تقوم به أنظمتهم، ولو أقَرّوا بأنّ تركيبتهم البنيوية التاريخية، تجعلهم تحت تأثيرِ ظروفٍ وعوامل ضاغطة، فَرَضت عليهم القيام ببعض ما قاموا به، بدلاً من أنْ يحاولوا، عَبَثاً، تجميل القُبْح، وتقديم العلقم على أنّه عسل، والزّقّوم على أنّه سُكّر، لا بل بدلاً من أنْ يساهموا في دَفْع أنظمتهم للإيغال بالتورّط في مستنقع العدوان الإرهابي الصهيو-وهّابي الذي بدأ يتحوَّل إلى أخطبوط يستعدّ للالتفاف على رقبة كلّ من ساهَمَ في تغذيته ودعمه وإطلاقِه باتّجاه سورية.
• ونقول لهؤلاء، ولَغَيْرِهم بِشَكْلٍ خاصّ: إذا لم يكن لديكم شيء تستطيعون تقديمه لِإطفاء النار التي ساهَمْتم في إشْعالِها، عَبـْرَ انخراطكم السياسي والدبلوماسي والأمني والإعلامي خلال السنوات الثلاث الماضية، في مخطط دولي صهيو-وهّابي لإسقاط الدولة الوطنية السورية.. وإذا كانت المراهنات التي كُنْتُمْ في صُلـْبِها لإسْقاط الدولة الوطنية السورية، قد فشلت فشلاً ذريعاً، فإنّ مصلحتكم الذاتية والوطنية تقتضي عدم الاستمرار في نهج التشاطر والتحايل والتذاكي، وتقتضي مراجعة جدّية قوامها الاعتراف بالخطيئة التي جرى ارتكابُها بِحَقّ النفس أوّلاً، قبل أن تكون بِحَقّ الشقيق، مهما كانت الأسباب ومهما كانت الضغوطات ومهما كانت المغريات التي لا تعدو كونها سراباً، لا بل سموماً يجري الحقن بها لِدَفْعِكم إلى أعماق الهاوية.. بدلاً من الاستمرار في خداع النّفـس وتضليل الذات والإمعان في سلوك درب الخطيئة التي لا ولن تمحوها كلمةٌ أو جُمْلَة ٌمن هنا وتسريبٌ أو تسويقٌ من هناك، بل ما يمكن أن يمحوها هو الإقلاع النهائي عنها وبَدْءُ نهجٍ جديد يُشَكّلُ قطيعةً حقيقيّةً وجريئةً مع هذه الخطيئة، تُشْبِهُ ما جرى منذ ثلاثة عقود.
-4-
[ آل سعود أثمن كنز للمشروع الصهيوني ]
سفهاء آل سعود ووهّابيّتُهم الظلاميّة الدمويّة، صاروا عبئاً على البشرية وعلى الحضارة بِكامِلِها، وصاروا عَالَةً وعائقاً أمام عجلة التقدّم البشري، لِأنّهم على تناقضٍ كاملٍ مع روح العصر، وأصبح مَرْدُودُهم السلبي على مَنْ صَنَعَهُم وصَنَّعَهُم، أكـبر بكثير من مردودهم الإيجابي، وخاصّةً بعد أنّ تحولت هذه المهلكة الظلاميّة الجاهليّة – سُلْطَةً ومجتمعاً، وليس سُلْطَةً فقط – إلى أكـبر مصنع لتفريخ وتفقيس الإرهاب الظلامي الدموي المتأسلم على وجه الكرة الأرضيّة.
وَهُمْ – في الوقت نَفْسِهِ – أثْمن كنز وأخْلص حليف للمشروع الصهيوني في المنطقة والعالم، ولأنّ أساطين المشروع الصهيوني، يُدْرِكون أنّ صلاحيّة آل سعود قد انتهت عند مَنْ أوْجَدَهُمْ وحَماهُمْ، ولذلك ستعمل “إسرائيل” ولوبياتها الصهيونية، عَبـْرَ السنوات القليلة القادمة، على استثمار آل سعود حتّى الثُّمالة، وعلى توظيف مواقِفِهم وطاقاتِهم وإمكاناتِهم، وعلى امتصاصِهم وعَصْرِهِم حتّى آخِر نقطة وآخِر لحظة، لِصالِح المشروع الصهيوني، قَبـْلَ أنْ يذهب آل سعود إلى مزبلة التاريخ.
-5-
[ إيران تصنع التاريخ.. وآل سعود يخرجون من التاريخ ]
• على الرغم من أنّ الدّخل الوطني لِكُلٍ من “السعودية” وإيران، متقارب، وهو بحدود نصف تريليون دولار سنوياً.
وعلى الرغم من الحصار القاسي والعقوبات الصّارمة ، للاقتصاد الإيراني من قِبَل الغرب الأمريكي والأوربي، والعداء الأمريكي المستفحل للسياسة الإيرانية…..
وفي الوقت نفسه، التشابك الواسع للغرب الأمريكي والأوربي مع الاقتصاد السعودي، والدعم المتواصل للسياسة السعودية.
