خطة تركية خطيرة: إشغال مدفعي لجذب الجيش السوري نحو الحدود وتفريغ الداخل
صحيفة الديار اللبنانية:
يبدو ان تركيا وضعت خطة خبيثة بالاشتراك مع حلف الناتو لاشغال الجيش السوري على طول الحدود التركية السورية البالغ طولها 800 كلم وذلك كي يقوم الجيش السوري بالبقاء على الحدود وعندها ينصرف المسلحون في داخل سوريا ومدن سوريا مثلما حصل في حلب الى معارك داخلية ضد الجيش.
السبت تجدد القصف المدفعي بين سوريا وتركيا، وسقطت قذيفة هاون سورية على طرف الحدود التركية، فقامت تركيا بالردّ بقصف مدفعي على القوات السورية، ورغم ان كل ما سقط من الجانب السوري هو قذيفة هاون صغيرة الا ان الجيش التركي ردّ بعنف بالمدفعية وقصف المواقع السورية بالمدفعية مما اشغل المعارك المدفعية على الجانبين ضمن حدود صغيرة.
الخطة التركية الخبيثة يجري تنفيذها مع حلف الناتو، ويريد حلف الناتو تطبيق الحدود مع سوريا خاصة من الجهة التركية، وقد تبين انه في الساعات الـ48 ساعة الاخيرة نقل الجيش التركي اكثر من 200 مدفع الى طول الحدود مع سوريا، من اجل القصف المدفعي والتجهيز لقصف مدفعي تركي ضد الاراضي السورية عندما يحصل اي قصف سوري على تركيا أو تحصل حوادث.
هذا وعلمت “الديار” أن الجيش السوري الحر هو من يطلق قذائف على المواقع التركية، حيث لا جنود، وذلك بطلب من الجانب التركي، فتقوم تركيا بالردّ بالقصف المدفعي على سوريا، والخطة الخبيثة التركية هي جعل الجيش السوري الحر يقصف من مدافع هاون مواقع تركيا كي يكون سبباً لإشعال حرب مدفعية بين سوريا وتركيا.
معركة حلب أعطت الجيش السوري النظامي قوة جعلته يسيطر على أكثرية مدينة حلب، وهذا ما جعل دول الخليج تستاء من الأمر وتطلب من تركيا ان تتدخل أكثر بالسماح بادخال السلاح وادخال التمويل الى حلب. وبالفعل تبنّت قطر الموضوع ونفذته فأرسلت الأموال الى تركيا وأرسلت طائرة اسلحة الى تركيا ولكن اسلحة خفيفة للمقاتلين.
وعبر هذه الخطة فان الجيش السوري سيضطر للانشغال بمعارك في ريف حلب، وخلف ظهره فيصبح المسلحون قادرون على خوض معارك في حلب وحماة وحمص، في حين ان الجيش السوري علم أمس بأن وحدات مسلحة تسللت ووصلت الى حمص وقامت بهجومات على المراكز السورية، فردّ الجيش السوري النظامي بأعنف قصف مدفعي على حمص منذ شهور، أدى الى تدمير خطوط المسلحين ومراكزهم، لكن بقيَ هناك مسلحون في حمص يقاومون الجيش السوري.
الخطة التركية مطلوب منها أن تتوسّع وفق حلف الناتو ودول الخليج العربي يوماً بعد يوم وأسبوعاً بعد أسبوع، وأن يحصل تقريباً كل يوم قصف مدفعي بين سوريا وتركيا، مما يضطر الجيش السوري أن يضع حوالي 50 الف جندي مع مدافعهم ودباباتهم على طول الحدود بين سوريا وتركيا. وعندها تعتبر دول الخليج العربية وتركيا وحلف الناتو أنهم تمكنوا من اشغال الجيش السوري النظامي على الحدود مع تركيا، واذاك يبدأ المسلحون المعارضون هجوماتهم في حماة وحلب وحمص وباقي المناطق لأن الجيش السوري سيكون مشغولاً بالانتشار على الحدود مع تركيا.
الاركان السورية منتبهة الى الموضوع وهي حصرت وجود مدفعيتها في مناطق محدودة جداً ولم تنشر 50 الف جندي كما تتوقع تركيا والخليج وحلف الناتو، وهي بالتنسيق مع موسكو توصلت الى اتفاق ان الجيش التركي لن يردّ على القصف المدفعي اذا حصل الا ضمن حدود قليلة لان الجيش النظامي السوري يتهم المسلحين باثارة المشاكل على الحدود مع تركيا كي تحصل حرب تركية – سورية.
هذا وقامت موسكو باتصالات مع تركيا وطلبت امرين: الأمر الاول عدم قيام تركيا بأي هجوم او اجتياح ضد سوريا، خاصة بعد أن أجاز مجلس النواب التركي للجيش التركي ان يقوم بعمليات عسكرية، لكن الرئيس التركي ووزير الخارجية التركية أوغلو قالوا ان اعطاء مجلس النواب الاذن للحكومة والجيش بعمليات عسكرية ضد سوريا لا يعني ان ذلك هو اعلان حرب، لكن فعلياً ان ذلك هو اعلان حرب عندما يعلن مجلس النواب التركي انه اعطى الصلاحية للحكومة بالقيام بعمليات عسكرية ضد سوريا. وهذه العمليات لن تكون محدودة بل ستكون متوسّعة يوماً بعد يوم، لانه اذا كان المطلوب قصف مدفعي تركي او ردّ الدبابات التركية فلم يكن الامر يحتاج الى اذن من مجلس النواب التركي الى الحكومة التركية كي تقوم بأعمال عسكرية ضد سوريا. لكن الاعمال العسكرية المطلوبة هي أوسع من ذلك، وهي دخول الجيش التركي الى مناطق تصل الى عمق 10 كيلومتر داخل سوريا. ولولا ذلك لما طلبت الحكومة التركية الاذن من المجلس النواب التركي بعمليات عسكرية لان طلب الاذن يأتي من أجل قيام الجيش التركي بالخروج خارج الاراضي التركية وتنفيذ اعمال عسكرية.
تركيا تنفذ مخططا سريا مع حلف الناتو ودول الخليج والسعودية لاسقاط النظام السوري، وهي خطة سرية تركية مع السعودية والخليج وواشنطن للقيام بتصعيد عسكري تدرجي ضد الجيش السوري على الحدود واشعال كل يوم قصف مدفعي او اشتباكات بالنيران بين الجيش السوري والجيش التركي، وهذا ما يحصل منذ أسبوع وحتى الآن، لكن المراقبون يعتقدون ان وتيرة الاشتباكات ستزداد وان القصف المدفعي سيحصل اكثر من الان في المستقبل بين سوريا وتركيا، لان دول الخليج واميركا تعتبر ان الجيش التركي هو الوحيد القادر على ضرب الجيش السوري، أو اشغاله بمعارك جانبية تنعكس على الداخل في سوريا.