خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثمانون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة الثمانون:
-1-
[ لسنا هُواةَ قَتْلٍ وتدمير، ولكنّنا ندفع عن أنْفُسِنا، القتْلَ والتدمير ]
بهذه الكلمات، افتتح القائد التاريخي “حافظ الأسد” منذ أربعين عاماً، حرب تشرين/أكتوبر، عام “1973”.
(صَنَائِعُ فَاقَ صانِعُهَا فَفَاقَتْ
وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ، فَطَابَا
وَكُنّا كَالسِّهامِ إذا أصابَتْ
مَرَامِيهَا، فَفَارِسُهَا أصابَا
فَلَمَّا اشْتَدَّتِ الهَيْجاءُ، كُنّا
أَشَدَّ مَخَالِباً وَأَحَدَّ نَابَا)
– كانت حرب تشرين هي الحرب التقليدية الرابعة بين العرب وإسرائيل، والحرب الأولى التي يقومون فيها بالهجوم لتحرير أراضيهم، بدلاً من الدفاع. وكانت أيضاً الحرب التقليدية الأخيرة، التي تواجه فيها “إسرائيل” أكثر من دولة عربية في وقت واحد.
– وكان القائد التاريخي حافظ الأسد، قد قرر وخطط بأن تكون هذه الحرب، هي حرب تحرير كامل الأراضي العربية المحتلة عام “1967” على الأقلّ، وأنّه حالَمَا تأتي نتائج هذه الحرب، متفقة ومتوافقة مع هذه الخطة، كان لا بُدّ من تطوير الهجوم باتّجاه فلسطين المحتلّة، وفي مقدّمتها (القدس الشريف) لتحريرها من الاحتلال الصهيوني.
– أمّا الرئيس المصري حينئذ “أنور السادات” فكان يعلن لسوريّة، خطة “غرانيت1” التي تقول بتحرير الأراضي المصرية والسورية المحتلة عام “1967”، ولكنّه كان يُخْفي في أدْراجِهِ وفي عَقـْلِهِ، خطة “غرانيت 2” التي تعتبر هذه الحرب، حرب تحريك لعملية المفاوضات مع “إسرائيل” والاكتفاء بعبور قناة السويس، وصولاً إلى “معاهدات سلام” مع “إسرائيل” بإشراف ورعاية أمريكية.
– ولذلك توقّف “السادات” بعد عبور الجيش المصري البطل، لقناة السويس، وسَمّى تلك الوَقْفة (وقفة تعبوية)، والحقيقة أنّها كانت (غفوة وكبوة) لا بل (سَقْطة تعبوية) كانت هي السبب الأساسي، لعدم تحقُّقْ الأهداف المرسومة والمتّفَقْ عليها، بين مصر وسورية. وذلك لأنَّ ألِف باء الحرب والعلم العسكري، يقضي بتطوير الهجوم، وبعدم تضييع لحظة واحدة من الزمن، وباستثمار أيّ إنجاز عسكري، عبر العمل على تطويره إلى الحدّ الأقصى الممكن، بدلاً من إفساح المجال للعدوّ، كي يقوم بتحشيد قوّاته، وانتقال المبادرة إلى يديه.
ولولا تلك (الوقفة) التي دامت أيّاماً عديدة، لَكَانَ الجيش المصري، قادراً، وبدون صعوبة كبرى، على الوصول إلى ممرّات (متلا) و(الجدي) والتي لو وصَلَ إليها، لَكانت (سيناء) بكاملها، قد صارت ساقِطَةً من الناحية العسكرية، ولا اضطرّ الإسرائيليون، للانسحاب إلى الحدود الدولية السابقة.
– خلال تلك (الوقفة التعبوية) تفرّغَ الجيش الإسرائيلي، تماماً، لمواجهة القوات السورية، لمدّة أسبوع كامل، بعد أن كان الجيش السوري قد تمكّن في بداية الحرب، من تحرير القطاع الأوسط والجنوبي بكامله. وعندما اعترض الرئيس حافظ الأسد على “الْبَيَاتْ” والسكون المصري المُسَمَّى (وقفة تعبوية) غير المبررة والمتناقضة مع الخطة المتفق عليها بين الجيشين المصري والسوري، لم يجد “السادات” بُدّاً، من زجّ فرقة عسكرية، من غرب القناة إلى شرقها – بعد أن سَبَقَ السيف العذل -، وبعد أن كانت “إسرائيل” قد أعادت تحشيد قواتها بشكل كامل، وبعد توجيهها ضَرَبَاتٍ جوية وبرية قوية وعنيفة ضد القوّات السورية -.. وكان “السادات” يدرك إدراكاً كاملاً بأنّ الفرقة العسكرية التي زَجّها شرق القناة، لن تنجح في مهمتها وسوف يجري تدمير معظم عتادها، لأنَّ الوقت كان قد أصبح متأخّراً جداً، بعد تضييع أوقاتٍ ذهبيّة، كان الجيش المصري قادراَ فيها، على تحرير كامل سيناء.
وهذا ما حدث، لِيُعْلِنَ “السادات” بأنه يحارب “أمريكا” وأنه لا طاقة له على الاستمرار في محاربة أمريكا.
– والأمر الآخر الذي قام به “السادات” دون تشاور مع القيادة السورية، هو إعلان وقف إطلاق النار مع “إسرائيل” في “22 تشرين الأول”، الأمر الذي اضطر القوات السورية، لكي تخوض، منفردة، حرب استنزاف مع “إسرائيل” دامت شهوراً عديدة.