• على الرغم من ذلك، تحوَّلَتْ إيران الثورة إلى قوة إقليمية عظمى، يَهابُهَا العالم ويحسب لها ألف حساب، وتنتج صناعات ثقيلة في معظم الميادين.
إنّه الفرق بين مَن يصنع السياسة بمفهومٍ عصريٍ راقٍ، ومَن يصنع الإرهاب بمفهومِ بدائي جاهليٍ غير مسبوق في هذا العصر.
ولذلك تحوَّلَتْ “مهلكة آل سعود” إلى أداة رخيصة بيد المشروع الصهيوني لصهينة المنطقة، وتحوّلت إلى إنتاج أثْقل أنواع صناعات الإرهاب في العالم، والذي وظّفَتْهُ واشنطن لِحِسَابِها، ولكنّه صار الآن، عبئاً ثقيلاً على الولايات المتحدة الأمريكية، الأمْرُ الذي يستدعي إغلاق مصنع الإرهاب السعودي الوهّابي، عَبـْرَ السنوات القادمة، وهذا يعني أنّ سفهاء وعبيد آل سعود، سوف يخرجون من التاريخ ومن الجغرافيا، بعد أن انتهت مهمّتهم في خدمة الاستعمار القديم والجديد، أو بالأدقّ، بعد أن أصبحوا فاشلين في تنفيذ المهمّات الوظيفية المناطة بهم، استعمارياً.
• والذكي والقوي، يضطرّ العالَم صاغِراً لِاحترامه وتحاشي مواجهته.
• والغبيّ والتابع، يأخذ العالَم رَاحَتَهُ، في استغلاله واحتقاره.
-6-
[ إمّا ذهاب آل سعود، أو اندثار الأمّة العربية ]
كلّ مواطن عربي، من المحيط إلى الخليج، سيكون واهِماً ومُغَفّلاً، حينما يعتقد أنّه يمكن أن تقوم للأمّة العربية قائمة، أو يمكن أنْ يكون العربُ أسـيادَ أنَفُسِهِم، أو يمكن أن يضعوا أقْدامَهم على الدّرَجة الأولى من سُلّم الحضارة، أو يمكن أنْ يدخلوا العصر، حتّى من أضْيق أبـوابه، أو يمكن لهم أن يخرجوا من سيطرة النزعات الظلامية التكفيرية التدميرية الدموية على عقول مئات الآلاف من أبناء المنطقة، أو يمكن لهم أن يغادروا عصور الانحطاط، بل عصور الجاهلية الأولى، أو يمكن للإرهاب القاتل أنْ يتوقّف يوماً… طالما أنّ عائلة آل سعود الوهابية الظلامية، تحتلّ الجزيرة العربية ومقدّساتِها الدينية وثروتها النفطية، وتضعها بالكامل في خدمة أعداء العرب وأعداء الإسلام المحمّدي وأعداء المسيحية المشرقية، بَدْءاً من الاستعمار البريطاني القديم مروراً بالاستعمار الأمريكي الحديث، وصولاً للاستعمار الاستيطاني الإسرائيلي الرّاهن.
والباب الوحيد الذي لا ثاني له، للخروج من هذا الواقع العربي غير المسبوق في سوئه وانحطاطه، هو وَضْع النقاط على الحروف، بدون تردّد ولا مجاملة ولا تخاذل، من خلال فَضْحِ سفهاء آل سعود، كما هم على حقيقتهم، كَرَأس حربة، لجميع أعداء العرب والإسلام والمسيحية، والتّعامل معهم على هذا الأساس.
وإذا لم يَقُمْ العرب، جميع العرب، بذلك، في مواجهة العائلة السعودية الباغية، فما عليهم إلّا أنْ ينتظروا مصيراً، كَمَصِيرِ عَادٍ وثَمُود.
-7-
[ إذا كانَ الْغُرَابُ، دَلِيلَ قَوْمٍ
يَمُرُّ بَهِمْ على جِيَفِ الكِلَابِ ]
عندما يكون سفهاء آل سعود، دليلاً ﻷحد، فإنّهم يأخذونه إلى الهاوية.. ولذلك تراجعت واشنطن خطوة للخلف، وتراجع معها الأوربيون، عن عملية الانخراط المباشر في الحرب العدوانية اﻹرهابية على سورية، وبقيت مهلكة آل سعود، راكبة ًرأسها، الذي سيتحطّم على صخرة الصمود السوري، ولن يبقى معها في ذلك، إلّا الحمقى المراهنون على حسابات غبية، أو مَن لا تعنيهم أوطانهم ولا شعوبهم.. ولذلك سيبقى سفهاء آل سعود وحدهم، إلى حين، ثم يضطرون للعودة صاغرين، بعد أن تتكسّر قرونهم.
-8-
[ التّالتة ثابتة ]
• عبد الإيباك: السعودي “بندر بن أبيه” قال منذ عدّة سنوات للإيرانيين: لقد أخطأنا مرّتين، مرّة، عندما دعَمْنا “صدّام حسين” بـ “40” مليار دولار ضدّ إيران، ومرّة ثانية، عندما دَعَمْنا “طالبان”!!!!!!.
