خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثامنة والخمسون)
موقع إنباء الإخباري ـ الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة الثامنة والخمسون:
أَفِي كُلِّ يَوْمٍ، تَحْتَ إِبْطِي، شُوَيْعرٌ
ضعيفٌ يُقَاوِيني، قَصيرٌ يُطَاوِلُ؟!
* المتنبي
[ سورية، حكاية لا تنتهي، سوف تخبرها الأجيال القادمة، للأجيال التي تليها، وستتحدّث عن الرئيس بشّار الأسد، كأسطورة تاريخية ] * د. بيير عازار
-1-
[ سباق (الأزمة الدامية في سورية، بين “الحسم العسكري” و”الحسم السياسي”) ]
على الرغم من أنّ السواعد المباركة، لأبطال الجيش العربي السوري، هي التي ستحسم وستحدّد نتيجة الحرب العالمية الثالثة، الهجومية العدوانية الإرهابية، التي شنّها ويشنّها، المحور الصهيو- أميركي -الوهّابي -الإرهابي على الدولة الوطنية السورية، التي تخوض حرباً دفاعية مقدسة، دفاعاً عن شعبها، ودفاعاً عن شعوب الأمة العربية من محيطها إلى خليجها، ودفاعاً عن نهج التحرر الوطني في العالم الثالث، ودفاعاً عن اصطفافات وتشكيلات دولية جديدة، تنتفي فيها القطبية الأحادية الصهيو-أمريكية، في قيادة العالَم، وليجري استبدالها، بتعددية قطبية دولية، تستطيع، عبرها، شعوب ودول العالم الثالث، التملّص والتخلّص من التحكم والهيمنة الاستعمارية الجديدة عليها… أقول، رغم ذلك، فإنّ السباق بين “الحل السياسي” و”الحل العسكري” قائم على قدم وساق.. وخاصة بعد فشل المحور الصهيو -أميركي وأذنابه، في الاستحواذ على سورية، وتحويلها إلى بيدق يدور في الفلك الصهيوني، كما هو حال الكثير من البيادق الأعرابية وغير الأعرابية في منطقتنا – رغم الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدتها سورية – وبدأ مطبخ القرار الصهيو-أمريكي، يقتنع بأنّ مخططه، في هذا المجال، قد فشل، وبأنه مضطر للتراجع، شيئاً فشيئاً، عن ذلك المخطط، والانتقال إلى مرحلة الحرب التراجعية، عبر العمل على استخلاص كل ما يستطيع استخلاصه والحصول عليه من المكاسب، عبر التحايل والتذاكي والتشاطر الدبلوماسي والسياسي.. ولذلك قام ويقوم هذا المحور الصهيو -أميركي، بجهود حثيثة، للملمة أدواته وبيادقه وزواحفه ومستحاثاته ومراهقيه ومعتوهيه، من “المعارضات” السورية، والعمل على نفخ الحياة فيها، وزرقها بأمصال ومقويات، في شرايينها وأوردتها، من أجل الاحتفاظ بها واستخدامها، شماعة وواجهة وغطاء وقناعاً، في مواجهة الدولة الوطنية السورية – دون أن ننسى أو ينسى أحد، أنّ غير المأسوف عليه “مجلس استانبول” لم يحتج إلّا إلى تصريح إعلامي واحد، من “هيلاري كلنتون”، حتى سقط صريعاً مضرجاً بدمائه وعاره وشناره – .. أقول بأنّ الفرق بين “الحل العسكري” و “الحل السياسي” لا يختلف من حيث النتيجة، التي هي النصر المؤكد للدولة الوطنية السورية، في مواجهة هذه الحرب الظالمة عليه، ولكنه يختلف من حيث حجم الخسائر البشرية والمادية، التي ستضطر سورية، لدفعها، فيما إذا استمر المحور الصهيو -أميركي وأذنابه، في ركوب رأسه والاستمرار في هذه الحرب الوحشية الدامية، عليها… ولذلك فإنّ “العمّ سام” الذي يريد (1) الخروج الآمن من أفغانستان ، ويريد:
(2) تلافي الحرب العسكرية مع إيران – رغم كل القرقعة والجعجعة – ويريد:
(3) التمهيد لتصفية القضية الفلسطينية، بما يحقق أمن إسرائيل العنصري الاستيطاني، ويريد:
(4) الانتهاء من “وجع الرأس” والصداع الذي تسببه له كوريا الشمالية، ويريد:
(5) إنعاش الاقتصاد الأميركي، بعد أن زاد الدين العام الأمريكي، على (16) ستة عشر تريليون دولار – أي ستة عشر ألف مليار دولار!!!! – ويريد:
(6) تبريد المناخ السياسي، بينه، من جهة، وبين روسيا والصين، من جهة أخرى، ويريد:
(7) بل يتحسب ويهاب، من انفلات قطعان صنائعه الإرهابية الظلامية المتأسلمة، بما قد يدفع الأمور، إلى تكرار (11) أيلول/سبتمبر، عام (2001)، ليس في أميركا وحدها، بل في مختلف دول الاتحاد الأوربي، الأمر الذي سيؤدي، حينئذ، إلى نقمة شعبية هائلة، لا حدود لها، على الساحة الأمريكية والأوربية.