– وكانت “إسرائيل” قد تمكّنت، خلال “وقفة السادات التعبوية” والتفرّغ للجبهة السورية، أن تستعيد ما حرّره السوريون، وأن تحتلّ (جَيْباً) داخل الأراضي السورية، يتألّف من عدة قرى.
– ومع ذلك، رفضت القيادة السورية، الانخراط في المخطط التصفوي الذي كان “السادات” قد اتّفق عليه مع الأمريكان والإسرائيليين. ولكنّ “السادات” تابع مشواره منفرداً، خطوة خطوة – حسب المدرسة الكيسنجرية – إلى أن تَوّجَهَا بزيارة القدس المحتلة في أواخر عام “1977” وصولاً إلى عَقْد اتفاقات سلام (اقرأ: استسلام) منفردة في كامب ديفيد.
– وعبر تلك السنوات، كانت سورية الأسد تواجه منفردة، العدو الإسرائيلي ومحاولات الهيمنة الأمريكية، وقام الأمريكيون بتحريك (خُوّان المسلمين) بعد حرب تشرين، بشهور قليلة، واستمرّت أعمالهم الإرهابية في الأراضي السورية حتى عام “1982”، واستكملت “إسرائيل” ذلك، بعدوانها على “لبنان” واحتلال عاصمته “بيروت” وإخراج الجيش السوري والمنظمات الفلسطينية من بيروت.
– ورغم المواجهات الطاحنة التي قام بها الجيش السوري، في وجه العدوان الإسرائيلي على لبنان، ورغم الحجم الكبير للتضحيات السورية حينئذ، والتي بلغت آلاف الشهداء، وأكثر من مئة طائرة حربية، وأكثر من أربعمائة دبّابة، فإنَّ الإعلام العالمي والإقليمي والعربي، ضَرَبَ ستاراً كثيفاً على كل تلك التضحيات، وفَرَضَ تعتيماً كاملاً عليها، وكأنَّ سورية لم تشارك في تلك الحرب، ولم يكن لها وجود!!!.
– حينئذ، قرّرَ القائد العملاق حافظ الأسد، أنَّ نهج (الممانعة السياسية) للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، يحتاج إلى رَفْدِهِ بـ (مقاومة مسلّحة) فانبثق (حزب الله) الذي تمكّن، بالتعاون مع سورية الأسد ومع إيران الثورة، أن يشكّلوا تعويضاً كبيراً، عن الفراغ الذي خلّفه التخاذل الأعرابي، وعن التخلّي الرسمي العربي، عن المشاركة في مواجهة “إسرائيل”.
– واستمرّت الحرب، بأشكالٍ مختلفة، أمنياً واقتصادياً ومالياً وإعلامياً وتكنولوجياً ودبلوماسياً وسياسياً، ضد سورية، حتى هذا اليوم.. إلى أن تَوّجوا ذلك، بأشرس حرب عدوانية إرهابية صهيو-أمريكية – أردوغانية – أعرابيّة -وهّابية – إخونجية، بغاية تفكيك وتدمير وتفتيت سورية، ووضْع اليد عليها، وإخراجها من الخارطة السياسية.
– ولكنّ أسد بلاد الشام: الرئيس بشّار الأسد، ومعه شعبه وجيشه، كان لهم بالمرصاد، واستطاع، بتضحياتٍ أسطورية، أن يجهض هذا المخطط الاستعماري الجديد.. ولا زال السوريّون يواجهون رحى الحرب الكونية الدائرة على أرضهم، ولا زال السوريّون مصمّمين على سحق جميع المعتدين، من الخارج ومن الداخل، كائناً مَن كانوا، ومهما كانت قدرتهم وقوّتهم.
– تحيّة إكبارٍ وإجْلال، إلى باني سورية الحديثة (القائد التاريخي حافظ الأسد) في الذكرى الأربعين لِحَرْبِهِ (حرب تشرين) وفي ذكرى ميلادِهِ (الثالث والثمانين).
– وتحيّة إكبار وإجلال، إلى أسد بلاد الشام: المقاوِم الأسطوري: الرئيس بشّار الأسد، الذي بَرْهَنَ للعالم أجمع، أنّ روح تشرين لم تَمُتْ، وأنّها مازالت تحرّك النفوس والقلوب والعقول، عندما تمكّنَ من اجتراح السُّبُل الكفيلة، بِمَنـْعِ وَضْعِ اليد على سورية، ومنع تفتيتها وتفكيكها.
– وَوَحـْدَهُ، أعمى البصيرة، هو العاجز عن رؤية تباشيرِ انبثاقِ عالَمٍ جديد، ونظامٍ عربيٍ جديد، من الّرَّحِمِ السوري – رغم آلام المخاض المبرحة، ورغم النزيف الداخلي الحاد، ورغم التضحيات السورية الهائلة -، ومع ذلك، فالْوَلِيد الجديد، المتناغم مع روح العصر، سيكون على يد القابِلة السورية، التي ستعود إلى مكانها الطبيعي اللائق بها، دُرَّةً للشرق، وعاصمةً للعرب، وحاضِرَةً للكون.
