خاطرة “أبو المجد” (الحلقة التاسعة والأربعون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان ـ سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين..
صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
الحلقة التاسعة والأربعون
-1-
[حين يسكت أهل الحقّ، عن الباطل.. يتوهّـم أهل الباطل، أنّـهم على حقّ]
* الخليفة الراشدي الرابع” علي بن أبي طالب”
واستناداً إليه، نقول: (كما يتوهّـم، كثيرٌ من الآخرين حينئذ، بأنّ أهل الباطل على حق، وأنّ أهل الحق على باطل).
-2-
[ استشهاد العلّامة “البوطي” ]
لقد استشهد العلّامة الأول، في العالم الإسلامي، الدكتور “محمد سعيد رمضان البوطي” وافتدى بنفسه، ملايين السوريين.. إنّه الإمام (الحسين) الثاني، الذي ما حاد عن الحق، ولم يساوم ولم يهن ولم يتردّد، دفاعاً عن الإسلام المحمدي، وكان يؤمن إيماناً قاطعاً، بأنّ الشهادة في سبيل الحق، هي أفضل بملايين المرّات، من الانزلاق، في ما انزلق فيه “القرضاوي” وأشباهه من تجار الدين، المكلّفين، بإنهاء الدين الإسلامي، عبر صهينته وقطرنته… وهل تكفي الدموع، حزناً عليك، يا سيد الرجال؟ لقد كنت أقول لك، يا سيدي، أنت شاب في الثمانين، وكنت تبتسم، كلما أقول لك، ذلك.. ستفتقدك أمتك، يا سيد الرجال، ولكنك ستبقى نبراساً، لكل شرفاء العالم الإسلامي، من الآن، وإلى يوم الساعة…. رحمة الله عليك، يا سيدي، وألحقنا بك، دفاعاً عن الوطن والأمة.
-3-
كل مواطن سوري، أو مثقف سوري، أو حتى “معارض” سوري، يتحدّث، بعد الآن، عن “ثورة” في سورية، أو يعترض على استخدام الدولة السورية، للقوة، من أجل القضاء، على العصابات الإرهابية المسلحة في سورية… هو إنسان مارق، لا يمتلك ذرة واحدة من الوجدان الوطني والقومي…. بعد أن جاؤوا بأحد بيادق المنظمة الصهيونية (الإيباك) ليسمّوه (رئيساً لحكومة انتقالية!!!!)، وبعد أن صرّح، وعلى رؤوس الأشهاد، مَن سمّى نفسه (مصدر في الائتلاف الوطني السوري: أي: إتلاف حمد) بأنّ (مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري “خالد العيطة” هو الذي تدخل لفرض “غسان هيتو” وجرى استدعاء أعضاء الهيئة الانتخابية، من غرفهم في الفندق الإسطنبولي، بعد منتصف الليل، للتصويت على تعيينه، رئيساً للحكومة المؤقتة)!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
هل هانت عليكم سورية، إلى هذه الدرجة، أيها المارقون؟؟!!، وهل فقدتم آخر ذرة حياء، أوصلتكم، إلى درجة، يعين لكم فيها، مدير مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري، “رئيس وزرائكم” ؟؟!!، ثم لا تجدون غضاضة، في المكابرة والتحدث عن “ثورة سورية”!!!!!! (صحيح، اللي اختشوا، ماتوا ).
-4-
حتى أفضل شخص بين الإخوان المسلمين، هو شخص سيء، سياسياً.
يكفي أن تقرأ لـ (د.رحيل محمد غرايبة) زعيم (جماعة زمزم) المجموعة الأكثر وعياً بين (الإخوان المسلمين بالأردن) لكي تتأكّد أنه عاجز عن قول كلمة موضوعية واحدة، عن سورية، وأنّ منطلقه الإخونجي التاريخي، يفرض عليه اﻻنخراط في همروجة التضليل والتزييف والتحريف والتزوير.. باختصار (مافيش فايدة ياصفية) و(فالج لا تعالج) في أي مراهنة على وجود أي جانب من الموضوعية أو المنطقية، مهما كان ضئيلاً، عند جماعات الإخوان المسلمين، في أي مكان في العالم.