وطالما أنّ “بندر بن أبيه” يعرف ويعترف بخطَأيْنِ سابِقَيْن، فما الّذي يدفعه لارتكاب خطأ ثالث مع الجمهورية العربية السورية، يرتقي إلى مستوى “الخطيئة القاتلة” التي لا تُغْتَفر؟؟!!!!.
• الذي دفعه هو غروره وحماقته وصلافته أوّلاً، وثانياً، وهو الأهمّ من الأوّل بكثير، هو ارتهانه للمحور الصهيو -أميركي، وخاصّةً تيّار المحافظين الجُدُدْ الأمريكي، وتيّار الليكود الإسرائيلي.
وهنا كانت السّقْطة غير المسبوقة لِمهلكة آل سعود، عندما تركت الحبل على الغارب لِهذا “الطّاووس” المزيّف، بحيث سَرّعَ من النَّخر والاهتراء المعَشِّشَيْن في البنية السلطوية السعودية.
• وليس بِبَعِيدٍ ذلك الزمن الذي سَيُرْمَى فيه هذا الطاووس الفارغ “بندر بن أبيه” من النافذة، كما يُرْمَى الفأر الميت.. وحينئذ سيكون السيف قد سَبَقَ العَذَلْ، بالنسبة لسفهاء آل سعود.
-9-
[ كلما أَوْغَلَ آل سعود في عدوانهم، اقْتَرَبَتْ نهايتهم ]
سفهاء وعبيد مهلكة آل سعود التلمودية الوهّابية، تجاوزوا جميع الحدود والقيود في عدوانهم الإرهابي الوحشي على بلاد الشام والرافدين، في “سورية والعراق ولبنان” وانتقلوا من المغامرة الرّعْناء إلى المقامرة الحمقاء، التي ستُقصِّرُ أعمار “طَوِيلِي العمر!!!!” وتُقَرِّبُ آجالـهُم، و”على نَفْسِها، تَجْني بَرَاقِشْ”.
-10-
[ الاعتراف بالخطأ، فضيلة.. والاعتذار، دليل قوّة وثقة بالنفس ]
الواثقون من أنفسهم ومن صِدْق مواقِفِهم، لابُدَّ أن يمتلكوا شجاعة الاعتراف بأخطائهم وتقويمها.
وفي طليعة هؤلاء معارضة “هيئة التنسيق” السورية، ومُنَسِّقُها العام:
“حسن إسماعيل عبد العظيم”
– الذي يرفض هو وزملاؤه في هيئة التنسيق، التدخّل الخارجي، لكنّهم شجّعوا التدخّل القَطَري والسعودي، بحجّة أنّه “تدخّل عربي!!!!”، مع أنّ تدخّل هاتين المحميّتين، كان هو السبب في ثلاثة أرباع الدماء التي سالت بين صفوف السوريين.
– الذي رفض هو وزملاؤه في هيئة التنسيق، ثلاث مرّات، استخدام الفيتو الروسي-الصيني، لثلاث مرّات، مع أنّ هذا الفيتو المثلّث، هو الذي أغلق الطريق أمام شَرْعنة الغزو العسكري المباشر لسورية، الشبيه بالغزو العسكري المباشر على طريقة العراق وليبيا.
– والمنسّق العام وزملاؤه القياديوّن، ليسوا مع إسقاط النظام، ولكنّهم مع إسقاط كلّ مرتكزات النظام، ومع إسقاط ما يُسمّونه “نظام الفساد والاستبداد”، وَهُمْ الذين يعرفون أنّ هناك فساداً واستبداداً داخل “النظام”، ولكنّ “النظام” بِحَدِّ ذاتِه، ليس فاسداً وليس استبدادياً، ولو كان كذلك، لَسَقَطَ منذ البداية.. وقد صَمَدَت الدولة الوطنية السورية التي يسمّونها “نظام!!!” لأنّها نظامٌ وطنيٌ قوميٌ تحرريٌ مستقلٌ مُقاوِمٌ مُمانِعٌ عَلْمانيٌ مدنيٌ – نعم: مدني-، ولِأنّه – وهذا هو الأهمّ – تقف أكثريّة شعبه معه ووراءه.
– والمحامي حسن عبد العظيم، يقول أنّه ضدّ العنف، ولكنّه وَقَفَ هو ورفاقُه مع الفصيل الإرهابي المسلّح الذي شكّلَ الذراع العسكري لِـ “خُوّان المسلمين” والذي أطلقوا عليه تسمية “الجيش الحرّ!!!”.
– وهو مع الحوار، ولكنّه كان ضدّ الحوار مع “الرئيس الأسد”!!!!!، وكأنّ الرئيس الأسد ينتظر فقط الأستاذ حسن إسماعيل عبد العظيم، لكي يقبل الحوار معه!!!!!.
– وهو وزملاؤه، مقتنع بـ “عدم إمكانية الحسم العسكري” ولكنّه كان ينتظر من “النظام السوري”!!!! أنْ يقوم، راضِياً مَرْضِياً، بتسليم السلطة كلّها، له ولغيره.
– وهو الذي لم يترك فرصة متاحة، أو غير متاحة، للتقرّب من “مجلس إستانبول” ومن “إتلافات حمد وبندر” إلّا وقام بتقديم أوراق اعتمادِهِ لها، إلّا أنّ هذه الـ “إتلافات” لم تقبله إلّا مُلـحَقاً بها وتابِعاً لها فقط.
