خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الثالثة والسبعون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة الثالثة والسبعون:
[ هَذِي الحياةُ، فلا لَوْمٌ يُغَيِّرُهاَ لا تُكْثِرُوا اللَّوْمَ، إنّ الدَّهْرَ سَبَّاقُ ]
-1-
[ عندما تكون مواقف “العمّ سام” وأذنابه:
متناقضة على السطح.. متكاملة في العمق ]
· عندما يقول هزّاز آل سعود، أنّ إمكانات وقدرات “مهلكة آل سعود” تحت تصرّف “مصر”!!!.
· بينما تقول “واشنطن” أنّها ستعيد النظر في المعونة السنوية التي تقدّمها لمصر.
· وعندما يقف الأمريكان والأوربيون، على مسافة من السلطة الحالية في مصر.. ثم يُظْهِرون وُدَّهم وحرصهم على “خُوّان المسلمين”.
· كذلك تبدو “طهران” على مسافة من السلطة الحالية في مصر، وتُبدي ودّها وحرصها على “خُوّان المسلمين”.. وتقوم (فنزويلا) بسحب سفيرها من “مصر”.. (بحيث يبدو الأمر وكأنهما أقرب إلى الموقف الأمريكي).
· وعندما تقف “السعودية” و”الإمارات” مع السلطة الجديدة في مصر، وتقف “تركيا” و”قطر” ضد السلطة الجديدة، مع أنّ الطرفين من أذناب العم سام.
– فما هو السرّ أو السبب في ذلك؟ –
– تُبْنَى سياسة “العم سام” في المنطقة، على ثابِتَيْن: المصلحة الأمريكية العليا –ومصلحة “إسرائيل”، مهما تنافرت الرؤى داخل أمريكا، على كيفية تحقيق هاتين المصلحتين، ومهما تباينت الاجتهادات، ومهما اختلفت المقاربات، فإنّ الهدف الثابت هو تحقيق هاتين المصلحتين.. وما عدا ذلك، يكون متغيّراً.
ويقوم “العم سام” الأمريكي، دائماً، بوضع عدّة خيارات أو احتمالات، وإنْ كان الاحتمال أو الخيار الأول، هو الأساس عنده، وهو مَن تجري توظيف معظم الطاقات والقدرات لتحقيقه.. وفي حال فشله، يجري الانتقال إلى الخيارات الأخرى، الاحتياطية أو التبادلية، وإنْ بإمكانات وقدرات أقلّ.
– وكانت “الأجندة” الأمريكية في استغلال تراكمات الفقر والقهر والجهل والفساد في بلدان المنطقة، من أجل الانتقال إلى صيغة حكم جديدة، تكون أكثر قدرةً، على خدمة هذه “الأجندة” وعَبْرَ إخراج عملية الانتقال هذه تحت عناوين (الربيع) و(الثورة) و(الانتفاضة) و(الديمقراطية) و(الحرية) و(العدالة) وما شابه من عناوين برّاقة، تشنّف آذان المقهورين والمغمورين والجائعين والضائعين.
– في هذا الإطار، خرجت خَزّانات التفكير ومراكز صنع القرار، بخلاصات نهائية، مفادها أنّ “الإسلام السياسي” بفرعيه “الإخونجي” و”الوهّابي” هو الأقدر على فرض إرادته، على أغلبية الجماهير الشعبية في مختلف أنحاء الوطن العربي، وأنّ الدين الإسلامي يمكن توظيفه، طبقاً للمفهوم “الإخونجي” و”الوهّابي” بما يضمن ولاء مجتمعات هذه المنطقة، للراعي الأمريكي، – وليس أنظمتها فقط – لمدة ما بين ربع قرن ونصف قرن من الزمن.
– وعندما فوجئ صانع القرار الأمريكي، بتهافت حساباته وضحالة رؤاه، لهذه المنطقة الأعرق والأكثر تعقيداً في التاريخ.. صُعِقَ وأصيب بدُوَار، وبدأ يتخبّط.. ثم قام بالعمل للانتقال إلى خيار آخر، هو لملمة بقاياه المحليّة السابقة.. والاتّكاء على اختراقاتهم التقليدية في جيوش المنطقة، بغرض منع المارد الجماهيري الذي انطلق من القمقم، من إكمال مسيرته ومساره، وقطع الطريق عليه، في ما يخصّ أيّ احتمال لإفراز واستيلاد قيادات وطنية جديدة، تعبّر عن مصالح هذا المارد الجماهيري، التي تبتعد حكماً عن مصالح “العم سام” الأمريكي وعن مصالح إسرائيل.
– وَعَمِلَ “العمّ سام” الأمريكي على استلحاق نفسه، بتوزيع الأدوار على زبانيته وأذنابه وأتباعه الأوربيين والأتراك والأعراب، بما يعمل على تحقيق هذه المهمة، التي لا تعلو فوقها مهمة أخرى بالنسبة له.
ولذلك بقيت تركيا وقطر، واقفةً، مع “خُوّان المسلمين”، من أجل الحفاظ على وجودهم تحت السيطرة الصهيو-أمريكية، بغرض استخدامهم، كعنصر ضغط هائل على أيّ سلطة جديدة، سواء عبر المشاركة بالسلطة، أو عبر لعب دور المعارضة الكفيلة بالضغط على أيّ سلطة جديدة.
وكذلك وقفت مشيخات النفط مع السلطة الجديدة، من أجل احتوائها وتطويقها بما يمنعها من السير مع المارد الجماهيري المصري، وبما يقطع الطريق على سلوك أي نهج وطني وقومي وتحرري، يقود حكماً إلى الاقتراب من نهج الممانعة السياسية للمشاريع الاستعمارية الجديدة، وإلى الابتعاد عن نهج الإذعان والتبعية القائمة.
