خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثامنة والستّون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة الثامنة والستّون:
[ الناس صِنْفَانِ، مَوْتَى في حَيَاتِهِمُ وآَخَرُون، بِبَطْنِ الأرض، أحياءُ ]
-1-
[ كارثة الكوارث، على “الأمّة العربية” وعلى “الدين اﻹسلامي الحنيف” وعلى “المسيحية المشرقية اﻷصيلة” ] هي:
(1)- الوهّابية التلمودية وربيبتها “عائلة آل سعود”.
(2) – اﻹخونجية البريطانية المتأسلمة.
والمصيبة أنّ هذين التنظيمين اللذين فبركهما واختلقهما الاستعمار البريطاني القديم، ثم أورثهما للاستعمار الأمريكي الجديد.. المصيبة أنّهما يختبئان وراء لافتة “الدين اﻹسلامي” ويعملان على احتكاره وادعاء تمثيله والنطق باسمه – وخاصة “اﻹسلام السني الذي لا يشكّل مذهباً، بل هو أكثرية المسلمين وأمة اﻹسلام – على الرغم من أنّ “الوهّابية” و”الاخونجية” معاً، لا تشكلان في العالم كله، أكثر من “2” اثنين بالمئة من مجموع المسلمين في العالم، أي أقليّة الأقليّة بين المسلمين، ومع ذلك يكفّران ويؤبلسان الـ “98” الباقية من مسلمي العالم، في حال عدم انضوائهم تحت جناحيهما.
ولا يكتفي هذان التنظيمان المتأسلمان بذلك، بل وضعا نفسيهما، في خدمة المشروع الصهيو-أميركي، الذي يهدف إلى تدمير “اﻹسلام” عبر دمغه وإغراقه باﻹرهاب الدموي المدمر، ويهدف إلى سحق “العروبة” وتفتيت بلدانها وإلغائها من متن التاريخ، ويهدف إلى استئصال “المسيحية المشرقية” من هذا الشرق، وتشتيت أبنائها في أربع أرجاء اﻷرض.
ولا يقع اللوم في ذلك، على الاستعمار الصهيو-أميركي، ﻷنه تاريخياً وراهناً، هو العدو اﻷكبر لنا جميعاً، ولكن اللوم الحقيقي، يجب أن يطول أولئك العاملين، من بني قومنا، على تدمير اﻹسلام والعروبة، باسم اﻹسلام والعروبة.. ولن يتمكن العرب والمسلمون، من الدفاع الفعّال والناجع عن وجودهم ومستقبلهم، إلّا إذا وضعوا النقاط على الحروف، وأعلنوا الحقيقة بدون مواربة، وهي أنّ أعدى أعداء العروبة واﻹسلام، واﻷكثر خطراً على وجودهما، هم:
– “الوهّابية التلمودية السعودية”.
– “خُوّان المسلمين”.
وإلّا إذا جرى العمل الفعلي الحثيث، على امتداد الساحة العربية، لفضح هذين التنظيمين، والعمل على تطويقهما، ومنعهما من تنفيذ المهام القذرة المناطة بهما، مقابل الحماية الأمريكية لهما، ومقابل احتضانهما ورعايتهما.. وإذا لم يجر ذلك، فإنّ هذا السرطان “الوهّابي” و”اﻹخونجي” سوف يستمر في دوره التدميري للمنطقة العربية، وبما يزيد أضعافاً مضاعفة، عن الدور التدميري الذي قام به شريكهما الثالث “الصهيونية العالمية”… والخيار اﻵن هو لعشرات ملايين العرب، وهم على مفترق طرق، فإمّا يخرجون من التاريخ، لمئات السنين القادمة، وإمّا أن يدخلوا التاريخ، مجدداً، وبقوة، عبر وقوفهم بكل قوة، ضد “خُوّان المسلمين” وضد “الوهّابية التلمودية السعودية”.