هذه العوامل السبعة، تدفع بواشنطن، للذهاب باتجاه “الحل السياسي” في سورية، وإصدار أوامرها الصارمة، لأتباعها وأذنابها، بأنّ ” اللعبة انتهت : game is over ” .. لماذا ؟ لأنّ الاتفاق على حل الأزمة في سورية، هو المدخل الوحيد والأكيد، وهو الممر الإجباري، لعبور “العمّ سام” إلى واحة الاتفاق على النقاط السبعة المذكورة سابقاً، والتوصل إلى تحقيقها….. ومع ذلك فإنّ الدولة الوطنية السورية، وقيادتها الأسدية الاستثنائية، تعتمد على الله عزّ وجلّ، وعلى شعبها العظيم، وعلى جيشها العربي السوري البطل، وعلى صداقاتها، وعلى تحالفاتها، مع التذكّر الدائم، بأنّ الصمود السوري الأسطوري، في مواجهة هذه الحرب العالمية الثالثة، عليها، هو الأساس في كل ما يجري، وهو العمود الفقري الذي اكتسى، بباقي العوامل الأخرى، ومع التذكّر الدائم أيضاً، بأنّ الدولة الوطنية السورية، قررت أمرين، لا ثالث لهما، وهما: إمّا (النصر) وإمّا (النصر) مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات .
-2-
[ سؤال ]
بماذا تردّ على تصريح رئيس الموساد السابق، الذي يقول فيه (أنّ الأسد الابن، كما الأب، كانا حليفين تاريخيين لإسرائيل، حيث حافظا على جبهة الجولان، هادئة على مدى أربعين عاماً، وإسرائيل لن تسمح بسقوط الأسد) الجواب:
(1): لن يصل بي الغباء وقصر النظر، إلى درجة أنسى فيها مئات التصريحات الإسرائيلية، بدءاً من شمعون بيريز ونتنياهو وليبرمان وباراك وعشرات القادة الإسرائيليين، السياسيين والعسكريين، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ومراكز صنع القرار، ومراكز البحث والتفكير، التي تؤكّد، جميعها، بأنّ (سورية الأسد) هي العدوّ الأخطر لإسرائيل في المنطقة، وبأنّها تدعم (حزب الله) العدوّ الأشرس لإسرائيل، والمقاومة الأكثر عداء لإسرائيل في المنطقة، وبأنّها تتحالف مع (إيران) الخطر الأكبر على إسرائيل في هذا العالم… لن يصل بي الغباء وقصر النظر والجهل والضغينة، إلى درجة، أنسى فيها كل ذلك، ثم أتذكر، فقط، ما قاله مسؤول إسرائيلي سابق، قال ما قاله، من أجل مساعدة وتزويد، أعداء الدولة الوطنية السورية، وأعداء نهج المقاومة والممانعة، بمادة يتوهم قائلها، أو قائلوها، أنّها يمكن أن تسعف أدواتهم الإرهابية، داخل سورية وخارجها، في حربهم الشعواء على سورية، عبر محاولة قلب الحقائق وتزوير الوقائع، وطمس الأدوار القذرة والمسمومة، التي يقوم بها، مَن يتكئون ويستشهدون، بتصريح يتيم من هنا أو من هناك، جرت صياغته والإدلاء به، خصيصاً لهم ومن أجلهم، لكي يتاح لهم استخدامه في وجه الدولة الوطنية السورية، في محاولة بائسة ويائسة، لستر عريهم، وتغطية مخازيهم، والتستّر على تحولهم، إلى أدوات قذرة، تنفذ المهام المناط بها تنفيذها، لتطبيق المشروع الصهيوني في الأرض العربية.