– وأمّا إيران، فتدرك أنّ النظام الساداتي – المباركي السابق، كان أداةً صهيو-أمريكية ضدّها وضد نهجها.. وتدرك أنّ نظام “خُوّان المسلمين” سلك الطريق نفسه.. وتدرك أنّ السلطة الجديدة، تدور في الفلك الأمريكي، مهما اتّسعت الهوامش والتباينات.
ولكنها – أي إيران – تريد للشعب المصري أن يفرز قياداته الحقيقية القادرة على قيادته إلى خيار الاستقلال والتحرر البعيد عن التبعية والذيلية.. وهي بعدم اندفاعها لتأييد السلطة الجديدة في مصر، لا تعمل على عدائها واستعدائها.. وكذلك لا تعمل على عداء واستعداء “خُوّان المسلمين” لأنّها تعتقد أنّ تقديم مواقف إيرانية حاسمة، باتّجاه أي من الطرفين المتصارعين على الحكم في مصر (جماعة الإخوان) و(السلطة الحالية) سوف يكون موقفاً مجانياً لا يتمتع بالحصافة السياسية.. ولذلك حاولت إيران الظهور، بمظهر مَن يغازل (جماعة الإخوان) من جهة، وبمظهر مَن ينتظر مواقف جديدة من السلطة الجديدة في مصر، باتّجاه التقارب مع إيران، تؤدّي حينئذ إلى ابتعاد أو اقتراب “طهران” عن “جماعة الإخوان” بقدر اقتراب أو ابتعاد السلطة الجديدة عن التفاهم مع “طهران”.
– أي أنّ مواقف أذناب “العم سام” هي مواقف وظيفية، متباينة ومتكاملة، لتحقيق المخطط الصهيو-أمريكي.
وأمّا موقف “إيران” فنابع من رؤية إيرانية، تعمل لتحقيق المصلحة الإيرانية العليا، ومصلحة النهج الاستقلالي المقاوم الممانع للمشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة، الذي انتهجته إيران منذ قيام الثورة فيها، عام “1979”.
وأمّا عملية ظهور بعض المواقف بين الأعداء وكأنّها متشابهة، فهي ليست أكثر من مناورات وتجلّيات مظهرية عابرة، لا تعبّر عن عمق الأمور ولا عن جوهرها وأهدافها البعيدة.
– وأمّا الحديث بأنّ مشيخات الخليج – عدا “قطر” – تخشى “جماعات الإخوان” فهذه الخشية ليست جديدة، ومع ذلك انخرطت، في خدمة التوجّه الأمريكي للتعاون مع “جماعة الإخوان” عندما وصلوا إلى الحكم في مصر، وابتعدت عنهم، عندما سقطوا من الحكم.. وهذه المشيخات والمحميّات، ليست صاحبة قرار، بل هي تنفّذ ما يُطلب منها وما يُملى عليها، حتى لو كان على حسابها بالذات، تحت طائلة رَكْلِها بعيداً، كما جرى رَكْل “حَمَد” الصغير، و”حَمَد” الأصغر، في قاعدة الغاز والإعلام القطرية.
– وفي النهاية، يبقى الوسواس الصهيو-أمريكي والهلع المَرَضي المزمن، من انبثاق حركة قومية عربية مستقلّة، جديدة، لا يرتبط وجودها، بوجود زعيم كارزمي كجمال عبد الناصر فقط، بل حركة شاملة، تجعل من عشرات ملايين العرب وفي مقدمتهم الشعب المصري، هم الظاهرة القومية العربية التحررية المستقلّة، القادرة على قلب موازيين القوى في المنطقة، وعلى إجهاض جميع المخططات الاستعمارية الجديدة.
وهذا ما يشكّل الغائية الأولى لدى “العم سام” وما يحرّك سياسته تّجاه منطقتنا، بغرض مَنْعِها وقطع الطريق عليها.. والباقي تفاصيل.
-2-
[ “صهينة الإسلام” مهمّة “الوهّابية” و”الإخونجيّة” ]
عوضاً عن الحديث عن الصهيونية اليهودية” و”الصهيونية المسيحية”، يحتاج العرب والمسلمون، إلى الحديث عن “الصهيونية اﻹسلامية”، طالما أنّ “الوهّابية السعودية التلمودية” وجماعات “خُوّان المسلمين” زرعهما الاستعمار القديم، ويحصد ثمراتهما الاستعمار الصهيو-أميركي الجديد.
واﻷنكى أنّ اليهودية والمسيحية الغربية، لا تخفيان تصهينهما، بل تفتخران بذلك، وتتحدثان عن “الحضارة اليهودية -المسيحية” المشتركة!!!!، رغم أنّ تاريخ الغرب المسيحي، عبر مئات السنين، كان سلسلة من الصراعات الدائمة بين المسيحية واليهودية.. وفقط عندما اتفقتا – أي المسيحية الغربية واليهودية- منذ بدايات القرن الماضي، ضد الإسلام والمسيحية المشرقية، بدأتا بالحديث عن “حضارة يهودية -مسيحية مشتركة”.