-2-
هناك سِتّ ميليشيات إرهابية إجرامية رئيسية في سورية، هي:
(1) – جبهة تحرير سورية: أنصار الإسلام في دمشق وريف دمشق – كتائب الفاروق في باقي المحافظات السورية – ألوية صقور الشام في مختلف المحافظات السورية – لواء التوحيد – مجلس ثوّار دير الزور- لواء عمرو بن العاص في حلب – كتائب صقور الكرد في القامشلي – كتيبة حمص العدية – كتيبة شهداء بابا عمرو – كتيبة فرسان الحق – كتيبة البراء بن مالك – كتيبة عبدالله بن مسعود – كتيبة جند الله – كتيبة صقور حمص – حركة التحرير الوطنية – كتيبة ذو النورين – لواء الإيمان في حماه وكتائب العز بن عبد السلام وكتائب الهجرة إلى الله – كتيبة الناصر صلاح الدين.
(2) – الجبهة الإسلامية السورية: كتائب أحرار الشام – كتائب الإيمان المقاتلة – كتيبة حمزة بن عبد المطلب – كتيبة صقور الإسلام – سرايا المهام الخاصة – لواء الحق – حركة الفجر الإسلامية – كتيبة مصعب بن عمير – جماعة الطليعة الإسلامية – كتائب أنصار الشام – جيش التوحيد.
(3) – جبهة النصرة: وثلاثة أرباع أتباعها، تكفيريون ظلاميون سوريون، والربع الباقي، تكفيريون أعراب وأجانب.
(4) – “داعش: دولة اﻹسلام في العراق والشام”، وثلاثة أرباع أتباعها، تكفيريون ظلاميون من أجانب وأعراب، والربع الباقي من التكفيريين الظلاميين السوريين، الذين كانوا في العراق.
(5) – “الجيش الحر”: وهو المعتمد الرئيسي من المحور الصهيو-أميركي، ويتضمن: اللصوص -والمهرّبين -والمتعاطين -والفارّين – وأصحاب السوابق، ويقودهم بعض المرتزقة من العسكريين الفارّين، ويديرهم “خُوّان المسلمين”.
(6) – وهناك مليشيا سادسة، أقيمت مؤخّراً باسم (جيش الإسلام) السعودي، لصاحِبِه (زهران علوش) الذي كان قائد ما يُسَمّى بـ (لواء الإسلام).
– وهناك – إضافةً إلى ذلك – أكثر من ألفي عصابة وزمرة إرهابية وإجرامية، متفرّقة، تعمل على حسابها، وتقوم بالسرقة والاغتصاب والخطف والسطو وقَطْع الطرقات، وتتألف كل عصابة أو زمرة منها، من عدّة أشخاص إلى عشرات الأشخاص.
– ويبقى السؤال: ما هي الفائدة التي يمكن تحقيقها، أو النتيجة التي يمكن أن يصل إليها أو أن يخرج بها، أيّ لقاء أو اجتماع أو حوار أو مؤتمر أو اتفاق، سواء داخل الوطن أو خارجه، قبل أن يجري القضاء على هذه العصابات الإرهابية.
* ولكن الجيش العربي السوري العملاق، سوف يسحق الجميع.
-3-
[ الحجم المنفوخ لـ “المعارضات” ]
إذا كانت جميع “المعارضات” السورية في الداخل والخارج، لا تتجاوز الـ “10” بالمئة، في صفوف الشعب السوري – كحد أقصى – فيبقى السؤال:
هل توجد في التاريخ الحديث والمعاصر، حالة واحدة، تستلم فيها أقلية سياسية – والأدق أقليات سياسية – السلطة التنفيذية؟؟!!، وتتنحى فيها الأكثرية السياسة القائمة، طوعاً أو كرهاً، لتفسح المجال لخصومها السياسيين، كي يسلّموا الوطن، لأعدائه؟؟!!!!.
والمهم، كيف يمكن أن يخطر ببال أحد، أنّ الدولة الوطنية السورية، ورغم كل تلك التضحيات الهائلة التي قدّمتها من دماء أبنائها ومن مقدّرات شعبها، سوف تفرّط بسيادتها واستقلاليتها، وتسلم مقدّرات السلطة، لمعارضات أثبتت، بمعظمها، أنّها ليست على مستوى المسؤولية الوطنية – هذا إذا لم نقل أكثر من ذلك بكثير -؟؟!!!!!.
ثم مَن قال أنّ الخارج، سواء كان عدوّاً أو خصماً أو حتى صديقاً، هو صاحب الاختصاص، في تحديد التركيبة السياسية السورية، أو في تحديد مَن سيشارك في الحكومة أو لا يشارك في الحكومة؟؟!!!!.
فكيف الحال، ومَن يتنطحون لذلك ويسوقون مثل هذه الطروحات، هم أعدى أعداء سورية، شعباً ووطناً وأرضاً ودولةً وكياناً، لا بل هم الذين تفرغوا عبر السنوات الثلاث الماضية، لتحطيم وتدمير وإحراق سورية، بما فيها ومَن فيها؟؟!!!!.
إنّ أعداء سورية هؤلاء، في المحور الصهيو- أمريكي – الأطلسي – الإردوغاني – السعودي -القطري، سيلاحقهم الشعب السوري، قضائياً، لأنّهم يتحملون كامل المسؤولية، عن كل الخراب والموت الذي حصل في سورية، ولن تفيدهم محاولات تزوير وتحريف الوقائع والحقائق الدامغة والثابتة، على إجرامهم وفظائعهم التي ارتكبوها بحق الوطن السوري والشعب السوري والجيش السوري والأرض السورية، وكما يقول المثل السوري (الشمس طالعة، والناس قاشعة) وفظائعهم لن تمر ولا يمكن أن تمر.