(2): لن يصل بي الغباء وقصر النظر والجهل والضغينة، إلى درجة أنسى فيها أنّ (سورية الأسد) عانت الأمرين، عبر عشرات السنين الماضية، بسبب عدائها المطلق لإسرائيل، وبسبب عدم تخليها عن القضية الفلسطينية، وبسبب رفضها التفريط بذرة واحدة من حقوقها الوطنية، وبسبب احتضانها ودعمها، لجميع قوى المقاومة العربية والإسلامية، التي تواجه إسرائيل والمشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة.
(3): لن يصل بي الغباء وقصر النظر والجهل والضغينة والحقد والارتهان، إلى درجة أتحول فيها إلى أعمى البصر والبصيرة، بحيث لا أرى أنّ كل مَن يقاتلون الدولة الوطنية السورية، منذ أكثر من سنتين حتى الآن، هم أزلام وبيادق، أصدقاء وحلفاء إسرائيل، وهم أذناب وأتباع نواطير النفط والغاز، الخانعين التابعين، بدورهم، للحلف الأطلسي، الحليف والحامي الأكبر لإسرائيل، وهم كذلك بيادق العثمانيين الجدد، الذين يشكّلون رأس حربة الحلف الأطلسي، والحليف العسكري والأمني والسياسي والاقتصادي الأكبر لإسرائيل في المنطقة.
(4): لن يصل بي الغباء والضغينة، إلى درجة أنسى فيها، أنّ (سورية الأسد) تعرّضت للحصار والضغوط والعقوبات والحروب، عبر أكثر من أربعين عاماً، لأنّها تقف ضد إسرائيل، ولأنّها رفضت التنازل عن سنتمتر واحد من حقوقها الوطنية، ولأنّ العلم الإسرائيلي، لا يرفرف في عاصمتها، ولأنّ أرضها الطاهرة، لم تتلوث بوجود سفارة إسرائيلية فوقها، ولأنّها رفضت أن تقبل سلاماً، لا يكون شاملاً وعادلاً، يعيد الحقوق العربية المغتصبة إلى أصحابها.
(5): لن يصل بي الغباء والجهل، إلى درجة لا أرى فيها، أنّ كل الخراب والدمار والقتل والتفجير والاغتيال والخطف، الذي قام به ونفّذه، مَن يأخذون المال والسلاح والدعم والحماية والاحتضان، من المحور الصهيو-أميركي-الوهّابي -الإخونجي، حصراً، أنّ كل ذلك، حصل لسورية الأسد، لأنّها رفضت وترفض الانخراط في مشروع الشرق الأوسط الصهيوني الجديد، الذي دشّنته (جامعة حمد الصغير بن أبيه) وانخرط معها فيه، الطيف الأكبر من النظام العربي الرسمي.
(6): لن يصل بي الغباء والعمى السياسي، إلى درجة، أجعل فيها من الصديق الاستراتيجي، للعرب والقضايا العربية، الذي وقف مع الحق العربي في فلسطين، وانتقل من التحالف الاستراتيجي مع إسرائيل (في عهد الشاه) إلى العداء الاستراتيجي مع إسرائيل، في عهد الجمهورية الإيرانية الإسلامية، أن أجعل منه عدواً، ولا أن أجعل من إسرائيل العدوّ التاريخي الأكبر للعرب في العالم، أن أجعل منها صديقاً وحليفاً، لاسترضاء حلفائها الأطلسيين، ولتقديم أوراق الاعتماد لهم، من أجل الحفاظ على العروش والكروش والقروش والبقاء برعاية وحماية “العمّ سام”.