واستكملتا صهينة الأديان السماوية الثلاثة باعتماد “الوهّابية” و”اﻹخونجية” ﻻختراق الدين اﻹسلامي من الداخل ومصادرته وتزويره، من حيث المضمون، والاحتفاظ به من حيث الشكل -وذلك ﻷنّ الوجدان العام الإسلامي، يرفض بشدّة، تسميته بتسمية صهيونية، كما جرى في أمريكا وبعض أوربا- لا بل، تشدّدت “الوهّابية” و”اﻹخونجية” في محاولات الظهور وتسويق أتباعهما، بأنّهم وحدهم “المسلمون” وبأنّ كل مسلم، لا ينضوي تحت جناحيهما، يعتبرونه جاهلياً ومارقاً ومرتدّاً، ويجب إقامة الحد عليه.
ولذلك فأنّ الطريق إلى حرية وكرامة واستقلال الأمة العربية، يمر، أولاً وقبل كل شيء، عبر تحرير ديانة الأغلبية فيها – والتي هي الديانة اﻹسلامية – من الصهينة التي جرت عليها، عبر “الوهّابية” و”الإخونجية”.. وإذا لم يقم العرب بذلك، أو عجزوا عن القيام بذلك، فإنّ “الصهينة” حينئذ، لن تتوقف عند “فلسطين” المحتلة فقط، بل سوف تتسع وتتمدد – حسب ما هو مخطط لها – لتشمل كامل أرجاء المنطقة العربية.
والتحدّي اﻵن الذي تواجهه اﻷمة العربية، بمسلميها ومسيحييها المشرقيين، هو تحد وجودي مصيري.. وما لم نرتق، في هذا الشرق العربي، أولاً وقبل اﻵخرين، إلى المستوى الكفيل بهزيمة هذا المخطط، فسوف نكون أول ضحاياه.
-3-
[ كل مَن لا يتصهين، ويقبل بالشروط الأمريكية -الصهيونية، سوف يواجه “الإرهاب” إلى الأبد ]
وهذا الكلام، لا نقوله جزافاً، بل نقوله، استنادا إلى قول سابق، لعرّاب “الثورة السورية!!!!” غير المسبوقة، ومرشدها الروحي، وصديق معظم قيادات “المعارضة”: السفير الأمريكي الصهيوني السابق في سورية “روبرت فورد” الذي قال: (إذا لم يقبل النظام السوري، بشروطنا، فسوف يواجه تنظيم “القاعدة” إلى الأبد).
وبعد أن اخترع الأمريكان تنظيم “القاعدة” الإرهابي المتأسلم، وبعد أن قام أذنابهم النفطيون، بتمويله ورفده، بالعناصر البشرية المطلوبة، لمواجهة أعداء الأمريكان والصهاينة، وبعد أن قامت بعض أطراف هذا التنظيم الإرهابي الرهيب، بالارتداد على الأمريكان وأذنابهم النفطية.. حينئذ قام صانع القرار الصهيو-أميركي، بإعادة تنظيم هذا التنظيم الإرهابي، غير المسبوق في تاريخ البشرية، وتكليفه بأخذ الدور المناط به، لترويض كل مَن يرفض الالتحاق بالمشروع الصهيو-أميركي، تحت عباءة الإسلام وباسم الإسلام، بحيث يرتبط الإسلام، في العقل الجمعي بالإرهاب، وخاصة بعد أن قامت”أمريكا”، بالوصل، مجدداً، بين صنيعتيها المتأسلمتين “الوهّابية” و”الإخونجية” مع الحفاظ على التناقض القائم بينهما، وتوظيف هذا التناقض، بغرض توزيع الأدوار، وتكاملها، بما يحقق الغرض المنشود من وجودهما، وبما يؤمّن الأهداف المنشودة والأغراض المأمولة، للمشروع الصهيو-أميركي، في المنطقة والعالم.. ورأس الحربة في ذلك، هو تنظيم “القاعدة” الإرهابي التلمودي الوهّابي السعودي، ومعه: التنظيم السياسي البريطاني المتأسلم “جماعة خُوّان المسلمين”، وهذان الذراعان الدمويان الإرهابيان المتأسلمان، هما “جيوش!!!!” الاستعمار الصهيوني- الأميركي الجديد، الذي يقوم وسيقوم بما كانت تقوم به الجيوش الاستعمارية القديمة والجديدة، في غزو بلداننا وشعوبنا، وبدون أن يتكلّف الاستعمار الجديد، قرشاً واحداً من جيبه، وبدون أن يخسر جندياً واحداً من جنوده.
فهل شاهدتم عبر التاريخ، دوراً أقذر وأحط من الدور الذي قامت وتقوم وستقوم به “الوهّابية” و”الإخونجية” و”أعراب النفط والغاز” في خدمة أعداء العرب والإسلام، وباسم العرب والإسلام!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
-4-
[ سفهاء آل سعود: والمهامّ القذرة ]
كم هم حمقى وبلهاء: سفهاء مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية، عندما تنطّحوا لاستكمال ما عجزت عنه “إسرائيل” في مواجهة “حزب الله” المقاوم اﻷسطوري للمشروع الصهيوني، وعندما توهّموا أنّ عملية انتحارية إرهابية، أو “10” أو “100” أو حتى “1000” عملية انتحارية، أو أكثر، ضد البيئة الحاضنة والمناصرة والمؤيدة، للمقاومة ولنهج المقاومة ضد “إسرائيل” ولنهج الممانعة ضد المشاريع اﻻستعمارية الجديدة.. توهّموا أنّها يمكن أن تهزم المقاومة، أو يمكن أن تجبر وتدفع البيئة المحتضنة للمقاومة، داخل لبنان وخارج لبنان، على التخلّي عن المقاومة، وعلى الهلع والرعب من عواقب الاستمرار في احتضان المقاومة، تحت طائلة التعرض الدائم، لسلسلة متلاحقة من العمليات الانتحارية اﻹرهابية الدموية الفظيعة.. وكأنّهم لا يعرفون أنّ تنامي وتكاثر واتّساع أعداد الشهداء، يدفع بيئة المقاومة، في لبنان وفي غير لبنان إلى ازدياد اﻹيمان بنهج المقاومة واﻻلتفاف حولها، وإلى اﻹصرار على تعميق حالة ونهج العداء لإسرائيل ولكل مَن يدعم إسرائيل، بل ولكل من يتواطأ مع إسرائيل من اﻷعراب اﻷذناب.