-2-
[ حقيقة الاتفاقية، بين المطبخ السياسي الأمريكي، وبين التنظيم العالمي لـ “خُوّان المسلمين:
“السلطة” لـ “خُوّان المسلمين”، و”السلطان” للأمريكان، و”الأمن” لـ “إسرائيل”]
ارتكزت الاتفاقية الناظمة بين التنظيم العالمي لـ “خُوّان المسلمين” ومطبخ القرار الأمريكي، منذ سنوات عديدة، على مرتكزات ثلاثة:
(1): التعاون والتنسيق، لإيصال “خُوّان المسلمين” إلى الحكم، واستلامهم “السلطة” في جميع الدول العربية – ما عدا محميّات النفط والغاز، التي يفضّل أن تبقى تُدار، بهذا الشكل الريعي العائلي البدائي، مع بعض التبديلات الداخلية، عند الضرورة – وعلى أن يدير “خُوّان المسلمين” المسائل المعيشية والإدارية واليومية، في البلدان التي سيتسلمون السلطة فيها..
(2): أمّا “السلطان” فللأمريكان، بمعنى أن تكون القرارات السياسية والاقتصادية الكبرى والإستراتيجية، من اختصاص “العمّ سام” الأمريكي..
(3): أن يكون “أمن إسرائيل” بالمفهوم الصهيوني العنصري الاستيطاني، محفوظاً ومحمياً ومصاناً، بالفعل وبالواقع، مع إعطاء هامش إعلامي لـ “خُوّان المسلمين” عند الضرورة، للتحدّث بما هو عكس ذلك.. وعبر استحضار تجربة “الثورة العربية الكبرى” عام “1916” وتمرير المخطط الجديد، هذه المرة، تحت عنوان “الربيع العربي” كما جرى تمرير “سايكس بيكو” و”وعد بلفور” تحت عنوان “الثورة العربية الكبرى”.
ومن المعروف أنّ جماعة “خُوّان المسلمين” أنشأها البريطانيون، عام “1928” في “مصر”، تحت عنوان أنّها “حركة إسلامية تقاتل ضد الإمبريالية البريطانية!!!!!!!” من أجل إعطائها المصداقية اللازمة والمطلوبة، للانتشار في “مصر” أولاً، ومن ثم التوسع، في باقي الأرجاء العربية والإسلامية ثانياً.. وحتى الآن، يوجد “المركز التنسيقي العالمي” لـ “الإخوان المسلمين” في العاصمة البريطانية “لندن”.
وكان مقدّراً للاتفاقية المعقودة بين الأمريكان و”الخّوّان”، حسب الحسابات الأمريكية، أن تضمن تبعية الوطن العربي، بكامله، للولايات المتحدة الأمريكية، لمدة تتراوح بين ربع قرن ونصف قرن قادم من الزمن، استناداً إلى كون “خُوّان المسلمين” هم التنظيم الأقوى والأوسع والأقدم، بين جميع التنظيمات السياسية العربية، واستناداً إلى وجود أكثر من ثلث المواطنين العرب، يرسفون في غياهب الأمية الأبجدية، وهؤلاء، يلتحق معظمهم، أوتوماتيكياً، بـ “خُوّان المسلمين” لقناعتهم بأنّ هؤلاء “بتوع ربنا”، ولأنّ عشرات ملايين العرب، مؤمنون بالفطرة، وينجذبون إلى كل ما له علاقة بالدين.
ولكن حساب الحقل لم ينطبق على حساب البيدر، سواء لدى الأمريكان أو لدى “خُوّان المسلمين”، إذ أنّ حكم الـ “خُوّان” الذي كان متوقعاً له الاستمرار في السيطرة على المنطقة، لمدة “25” إلى “50” عاماً، لم يمض عام واحد، حتى انهار هذا الحكم في مركزه الأم “مصر” وانكسر عموده الفقري، وجرى طردهم خارج السلطة.. وهذا ما أدّى إلى ذهول الأمريكان وصدمتهم ومسارعتهم إلى لملمة القوى الأخرى، التابعة لهم في المنطقة، واستنفار أعراب الغاز والكاز، من أجل تلافي ذهاب الأمور على الساحات العربية، في اتجاهات لا تحمد عقباها، على السياسة الصهيو- أمريكية.. مع التأكيد بأنّ “العم سام” لن يتخلّى عن “خُوّان المسلمين” وسوف يبقيهم ورقة احتياطية بيده، قابلة للاستخدام، بما يناسب مصالحه، مستقبلاً، رغم صدمة الأمريكان الكبرى، بالفشل الذريع والسريع الذي لحق بالتجربة الأولى لـ “خُوّان المسلمين” في الحكم.