وأمّا عصابات الإرهاب والإجرام والقتل والذبح، من مرتزقة ولصوص وقاطعي طرق، المستورَدين من مختلف بقاع الأرض، فسوف ينالون جزاءهم العادل، عاجلاً أم “عاجلاً”.
أمّا مَن يشك بالحجم المتواضع للمعارضات السورية السياسة، فما عليه إلّا أن ينتظر الانتخابات النيابية والرئاسية القادمة، التي ستوضع تحت مجاهر دولية صادقة وموضوعية وأمينة، وحينئذ سوف تظهر الأحجام السياسية للجميع على حقيقتها، ومَن يَفُزْ فيها، فـ (صَحّتين على قلبه).
-4-
– هذه الخاطرة، سوف تستثير أوكار ثعابين تجّار الدين –
( إلى متى سيبقى إعمال العقل… جريمة؟؟!!!!)
– لا يحتاج المرء أن يكون “زرقاء اليمامة” أو “أزرق الشام”، لكي يستشرف المستقبل ويستقرئه، بنسبة عالية من الصواب والصحة، بل يحتاج إلى تحريك وإعمال أكبر وأعظم هبة إلهية للبشرية، خصّصها الباري عزّ وجلّ، لمَن خلقه على صورته ومثاله وجعله خليفة له في الأرض، وهذه الهبة الأعظم هي (العقل البشري).
وأمّا قراءة الماضي، فهي أسهل من استقراء المستقبل، ولكنها تحتاج إلى الموضوعية والجرأة والخبرة والثقافة الموسوعية.
– كما لا يحتاج المرء أن يكون “فقيهاً” من صنف “القرضاوي” و”ابن باز” و”العريفي” و”العرعور” والعشرات أو المئات من أشباههم، لكي يخوض في بحر الدين الإسلامي الحنيف، ولا يحتاج المرء، إذناً أو فتوى من أحد، لكي يقرأ القرآن الكريم، والسنّة النبوية، بعقله الذي وهبه الله تعالى، له. لا بل يتوافر لنا في هذا العصر من أدوات الفهم والتفسير والعلم والمعرفة، ما يعيننا ويسعفنا في ذلك، أكثر بآلاف المرات، لكي ندرك عظمة هذا الكون وعظمة خالق هذا الكون.
فلماذا الإصرار على سجننا في تفسيرات مضى عليها مئات السنين، عندما كانت أدوات التفسير محدودة؟
وما نحتاجه في هذا الميدان، ثلاثة أمور:
القرآن الكريم – السنّة النبوية – العقل البشري
– وفي هذا السياق، أقول بأنني راجعت كتباً عديدة، تتحدث عن (الفرق والمذاهب الإسلامية) وعن أماكن نشوئها وانتشارها وفكرها وتاريخها، وهي بالمناسبة تزيد عن (200) فرقة إسلامية.
– وبإعمال العقل البشري، عبر العودة إلى القرآن الكريم والسنّة النبوية، نستطيع أن نقول، وبكل ثقة، بأنّ الحديث المنسوب للرسول الأعظم، الذي يقول:
( تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة منها في الجنة، والباقي في النار)
هذا الحديث، يستدعي إعمال العقل فيه، بعمق وروية.. الأمر الذي يستدعي التأكيد بأنّ الرسول الأعظم (محمد بن عبدالله) لا ينطق عن الهوى، ولا يقول كلاماً جزافاً. وطالما أنّ (أمّة محمد) افترقت، حتى الآن، ليس على (73) فرقة فقط، بل على مئات الفرق المتباينة والمختلفة. وطالما أنّ سيّدنا (محمد) لا بمكن أن يقول شيئاً غير صحيح، وطالما أنّ الواقع القائم، يتناقض مع الحديث المنسوب إلى النبي الكريم، فإنّ من البديهي والمنطقي، القول بأنّ هذا الحديث مشكوك فيه، مهما كانت درجة إسناده.
– وهل من مصلحة الإسلام والمسلمين والعرب والعجم والكرد والترك وباقي شعوب المسلمين، أن يخوضوا مئات الحروب، عبر مئات السنين، شبيهة بحرب “داحس والغبراء” و”داعش” وأضرابها، استناداً إلى مثل هذا الحديث؟؟!!!!.
ألم يكتف أصحاب هذا “المنطق” بتصنيعهم ورعايتهم واحتضانهم ودعمهم، لأخطر تنظيم إرهابي في العصر الحديث والمعاصر، هو تنظيم (القاعدة) وبناتها وحفيداتها، والتي ألصقوها بـ (الإسلام)؟ أم أنّهم لا يرتوون من الدماء، إلّا إذا تكبّد العرب والمسلمون، ملايين الضحايا البشرية، وإلّا إذا أهرقوا أنهاراً من الدماء، قبل أن يرعووا ويعودوا إلى جادة الصواب؟؟!!!!.
– ومن جهة أخرى، فإنّ العقل يتساءل: هل من مصلحة العرب والمسلمين، أن يعملوا على ما يجمعهم، أم أن يعملوا على ما يفرّقهم ويشتتهم؟
والعقل يوجه سؤالاً، يحتاج إلى جواب، والسؤال هو: هل يمكن لصاحب الرسالة السماوية العظمى وخاتم النبيين ومؤسس أول دولة في تاريخ العرب، أن يقوم بإخراج أكثر من (98) بالمئة من أتباعه وأنصاره، من رعايته وحمايته؟ وهل يمكن أن يقوم بتكفيرهم والقذف بهم في نار جهنم، ثم يترك أقل من (2) بالمئة فقط، للجنة الموعودة؟؟!!!!.