ويبدو أنّ سفهاء وعبيد آل سعود، وبسبب قصر نظرهم، ارتضوا ﻷنفسهم، أن يلعبوا دوراً قذراً، ليس في مواجهة الدولة الوطنية السورية، فقط، بل في مواجهة “حزب الله” بشكل خاص، تنفيذاً لإملاءات أمريكية، تقضي باستكمال ما عجزت “إسرائيل” عن القيام به، بغرض الوصول إلى وضع، يمكن عبره، تطويق “حزب الله” والتضييق عليه ومحاصرته، بالتناغم والتكامل مع القرارات الصهيو-أطلسية في وضع ما سموه “الجناح العسكري” لـ : “حزب الله” على لائحة اﻹرهاب.
أمّا اﻷداة المكلّفة بالتنفيذ، فهي الجماعات اﻹرهابية المتأسلمة، التي فبّركتها وصنّعتها المخابرات المركزية اﻷمريكية، وموّلتها ودعمتها عائلة آل سعود الوهّابية.
وهنا تبدو حماقة عائلة آل سعود، واضحة جلية، عندما تلعب بالنار، التي لن تستطيع التحكم بها والسيطرة عليها، والتي ستنتقل إلى ديارها وإلى قصورها المهزوزة التي لا تتحمّل أكثر من عدة حرائق من هذا النوع، حتى تنكشف وتتعرى، وتصبح عرضة لعاتيات الرياح التي ستقذف بها بعيداً، كما قذفت سابقاً بآل بهلوي وغير آل بهلوي.
إنّ التكليف الصهيو- أميركي، لعائلة آل سعود، بهذه المهمة القذرة، التي تتجاوز طاقة آل سعود وقدرتهم، لا يعدو كونه توريطاً لهذه العائلة، في تيه لا خروج لها منه، ودفعاً لها إلى هاوية لا قرار لها.. فهل يتعظ آل سعود، قبل أن تعصف بهم الرياح العاتيات، أم أنّهم لا خيار لهم في ذلك؟!؟!؟!؟!؟!؟!.
-5-
[ (السلفية الجهادية) أم
(العصابات اﻹرهابية الظلامية التكفيرية الدموية)؟! ]
– عندما تطلق تسمية “السلفية الجهادية” على “العصابات اﻹرهابية الظلامية التكفيرية الدموية” فإنّ إساءة كبرى تلحق بمفهوم “السلفية”، وجريمة كبرى، ترتكب بحق “السلف الصالح” عندما يجري إلصاق هؤلاء القتلة، بهذا المفهوم.
– وكذلك تقترف جريمة كبرى، بحق مفهوم “الجهاد” في اﻹسلام، عندما يجري إطلاقه على أسوأ ممارسي اﻹرهاب الدموي في التاريخ.
– إضافة إلى تقديم خدمات جلّى، لهؤلاء اﻹرهابيين، عندما يجري نعتهم بـ “الجهاديين” مهما سمّوا أنفسهم بذلك، ومهما أطلقوا على أنفسهم من صفات، تطمس حقيقتهم.
– والجريمة اﻷكبر، هي تسفيه الجهاديين الحقيقيين، في هذا العصر، الذين لا يقاتلون، إلّا العدو الصهيوني وأذنابه وأدواته، عندما يجري الخلط – بل والمساواة – بينهم، وبين عصابات اﻹرهاب اﻹجرامية الفظيعة التي قتلت من “المسلمين” و”العرب” مئات أضعاف ما ومَن قتلت من الصهاينة الإسرائيليين.
-6-
(الثلاثي: اﻷعرابي – المتأسلم – المتصهين)
هو:
(الوهّابية – اﻹخونجية – المشيخات النفطية)
ووظيفة هذا الثلاثي:
تكريس (التبعية السياسية – التخلف الاقتصادي- الغيبوبة الدينية)
وطريقة هذا الثلاثي، لتحقيق ذلك:
(تجريف العقول – تجويف الوعي – ورشوة الجيوب)
وما لم تتوحّد جميع القوى العربية: الوطنية والقومية واليسارية الحقيقية “وليس المزيّفة” في مواجهة هذا المثلث اﻷسود، الملتحق بالمحور الصهيو-أميركي.. إذا لم تتوحّد تلك القوى، في مواجهة الاستعمار الجديد الخارجي، وأذنابه اﻷعرابية والمحلية، وترتقي إلى مستوى القدرة الكفيلة بهزيمة هذا المحور، فإنّها تتحمّل مسؤولية الانهيار المريع الذي تسير إليه الأمة العربية وسوف لن يرحمها التاريخ، ولن تغفر لها الأجيال القادمة.