– وقَبْل ذلك وبَعْدَه، يحتاج المحامي حسن إسماعيل عبد العظيم، إلى الاعتذار للشعب السوري، عن التقائه المطوّل مع عدوّ الشعب السوري: السفير الأمريكي “روبرت فورد” في بداية الحرب العدوانية التي شنّها المحور الصهيو-الأمريكي -الوهّابي-الإخونجي على سورية.
-11-
[ المشكلة الكبرى في تراكمات التاريخ السلبية، وفي وجود آل سعود ]
قام أحد الأصدقاء بشنّ هجوم عنيف على مناهجنا وثقافتنا وإعلامنا، وحَــمّــلَها مسؤولية ما يحصل في سورية.
فكان الجواب التالي:
ليست المشكلة الأساسية في مناهجنا التربوية والتعليمية ولا في ثقافتنا ولا في إعلامنا، بل هي في طبقات التاريخ المتراكمة منذ مئات السنين، وفي تلال التعصّــب الموروث منذ قرون، وفي موازين القوى التي سيطر عليها النفط الأعرابي والمال الأعرابي، منذ هزيمة إسرائيل للعرب في عام”1967″، وفي الاستخزاء الذي يعيشه أكثر من ثلاثة أرباع الدول العربية.
وأمّا وجود وهابيّــة تكفيريّـة و إخونجية ظلاميّــة “في مناهجنا التربوية”، فهذا صحيح، وهو جزء من الموروثات والاختراقات في صفوفنا وبين ظَــهْــرانَــيْــنَــا.. ولكن هؤلاء لا يحتاجون إلى عدّة صفحات أو فصول في مناهجنا التربوية، لكي يصبحوا كما رأينا خلال الثلاثين شهراً الماضية، بل عشرات مليارات الدولارات النفطية القادمة من مهلكة آل سعود ومن مشيخة آل ثاني، وخاصّــة للضواحي والأرياف السورية، سواء عَــبْــرَ مئات آلاف السوريين العاملين هناك أو عَــبْــرَ الضّــخ المباشر.. وهذه الدولارات النفطية هي المغذّي الأكبر والسبب الأقوى لتحريك وتأجيج وتفجير وتنفيذ الثورة المضادة ومحاولات إشعال الفتنة التي قامت في سورية، وليس بِــضْــع صفحات في كتبنا ومناهجنا، أو بِــضْــع مقالات سوداء في إعلامنا، رغم التسليم بعدم سلامة وجود هذه الصفحات أو المقالات.
-12-
[ نواطير الكاز لم يغادِروا مَضَارِب الجاهلية ، فَكَيْفَ بِبَيَادِقِهِم ودُمَاهُمْ؟! ]
عندما تجتمع:
– الهستيريا الشخصية و
– انعدام التوازن النفسي و
– المنبت الأخلاقي الوضيع و
– الفشل في تحقيق الأطماع الشخصية و
– الارتهان لِكُلّ مَنْ يدفع، منذ نعومة الأظفار و
-“اللّقلقة” على أبواب عشرات المسؤولين، وتقديم مختلف الخدمات لهم
– وصولا ً إلى الارتهان للسفارات الأطلسية….
– حينئذ، من البديهي جداً، أنْ تصل هذه المخلوقات المُشَوّهة، نفسياً وأخلاقياً ووطنياً، إلى واقِعِها الحالي، مِنْ حَيْثُ كَوْنُهَا، مَطايا رخيصة مبتذلة ساقطة، للمشروع الاستعماري الصهيو-أميركي، عَبْرَ الالتحاق القطيعي كـ “مُفَكّرين!!!” و “منظّرين!!!” و”فقهاء” و”إعلاميّين” لـ “الثورة السورية!!!!!” غير المسبوقة في تاريخ البشرية التي يقودها:
“عمالقة الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان، وقادة الثورات والانتفاضات!!!!”،
مِنْ نواطير الغاز وسفهاء الكاز، الذين لم يغادِروا مَضَارِبَ الجاهلية، رُغْمَ الثروات القارونيّة التي انهالت عليهم.
-13-
[ ما بين “الكومبارس” و”المايسترو” ]
من البديهي أن يكون التعامل الفعلي مع “المايسترو”، حتى لو قام بِدَفْعِ دُمَاهُ وبيادِقِهِ إلى الواجهة.. لِأنَّ هذه البيادق والدُّمى، عاجزة عن القيام بأيّة حركة إلّا بإشارة من “المايسترو”، حتّى في اللحظات التي يُكَلَّف فيها “الكومبارس” بالظّهور بمظهر “المتمرّد!!!” على أوامر مُشغِّلِيهِ وأسـيادِهِ.
والطريق النّاجع لِوَقْف الحرب العدوانية الإرهابية على سورية، يَمُرُّ عَبـْرَ التحرّك على خطَّيْن متوازِيَيْن: خَطّ استئصال الإرهاب، فِكـراً وأدواتٍ، مهما كان الثمن ومهما كانت الظروف…وخَطّ الاستعداد الكامل للحوار مع جميع القوى السورية المستعدّة للانضواء تحت سقف المصلحة العليا للجمهورية العربية السورية، كما يُحَدِّدُها الشعب السوري، بملء حرّيته واستقلال إرادتِه.
