خسائر متتالية دفعت السعودية إلى الإستدارة تجاه الحل في اليمن
قناة نبأ:
بجدية وفعالية، وبشروط منخفضة، أقدمت السعودية ومن ورائها في اليمن، إلى الذهاب نحو المحادثات في سلطنة عمان والتي بدأت منذ عشرة أيام بإدارة الأمم المتحدة.
المحادثات التي وصفها المراقبون بالإستدارة الحادة بهدف الخروج من مأزق العدوان لها عدة أسباب معلنة وغير معلنة.
وفي مقال نشرته صحيفة الأخبار اللبنانية، أشار الكاتب لقمان عبد الله إلى عدة نقاط دفعت قوات العدوان وعلى رأسها المملكة السعودية لهذه الإستدارة.
عبد الله أوضح أن من أبرز الأسباب هو إعلان الجيش اليمني بدء مرحلة الخيارات الإستراتيجية، في ظل سقوط الحاميات الحدودية ووصول القوات اليمنية إلى مناطق بارزة في الجنوب السعودي.
كذلك فإن فشل الهجمات المتتالية في جبهة تعز وعدم القدرة على التقدم في ظل الخسائر الفادحة للعدوان السعودي، مقابل إنجازات اللجان الشعبية واللجان، أدى إلى تقلب المزاج القبلي في مأرب، وجعل قوات العدوان وحيدة في المعركة.
إضافة إلى ذلك أشار الكاتب إلى تدهور الوضع في جنوبي اليمن مع سيطرة القاعدة وداعش على مناطق في أبين والإنهيار الامني في عدن.
ومن أسباب اللجوء إلى البحث عن حلول سياسية أشار الكاتب إلى العداء بين قوى أساسية في العدوان وهي الإمارات والقوة المحلية المتحالفة معها وأهمها حزب الإصلاح الإخواني.
ولعل السبب الأبرز بحسب المقال، هو الحرج الأمريكي من إستفادة القاعدة وداعش من الحرب. حيث أكد المقال بأن دوائر القرار في واشنطن أبلغت وليّ وليّ العهد، محمد بن سلمان، أن المُهل التي أعطيت له قد انتهت، وطلبت منه الانصراف إلى إعادة هيكلة الجيش السعودي بناءً على عقيدة عسكرية فاعلة.
المقال أكد أن السعودية باشرت التواصل سرا مع أطراف يمنية أساسية حليفة لـأنصار الله، وأن المفاوض السعودي قدّم تنازلات جذرية بعيداً عمّا كان مطروحاً سابقاً.
من الممكن القول إذا أن السلطات السعودية تحاول التخلص من حرب اليمن بعد التيقّن من نفاد كل الخيارات. وهكذا كان الطريق إلى سويسرا.