-7-
[ ما هو سبب تبجيل الرموز الوطنيّة؟ ]
[ يَهُزُّ الشعبُ، جِذْعَ الشمسِ، لَمَّا
عِظَامٌ، بَعْدَهُم، يأتي عِظامُ
مَلَامِحُ، مِنْكَ، أَنَّ النَّصْرَ، آتٍ
له في وجه “بَشَّارَ” ارْتِسَامُ
وَأَبْهَى ما أرى اﻷيّام، لّمَّا
تُؤَلِّفُها، و”بَشَّارُ” الْكَلَامُ
– الشاعر اللبناني: جوزيف حرب – ]
· من البديهي أن يتساءل البعض، لماذا هذا اﻹصرار على تبجيل الرموز الوطنية القومية النضالية.. ومن واجبنا أن نبيّن:
(1) – في بلدان العالم الثالث، تشكّل الرموز الوطنية والقومية والنضالية، جامعاً مشتركاً أعظم، تتوحد حوله ، وتلتف وتتماسك، لتزداد قوتها وقدرتها، على مواجهة التحدّيات، أضعافاً مضاعفة.. وأمّا في البلدان المتطورة، فقد تجاوزت تلك المرحلة، وأصبح وجود أو غياب مثل هذه الرموز في حياتها، لا يشكّل فارقاً كبيراً.
(2) – وكذلك في اﻷزمات الكبرى والحروب ، يصبح وجود الرموز الوطنية والقومية، حاجة مضاعفة، ﻷنّ الوجدان الشعبي العام، يتماهى مع “القائد” الذي يصبح وجوده، عاملاً حيوياً، يؤدي إلى شحن الهمم وشحذ العزائم وتعبئة النفوس، واستخراج واستيلاد أجمل وأنبل ما في هذه النفوس، من طاقات كامنة قادرة على صنع المستحيل.
(3) – وﻷنّ سدنة الاستعمار الجديد، يدركون ذلك جيداً، فإنّهم لا يكلون ولا يملون من التركيز على الرموز الوطنية والقومية والنضالية، والعمل على تدنيسها وتسويدها وشيطنتها وأبلستها، والاستمرار في تهشيمها وتسفيهها وتكسيرها وتدميرها، من أجل هز وضرب الجامع المشترك اﻷعظم، للشعب الذي يُراد السيطرة عليه وللدولة التي يراد استتباعها.
(4) – ويساعد الاستعمار ، في تحقيق هذه المهمة القذرة، بعض المثقفين الفوضويين، وبعض الرموز المحلية المزايدة، التي تعتبر تمسك الشعوب، برموزها الوطنية والقومية والنضالية، نوعاً من الشخصنة غير المناسبة، وسبباً من أسباب التخلف.. دون أن يتوقف هؤلاء “المتفذلكون” لحظة واحدة، عن حقيقة أنّ الذي يقوم بعملية الشخصنة، هم أعداء الشعوب، ولكن بطريقة معاكسة، عندما يستميتون للنيل من تلك الرموز… ونوجّه سؤلاً واحداً لهؤلاء “المتفذلكين” نطلب منهم فيه، أن يذكروا لنا بلداً واحداً أو دولةً واحدةً، بما فيها دول الاستعمار الجديد، لم تكن شعوبها مجتمعة، حول رمز وطني، في الأزمات والحروب، بدءاً من جورج واشنطن وصولاً إلى شارل ديغول؟.
-8-
[ مواطنة لبنانية من “أهل الضاحية الجنوبية” في “بيروت” كتبت تقول: ]
(إخواننا في الدين واﻹنسانية، في “طريق الجديدة” و”طرابلس”:
رصاص ابتهاجكم بموتنا، لن يجعلنا نحقد عليكم. وغداً، عندما يدور دوﻻب الموت واﻹرهاب، صوبكم، ستروننا بين الركام والنار، ننقذكم.. وفي غرف العمليات، نتبرع بدمائنا، لنداوي جراحاتكم.. رصاصاتنا، نوفرها لعدونا وعدوكم
“إسرائيل” إن كنتم عنه غافلين.)
· هذا هو اﻹسلام القرآني المحمدي المتنور.. هذا هو إسلام الرسول اﻷعظم “محمد بن عبدالله”.. هذا هو إسلام الخلافة الراشدية.. هذا هو اﻹسلام الكربلائي الذي يضحي أهله بأنفسهم، لكي يحيا اﻵخرون من أشقائهم وأهلهم ومواطنيهم وطبقاً لقول الخليفة الراشدي الرابع: “الناس صنفان، إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق”.
· أمّا “إسلام” محمد بن عبد الوهّاب” و”حسن البنا” و”سيد قطب” و”بن لادن” و”عبدالله عزام” و”أيمن الظواهري” وأشباههم الكثر من الظلاميين التكفيريين التدميريين، ليس إلّا عدو الله واﻹسلام والقرآن والرسول: إنّ “إسلام” هؤلاء، هو “إسلام” الذبح وبقر البطون وسبي النساء واغتصاب اﻷطفال ونكاح المحارم وإرضاع الكبير ومفاخذة الصغير، ومجامعة الزوجة المتوفاة.!!!!!.. إنه “إسلام” التبعية والعبودية ﻷعداء اﻹسلام، من أمريكان وأوربيين وإسرائيليين، ثم التلطّي، بعد كل هذه الموبقات الكبرى وراء عبارة “الله أكبر”!!!!!!!!.
-9-
[ صهاينة الداخل: أكثر خطورةً من صهاينة الخارج ]
مَن يعتقد أنّ صهاينة الداخل، أقل خطراً من صهاينة الخارج، يكون مغفّلاً.
ومَن يعتقد أنّ “الوهّابية” و”اﻹخونجية” ليسوا هم صهاينة الداخل، يكون جاهلاً.
ومَن يعتقد أنّ حرب الدولة الوطنية السورية، مع عصابات اﻹرهاب واﻹجرام، في الداخل السوري، أقل قدسية ووطنية وقومية، من الحرب مع “إسرائيل” يكون معتوهاً.