هذا هو جوهر ما جرى ويجري الآن، وما سيجري في السنوات القادمة، بمعنى أنّ الصراع هو بين الشعوب العربية، التي يحرّكها وجدانها ومصلحتها، وإنْ كانت – أي الشعوب – غير منظمة، وغير متمتعة بقيادات حقيقية تعبّر تعبيراً صادقاً وعميقاً، عن ضمائرها ووجداناتها… وبين المحور الصهيو-أمريكي وأذنابه الأعراب، الملحقين به، وخاصة أعراب الغاز والكاز..
ولكن لنا ملء الثقة، بأنّ المستقبل لن يكون، إلّا للشعوب، المستعدة لتقديم أعظم التضحيات، دفاعاً عن كرامتها ومستقبلها الزاهر، مهما كانت الهجمة الاستعمارية الجديدة، شرسة وطاحنة وخبيثة .
-3-
[ عَبِيد العَبِيد الجُدُدْ ]
عندما وقعت الأزمة في الجمهورية العربية السورية، وشنّ المغول الجدد الأجانب، والتتار المتوحشون الأعراب، وخوارج العصر المتأسلمون الإرهابيون، حربهم الاستعمارية الجديدة عليها…. وقف الكثير من “فنانيها” و”مثقفيها” و”إعلاميّيها” في خندق الأعداء، وتحوّلوا إلى طلقات مسمومة، يستخدمها أعداء سورية، وحوّلوا الحليب الطاهر الذي رضعوه من أثداء الأرض السورية المقدّسة، إلى سُمّ زعاف، يقذفون به، صوب الوطن، وتحوّلوا هم إلى خناجر مسمومة، تطعن سورية والسوريين، في الصدر والظهر والقلب والرأس.. لا بأس، لقد حملكم الشعب السوري، على أكتافه، منذ نعومة أظفاركم، إلى أن وصلتم إلى ما كنتم عليه، وعندما دارت رحى الحرب على سورية، لم تكتفوا بـ “النأي بالنفس” عن الوطن وعن التحديات المصيرية التي يواجهها، بل تسابقتم وتنافختم، لكي تكونوا في طليعة صفوف أعداء سورية… كل ذلك من أجل حفنة دولارات، مغمّسة بالذل والعار والفضيحة والمهانة، التي تتلقونها كل يوم في ديار “أسيادكم” الجدد.. وهؤلاء الأسياد الجدد، ما كانوا يوماً إلّا عبيداً وأجراء وأقناناً، في بلاطات “سيدهم” الأوربي والأمريكي.. فَلْتَهنؤوا بحفنة الدولارات، التي استمرأتم العبودية، ثمناً لها، بعد أن كنتم أحراراً معززين مكرمين في وطنكم السابق سورية… ولن تفيدكم بشيء، كل ادعاءاتكم، بأنّكم وقفتم مع الحرية ضد العبودية، ومع الشعوب ضد الاستبداد، ولن تفيدكم بشيء، كل تلك الأدوار الدرامية، التمثيلية منها والحقيقية، التي قمتم بها، من أجل تقديم أوراق الاعتماد لأسيادكم العبيد الجدد، ولن تفيدكم بشيء، عشرات البيانات “المثقفاتية” التي تتباكون فيها على الجرائم الفظيعة داخل وطنكم السابق، لأن مَن كان ولا زال وراء هذه الجرائم، هم أسيادكم العبيد الجدد… فهوية العواصم والمدن التي تقيمون فيها وتقبضون منها، تفضحكم وتعريكم.