(7 ): إذا كانت ذاكرة البعض مثقوبة، وعيونهم كليلة، عن رؤية خيط واحد من خيوط الحقيقة، وعقولهم عاجزة عن رؤية، إلّا ما يريد لهم، مموّلوهم ومشغّلوهم ومحرّكوهم وأسيادهم، في المحور الصهيو-أميركي، أن يروه.. فهذا لن يغير شيئاً من الحقائق الدامغة والثوابت الراسخة، في أنّ المستقبل هو للشعوب الحية، وأنّ الدولة الوطنية السورية، بقيادة الرئيس بشّار الأسد، هي رافعة المستقبل الواعد القادم للشعوب، في مختلف بقاع الأرض .
-3-
[ الْتَمَّ المتعوس على خايب الرجا ]
ألا تتذكرون هذا المثل، الذي ينطبق على جهتين، هما “الأصل” و”حذاؤه”؟ والأصل هنا، هم “أصدقاء إسرائيل، وأعداء سورية” الذين سمّوا أنفسهم” زوراً وبهتاناً “أصدقاء سورية” – ولن نتحدّث عنهم هنا، فقد تحدثنا عنهم سابقاً، بما فيه الكفاية، وقلنا أنّهم كمَن يحرث في الماء، لن يصلوا إلى نتيجة، ولن يعودوا إلّا بخفي حنين، ولن يحقّقوا إلّا المزيد من سفك دماء السوريين، وتدمير ما يستطيعون تدميره من مقدّرات الشعب السوري -.. وأمّا “الحذاء”، فهو حذاء، أو أحذية، “أصدقاء إسرائيل وأعداء سورية” من المعارضات السورية المأجورة والمرتهنة، المصنّعة والمفبّركة، في الخارج المعادي لسورية، والمجنّدة لتدمير سورية، عبر تشكيلها الستارة المحلية اللازمة والغطاء المحلي المطلوب، لتنفيذ وتمرير عملية التدمير هذه.. ويأتي في مقدمة هذه الأحذية “إتلاف حمد” المسمّى “الائتلاف الوطني” الذي تناوبت عليه، مسامير عديدة صدئة، تتساقط واحداً بعد الآخر، لاهترائها ولانتهاء صلاحيتها، وكان آخر المسامير الصدئة المهترئة، في هذا الحذاء، شخص بهلول، يفتقر إلى التوازن النفسي والعقلي، ويثير الشفقة والازدراء، في آن واحد، بسبب زجه في ما ليس له به علم ولا دراية ولا خبرة، وهذا البهلول البائس، اسمه (مَعّاز الخطيب: بفتح حرف الميم، وشد حرف العين) الذي تحول إلى ممثل تراجيكوميدي فاشل، يقول شيئاً في الصباح، ويقول عكسه في المساء، ويستقيل ظهراً، ليعود ليلاً عن استقالته، وليستقيل ثانية، ولكن ليستمر في التحدث بصفته التي استقال منها!!!!!!!!!!!!..
ما علينا، كل هذا لا يهم، لكن ما يدعو إلى الضحك، حتى ينقلب المرء على قفاه – وشر البلية ما يضحك – هو ما سمّي “مبادرة مَعّاز الخطيب” في “التكرّم” بالسماح للرئيس بشّار الأسد، في مغادرة سورية، وأن يأخذ معه، خمسمئة شخص، من أركان الدولة، ولكن بشرط أن تكون هذه المغادرة، خلال عشرين يوماً، فقط لا غير!!!!!!!!!!!!!. بالله عليكم، ما هذه المهزلة وهذه المسخرة، في ما يسمّى “الائتلاف الوطني”؟! وما هذا المعتوه “مَعّاز الخطيب” الذي يتكلم، وكأنه هارب من مصح عقلي؟!. إذا كان أسياد أسياده في المحور الصهيو-أطلسي الذي شنّ الحرب على سورية، بمختلف الوسائل المتاحة لديه، ومع ذلك، فشل فشلاً ذريعاً، في النيل من الصمود السوري والعنفوان السوري والثبات السوري، فكيف يخطر ببال بهلول معتوه كـ (مَعّاز الخطيب) أن يتحدّث، وكأنه (الماريشال جوكوف) أو (الماريشال مونتغومري) أو (ستالين) أو (تشرشل) الذين يريدون فرض شروط المنتصر، على ألمانيا المهزومة في الحرب العالمية الثانية؟!؟!؟!؟!؟!، وإذا كان صاحب الحذاء، الذي هو المحور الصهيو-أميركي، فشل وبالقوّة، في فرض كلمة واحدة، مما قاله هذا المعتوه، فكيف يخطر ببال “الحذاء” أو ببال أحد المسامير الصدئة في هذا الحذاء، أن يطالب بما يشبه شروط المنتصر، في الوقت الذي انهزم فيه، مشغّلوه ومموّلوه وأسيادهم وأسياد أسيادهم، هزيمة نكراء، على أبواب القلعة السورية؟!؟!؟!؟!؟! يقول المثل العامي (هيك صطمبا، بدا هيك ختم) وبالتالي “معارضة” كمعارضة “إتلاف حمد” مناسبة جداً، لأصحابها الذين اختلقوها وفبركوها في المحور الصهيو- أطلسي وأذنابه، ولذلك يصح عليهم، تماماً، المثل الذي أوردناه في البداية (الْتَمّ المتعوس، على خايب الرجا).