ومَن يعتقد أنّ مَن أعلنوا الحرب على الدولة الوطنية السورية، ليسوا صهاينة ومتصهينين، يكون ساذجاً.
ومَن يفرّق ويميّز بين الحرب مع إسرائيليي اﻷعراب والمتأسلمين، وبين الحرب مع “إسرائيل” يكون أعمى البصر والبصيرة.
ومَن يشكّ في كلمة واحدة مما قلناه، هنا، ما عليه إلّا أن يعود إلى ما قاله وزير الحرب الإسرائيلي، منذ ثلاثة أيّام، لرئيس أركان الجيوش اﻷمريكية، بأنه لن يسمح لـ “محور الشر” المؤلف من “النظام السوري” و”إيران” و”حزب الله”، باﻻنتصار في سورية.
ولذلك يقوم سفهاء “مهلكة آل سعود الوهّابية التلمودية” بـ “الواجب وزيادة” في هذا المجال.
-10-
[ لا فَرْق بين “أيمن الظواهري.. ومحمد بديع” و”بيغن.. ونتنياهو” ]
يخطئ مَن يظن أنّ “أيمن الظواهري” يختلف عن “مناحيم بيغن”
ويخطئ مَن يظن أنّ “محمد بديع” المرشد العام للإخوان المسلمين في “مصر” وفي العالم، يختلف عن “بنيامين نتنياهو”، من حيث الانخراط في المشروع الاستعماري الصهيو-أميركي.. ولكن الاختلاف – أو الاتفاق – بين الطرفين، يتجلّى بأمرين :
– “بيغن” و”نتنياهو” يخدمان دولتهما “إسرائيل” وكذلك “الظواهري” و “محمد بديع” يخدمان “إسرائيل” مقابل السلطة والنفوذ والمال.
– “ببغن” و”نتنياهو” يعتمدان “التلمود” جهاراً نهاراً، وكذلك “الظواهري” و” محمد بديع” ينفذان نهج التلمود، ولكن بشكل سري وغير معلن، ويغطيان ذلك كله، بالظهور على أنّ تنظيميهما: “القاعدة” و”خُوّان المسلمين” هما اﻹسلام كله، وأنّ مَن لا ينضوي تحت جناحيهما، يخرجونه من دين اﻹسلام.
-11-
[ والشعب السوري لن يسمح بمرور مخطّطاتكم ]
[ لن نسمح لمحور الشر الممتد من “طهران” إلى “دمشق” و”بيروت”
أن ينتصر في الحرب الدائرة في سورية ]
– هذا ما قاله وزير الحرب الإسرائيلي “موشي يعلون” للجنرال “مارتن ديمبسي” رئيس أركان الجيوش الأمريكية.
– ونحن نقول لهؤلاء: لن نسمح لأيّة قوة على وجه اﻷرض، أن تجعل من الشعب السوري عبيداً وأقناناً، عند دولة “شعب الله المختار!!!!” الإسرائيلية الصهيونية التلمودية.. ولن نسمح للمحور الصهيو-أميركي-الوهّابي-اﻹخونجي-الظلامي-التكفيري، أن يتحكم بمصير هذا الشرق العربي، حتى لو كلّفنا ذلك، أضعاف التضحيات البشرية والمادية التي قدّمناها حتى اﻵن.
-12-
[ بدلاً من أن يكونوا “زرقاء اليمامة”.. صاروا أفاعِيَ مسمومة ]
· عندما تقوم بعض القوارض والزواحف المتطفّلة على اﻹعلام، بالتهجّم الرخيص على السفير السوري، لقيامه بواجبه في الدفاع عن وطنه – الصغير والكبير -، واعتبار ذلك، تطاولاً على أمن الدول المجاورة!!!. فهذا أمر لا يعنينا ولا نقف عنده، ﻷنّ أمن هذا الشرق العربي، فوق جميع الاعتبارات.
· وكذلك، كان لا بدّ من الشعور بالارتياح، عندما أعادت بعض اﻷقلام اﻹعلامية المهنية، النظر في الخط اﻷعوج الذي سلكته في بداية العدوان الدولي اﻹرهابي، على الوطن العربي… فأن تأتي ولو متأخراً، خير من أن لا تأتي أبداً.
· وأمّا الذنب الذي لا يغتفر، فهو تهافت منابر إعلامية وطنية وأقلام قومية ويسارية، عبر عشرات السنين، وكذلك “الفلاسفة” و”المغكرون” و”المثقّفون” و”الإعلاميون” وووو المستوطنون في عواصم الغرب الأمريكي واﻷوربي، ممّن صدّعوا رؤوسنا، بالتأليف والكتابة والحديث عن النهضة العربية والوحدة العربية والثورة العرببة والحرية والديمقراطية وقضية فلسطين، التي هي قضية العرب المركزية…. وإذا بهؤلاء يتهافتون ويتسابقون لتقديم الخدمات المطلوبة، للمحور الاستعماري الصهيو-أطلسي الجديد، والتحوّل إلى أدوات رخيصة وقذرة، في آلة هذا المحور اﻻستعماري.
· وهؤلاء أنفسهم، كان المعوّل عليهم، أن يكونوا زرقاء اليمامة التي حذّرت قومها من المخاطر الداهمة، وأن يكونوا الطليعة المقاتلة عن استقلال وحرية أوطانها الحقيقية.. لا أن يعملوا على خداع شعوبهم، عندما قدّموا وسوّقوا، مشاريع الاستعمار الجديد، على أنّها “ربيع” و”ثورة” و”انتفاضة” أو ما شابه.