وأيّ حوار وطني مع الفعاليات السورية، أو مفاوضات مع القوى الخارجية، لا بُدَّ أنْ تكون تحت هذا السقف، لا بل لن تكون إلّا تحت هذا السقف.
-14-
[ العمّ سام و”الأمن الإسرائيلي” ]
• يخطئ مَنْ يظنّ أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، تخَلَّتْ أو يمكن أنْ تتخلّى يَوْماً عن “أمْن إسرائيل”، ولكنّ عدم التخلّي هذا لا يعني الالتزام الكامل والدائم بالسياسات الإسرائيلية ولا بتفاصيل وجزئيّات السياسة الإسرائيلية. والأمريكان حريصون على “إسرائيل” أكْثَرَ من حرص معظم قادتِها عليها، ويعتبر الأمريكيّ نَفْسَهُ مَعْنِياً بإنقاذ إسرائيل مِنْ نَفْسِها، وَمَنْع بعض قادتها وسياسيّيها من القيام بمغامرات تنعكس سَلْباً على الأمْن الإسرائيلي من جهة، وعلى المصالح الإستراتيجية الأمريكية العليا من جهة ثانية.
• ذلك أنّ الولايات المتحدة الأمريكية، لها اهتمامات ومصالح كونيّة ومنظوميّة، على امتداد الكرة الأرضيّة، وإسرائيل جزء أساسي وعضوي من هذه الاهتمامات والمصالح، ولكنّها- أي إسرائيل – لا تُشَكِّل جميع تلك المصالح، بل هي جزء منها. والكُلّ هو الذي يَحْكُمُ الجزء ويُحَدِّد حركته العامّة، وليس العكس كما يتصوّر كثيرون، مهما كانت قوّة اللّوبيات الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.
• وذلك لأنّ مقولة سيطرة “إسرائيل” أو اللوبيات الصهيونية على القرار الأمريكي الإستراتيجي، جَرَتْ صياغتها وحَبْكُها ونسجها وتسويقها، لكي نبتلعها ونستهلكها ونتمثَّلها، من أجل تبرئة ذمّة الولايات المتحدة الأمريكية أمام العرب، بذريعة أنّها مغلوبٌ على أَمْرِها أمام الصهيونية عامّةً وأمام “إسرائيل” خاصّةً، وأنّ على العرب – طالما أنّ الأمر كذلك – أن يَعْذُروا واشنطن في مواقفها المعادية لقضايا الأمة العربية، لأنّها مضطرّة لذلك، بسبب السيطرة الصهيونية عليها!!!!!، ولذلك – وبموجب هذا المنطق – تحتاج واشنطن إلى تنازلاتٍ عربية متلاحقة، تستطيع بموجبها “مواجهة!!! إسرائيل” و”إقْناعها” بما ترفض الاقتناع به.
إنّ السيطرة المزعومة لإسرائيل على القرار الأمريكي، تشبه سيطرة الابن الصغير المدلَّل على والِدَيْه، الذي يستطيع أن يصرخ ويحتجّ، ولكنّه عندما يتجاوز الحدود المسموح بها أو التي تؤثّر على مصالح والِدَيْه، أو تشكّل ضرراً للطفل نفسه، حينئذ يجري نَهْرُه وإيقافهُ عند حدّه.. هذا هو واقع الأمر في العلاقة بين “إسرائيل” والولايات المتحدة.
• ولِأنّ سفهاء وعبيد مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية، كانوا منذ نعومة أظـفارِهم، بل منذ أنْ وُلِدُوا، تابِعِين للخارج وعبيداً له، عندما انتقلوا من التبعية للبريطاني إلى التبعية للأمريكي، ولِيَحُطّوا الرِّحال أخيراً، بِقَضِّهِم وقَضِيضِهم، جهاراً نهاراً، في حضن الإسرائيلي، ظَنّاً من هؤلاء السفهاء، أنّ الإسرائيلي قادِرٌ على إنقاذهم وإبـقائهم على عروشهم المنخورة التي تَمِيد بهم، وتوهُّماً منهم بأنّ إسرائيل هي التي تَحْكُم أمريكا وليس العكس.
وهنا كانت الخطيئة المميتة التي سَتُودِي بآل سعود إلى “حيث ألـْقَتْ رِحْلَهَا أُمُّ قَشْعَمِ”.
-15-
[ كم هي بَلْهاء، كقائِلِيها، مقولة أنّ ]
“النظام السوري جَرَّ الثورة السورية إلى مُربّع العنف والإرهاب، وَفْق خطّةً مدروسة، مِنْ أجْل وَصْمِها بالإرهاب، ومن أجـلِ تبرير قَمْعِها!!!!!!!!!!!!!!!!!!”.