لقد سقطتم، يا عبيد العبيد، إلى الأبد، وسوف يلعنكم أطفال وأحفاد الشعب السوري، في كل زمان وفي كل مكان .
-4-
[ لكي يعترف “خُوّان المسلمين” و” الوهّابية التلمودية” بصحّة وسلامة إسلام أي مسلم – سنّياً كان أم شيعياً- ]
لا بدّ من أن يكون :
– “صديقاً” تابعاً للأمريكان واﻷوربيين .
– وأن يكون ضد العروبة المستقلة القرار.
– وأن يكون عدوّاً لنهج وقوى المقامة ضد “إسرائيل”.
– وأن يكون صديقاً لأصدقاء “إسرائيل” وعدوّاً ﻷعدائها.
– وأن يكون ضد “سنّة” المقاومة، ومع “الشيعة” المعادين لنهج المقاومة.
– وأن يكون مع حماة “إسرائيل” ومع حلفائها ومع أصدقائها ومع تابعيها وتابعي تابعيها.
– وباختصار: أن تكون في صف “إسرائيل” وفي خندقها، وفي خدمة مشروعها.
– وكل مَن لا يتحلّى بهذه المواصفات المطلوبة – إخونجياً ووهّابياً -، يتحوّل فوراً، إلى كافر ومرتد ومجوسي ورافضي وصفوي وفارسي، وبما يستدعي إقامة الحدّ عليه، حتى لو كان مسلماً سنياً حنيفاً، على مذهب أحد اﻷئمة اﻷربعة العظام، لا بل حتى لو كان واحداً من العشرة المبشّرين بالجنة.
-5-
[ انفصال “خُوّان المسلمين” عن العصر ]
وأنت تقلّب الفضائيات، ولا تتوقّف عند المسلسلات الرمضانية، بل عند بعض الحوارات.. يلفت نظرك حديث بعض رموز “خُوّان المسلمين” في “مصر” وفي غيرها من البلدان الأخرى… ويذهلك الحجم الهائل للانفصال عن الواقع، الذي يرسف فيه هؤلاء… وحجم الرغبوية “wishful Thinking” الذي ينطلق منه هؤلاء في تقييماتهم وأحكامهم… وحجم النفاق والدجل والرياء، في كل كلمة أو جملة ينطقون بها…. ولا يجدون حرجاً في الإصرار بأنّ “خُوّان المسلمين” يمثّلون “الحرية” في مواجهة “العبودية”… ويمثّلون “الديمقراطية” في مواجهة “الديكتاتورية”… ويمثّلون “الشرعية” في مواجهة “الخروج على الشرعية”… ويمثّلون “الإيمان” في مواجهة “الكفر”… ويمثّلون “الله” في مواجهة “الشيطان”… لا بل يتصرّفون وكأنّ “الله عزّ وجلّ” وقف عليهم وملك لهم وحدهم، وبأنّ مَن يختلف معهم أو يخالفهم، يكون مختلفاً مع “الله” ومخالفاً لأوامره…. وكأنّ الأغلبية الساحقة للشعوب العربية، لم تقبض على الـ: “خُوّان المسلمين” بالجرم المشهود، فور استيلائهم على السلطة، حينما انقلبوا على كل ما نادوا به، عبر أكثر من ثمانين عاماً، وحين تبرعوا لتحقيق الأمن الاستيطاني الإسرائيلي، وحين استمدّوا “شرعيتهم” من “العمّ سام” الأمريكي، وحين استخفّوا بشعوبهم، واعتمدوا “أهلهم وعشيرتهم” من تنظيم “خُوّان المسلمين”… لقد تعرّوا من “ورقة التوت” التي تستّروا بها، طيلة عقود عديدة، ولكنهم لم ولن يلتزموا بالنواظم الأخلاقية والقانونية والشعبية والدستورية، بل طوّعوها لخدمتهم، وخدمة الأمريكان والإسرائيليين.. ولو قيض لهم البقاء في السلطة، لكانت الأضرار والمصائب التي ستلحق بالأمة العربية، أكبر بمئات المرات، مما ستكون عليه، عبر وجودهم خارج السلطة، مهما عملوا ومهما شاغبوا ومهما تمردوا، بل حتى ولو انتقلوا إلى ممارسة الإرهاب الدموي، الذي بدؤوه منذ أربعينيات القرن الماضي، فإنّ ضررهم، وهم خارج السلطة، أقل بما لا يقاس من ضررهم وهم متمسكون بالسلطة.
