خبير في الارصاد الجوية لـ”النهار”: الثلج آت في شباط المقبل
كثيرون ينتظرون موسم الثلج ويحللون ظاهرة تأخر سقوطه بطريقة او اخرى. بعضهم يتخوف من لبنان موجة جفاف وتصحّر في لبنان وبعض يؤكد ان تأخير موسم الثلوج طبيعي، وهو تكرار لظاهرة عرفها لبنان في السنوات الماضية.
لا تغير مناخياً
يؤكد رئيس دائرة التقديرات في مصلحة الأرصاد الجوية في مطار رفيق الحريري عبد الرحمن الزواوي لـ”النهار” انه لا يمكن الحديث عن تحوّل في المناخ نتيجة لتغيّر الطقس من سنة الى أخرى، فالتغيير المناخي يكون بعد 30 أو 40 سنة متتالية من التبدلات المناخية المستمرة في بلد معين.
ويشير الزواوي الى أن طقس لبنان الحالي سببه التأخر في سقوط الامطار وليس اكثر، مضيفاً ان السنة الحالية شهدت بداية جيدة للامطار على مرحلتين، الأولى تمتد بين 20 ايلول واوائل تشرين الاول والمرحلة الثانية من 5 كانون الأول حتى الـ20 منه.
ويقول ان “التصحّر هو مناخ حار في النهار وبارد في الليل، أما في لبنان فالبرد يمتد في الليل والنهار”، مضيفاً “أنها سنة باردة وجافة بامتياز والهواء شمالي شرقي، ومعطيات الارصاد الجوية تؤكد ان هناك سنوات سيئة في كميات هطول الامطار، وهذا طبيعي جداً كما حصل سنة 2011 التي صنفت من السنوات السيئة وتلتها سنوات جيدة مثل 2012 والـ2013″.
الثلج آتٍ…
تتوقع الارصاد الجوية وصول منخفض بارد في الأول من شباط المقبل، يرافقه هطول امطار وتساقط ثلوج، الى توقع منخفضات اخرى في آذار ونيسان. المنخفض في أول شباط آتٍ من القطب الشمالي مروراً بوسط أوروبا، ولن يكون الحال عندها شبيهاً بالعاصفة “الكسا”، كما يشير الزواوي، لافتاً الى “أننا في انتظار امطار شباط وآذار ونيسان لرفع نسبة الامطار عما وصلنا اليه منذ بداية السنة، ولكن لا شيء مؤكداً، فالتوقعات للأشهر المقبلة تكون مؤكدة بنسبة 60 في المئة وللايام الثلاثة المقبلة بنسبة 90 في المئة، علماً ان السنة المطرية في لبنان يراوح منسوبها بين 500 و1000 ملم، ومنذ سنوات عدة لم تنخفض نسبة الامطار عن المعدل المذكور”.
وعن ما أشيع حول دراسة علمية تفيد بأن شتاء لبنان سيكون الأقسى منذ مئة سنة، يشير الزواوي الى ان “الدراسات المماثلة غير مؤكدة علمياً، علماً ان السنة كانت قاسية في مصر واميركا لكن ليس في لبنان، والتقلب لتحديد هذه “القسوة” يفسره اتجاه الهواء النفاث الذي يحدد ما اذا كان المنخفض الجوي الآتي الى لبنان قويا أم لا”.
الكل في انتظار الثلج
ينتظر الجميع موسم الثلوج من متزلجين وهواة الى اصحاب مصالح وتجار ومزارعين. يقول بطرس صاحب محل لبيع ادوات التزلج في منطقة اهمج: “ألكسا” خيّبت آمالنا ولم يصمد الثلج، المحل مليء بالبضاعة وننتظر الفرج”.
زياد مزارع في منطقة اللقوق ينتظر الموسم ليدخر ما يؤمن معيشته وعائلته لشهور آتية، ويقول: “إذا ما في تلج بينضرب الموسم” فنحن نحتاج كميات كبيرة من مياه الينابيع التي جفّت في صيف 2011″.
رودي ورولا شقيقان يمارسان هواية التزلج بفارغ الصبر، كذلك جو والدهما، صاحب 6 دراجات “سكيدو” يؤجرها وتؤمن له مبلغاً يعتاش منه.
لعل في انتظار الثلوج وارتفاع منسوب مياه الامطار ما يجعل اللبنانيين يدركون اهمية الحفاظ على المياه لسنوات آتية لا نعرف ماذا تخبىء مناخياً.
ويصح القول ختاماً: صدقت بواحير هذه السنة! تقلّب الطقس في لبنان ولم يحترم جدول الفصول الاربعة.
فالخريف شتاء والشتاء ربيع على امل ان يبقى الصيف صيفاً.