وكأنّ ما قام به الغرب الأمريكي والأوربي، منذ ثلاثين شهراً، مِنْ دَعـْم ٍ كبير لِتصدير الإرهاب والإرهابيين إلى سورية، كان بِطَلَبٍ من الدولة السورية، أو حُبّاً بها ومِن أجل خِدْمَتِها!!!!، أو كأنّ رَصْدَ مليارات الدولارات النفطية وتَصْدير عشرات ألاف الإرهابيين الوهّابيّين، بما في ذلك إخراج آلاف المساجين السعوديين المحكومين بالإعدام وشَحْنِهِمْ إلى سورية، كان لِخِدْمَةِ “مُخطَّط!!!!” الدولة السورية لِـ “جَرَّ الثورة السورية إلى مُربّع العنف ووَصْمِها بالإرهاب، ومِنْ أجْل تبرير قَمْعِها!!!!!!!!!!”. – باعتبار مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية الظلامية التكفيرية، حريصة جداً جداً جداً، على “النظام السوري” !!!-.
وعندما يتحدّث بيدق من بيادق أو دُمَى أو حُثَالات “خُوّان المسلمين” و “الوهّابيّة التلموديّة” ومُفْرَزَاتِهما القاعِدِيّة والدّاعِشِيّة وأشْباهِهِما، يكون الأمْرُ مَفْهوماً، لِأنَّ مهمّة هؤلاء هي تبييض الإرهاب، بل وتقديس الإرهاب.. وأمّا أنْ يتحدّثَ أحدٌ بذلك، من خارج أتباع هذين التيّارَيْن الإرهابِيَّيْن التكفيريَّيْن الظلامِيَّيْن، فهذا يعني أنّ المُتَحَدِّث عن “ثورة في سوريّة” هو: إمّا مأجورٌ وعميلٌ لِأعداء الوطن والأمّة العربية، وإمّا مَوْتُورٌ ضغائنيُ مُشْبَعُ بالحقد والكيد والعُقَد.
-16-
[ كم يدعو للدّهشة تساؤل إعلامي عربي بارز كالدكتور “سامي كليب” في مقاله بجريدة “الأخبار” اللبنانية ]
– (هل من مصلحة العرب، الدّفع باتّجاه اتّهام السعودية، بالتحالف مع إسرائيل؟)
والجواب المختصر:
– هل هذا الاتّهام صحيح أم لا؟.
– وهل سياسة السعودية منذ نشوء “إسرائيل” تَشِي بذلك أم لا؟.
– وهل كانت السعودية، يوماً، إلّا صديقاً لحلفاء “إسرائيل” وعدواً لأعدائها؟.
– وهل كانت السعودية في تاريخها، إلّا معاديةً لِكُلّ حركات التحرُر الوطنية والقومية واليسارية، كـ “إسرائيل” تماماً؟.
– وهل التقاء “بندر” مع الإسرائيليين في العقبة، وتصريح “الوليد بن طلال” عن التحالف مع “إسرائيل” في الحرب على إيران، وعدم صدور نفي سعودي لهذا التصريح، يشير إلى التحالف مع “إسرائيل” أم إلى العداء معها؟.
– وهل من الموضوعية، غضّ الطرف عن كلّ ذلك، مِنْ قِبَلٍ إعلاميٍ عربيٍ بارِزٍ كالدكتور “سامي كليب” وتوجيهِهِ سؤالاً يضع الحقّ على مَنْ يُوَصِّف الواقع وهو “التحالف الإسرائيلي-السعودي” ثمّ يوحي السؤال نَفْسُهُ بأنّ “اتّهام” السعودية بذلك، ليس من مصلحة العرب!!!!!!.
– وهل من مصلحة العرب، دَفْن الرأس كالنّعامة، في ما قامت وتقوم به السعودية، ضدّ قضاياهم المصيرية، وهل من مصلحة العرب تبرئتها من ذلك؟.
– وأخيراً: هل تكمن الخطورة في هذا الاتّهام، أم في الفِعْل نَفْسِهِ، الذي قامت وتقوم به السعودية، منذ زمن طويل وحتّى الآن؟؟!!. وما هو الذي يجب أن يتوقف: الفِعـْل السعودي، أم اتّهام السعودية؟.
-17-
[ ليسوا قطيعاً من الحمير، يا خالد العطيّة ]
مَن يجب أن يذهبوا إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، يا (خالد العطيّة) هم: مُجْرِمُو الحرب على سورية: الحَمَدان القَطَرِيّان غير المحمودَين، وبَنـْدَر والهَزّاز السعوديّان، والسلجوقيّ المُحْتال أوغْلو، لأنّهم مسؤولون عن قَتْل أكثر من مئة ألف مواطن سوري، وعن تدمير البنية التحتيّة في سورية، وعن تهديم وتخريب مليون منزل في سورية.
وأمّا أنت أيّها (الحمار القَطَري: خالد العطيّة) المُسَمَّى وزير خارجيّة، الذي اتَّهَمْتَ مَن يقولون بأنّ (قَطَرْ) تغيّر موقفها من المسألة السورية، بأنّهم (قطيع من الحمير)!!!!!، فقد بَرْهَنْتَ مَنْ هو الحمار الحقيقي، الذي لا يعرف (كوعه من بوعه) كما يقول المثل الشامي.