باختصار: “خُوّان المسلمين” هم مصيبة، خارج الحكم، وكارثة كبرى، داخل الحكم.
-6-
[ قيادة حركة “حماس” الحالية، وخيبة الأمل الكبرى ]
· كم يحزّ في النفس ويقطع نياط القلب، ذلك الموقف والموقع، الذي وصلت إليه، قيادة حركة “حماس” التي كان معوّلاً عليها، فلسطينياً وعربياً، أن تردم جميع الثغرات والفجوات والانهدامات، التي تراكمت عبر عقود عديدة، في مسيرة القضية الفلسطينية.
· ولن نقف طويلاً، عند المواقف المخزية والمشينة، التي اتخذتها قيادة حركة “حماس” الحالية، بحق الدولة الوطنية السورية، وهي تواجه أعتى هجوم عدواني صهيو-أميركي، على قلب بلاد الشام… كذلك لن نقف طويلاً، عند موقفهم الأخير المخزي والمشين، أيضاً، بحق الأغلبية الكبرى للشعب المصري، وبحق ثورة “30 حزيران 2013″، وخاصة، بعدما تذرّعت هذه القيادة البائسة، بأنّها وقفت ضد “النظام السوري” لأنّها “لا تستطيع أن تقف ضد إرادة الشعوب!!!!!!!!”.
· لقد بدّدت قيادة “حماس” الحالية، دماء آلاف الشهداء، الذين ضحّوا بأرواحهم، حفاظاً على القضية الفلسطينية ودفاعاً عنها، لا بل صبّت هذه القيادة، دماء هؤلاء الشهداء، في طاحونة المشروع الصهيو- أميركي، عبر البوابة القطرية، المعروفة الدور والوظيفة المناطتين بها، في خدمة هذا المشروع الاستعماري الجديد.
· لقد اختارت قيادة “حماس” انتماءها الإخونجي الفئوي، وفضلته على انتمائها إلى “نهج المقاومة” الذي احتضنتها القيادة السورية، في حينه، بناء على هذا الانتماء المقاوم.. الأمر الذي أدّى إلى هذه العزلة الخانقة الحالية، التي تعيشها حركة “حماس”، بحيث تدفع “حماس” ومعها “القضية الفلسطينية” ثمن هذا الخيار البائس والمدمر، الذي اختارته قيادة الحركة، من حيث التحاقها الجذري، بالتنظيم العالمي لـ “خُوّان المسلمين” وانضواؤها تحت عباءته، على حساب القضية الفلسطينية.
· إنّ الثمن الباهظ جداً، الذي تدفعه القضية الفلسطينية، نتيجة هذا الموقف الأخرق، لقيادتها الحالية، لن يغفره لها الشعب الفلسطيني، بل ولن تغفره لها، القواعد المقاتلة في حركة “حماس”… وهذه هي الخطيئة الكبرى، التي تفوق بأضعاف مضاعفة، خطيئتها التي لا تغتفر، بحق الشعبين المصري والسوري.. والشعوب الحية، تمهل ولا تهمل .
-7-
[ الديمقراطية: أعظم ما أنتجه الفكر السياسي..
والإسلام: أعظم رسالة روحية.. ولكن… ]
– أعظم ما أنتجه الفكر السياسي، في تاريخ البشرية، هو “الديمقراطية”.
– وأنبل رسالة روحية في تاريخ البشرية، كانت هي “الدين الإسلامي الحنيف”
وللأسف العميق، فإنّ أنبل ظاهرتين في تاريخ البشرية، تجري، الآن، ومنذ عقود، مصادرتهما، ووضع اليد عليهما، وتوظيفهما، عكس الغايات الحقيقية، التي جاءا من أجلها.. بعد أن قام الاستعمار البريطاني الأخبث في تاريخ الاستعمار، باختلاق الآليات الكفيلة، بتجويفهما من الداخل، والحفاظ على الشكل، وبالأدق: الحفاظ على الاسم.