-5-
[ لا يمكن لشخص، قام بقتل، سبعين ألفاً، من أبناء شعبه، أن يبقى رئيساً، لبلاده.!!!!!! ]
مقولة خرقاء، يجترّها، ليل نهار، أساطين الحرب الكونية العدوانية الإرهابية، على سورية، من قوى المحور الصهيو- أميركي.. ومن أتباعهم الأوربيين.. ومن أذنابهم العثمانيين الجدد.. ومن أذناب أذنابهم، نواطير النفط والغاز، الذين يرسفون في غياهب العصور الوسطى، رغم الثروات الخرافية، التي يعومون عليها.. ومن أبواقهم في شبكات الإعلام الأخطبوطية الدولية، الأجنبية الصهيونية، والأعرابية المتصهينة.. ومن الجمعيات والمنظمات، المتبرقعة بأقنعة الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، الممولة من بيوتات وسراديب المخابرات الدولية.. ويردّدها معهم، بيادقهم وبيادق بيادقهم، من مسارح الدمى، التي فبركوا منها “مجالس” و “ائتلافات” و”حكومات”.. ومن قطعان الإرهاب الخبيرة، بالذبح والقتل والدم والتفجير والتفخيخ والتلغيم.. ومن القوى الظلامية التكفيرية، الوهّابية والإخونجية …. وقد تضافرت وتآلفت وتضامنت، مختلف هذه الجهات المعادية تاريخياً، لسورية، وللعروبة المستقلة، وللإسلام المحمدي المتنوّر، في خطة محكمة ومبيتة، منذ سنوات عديدة، لتأديب الشعب السوري، ولوضع حد، لعنفوانه الوطني ولانتمائه القومي، ولكبريائه ولعزة نفسه، من أجل الخلاص، من أخطر بؤرة مبدئية في هذا الشرق، ولفتح الطريق، أمام ما تبقى من العرب، من أجل، الالتحاق، بطابور التبعية الذليلة، للمشروع الصهيو- امريكي، والانخراط في قطيع الأعراب الذين يمتلكون، بالفطرة، قابلية الاستعمار والاستحمار والاستعباد والاستخذاء…. ولأنهم فشلوا في ذلك، صار شغلهم الشاغل، هو شيطنة وأبلسة الرئيس بشّار الأسد، وتحميله مسؤولية جرائمهم الفظيعة، بحق سورية، شعباً وأرضاً ودولة… وتشبه هذه الفرية العجيبة، أن يقال، مثلاً، بأنه (هل يمكن لـ”تشرشل” أن يبقى رئيساً لوزراء بريطانيا، بعد أن قتل الملايين من شعبه، ودمر مدينة لندن، في الحرب العالمية الثانية!!!!!!!!)، أو (هل يمكن لـ”ترومان” أن يبقى رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، بعد أن قتل مئات الآلاف من شعبه، في الحرب العالمية الثانية!!!!!!!!!!)، أو (هل يمكن لـ”ستالين” أن يبقى زعيماً، للاتحاد السوفيتي، بعد أن قتل “٢٥” مليوناً، من أبناء شعبه، في الحرب العالمية الثانية!!!!!!!!). إنّ تحميل الرئيس الأسد، مسؤولية الدماء التي سالت، في المعركة الدفاعية المشرفة، ضد العدوان الصهيو- أطلسي، على سورية، ونتيجة قدرة الدولة الوطنية السورية، على تصديع المخطط الصهيو- أطلسي، للهيمنة الكاملة على المنطقة.. لا تعدو كونها، محاولة بائسة، لتحويل النصر السوري، إلى هزيمة، عبر النيل من القائد السياسي والعسكري، لمعركة سورية، الدفاعية المقدسة (والذي هو: الرئيس بشار الأسد)، ولتملص المجرمين الفعليين، المسؤولين عن شن هذه الحرب الشعواء على سورية، من مسؤوليتهم الأولى والأخيرة، عن كل نقطة دم، سالت في سورية، وعن كل بيت تهدم في سورية، وعن محاولاتهم المسعورة، لتدمير سورية، ولتحويلها إلى (بانتوستانات) متحاربة، لعقود عديدة قادمة، والعودة بها، إلى غياهب عصور الانحطاط، وإخراجها، وإلى الأبد، خارج التاريخ وخارج الجغرافيا… ولكنهم خسئوا، ألف مرة، قبل أن يتمكنوا من ذلك، وبقدر ما كانت وتكون التضحيات السورية، كبيرة وعظيمة، بقدر ما سوف يكون نصرها كبيراً وعظيماً، بحيث سيقطف ثمار هذا النصر، ليس سورية وحدها، بل سوف تقطف ثماره، كامل الأمة العربية، وجميع قوى التحرر في هذا العالم، وسوف ينتصر، حينئذ، الإسلام المحمدي المتنور، على التأسلم الظلامي التكفيري التدميري، وسوف تتجذّر المسيحية المشرقية في أرضها التاريخية، وسوف يكون هناك عالم جديد، أقل ظلماً وأكثر عدلاً، بفضل الصمود الأسطوري، للدولة الوطنية السورية، بشعبها وجيشها وقائدها العملاق الرئيس بشار الأسد.