-18-
[ والفَضْلُ ما شَهِدَتْ به الأعداء ]
ذَكَرَت قناة الكنيست في التلفزيون الإسرائيلي أنّ “مندي صفدي” هو ضابط الارتباط الذي يتولّى الاجتماع مع أركان المعارضة السورية في تركيا، بإشراف جهاز “الموساد” والحكومة الإسرائيلية.
وقال “مندي صفدي” في البرنامج الوثائقي الذي بثّتْهُ القناة الإسرائيلية، أنّه – بِاسْم الجهات الإسرائيلية المعنيّة – يسعى مع الأطراف “الليبرالية” في المعارضة السورية (خاصّةً مجموعة “إعلان دمشق” التي يمثّلها: جورج صبرة وجبر الشّوفي) لِـ “توحيد الصّف” في مواجهة العدوّ المشترك المتمثّل بـ : “النظام السوري وإيران وحزب الله”.
كما قال في البرنامج الإسرائيلي نَفْسِهِ، ما يُسَمَّى بـ “المسؤول العسكري في قيادة الجيش الحرّ أبو عدنان”:
( إنّ العدوّ الأوّل والحقيقي في المنطقة، هو هذا الثالوث المجرم من عائلة الأسد وحزب الله وإيران).
وأمّا “مندي صفدي” واسْمُهُ الحقيقي “منذر صفدي”، فهو من أبناء الجولان السوري المحتلّ.. وكان أبطال بني معروف في “مجدل شمس” السوريّة المحتلّة، قد طردوا الخائن المذكور من بينهم، وألْقوا عليه “الحرم” إثر قبوله بالجنسية الإسرائيلية، منذ سنوات عديدة.
-19-
[ تحطيم رموز الوطن، طريقٌ لتحطيم الوطن ]
في بلدان العالم المتطوّرة، هناك ثلاثة رموز مُبَجّلة، يُمْنَع الإساءة إليها تحت أيّ ظرف وتحت طائلة تطبيق عقوباتٍ صارمة، بِحَقّ مَنْ يقوم بِخَرْقِ ذلك، وهي:
– الْعَلَمْ
– النّشيد الوطني
– الجيش الوطني
وأمّا في بلدان العالم “النّامية” فهناك رَمْزٌ رابع يُضاف إلى تلك الرموز الثلاثة، هو:
– رأس الدولة
وإذا طَبّقْنا ذلك، في سورية، على هذه الُمسلَّمات الأربعة، فإنّنا نشاهد بِأنّ قوى الثورة المُضادّة الصهيو-أطلسية-الوهّابية-الإخونجية، في سوريّة، قد اقترفت، حتّى الآن، جريمة الإساءة الكبرى لِثلاثة من هذه الرّموز الأربعة، ولم يَبْقَ إلّا النشيد الوطني!!!!!.
-20-
[ “14” آذار اللبناني السعودي الوهّابي المتصهين ]
تُشَكِّلُ مجموعات وزُمَر “14” آذار اللبناني السعودي الوهّابي المتصهين، نموذجاً فريداً على الانفصال والقطيعة بين الشكل والمضمون، فَمِنْ:
– “أَمْبَلاج” “تقدّمي – يساري” لِمضمون “رجعي – طائفي”، إلى:
– “أَمْبَلاج” “يسار ديمقراطي” لِمضمون “يميني مُذْعِن”، إلى:
– “أَمْبَلاج” “المستقبل!!!” لِمضمون “كومبرادوري – لصوصي- مُغْرِق في التحاقِهِ بالسّعودي الظلامي الماضَوي وانسحاقِهِ أمامه”.
– وصولاً إلى باقي المنضوين في ذلك الائتلاف، بحيث يَصْلُحُون مادّةً للتدريس في أرقى كُلِّيّات “عِلْم السياسة” في جامعات العالم، بِغَرَض شرح وتوضيح وتبيان، الانفصال الكامل بين الشكل والمضمون، وبين العنوان والمَتْن.
وبالمناسبة، معظم الـ “تَحَزُّبات” “اليسارية-الديمقراطية!!!” اللبنانية، تُشـبِهُ الأحزاب “اليسارية!!!” الأوربّية التي انتهت في أحضان اليمين الصهيوني وفي خِدْمَتِه.
-21-
[ عَلِّمُوا أنفسكم الديمقراطية والعلمانية، قَبْلَ أن تُعْطُوا دُرُوُساً للآخرين ]
للأسف، لا تستطيع بعض الشخصيات اللبنانية، مهما عَلَا كَعْبُها في الثقافة والفكر وإتقان اللغات الأجنبية، أنْ تتخلّى عن لَوْثة الاستشراق والتبشير والتّفرنج التي تُخالِطُها نزعة عنصرية لا يمكن إخفاؤها، مهما حاوَلَ أصحابُها التستّر عليها.
وننصح هؤلاء بِأنْ يتوقّفوا عن إعطاء دروسٍ في الديمقراطية والعلمانية، وأنْ يتفرّغوا للانتقال بِبَلَدِهِم النّهائي “لبنان” من النظام السياسي الطائفي والمذهبي، إلى نظام علماني معاصر، وحينئذ سوف نرحّب بهم أجمل ترحيب للاستفادة، ليس من بَحْرِ علومِهِم فقط، بل من خبرتهم العلمانية والعملانية.