· فـ “الديمقراطية” التي ينعم الغرب، بالكثير من مزاياها، تتحوّل في معظم بلدان العالم الثالث، إلى ستارة وجسر، لإعادة الهيمنة السياسية، على معظم بلدان العالم الثالث، ولنهب القسم الأكبر من ثرواتها، وللاستئثار بأسواقها، عبر بعض الشرائح والقوى المحلية في الداخل، المتخادمة، مع أعداء شعبها ووطنها في الخارج، وقيام هذه القوى والشرائح، بتنفيذ ما هو مطلوب منها، خارجياً، وربط شرايين وأوردة بلدانها، مع الدورة الدموية لقوى ودول الاستعمار الجديد في الخارج، مقابل تسلمها للسلطة في بلدانها، ومقابل حصولها على حصة محدودة من الكعكة التي ينهبها الاستعمار الجديد، عبر آليات “الديمقراطية” المزيّفة، التي تمارس بعض عناصرها من حيث الشكل، وتطيح بمضمونها الذي يعني “حكم الشعب نفسه بنفسه”، وبحيث يجري تداول السلطة، بين أطراف هذه القوى والشرائح الداخلية التابعة، التي لا تمثّل الشعب، بل تمثّل قسماً محدوداً منه.. وكلما اهترأت وشاخت بعض هذه القوى والشرائح المحلية التابعة، يجري الاستغناء عنها “ديمقراطياً!!!!!” واستبدالها بأفواج ، لم تحترق ولم تتآكل، بعد، بل تكون قادرة على القيام بالوظيفة المناطة بها، في استمرار التبعية للخارج الاستعماري الجديد، ثم تجري “الطنطنة” والتباهي الأجوف، بالديمقراطية القائمة في هذه البلدان.. وهذا النمط من “الديمقراطية” المزيفة، من أسوأ أنواع الديكتاتورية، ولكن، صار هو السائد في معظم بلدان العالم الثالث التابعة، التي يتباهى الاستعمار الجديد، بأنه كان له شرف زرع الديمقراطية في ربوعها.
· وأمّا الطّامة الكبرى، وخاصة بالنسبة لشعوب الأمة العربية، فهي أنّ “الدين الإسلامي الحنيف” الذي كان له الفضل في الانتقال بالعرب، من قبائل وعشائر ضعيفة تابعة متنافرة، إلى أن يصبحوا سادة العالم، لمئات السنين….. وعندما كانت الشمس لا تغيب عن مستعمرات الاستعمار البريطاني القديم، قام هذا الاستعمار في أواسط القرن الثامن عشر، باختلاق واصطناع “الوهّابية التلمودية” وربطها منذ ذلك الحين بـ “العائلة السعودية” وأسند لها مهمة مصادرة “الإسلام” واستبداله، بصيغة “وهّابة تلمودية” جديدة تلغي العقل البشري، وتشعل النار بين صفوف المسلمين والعرب، وتعمل على جعله مطيّة، لتحقيق المصالح الاستعمارية الجديدة، وتجعل شعوب الأمة العربية والعالم الإسلامي، تحت رحمة الخارج، ليتلاعب بها كما يشاء، وكما تقتضي مصالح هذا الخارج غير المشروعة، وكانت هذه الخطوة، هي المدماك الأول، في عملية اغتصاب “فلسطين” وفي جلب “اليهود” من أصقاع العالم إليها، وإقامة “إسرائيل” على أرض فلسطين المقدسة….. وكان المدماك الثاني في إقامة هذه الدولة المغتصبة “إسرائيل” هو قيام الاستعمار البريطاني، نفسه، باستحداث وإقامة تنظيم متأسلم جديد في “أم الدنيا: مصر” هو جماعة “خُوّان المسلمين” عام “1928” ورعاية هذه “الجماعة” بشكل مباشر وغير مباشر، من أجل استكمال المهمة المناطة بـ “الوهّابية التلمودية” في مصادرة “الإسلام” وتكفير كل مَن لا ينضوي تحت رايتهما، وبما أدّى ويؤدي إلى أن تصبح جماعة “خُوّان المسلمين” هي السيف المسموم والملغوم في مواجهة كل الحركات الوطنية والقومية والتحررية والإنسانية، على الساحة العربية والإسلامية والدولية، خدمةً للمشاريع الاستعمارية، القديم منها والجديد، وخدمةً لـ “إسرائيل” بشكل خاص، عبر صرف النظر عن أخطارها، وصرف الاهتمام عن مواجهتها، واستبدال هذه المواجهة، بمواجهات داخلية دموية، بين فصائل الدين الإسلامي الواحد، سواء على ساحة الوطن العربي، أو على ساحة العالم الإسلامي.