-4-
[ للمراهنين على غياب الدور السوري في المنطقة ]
قرأت لدى عشرات “المحللين” الناطقين باسم أسياد أسيادهم، في المحور الصهيو- أميركي – الوهّابي – الإرهابي، بأنّ دور سورية الجيو-سياسي، قد انتهى، إلى الأبد، وأنّ سورية قد تحوّلت إلى “خرابة” حتى أنّ أحدهم قال: “لقد تداعت سورية، كلها كدولة، بمؤسساتها وبوجودها وبالظروف المحيطة بها”.
وتعقيباً على هذا النمط البائس الرغبوي الضغائني، من الطروحات، أقول: لا تستطيع قوة على وجه الأرض، أن تلغي دور سورية، وعندما تهجم كل جراثيم الكون وسمومه وميكروباته، على سورية، فإنّ سورية، قد تنشغل بعض الوقت، لتتعافى وتعود أكثر صلابة وحصانة وقوة.. ذلك أنّ دور سورية، يصنعه الشعب السوري العظيم… ويصنعه التاريخ السوري الموغل في القدم، لآلاف السنين… وتصنعه ديكتاتورية الموقع الجغرافي السوري… وتصنعه القيادات التاريخية السورية…. ومهما أدموها وغدروا بها، وتصوّروا أنّهم طرحوها أرضاً وانتهوا منها إلى الأبد، فإنّ دماء أبنائها، ودموع ذويهم، ومعاناة أهلها، سوف تتحول إلى أنهار تصب في طاحونة صناعة المستقبل السوري المشرق، بما يجعل من حاضرة الأمويين وعاصمة الآساد “دمشق”، قطب الرحى، وبيضة القبان، ليس في هذه المنطقة فقط، بل في العالم بكامله… و” نطمئن” المراهنين والمعولين على “تداعي سورية كلها…….الخ” بأنّ سورية، لم تتداع ولن تتداعى، بل مَن يتداعى ، هم أعداؤها والمتآمرون عليها، من بني جلدتها، وأذكّر هؤلاء – إذا كانوا لا يقرؤون التاريخ – بأنّ مدينة “حلب” جرى تدميرها، بشكل كامل في القرن الثاني عشر، إثر زلزال هائل، كان من أقوى الزلازل في التاريخ، وانهار تسعون بالمئة (90) بالمئة، من مباني وبيوت “حلب”، وبلغ عدد ضحايا ذلك الزلزال (230) ألف: مئتين وثلاثين ألفاً، من أصل ثلاثمئة ألف (300) ألف إنسان، وهو تعداد سكان مدينة “حلب” حينئذ… وبعد أقل من عشر سنوات على ذلك الزلزال المدمّر، عادت “حلب” بأحسن وأفضل وأجمل، مما كانت قبل ذلك الزلزال.