– وتبقى كلمة أخيرة: إذا لم يتصالح المسلمون مع العصر، ويتوقّفوا عن الاصطدام معه، وإذا لم يغادروا كهوف الماضي وخلافاته، وإذا لم يواكبوا الحاضر ويستشرفوا المستقبل المنشود، بالعقل والمنطق والعلم والمعرفة… إذا لم يقوموا بذلك، ستبقى الوهّابية والإخونجية وكل مشتقاتهما الخبيثة ومفرزاتهما المسمومة، تصادر الدين والأوطان والحاضر والمستقبل.
-5-
يقول “زرادشت”:
[ “الخط الممتد بين ذروة وذروة، هو أقرب الطرق بين الجبال، ولكن لا يستطيع سلوك هذه الدرب، إلّا مَن كان رجلاً مارداً، وكانت قيادته شامخة، كتلك الذرى، وكانت لمريديه وأنصاره، قوّة الجبابرة وعظمتهم” ]
– ما بين (الحمار الأمريكي) وأذنابه
و(الدب الروسي)
و(التنين الصيني)
و(الأسد السوري)
أسفر الصراع عن فوز (الأسد السوري) و(الدب الروسي) و(التنين الصيني) على (الحمار الأمريكي “الديمقراطي”)، عبر هزيمة مشروعه الصهيوني لتفتيت الشرق العربي وتفكيكه إلى عشرات الكيانات المتصارعة.
وأمّا هزيمة المستحاثات النفطية، والرخويات الغازية، وباقي الأراجوزات الوظيفية، فهي تحصيل حاصل، بعد أن بدأت تفرك عينيها وتستيقظ على حقيقة الورطة التي وضعت نفسها فيها. ولن تنفعها محاولات الهروب إلى الأمام، لأنّ الاستمرار في المزيد من الحفر، سوف يؤدي بها إلى الغرق في ما تحفره، ولن تفيدها بشيء، عمليات التسويق الإعلامي، بأنّ سورية (انهزمت) وبأنّ سيّدها الأمريكي (انتصر)، مع تأكيدنا بأنّ “الحلم” حق مشروع لكل كائن على وجه الأرض، فليحلموا، كما يشاؤون، ولكن آن لهم أن يتيقّنوا، بأنّ أحلامهم تحوّلت إلى كوابيس تقضّ مضاجعهم، وأنّها أصبحت وقائع تصفعهم، بل وحقائق تهتز لها، كراسيهم وعروشهم.
ونسيت هذه الإمّعات النفطية والغازية، بأنّ الفرسان، عندما يتعاركون، يدفع العشب الثمن، ويكون هو الضحية.. مع فارق هو أنّ هؤلاء، لم يكونوا عشباً، بل كانوا هشيماً يابساً ونفطاً وغازاً وكبريتاً ومالاً وفقها ظلامياً تكفيرياً، استخدموه كلّه ووظّفوه لإحراق بلاد الشام والعراق، وتركّز حقدهم البدائي الدفين، على إحراق سورية بكاملها، فنجحوا في إحراق قسم منها، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً، في إزالتها من على خريطة العالم، لتبقى شوكة في حلوقهم، وسيفاً مشرعاً في وجه أسيادهم الصهاينة والمتصهينين.
والآن بدأوا يتحسسون عروشهم وكروشهم وقروشهم، لأن النار التي أشعلوها لإحراق هذا الشرق، سوف ترتد عليهم، حتى لو هربوا إلى آخر الكون.
-6-
عندما تقاتل الدولة الوطنية السورية
دفاعاً عن:
– الاستقلال و
– العلمانية و
– المقاومة و
– الممانعة و
– الاقتصاد المستقل و
– العدالة الاجتماعية و
– العروبة الحقيقية و
– الإسلام المتنور و
– المسيحية المشرقية
في مواجهة الحرب الهمجية الإرهابية الأمريكية -الأطلسية – الصهيونية – الأردوغانية – السعودية – القطرية – الوهّابية – الإخونجية.
حينئذ، لا يعود من حق أيّ عربي شريف، أن يتحدث عن “دوافع داخلية” لما جرى في سورية، ولا عن تأخر أو تباطؤ في عملية “الإصلاح” – رغم الاعتراف بالحاجة الدائمة إلى المزيد من الإصلاحات والحرية والديمقراطية، في جميع أنحاء الكرة الأرضية -.. ذلك لأنّ الدولة الوطنية السورية، هي الداعية الأولى للإصلاح، وهي التي يساهم الإصلاح في تحصينها وتمنيعها وتصليبها، في مواجهة مختلف أنواع العدوان والحروب المعادية، عليها.
ولأنّ الغاية من مثل هذه الأحاديث، الآن، هي صرف النظر عن حقيقة الحرب الاستعمارية التي تخاض ضد سورية، وتحويل الأنظار وحرفها باتجاه تحميل الدولة الوطنية السورية، المسؤولية عن قيام هذه الحرب العدوانية، وتبرئة أساطين العدوان الدولية وأذنابها الأعرابية، من المسؤولية الكاملة عن كل ما جرى ويجري.
ومن البديهي، أن يتحاشى الشرفاء العرب، الوقوع في مثل هذه الأفخاخ والمصائد.