· ولذلك، صار من المؤكّد والثابت، أنّ مواجهة الاستعمار الجديد، ومواجهة الصهيونية وقاعدتها “إسرائيل”، لا يمكن أن تنفصل عن فضح وتعرية ومواجهة أداتيهما، في ربوعنا العربية، وهاتان الأداتان المدمرتان للعرب والإسلام، والمختبئتان – زوراً ونفاقاً ورياءاً – وراء لافتة الإسلام الحنيف، هما “الوهّابية التلمودية” وجماعة “خُوّان المسلمين”، وأيّ قفز فوق هذه الحقيقة الدامغة، سوف يؤدي بالوطن العربي، إلى مزيد من الانقسام والضعف، وسوف يضع بلدانه وشعوبه، على طريق التفكيك والتفتيت.
-8-
[ يا طالب الدبس من النمس ]
ماذا تنتظر من مخلوقات بشرية، تسمّي نفسها “ثوّاراً”:
– وتنشد “الحرية” عن طريق “مشيخة قطر .
– وتطالب بـ “الديمقراطية” عن طريق “مهلكة آل سعود”.
– وتريد “الكرامة” عن طريق “السلطنة العثمانية الجديدة” التي تريد استعادة مجدها الاستعماري التليد.
– وتنتظر “العدالة” من أحفاد الاستعمار اﻷوربي، الذين بنوا بلدانهم، عبر استعمار ونهب شعوبنا وشعوب العالم .
– وَتَنْشُدُ “السلام” عبر”بلاد العمّ سام” الأمريكي، الذي بنى دولته على جماجم الأمريكان اﻷصليين، ممّن أسموهم “الهنود الحمر”، وعلى دماء عشرات ملايين الضحايا من الشعوب اﻷخرى.
– وتطالب الاستعمار القديم والجديد، باحتلال بلادها، وتدميرها، لكي تتمكّن، بواسطته، من استلام السلطة فيها.
– وتستكمل ذلك كله، بالاستنجاد بـ “إسرائيل” واﻻستقواء بها، واللجوء إليها، لمساعدتها في تحقيق “ثورتها” غير المسبوقة.
– هنيئاً مريئاً، لمثل هؤلاء “الثوّار”، الذين لم يعرف التاريخ، مثيلاً لهم من قبل، من حيث السفالة والنذالة والوضاعة والقذارة والانحطاط والسقوط .
-9-
[ مَن يحتلّ الكعبة المقدّسة، يتّهم الشعب السوري باحتلال سورية!! ]
عبيد “مهلكة آل سعود التلمودية الوهّابية”، ﻻ يَرْعَوُون عن غِيّهم، ولا يكتفون بأنهار الدماء وجبال الدمار، التي تسبّبوا بها، للشعب السوري، بل يطلبون من “المجتمع الدولي” التدخل لـ : “إنقاذ الشعب السوري، من التدمير الذي يقوم به نظامه!!!!!!!”.
