خاطف بارع ومناور تحكم بالطائرة المختفية
تتبعًا لجديد الطائرة الماليزية المفقودة اليوم، تنحو الفرضيات ناحية شبه الاقتناع بوجود شخص مجهول، خاطف بارع ومناور على خبرة عالية بالطيران والمسالك الجوية والابتعاد عن الرادارات، أبعد الطيار ومساعده عن قمرة قيادة الطائرة ليقودها بنفسه، وخطفها متجهًا بها إلى حيث يصعب العثور عليها في المحيط الهادي، حيث معدل العمق 4000 متر.
طيار عامل
بحسب التقارير، يقول ضابط ماليزي أن هذا الرجل لا بد أن يكون طيارًا ما زال عاملًا اليوم، وقد وصل إلى هذا الاستنتاج مستندًا لبيانات رادار عسكري ماليزي رصد الطائرة لساعات عدة بعد اختفائها عن رادار مطار كوالالمبور المدني.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عنه هذا الضابط قوله: “من قاد تلك الطائرة كان يعرف كيف يتجنب الرادار المدني، ويبدو أنه درس كيف يتجنبه”.
لم يفصح الضابط عما استند اليه من معطيات الرادار العسكري الماليزي، الا أن وسائل اعلام ماليزية وغيرها كشفت اليوم السبت بعضًا من هذه المعطيات، أهمها أن الطائرة بعد اختفائها عن الرادار المدني سلكت مسارين يتبعهما الطيارون، ومعروفان برمزيN571 و P628 في الرحلات التجارية المنطلقة من جنوب شرق آسيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا.
انحرفت بحدة
كما اتضح أن الطائرة، بعد آخر ظهور لها على شاشة الرادار المدني، انحرفت بحدة مرتفعة إلى 45 ألف قدم، ثم تم خفض ارتفاعها إلى 23 ألفًا، وبعده سلكت ممر “فامبي” الذي يحملها إلى شمال شرق مقاطعة آتشيه الاندونيسية، ومنها إلى المحيط الهادي، حيث جزيرة أندمان التابعة للهند، بحسب السيناربو الذي تخيلوه.
وأثناء 5 ساعات من التحليق، بقيت الطائرة الماليزية تطلق ذبذبات إلكترونية التقطها قمر صناعي. وبعد دراسة تلك الذبذبات، التي كانت على شكل أزيز مرة كل الساعة، يتضح أن الوقود نفد ربما من الطائرة فسقطت في المحيط الهندي بعد طيرانها مئات الأميال خارج مسارها، أو أن من قادها تعمّد اسقاطها فيه لعرقلة العثور عليها.
تحليلان متناقضان
إلى ذلك، أظهر تحليل هذه الذبذبات الإلكترونية احتمال أن يكون الوقود قد نفد من الطائرة، فسقطت في المحيط الهندي بعد طيرانها مئات الأميال خارج مسارها، وذلك حسبما ذكر مصدر مطلع على التقييمات الرسمية الأميركية لوكاتلة الصحافة الفرنسية.
أضاف: “الاحتمال الآخر الأقل ترجيحًا هو أن الطائرة اتجهت نحو الهند”.
وقال المصدر، طالبًا عدم الكشف عن هويته، إن البيانات التي تم الحصول عليها من الذبذبات التي أرسلتها الطائرة إلى الأقمار الصناعية غامضة لدرجة أنها تقدم تحليلين مختلفين، وهي تقدم أول مفاتيح حقيقية لمصير الطائرة، التي يعتقد مسؤولون على نحو متزايد أنها حولت عمدًا عن مسارها المقرر من كوالالمبور إلى بكين.
وقال مصدران مطلعان على التحقيق في وقت سابق إن بيانات أجهزة الرادار العسكرية الماليزية أظهرت طائرة ما، يشك المحققون في أنها الطائرة المفقودة، تسلك طريقًا يشيع استخدامه ملاحيًا في اتجاه الشرق الأوسط وأوروبا، عندما رصدتها أجهزة الرادار لآخر مرة في ساعة مبكرة من صباح 8 آذار (مارس) شمال غربي ماليزيا.
الأرجح!
أضاف هذا المصدر أن الاحتمال الأرجح هو أن الطائرة بعد اتجاهها للشمال الغربي قامت بتحول حاد إلى الجنوب في المحيط الهندي، حيث يعتقد المسؤولون أنها ظلت تطير إلى أن نفد وقودها، فسقطت في الماء. وقال: “تفسير الذبذبات الآخر هو أن الطائرة واصلت الطيران إلى الشمال الغربي، وحلقت فوق الأراضي الهندية”.
كان لدى الطائرة وقود يكفي لرحلتها الأصلية التي كانت ستستمر أقل من ست ساعات من كوالالمبور إلى بكين، وبعض الوقود الاحتياطي. وعند النقطة التي أبلغ فيها أنها تحولت لأول مرة عن مسارها الأصلي عندما كانت قبالة الساحل الشرقي لماليزيا، كان لدى الطائرة وقود يكفي لأقل من خمس ساعات.
بعد 45 دقيقة، وهو الوقت الذي يعتقد أن أجهزة الرادار رصدت الطائرة لآخر مرة قبالة الساحل الشمالي الغربي لماليزيا، كان لدى الطائرة وقود يكفي للطيران أربع ساعات أخرى أو نحو ذلك. اضاف المصدر: “نظرًا للطبيعة المجزأة للمعلومات، لا يعرف المسؤولون الأميركيون على وجه اليقين أي هذه التحليلات صحيح على الرغم من اعتقادهم بأن التحول إلى الجنوب هو الأمر الأرجح”.
المصدر: ايلاف