-5-
[ وَقْف التسليح، للطَّرَفين!!! ]
عندما تتفاصح بعض المعارضات الداخلية، التي يقال عنها بأنّها (وطنية) وتطالب بـ(وقف التسليح) لما تسميه (الطرفين: “النظام” والمعارضة)، فماذا يعني ذلك؟ إنه يعني أمراً واحداً، لا غير، وهو توقّف روسيا عن تسليح سورية – وهذا بالضبط، ما تريده إسرائيل، وما يطالب به الأمريكان والأوربيون – وهؤلاء المطالبون بذلك، يضعون أنفسهم، شاؤوا أم أبوا، في الخانة الإسرائيلية، ويعملون على تجويف القدرات الدفاعية السورية الإستراتيجية، من أجل إبقاء الأجواء السورية والمياه السورية، والحدود السورية، ساحة مستباحة، لكل من هبّ ودبّ من أعداء سورية في هذا العالَم…
وأمّا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة التي يجري مواجهة العصابات الإرهابية الظلامية، بواسطتها، فهي صناعة سورية مئة بالمئة.. ولذلك يبدو جلياً، ما هو المقصود بمقولة (عدم تسليح الطرفين!!!!، فأيّ طرفين يا هؤلاء؟ هناك طرف هو: الدولة الوطنية السورية، وهناك مئات الأطراف من العصابات الإرهابية الإجرامية المحتضنة والمدعومة، من المحور الصهيو-أميركي وأذنابه)..
أمّا مَن تصل بهم الحساسية المفرطة، إلى درجة “الانزعاج” من منظر البوارج الروسية، في البحر الأبيض المتوسط، فيبدو أنّ هؤلاء، لم يسمعوا بالأسطول الأمريكي الخامس والسادس، ولم يسمعوا بالبوارج الحربية الإسرائيلية التي تسبح في مياه المتوسط، منذ عشرات السنين، ولذلك تسبّب لهم، منظر البوارج الروسية، بحساسية في العينين.. وللأسف، مَن يتكلّمون هكذا، من الأفضل لهم، بمئة مرة، أن يبحثوا عن “مهنة” أخرى، غير مهنة العمل بالسياسة، أو بالشأن العام..
وأمّا إذا كان ذلك، غلطة غير مقصودة منهم، فكل ابن آدم، خطّاء، وخير الخطّائين، التوابون.
-6-
[ رَحِمَ الله الأديب اللبناني “سعيد تقي الدين” ]
أغرب شيء عندما تتنطّح بيادق بيادق إسرائيل، وأزلام أزلام نواطير النفط والغاز، لكي يؤكّدوا بأنّ (إسرائيل هي التي عطّلت اندفاع واشنطن ودول أوربا، عن تسليح المعارضة السورية) وأنّ (إسرائيل حريصة على بقاء النظام السوري)!!!!..
وعندما يسمع ملايين الشرفاء من العرب، أقوال هذه البيادق المأفونة المأجورة والمرتهنة لإسرائيل وعملائها، يدركون، مدى المرارة والخيبة التي تنتاب إسرائيل وحلفاءها في الغرب الأمريكي والأوربي، وتنتاب أتباع وأذناب حلفائها الأعراب، وتنتاب رخويّاتهم وزواحفهم الإعلامية، التي باتت تخشى على (انقطاع رزقها) بعد الفشل الذريع لمخطط أسياد أسيادها في إسقاط الدولة الوطنية السورية.
-7-
[ إذا كان لا بُدّ من الشروط، فمَن هو الْأَوْلَى بِفَرْضِها ]
أليس من الأفضل، لمَن يتكلّمون عن (المفاوضات بين المعارضة السورية.. وبين – ما يسمونه – المسؤولين في “النظام السوري” “الذين لم تتلوث أيديهم، بدماء الشعب السوري”!!!!!!!!!!!!!!).. أليس من الأفضل والأسلم والأصوب، لهؤلاء، أن يتحدّثوا عن الحوار بين الدولة الوطنية السورية الشرعية، وبين فصائل وأشخاص المعارضات السورية، ممّن لم تتلوث أيديهم، بدماء الشعب السوري، وممّن لم يبيعوا أنفسهم، لأعداء الشعب السوري، وممّن لم يضعوا أنفسهم، بتصرف نواطير النفط والغاز، وبتصرف سلاجقة “أوغلو -أردوغان”، وبتصرف الحلف الاستعماري الأطلسي، وبتصرف إسرائيل؟!؟!؟!؟!؟!.