وكأن مَن احتلوا بلاد (الحجاز ونجد) منذ مئة عام، وأطلقوا عليها، اسم جدّهم “سعود”، ووضعوا المقدّسات اﻹسلامية، والثروات النفطية، في خدمة أسيادهم الأمريكان والصهاينة.. كأنّ هؤلاء “اﻷمراء” العبيد، وقفوا، يوماً واحداً في تاريخهم، إلّا ضد الشعوب، بما في ذلك شعب الجزيرة العربية المحتلة من عائلة “آل سعود”!؟!؟!؟.
وهم اﻵن يناشدون العالم، لـ “مساعدتهم” في تدمير سورية، تحت عنوان “مساعدة الشعب السوري!!!!!”.. هذه هي”المساعدة” التي يقوم بها هؤلاء المحتلون للكعبة المقدّسة ولمكة الشريفة وللمدينة المنورة، والتصرف بها، وكأنّها ملك شخصي لهم، ورثوه عن جدّهم “سعود”.
-10-
[ بعد أن هزمت سورية، أخطبوط الإعلام الفضائي ]
إذا كانت الدولة الوطنية السورية، بشعبها العظيم وجيشها الباسل وأسدها العملاق، أسقطت مصداقية “فِيَلَة” الإعلام الأعرابي الإقليمي والأطلسي الدولي، من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية… فهل يتوهّم أحد، أنّها يمكن أن تتوقّف، عند بعض زواحف ورخويات وذباب وبرغش الإعلام، من مجندي المارينز الإعلامي، أو من مرتزقة بلاك ووتر، أو من نكرات إعلام الغاز والكاز، أو من المسامير الصدئة في أحذية هؤلاء، من المتطفّلين على الإعلام، سواء في الإعلام المقروء أو المسموع أو المرئي أو الإلكتروني؟!؟!؟!؟!؟!؟!.
-11-
[ لا يوجد أصدقاء دائمون، ولا أعداء دائمون، بل توجد مصالح دائمة فقط ]
مقولة بريطانية شهيرة في عالم السياسة، قالها “اللورد بالمر ستون” وزير خارجية بريطانيا، في ثلاثينيات القرن العشرين…… وهذه المقولة الشهيرة، هي التي تَحْكُم، في نهاية المطاف، السياسة الأمريكية والأوربية، ولكن ليس قبل أن يتكبّد هؤلاء، خسائر غير محسوبة، وليس قبل أن يصابوا بفشل ذريع في سياساتهم، وقبل أن يشعروا بمرارات غير متوقعة لديهم.
-12-
يبدو أنّ “هيئة التنسيق” المعارضة، كلها قيادات، ولكن بدون قواعد، فقياداتها -على ما يبدو – هي القواعد.
-13-
يبدو أيضاً أنّ “تيّار بناء الدولة” المعارِض، والذي لا يحتاج لأكثر من حافلة صغيرة، لكي تحمل كامل (التيّار).. ذلك أنّك عندما تسمع واحداً من هؤلاء – كما هو الحال لدى “هيئة التنسيق”– ينتابك العَجَب وهو يُرْعد ويُرْغي ويُزْبد على الشاشات، ويطالب الدولة السورية، بالتنحّي، من رأسها إلى قاعدتها – كما يقولون – لأنه – أي هو – يمثّل الشعب السوري، بينما هو بالكاد، يمثّل نفسه فقط، لأنه فشل حتى في تمثيل زوجته وأولاده.
-14-
فَاتَتْنا مسألة هامة، نستحق اللوم عليها، وهي ضرورة “توجيه الشكر!!!!!!!” لوزير “عربي” مجاور، أكّد بأنه جرى التعاون – أو ما شابهه – مع بعض الأصدقاء، في موضوع تسليح “المعارضة السورية” خلال الأسابيع الأخيرة.
فرجاءً، لا تؤاخذونا على هذه الغلطة التي ارتكبناها، والتي لا تغتفر!!!!!!؟، ولكن ما هو العمل لمنع النسيان، طالما أنّ النسيان، من طبع الإنسان.. مع أنّ البعض يقول بأن تسمية “الإنسان” جاءت من “النسيان”، ولكن البعض الآخر يقول بأن كلمة “الإنسان” هي مثنى لكلمة “إنس”.