على كل، لقد سقط هؤلاء جميعاً، في المستنقع اﻵسن، الذي قادوا أنفسهم إليه، وسوف تفرز الأمة العرببة وشعوبها، مفكرين جدداً، وفلاسفة جدداً، ومثقفين جدداً، وإعلاميبن جدداً، يليقون بها وتليق بهم.
· وأكثر ما يثير الاشمئزاز الشديد، واﻻشمئناط اﻷشد، ما تتغرغر به بعض المخلوقات الجاهلة المتعربشة على أسوار اﻹعلام، وصولاً إلى زاعق ناعق، يسير بالاتجاه المعاكس لكل ما هو وطني وقومي، يعمل “صبي موساد” و”غلام غاز” في قاعدة “الجزيرة” اﻹعلامية الصهيونبة.
· فإذا قام السفير السوري بواجبه في الدفاع عن وطنه، وبحقه في التعبير عن رأيه، تتسابق تلك الزواحف ، للتهجّم على السفير وتأويل كلامه، بما يريدون وكما يرغبون، واعتبار كلامه، تدخلاً فظاً في الشؤون الداخلية اﻷردنية.
وكأنّ على السفير السوري، أن يستأذن هذه الكائنات المأجورة والمرتهنة والمجرثمة بريالات النفط وبدراهم الغاز وبشيكلات الموساد، كلما أراد أن يتكلم أو يكتب.
· وأمّا التدخلات الدائمة والمتواصلة، الفعلية والعملية والميدانية، التي لا تخفى على أحد، للسفراء، ذوي العيون الزرقاء، أو أصحاب البشرة السمراء والعباءات الرقطاء، فلا تراها ولا تسمع بها، تلك اﻷقلام المرتزقة الرخيصة.. “لا بل هي أحلى على قلوبهم من العسل”.
-13-
[ وَمِثْلُكَ يُؤْتَى، من بِلادٍ بَعِيدةٍ
لِيُضْحِكَ، رَبَّاتِ الحِجِالِ، البواكيا ]
هذا البيت من الشعر، لسيد الشعراء العرب، عبر جميع العصور (المتنبي).
ينطبق تماماً على جميع أطراف “المعارضات” السورية الخارجية الخارجية، وعلى الكثير من أطراف المعارضات الداخلية التي لا زالت تراهن على قدرة الخارج، على تطويع الدولة الوطنية السورية، لعلها تحظى بمكاسب أكبر.
ولكنه ينطبق، أكثر ما ينطبق، على:
المستحاثات و
الزواحف و
الطحالب و
القوارض
اﻹعلامية والثقافية والفنية والفكرية والفلسفية والمتنوعة الاهتمامات التي تحوّلت إلى رأس حربة الاستعمار الجديد.
-14-
عندما تجري لملمة مجموعة من المتناقضات، للخروج بمعادلة سليمة، فإنّ النتائج لن تكون، بالتأكيد، إلّا سلسلة متلاحقة من الفشل الذريع، تلحق كلاً من:
المُخطط و
المُنفّذ و
المُنفّذين المساعدين و
اﻷبواق المأجورة.
فكيف عندما تجري الاستعانة، بمَن لا حول لهم ولا طول، بغرض التلطّي وراءهم، وتحميلهم مسؤولية الفشل المحتم، وتزليقهم نحو المصير البائس المرسوم لهم.
وخاصة، عندما تجتمع في “وليمة واحدة”:
بنادق للإيجار و
بنادق مباعة و
بنادق مرتهنة و
بنادق مجانية
ثم تتسابق كلها للفوز بميدالية “الانتصار!!!!” لتجد نفسها، في نهاية الشوط، وقد انزلقت إلى أعماق الهاوية التي لا خروج لها منها.
هذا هو مصير جميع اﻷعراب اﻷذناب، المتهافتين على خدمة سيدهم اﻷمريكي، ومَن يشك في هذا المصير اﻷسود البائس، فإنّنا نحيله إلى مصير “حمد” و”حمد” القطريين.
-15-
[ وَوَضْعُ الندى في موضع السيف، بالعلا
مُضِرٌ، كَوَضْعِ السيف في موضع الندى ]
فلم يعد هناك “ندى” ولا “مطر” ولا “ربيع”
وإنما هناك “خريف” و”شتاء عاصف” و “جهنم”
وعلاجها “السيف” والسيف وحده
واستخدام السيف، يجيده فرسان الحق في هذا الشرق العربي المقدس، ويدركون قول “المتنبي” :
لا تشتر العبد، إلّا والعصا معه
إن العبيد، ﻷنجاس مناكيد
ومَن يتوهم أنّ الحصاد يمكن أن يتوقف، قبل أن يعود الحق إلى نصابه
وقبل أن تعود الديار المقدّسة إلى أهلها وأصحابها
وقبل أن تعود فلسطين إلى شعبها
وقبل أن يعود الكبرياء والشموخ والعزة والمجد والعنفوان
إلى جنبات هذا الشرق المقدس، حتى لو قدّمنا أضعاف أضعاف ما قدّمنا من التضحيات.. يكون واهماً وتائهاً وضائعاً.
-16-
نطمئن الخائفين والمرتعدين مما يسمونه “انهيار الوضع في سورية” بأنّ الذي ينهار، هو المخطط الصهيو-أميركي لـ “أخونة المنطقة”…. وأنّ الذي سينهار، بعده، هو المخطط الصهيو -أميركي لـ “وهبنة المنطقة / نسبة إلى “الوهّابية التلمودية السعودية”…. وأنّ الذي سيتبعهم في الانهيار الدراماتيكي، هم مشيخات الغاز والكاز، ومعها المحميّات الوظيفية المتهالكة.