ثم إذا كان هناك، من شروط، فمَن الذي يمتلك الحق بذلك، أكثر من الدولة الوطنية السورية الشرعية؟ وهل هناك أكثر عدالة، من الاحتكام إلى رأي وقرار الشعب السوري، عبر صناديق الانتخابات؟ هذا الاحتكام الذي يرفضه المحور الصهيو-أميركي- الوهّابي -الإخونجي؟!. إن رفضهم هذا، في ما يخص سورية، نابع من قناعتهم بأنّ أغلبية الشعب السوري، تقف، بقوّة وثبات، مع قيادتها الوطنية، ولقناعتهم أيضاً، بأنّ الاحتكام إلى الشعب السوري، سوف يقذف بهم وبأدواتهم القذرة، في مزابل التاريخ.. إنّ رفضهم هذا، سوف يرمي بهم، خارج العملية السياسية، التي سينسجها الشعب السوري، ومعه جيشه الوطني، وقيادته الوطنية.
-8-
[ خمس دول عربية وتركيا..
تؤكّد أنّ لا مكان للأسد في المستقبل!!!!!! ]
للعهر حدود.. أمّا أن يصل العهر ببعض المشيخات المحميّات الراسفة في غياهب العصور الوسطى، وذات الأنظمة الملكية العائلية الوراثية الثيوقراطية البدائية، ومعها أبناء وأحفاد أسوأ استعمار قديم على وجه المعمورة، هو المستعمر العثماني الذي تجلبب برداء الدين، ليمتطي ظهور العرب وغير العرب، حتى قال عنه فيكتور هيجو: (العثمانيون مرُّوا من هنا.. كلّ شيءٍ خراب).. أن يتجاوز عُهْرُهم جميع الحدود، فهذا أمر جديد.
هؤلاء المأفونون لا يخجلون بأن يقولوا – ولو مجرّد قول – بأنّه لا مكان للأسد في المستقبل.. أنتم أيّها البلهاء، الذين لا مكان لكم، لا في الحاضر ولا في المستقبل، وأنتم مجرّد بيادق متفسّخة تتراكض لإرضاء سيّدها ومولاها الصهيو-أمريكي، الذي يقوم الشعب السوري وجيشه وقائده (الذي لا ترون له مكاناً في المستقبل) يقومون بسحق أدوات أسيادكم وأدواتكم، وسوف تلحقون بهم قريباً، إلى مزابل التاريخ.
-9-
[ أحمد “شاي” فتفت: واتّهام حزب الله بإطلاق الصاروخين ]
بالله عليكم، ألا يذكركم اتّهام “أحمد، شاي، فتفت” وبعض زواحف ما يسمى بـ”(14) آذار، لـ”حزب الله” بأنّه هو وراء إطلاق الصاروخين، ألا يذكركم، باتّهام حلفائهم في العصابات الإرهابية السورية، لـ”النظام السوري” بأنّه هو الذي فجّر ويفجّر نفسه ومنشآته، وهو الذي قتل ويقتل شعبه وجيشه!!!!!!!!!؟؟.
كيف يمكن التعامل مع أمثال هؤلاء؟ لقد تأكّد بأنّ هؤلاء وحلفاءهم، لا يفهمون إلّا بالقوّة، لأنّهم عديمو المنطق، وعديمو الوجدان، وعديمو الأخلاق، وفاقدو الضمير، وفاقدو الإحساس، وفاقدو الكرامة!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!.
-10-
[ أحفاد سايكس بيكو، لا يقلّون حقداً وعنصريةً، عن أجدادهم ]
هل يمكن إلّا لمأجور أو مأفون، أن لا يحتقر ويزدري وزير خارجية بريطانيا “هيغ” ووزير خارجية فرنسا “فابيوس”، عندما يرى ويسمع ويلمس الحجم الهائل، للحقد اﻻستعماري الدفين، وللعنصرية المعشّشة في قلوب هؤلاء، على كل عربي شريف، يرفض اﻻستخذاء والخنوع واﻻلتحاق بالاستعمار الجديد.. لكن الاحتقار اﻷكبر واﻻزدراء الأعمق، يجب أن ينصّب على كل سوري أو عربي، ارتضى لنفسه، أن يكون بيدقاً لهؤلاء ومنفذاً ﻷجندتهم الاستعمارية.