-7-
(وكيف يَصِحُّ بَأْسُكَ في أُناسٍ
تُصِيبُهُمُ، فَيُؤْلِمُكَ المُصابُ
تَرَفَّقْ أيّهُا المولى، عَلَيْهِم
فَإِنَّ الرِّفْقَ بالجاني، عِتَابُ)
من حق الشرفاء، في قلعة العروبة الشامخ وقلبها السوري النابض، وفي بلاد الشام، على امتداد ربوعها، أن يطالبوا بالحزم والحسم، في مواجهة الخارجين على وطنهم، وفي مواجهة المصطفين في خندق أعداء الوطن، مهما كانت أسبابهم وأعذارهم ومبرراتهم.
ومن البديهي أنّ خطايا هؤلاء، لا يمكن وضعها في خانة واحدة، مع أخطاء الموالين لوطنهم، طالما أنّ هذه أخطاء الموالين لوطنهم، لا تشكّل مساساً بلقمة عيش المواطن، ولا مساساً بأمن الوطن، لأنّ أصحابها، حينئذ، يضعون أنفسهم – عمداً أو جهلاً – في خندق أعداء الوطن، حتى لو كانت دوافع بعضهم حسنة – فالطريق إلى جهنم، محفوف بالنوايا الحسنة -.
وهنا لا بُدّ من توضيح نهج وأسلوب التعامل المفترض، مع الأنصار والأصدقاء والحلفاء، المختلف عن التعامل مع الخصوم والأعداء والخونة.. وليس من الطبيعي، التعامل مع كل خطأ، يصدر من خندق أصدقاء الوطن، وكأنّه نهاية الكون، فالخطأ من طبيعة البشر، ومَن لا يعمل لا يخطئ، ولكن هناك فرق هائل بين الخطأ المقصود والخطأ غير المقصود، وبين الخطأ الصادر عن حسن نية والخطأ الصادر عن سوء نية، وبين الخطأ الناجم عن الانخراط الكلي في العمل وضغط العمل والخطأ الناجم عن الكسل وانعدام العمل، وبين الأخطاء الإجرائية العابرة والأخطاء الفاحشة التي تصل إلى مستوى الخطيئة.
ومع التأكيد على ضرورة تفعيل موضوع المتابعة والمراقبة والمساءلة والمحاسبة، بما يعزز سلامة ومناعة الوطن، ويحقق حاجة وكرامة المواطن، فإنّ من الضروري، عدم وضع الصديق والعدو، في خندق واحد، ليس فقط من منطلق الحكمة الشهيرة:
(الرحمة فوق العدل)
بل من منطلق العملية السياسة التي تشمل عادة، غفران ذنوب الكثيرين ممّن كانوا يستحقون “قص رقبة” كما يقول المثل، ومَن يستهجن هذا الطرح – وهذا حقه – فإنّنا نذكّره بالسلوك الراقي والحضاري والمسؤول والأخلاقي الرفيع والإنساني العميم، عندما فَرّت قوات الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، هرباً من ضربات المقاومة اللبنانية في ” 25 – 5 – 2000″، وكان آلاف اللبنانيين في الجنوب، هم ممن نكّلوا بالمقاومة اللبنانية، ومع ذلك لم يقم “حزب الله” بـ “ضربة كف” لواحد من هؤلاء.
وطبعاً هنا، كانت الرحمة فوق العدل، بل كانت الرحمة فوق الحق وفوق الوطنية وحتى فوق قدرة العقل على الاحتمال.. ولو أنكم تسألونني، هنا، فيما إذا كنت – شخصياً – معجباً بهذا النمط من التعامل مع الخونة، فإنّني أؤكد بأنني أشعر بأنه يشكّل طعنة في قلبي وفي قلب كل مواطن سوري شريف.. ولكن للسياسة أحكامها وضروراتها التي تتناقض في كثير من الأحيان، مع المبادئ والأخلاق، وهذا لا يعني أنه لا مكان للأخلاق في السياسة، فللسياسة “أخلاقها” التي تتعارض في كثير من الأحيان مع الأخلاق الاجتماعية المعروفة، ولكنها ضرورة تفرض نفسها من أجل المصلحة العليا للوطن، وهكذا هي دروس التاريخ، تعلمنا في كثير من الأحيان، أن ندوس – للأسف – حتى على مشاعرنا، وأن نُعْمِلَ عقولنا بطاقاتها القصوى، لكي نتمكن من الارتقاء إلى مستوى السياسات العليا، التي تقتضي التضحية بالكثير، من أجل الحفاظ على الوطن وإنقاذه وحمايته من الانهيار، ومن ثم تسليم مقدّرات الوطن، للأجيال الشابة التي أثبتت عبر هذه الحرب الظالمة على سورية، بأنّها على مستوى المسؤولية، وحينئذ تستطيع هذه الأجيال الشابة الواعدة، القيام بكل ما تراه ضرورياً للوطن، بما في ذلك، إعْمالُ المحاسبة بَأثر رجعي.
-8-
[ وإذا المنيّة أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع ]
يقول المثل “عندما تقترب المنية، يعمى البصر”، وهذا بالضبط ما يحدث مع بعض نواطير الغاز والكاز، الذين هرعوا للاستنجاد بـ “نتنياهو” بعد أن رأوا أنّ “واشنطن” قد “خذلتهم!!!!” لأنّها لم تقم بحرب عسكرية تقليدية ضارية ضد الجمهورية العربية السورية، وبدلاً من ذلك تعمل واشنطن، للتقارب مع إيران.