وهذا، سوف يؤدي إلى انهيار المشروع الاستعماري الصهيوني الجديد في المنطقة، وسوف تفرز الشعوب العربية الحيّة، قياداتها الوطنية والقومية القادرة على إعادة الحق إلى نصابه، داخلياً وعربياً ودولياً.
-17-
إذا كان الشعب المصري العظيم، قد احتاج إلى “30” شهراً، حتى استطاع إسقاط عملية مصادرة “خُوّان المسلمين” لثورته الأولى التي نشبت في “25” كانون الثاني، عام “2011”.
فكم سيحتاج هذا الشعب، من الزمن، ومن التضحيات، حتى يتمكن من إسقاط المحاولات المستميتة، لـ “الوهّابية التلمودية السعودية” وملحقاتها، لمصادرة ثورته الثانية التي نشبت، في “30” حزيران، عام “2013”؟.
سؤال، ستجيب عنه، السنوات القادمة .
-18-
يخطئ كل مَن لا يرى أنّ جميع اﻷحاديث والمواقف عن ما يسمى موضوع “السلاح الكيماوي” في سورية، متعلقة بـ “إسرائيل” حصراً، وبالحفاظ على الأمن الإسرائيلي، بالمفهوم الصهيوني العنصري اﻻستيطاني، سواء كانت هذه اﻷحاديث والمواقف، صادرة عن دول “حلف الأطلسي”، أو كانت صادرة عن المحميّات اﻷطلسية الوظيفية.. ولا علاقة لها من قريب أو بعيد، بالكلمات وبالعبارات التي يجري الاختباء والتلطّي وراءها، كالتذرّع بالحرص على اﻷمن الوطني أو الإقليمي أو الدولي أو اﻻعتبارات اﻹنسانية.
-19-
كلما خطر على بال مسؤول سابق، في دولة عربية مجاورة لسورية، أن ينفض الغبار عن نفسه، يقوم بتقديم أوراق اعتماده، للمعنيين بالحرب العدوانية على سورية، فيخرج بتصريحات إعلامية، يطالب فيها بإقامة “منطقة عازلة” داخل الأراضي السورية.. وكأنّ “العمّ سام” وأذنابه، لا يمنعهم من ذلك، إلّا انتظار أصحاب التصريحات، الباحثين عن مواقع جديدة، وليس التحسب من دخول معمعة، لها أول وليس لها آخر.
-20-
– يخطئ كل مَن يبرّئ “إسرائيل” من الانفجار في “ضاحية بيروت الجنوبية”
– ويخطئ، أكثر، مَن يظن أنّ جماعات اﻹرهاب المتأسلم، ليست وراءه.
– ويخطئ، أكثر فأكثر، مَن يشك بأنّ الإرهاب الوهّابي التلمودي السعودي، ليس هو مدير ومدبّر ومحضّر ومموّل هذا الانفجار.
– ويخطئ، أكثر من الجميع، مَن لا يرى أنّ صهاينة “لبنان” وهم معروفون، بالصوت والصورة، بأنّهم شركاء أساسيون في هذه الجريمة.
ولكن الخطيئة الكبرى، هي التمييز أو التفريق، بين مختلف هذه الجهات، سواء الأمريكية والصهيونية، أو المتأمركة والمتصهينة.
-21-
من البديهي، أن يقوم جواسيس”الوهّابية” والخونة من جماعة “خُوّان المسلمين”،
بالتشهير بالوطنيين الشرفاء، ومحاولة تلويث سمعتهم.
ومن البديهي، أيضاً، أنّ كل مَن يردّد أقاويل وتخرصات “الوهّابية” و”الخُوّان”، يضع نفسه، شاء أم أبى، في خانة السفلة والمنحطين واﻷوباش والمرتزقة.
-22-
إذا كان سفهاء آل سعود بصفتهم الوكيل الحصري للمشروع الصهيو-أميركي في المنطقة، يراهنون على الانتصار في شمال سورية وفي جنوبها.. فإنّ الدولة الوطنية السورية، تخبئ لهم، ولمَن يسير في ركابهم، مفاجآت لم تخطر على بالهم وﻻ على بال أسيادهم، في بلاد “العمّ سام”.
-23-
كم أتمنى على الأصدقاء المخضرمين الناضجين، واليافعين الثائرين، أن لا يقعوا في مطب توجيه اللوم الدائم والعتب المتواصل لقيادتهم الوطنية، ونحن في قلب الحرب الشعواء، على الوطن والشعب والدولة.. ﻷنّ وطننا، مريض اﻵن، والمريض لا يجدي اللوم والتقريع معه، ولا محاسبته على إهماله لنفسه واستخفافه بها، في الماضي.. بل ما يجدي ويفيد، هو التشمير عن السواعد، ومعالجة المريض، حتى يتعافى، وبعدئذ، لكل حادث حديث.
-24-
· لا يكفي
(الماضي المجيد)
لجلب المستقبل السعيد
والعيش الرغيد
والعمر المديد
لأصحاب (الحاضر البليد).
· بل تحتاج صناعة المستقبل المشرق، ﻷحفادنا وأوطاننا، إلى:
إعمال العقل و
تقديس العمل و
تهذيب النفس و
تنقية الروح
من كل أدران الماضي وشوائب الحاضر، واستنفار أسمى وأقصى الطاقات البشرية الخلّاقة، الكفيلة بتعبيد وتحويل طريق الحاضر، جسراً لصناعة المستقبل.