-22-
[ توظيف الدين الإسلامي ضدّ المسلمين ]
كُلّ تنظيمات “الإسلام السياسي” المُهادِنة للغرب الأمريكي والأوربي، من الوهّابية إلى الإخونجية، إلى فُروعِهِما وامتداداتِهِما الأخطبوطية في معظم أنحاء العالم.. جرى إنْشاؤها بِغَرَض تشغيل وتوظيف “الدِّين الإسلامي الحنيف” لِصالِح سياساتٍ دولية وإقليمية وداخليّة، تخدم المصالح الاستعمارية، الأوربية والأمريكية..
وعندما ظهر “إسلام سياسي” مُعَادٍ للغرب الأمريكي والأوربي، حارَبَهُ هذا الغرب بكلّ ما لديه من قوّة.
-23-
[ يطلبون منك أن تشكرهم!! ]
يُطْلِقُ البعض رَصاصَتَيْن – فقط !!- عليك ، مُساهَمَةً منه في عمليّة قَتْلِك.. ثم يتذاكى هذا البعض ويتباهى بِأنَّك يجب أنْ تَشـكُرَهُ ؟!!! لِماذا ؟ لِأنّه لم يُفَرِّغ كامل رصاصاتِ مخزنه في جسدِك!!!!!.
كفى استخفافاً بعقول النٌاس، وكفى خِداعاً للنّفْس، وكفى إصْراراً على السّير نحو الهاوية، استجابَةً للأعداء المتربِّصين ليس بِبَلَدٍ واحدٍ فقط، بل يريدون إحراق كامل بلاد الشّام.
-24-
[ فريق العمل الثلاثي السابق في لبنان ]
• لِأنّ فريق العمل الثلاثي السوري الذي كان مُكَلّفاً بالتعامل مع المسألة اللبنانية، اعتمدَ غالِباً، الانتهازيين والهزيلين “في لبنان”، جرى تعبيد الطريق لوصول أمثال “ميشيل سليمان” إلى قيادة الجيش ثمّ إلى رئاسة الجمهورية.
• لكن أيضاً، لا يجوز لأحد أن ينسى بأنّ سورية الأسد هي التي احتضنت ودعمت المقاومة التي حرّرت لبنان، وهي التي أوقفت الحرب الأهلية في لبنان، وهي التي منعت تقسيم لبنان وحافظت على وحدته وأعادت بناء جيشه الوطني ومؤسّساته، وهي التي دافعت عن لبنان وقدّمت آلاف الشهداء في مواجهة العدوان الإسرائيلي عام “1982”.
-25-
[ “الفيلسوف!!!” الفلسطيني السوري أحمد برقاوي ]
يدعو (لاحتلال المجتمع السوري، من قِبَل مَنْ سمّاهم جميع القوى الديمقراطية المدافعة عن الحرية، والتي أشعلت الانتفاضة السورية بالأصل، ثم يقول: في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، يكون العمل في احتلال المجتمع، أسهل من تلك المناطق التي ما زالت السلطة القديمة، مسيطرة فيها. ويجب أن يتحوّل الزعتري إلى مدرسة لبناء العالَم الجديد، وكذلك الأمر في معسكرات اللجوء في تركيا وكردستان العراق ولبنان.. وهذه الفوضى الحسنة، من شأنها أن توفّر مناخ الحرية من السُّلُطات لتحقيق ذلك).
(التعليق):
[ فهل عرفتم الآن، سِرّ تداعي وضياع الحقوق العربية وفي طليعتها فلسطين، طالما أنّ (فلاسفتها!!) من هذا النمط البرقاوي وأشباهه؟، ولمَن لا يعرف، فإنّ هذا “الفيلسوف” تهرّب من الخدمة الإلزامية في جيش التحرير الفلسطيني في سورية، واستخدم من أجل ذلك، علاقاته المتشعّبة مع المسؤولين في الدولة الذين كان يلعق أحذيتهم – وبالأدقّ – أحذية الأنساق الثالثة والرابعة منهم، وكان ضيفاً دائماً على موائدهم، ومُغَنِّياً أحياناً، ومُهَرِّجاً في أحيان أخرى.]
-26-
[ هديّة فَرِيدة لِـ “المثقّفين” العرَب الذين يقفون مع “الثورة السورية غير المسبوقة!!!!!!”]
قام “الثوّار!!!” في قرية قُرْب حلب، بِإجْبار أسْتاذ جامعي على أنْ يأكل كتاباً للفيلسوف العالمي “ميشيل فوكو” وجَدُوه في منزله، ثمّ أضرموا النّار في جَسَد الأستاذ الجامعي السوري، لكي يتحوَّل هو و”ثقافته الوثنيّة!!!” إلى رَماد.
-27-
[ في الأزمات والحروب، تحتاج الشعوب إلى: ]
إعلام وإلى ثقافة تَعْبَوِيَّيْن مُحْكَمَيْن، قادِرَيْن على تَجْييش الناس، بِوَعْي وبِعُمْق وبِعُنْفُوانِ وبِرُؤيَة وبِثِقة وبِقُوّة.