وكانت صدمة هؤلاء النواطير، كبيرة، عندما اكتشفوا أنّهم رغم خدماتهم اللامحدودة لواشنطن ولندن و”إسرائيلهم” عبر عشرات السنين، فإنّ واشنطن تعاملهم الآن، كـ “محارم تواليت” تمسح نفسها بها، ثم ترميها في سلة المهملات، واحدة إثر الأخرى.
فتهافتوا إلى “إسرائيل” يتوسلون إليها، للتوسط لهم عند “واشنطن” وليقولوا لـ “نتنياهو” أنّ من الضروري، أن يقوم بإقناع واشنطن، أنّ بقاء “أسد دمشق” وعدم بقاء العداء الأمريكي لإيران، يعني أنّ وجودهم – أي وجود هؤلاء النواطير – سوف يكون في خطر داهم.
إنّ هؤلاء النواطير القذرين، عجّلوا ويعجّلون بذلك، في تقريب نهايتهم المحتومة، بعد أن عميت بصائرهم كلياً، وذهبوا إلى “إسرائيل” بدلاً من أن يقوموا بالاعتراف بخطاياهم الكبرى، وخاصة تجاه سورية، الأمر الذي كان سيساهم، بعض الشيء، في تأجيل نهاياتهم المحتومة، بدلاً من لجوئهم، جهاراً نهاراً، لـ “إسرائيل”، هذا اللجوء، الذي سيعجّل في سقوطهم إلى قاع الهاوية.. بحيث يصح فيهم، فعلاً، قول الشاعر:
وإذا المنيّة أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة، لا تنفع
فـ “تميمة” اللجوء إلى “إسرائيل” جهاراً نهاراً، سوف تكون المعول الأول في قبورهم.
-9-
[ اللقيط السعودي “بندر بن أبيه” يقود مهلكة آل سعود إلى الهاوية ]
منذ أن قام المستعمر البريطاني، بإنشاء “مملكة آل سعود” في النصف الأول من القرن الماضي، لسببين رئيسيين، هما: التمهيد والتحضير لاغتصاب فلسطين، وزرع كيان غاصب جديد مكانها، اسمه “إسرائيل”، والسبب الثاني، هو تحويل العائلة السعودية، إلى نواطير للنفط العربي، الذي ستحصل عليه أوربا والعم سام، بأرخص من الماء، لقاء تسليم أراضي “نجد” و”الحجاز” لهذه العائلة، والسطو على مقدّراتها، بل وتغيّير الاسم التاريخي لهذه المنطقة، وإطلاق اسم جدّهم “سعود” عليها.
ومنذ ذلك الحين، وسفهاء مهلكة آل سعود، يقومون بالمهمة الملقاة على عاتقهم “خير قيام!!!!”، ولكن بهدوء وصمت وبدون صخب أو تباه، وعبر العمل على عدم قطع الجسور مع خصومهم، والاكتفاء بالتآمر السري، ضد أيّ توجه وطني أو قومي عربي.
إلى أن جاء أحد سفهائهم، وهو “اللقيط السعودي: بندر بن أبيه” المعروف في الولايات المتحدة الأمريكية باسم “بندر بوش” والمعروف بأنه بيدق تابع لـ “اﻹيباك” الصهيوني، ومهمته الأولى، تنفيذ ما يكلّفه به، اللوبي الصهيوني هذا.
وﻷنّ اللقيط “بندر بن أبيه” مصاب بجنون العظمة، وبالغرور المفرط والعنجهية الفارغة، فقد اندفع، بكل حماقة، لتدمير سورية ووضع اليد عليها، لكي يكون ذلك عربوناً يقدّمه هذا اللقيط، لأسياده الأمريكان ومشغّليه الصهاينة، من أجل تعيينه ملكاً على العرش السعودي.. دون أن يدرك هذا اللقيط، أنّ أسد بلاد الشام، ومعه شعبه وجيشه، قادر على هزيمة جميع المخططات الاستعمارية، مهما كان حجم هذه المخططات وكائناً مَن كان وراءها.
وﻷنّ هذا اللقيط، تجاوز الأعراف والتقاليد السعودية المتعارف عليها، في التآمر الصامت على العرب وعلى القضايا العربية، الوطنية والقومية، ومن ثم نكران ذلك، بل والادعاء بعكسه.. فإنّ ما قام به هذا اللقيط، فضح وعرّى مهلكة آل سعود من جميع الستائر والحجب، التي كانت تحرص دائماً، على التستّر وراءها، وأظهرها على حقيقتها، ليس كخادمة للحرمين الشريفين، كما تدّعي، بل كأداة رئيسية من أدوات المشروع الصهيو -أميركي، في الوطن العربي والعالم اﻹسلامي.
وهذا بالضبط، ما سيؤدي حتماً، وفي المستقبل القريب، إلى بداية النهاية لهذا السرطان الوهّابي -السعودي-التلمودي، من على اﻷرض العربية.
-10-
طالما أنّ عبد الإيباك: “بندر بن أبيه”
وعبد الليكود: “سعود الهزّاز”
هما الممسكان بملف التآمر على سورية، فإنّ مهلكة آل سعود، سوف تستمر في الهروب إلى الأمام، وسوف يستمر الدمار وسيلان الدماء في سورية، وسوف تستمر مهلكة الظلام الوهّابية في المزيد من الحفر، وفي تعميق الهوة التي ستكون هي المقبرة التي ستبتلع سفهاء آل سعود، وتهيل عليهم التراب إلى اﻷبد.
وفقط، اقتلاع هذين (العبدين) وقذفهما من النافذة، هو الذي يوقف سيول الدماء في سورية من جهة، وهو الكفيل، من جهة ثانية، بإطالة عمر مهلكة آل سعود، وتأخير مصيرها المحتوم، عدة سنوات إضافية.
-11-
لماذا ألغت مهلكة سفهاء آل سعود الوهّابية التلمودية، كلمة مندوبها، في الجمعية العامة للأمم المتحدة؟
لم تلغها، من باب الاحتجاج، كما يقولون، بل من باب محاولة تلافي العار الذي يلفّهم ويحيط بهم، من كل الاتجاهات.
هل يستطيعون إعادة التأكيد على موقفهم، الذي أعلنه “سعود الهزّاز” بمطالبة واشنطن، بشنّ حرب شاملة على سورية؟!!.
هل يستطيعون إعادة القول بأنّهم يرفضون انعقاد مؤتمر جنيف2، قبل تعديل موازين القوى العسكرية على اﻷرض؟!!.
هل يستطيعون اﻹعلان عن رفض التواصل اﻹيراني- الأميركي؟!!.
هل يستطيعون الاعتراف بأنّهم فشلوا في تنفيذ المهمة التي أخذوها على عاتقهم أمام اﻷمريكان، في إسقاط “نظام بشّار اﻷسد!!!!” قبل نهاية أيلول الحالي؟!.
هل يستطيعون الاعتراف بأنّهم أغبياء وبلهاء في السياسة الدولية، وأنّهم يمارسون “السياسة” بمنطق العشيرة والخيمة والديوانية؟!!.
بالتأكيد، لا يستطيعون القيام بشيء من ذلك، ولا يستطيعون فهم واستيعاب، حقيقة استخفاف سيّدهم اﻷمريكي بهم، وتجاهلهم، بل والامتناع حتى عن إعلامهم بشيء، بحيث ظهروا كـ: “اﻷطرش في الزفة”.
ولذلك سلك سفهاء آل سعود، سلوكاً طفولياً، وقاموا بـ (الحرد) والامتناع عن إلقاء الكلمة السنوية وهذا قمة العجز والتخبّط والضياع.
-12-
عندما يقول “حسن عبد العظيم”:
(السلاح الكيماوي، استخدم من قبل النظام، واستخدم أيضاً من المعارضة المسلحة في خان العسل في حلب)
فبماذا يختلف هذا “المعارض الوطني!!!” الذي تلقّى التعليمات من السفير اﻷميركي بدمشق، منذ بداية الثورة المضادة، ضد الدولة الوطنية السورية، والذي برّر وغطّى مئات العمليات اﻹرهابية، ضد الشعب السوري والجيش السوري، والذي تهالك وانقطعت أنفاسه، وهو يقدّم أوراق اعتماده للخارج اﻷطلسي ولسفهاء الخليج، ولكن هذا الخارج، رفض اعتماده إلّا كتابع لتابع هو “إتلاف حمد” الذي تحوّل إلى “إتلاف بندر”.. نقول ماذا تختلف مواقف هذا “المعارض الوطني!!!!” ومَن يشبهه، عن مواقف معارضات الناتو ومعارضات النفط والغاز؟؟!!!!!.
إنّ عدد قيادات “هيئة التنسيق” التي “ينسّقها!!!” هذا المعارض العجوز، أكبر من عدد قواعد هذه “الهيئة” المعارضة.
ومع ذلك، فإنّ الدولة الوطنية السورية، ترحب بمشاركة هذه “الهيئة” في العملية السياسية القادمة، ﻷنّها لم تشارك في حمل السلاح ضد الشعب السوري والدولة الوطنية السورية، رغم تعاطف معظم “قياداتها!!!” مع العصابات اﻹرهابية المسلّحة، ورغم مراهنتهم على هذه العصابات، ضد الدولة.
-13-
من حسن طالع هذا الجيل، وخاصة شرفاؤه -وهم اﻷغلبية – أنه كان لهم شرف المشاركة في مواجهة أعتى عدوان همجي أطلسي-صهيوني-عثماني-أعرابي، على سورية، في التاريخ.
ومن حسن طالع هذا الجيل، أنه عمّد بدمائه، معمودية التضحيات الأسطورية، التي أجهضت ذلك العدوان، ومنعته من تحقيق أهدافه الخبيثة.
ومن حسن طالع هذا الجيل، أنّ تضحياته الهائلة، كانت الحصن الحصين والدرع المتين، الذي حمى سورية والشرق العربي، من التفتت واﻻندثار.
ومن حسن طالع هذا الجيل، أنه كان وسيكون القابلة والولادة، التي سيبزغ، على أيديها، نظام عالمي جديد ونظام عربي جديد، أفضل من سابقيهما.
ومن حسن طالع هذا الجيل، بل بفضل هذا الجيل، أنّ ما جرى في مطلع القرن العشرين، لن يتكرر في مطلع القرن الحادي والعشرين.
ومن حسن طالع هذا الجيل، أنّ اﻷجيال القادمة، ستقرأ وستتذكر، عبر مئات السنين القادمة، أنّ هناك في زمانه، شعباً سورياً وجيشاً سورياً، كان على رأسهما: أسد بلاد الشام “الرئيس بشّار اﻷسد”، قدّموا تضحيات جلّى، وتحمّلوا من اﻷذى والألم والنكران والجحود، ما لا تتحمله الجبال الراسيات، ومع ذلك استطاعوا إسقاط مخطط الشرق اﻷوسط الإسرائيلي الجديد.