-6-
كان الأفضل للمستعرب التلمودي (عزمي كوهين بشارة) أن يكلّف مرتزقته، في مركز دراساته الصهيوني الموجود في الدوحة، أن يجروا استطلاعات رأي، في الدول العربية، يسألهم فيها، عن رأيهم بحكامهم وبأمرائهم وبملوكهم وبشيوخهم، ويسألهم فيها، عما إذا كان المواطنون السعوديون (وأكثر من ثلاثة أرباعهم، لم يحصلوا، إلاّ على حقوق مواطنة منقوصة، وهم مجرد أتباع وأقنان لأبناء آل سعود) يريدون رحيل أسرة آل سعود، أم لا؟ وأن يسأل (رعايا) قَطَر، فيما إذا كانوا يوافقون على أن يجعل (حمد بن خليفة) من قَطَر، قاعدة عسكرية للأمريكيين، وقاعدة إعلامية واستخبارية وتآمرية للإسرائيليين؟ وأن يجعل من ثروات قطر صندوق مال، تحت تصرف المحور الصهيو-أمريكي للتآمر على الإسلام المحمدي المتنوّر، وعلى العروبة الحضارية الممانِعة؟.. وأن يسأل باقي المجتمعات الأخرى، فيما إذا كانوا يريدون رحيل حكامهم، أم البقاء تحت نير عبوديتهم؟ وأؤكّد له، بأنّ النتيجة، سوف تكون أنّ أكثر من ثلاثة أرباع “مواطني” هذه الدول، سوف يطالبون بالرحيل الفوري، لحكامهم، بشرط أن يجري استطلاع الرأي هذا، برقابة مشتركة، بين المنظمات الغربية، ومنظمات دول البريكس.
أما أن يقوم هذا الجاسوس الصهيوني الدنيء (عزمي كوهين بشارة) بإجراء استطلاع رأي – مفبرك سلفاً على ذوقه – بين مجتمعات أعرابية، غير مسموح لها، أن تفتح فمها، إلاّ عند طبيب الأسنان، لكي يسألها عن رأيها، فيما إذا كانت تريد رحيل الرئيس الأسد، أم لا… كان حرياً، بهذا الجاسوس، أن يسألها عن رأيها بحكامها، وليس بحكام غيرها، من الدول… ولأنّ هذا الجاسوس، فشل في حساباته، عن سورية (الذي ينطبق على غدره بها، القول السائد: إتّقِ شرّ من أحسنت إليه)، طار صوابه، وفَقَدَ توازنه، وأخذ يختلق ويفبرك استطلاعات رأي، كاستطلاع (رأيه) الغريب العجيب، الذي يسأل فيه، أولئك الذين لم يسألهم فيه أحد، عن رأيهم، طيلة حياتهم، بأيّ شيء، مهما كان صغيراً، في ما يخصّ أوطانهم.
-7-
لم يعد هناك مكان، للجهل، ولا لإخفاء الرؤوس في الرمال، كالنعامة…. فالمحور الصهيو- أميركي، استطاع، أن يشعل الحرب، داخل الإسلام، وفي ثياب المسلمين، وقطعت الحرب خطوات متقدمة، على طريق التطاحن والإدماء (وهي بالتأكيد، ليست بين السنّة، والشيعة، مهما حاولوا، إلباسها، هذا القميص الوسخ)، بل هي:
حرب (١): بين الإسلام التنويري الحضاري المتسامح.. والإسلام “والأدق: التأسلم” الظلامي التكفيري التدميري.
وحرب (٢): بين الإسلام المستقل المقاوم الممانع.. والإسلام “والأدق: التأسلم” التابع الخانع المستسلم.
وحرب (٣): بين الإسلام الشامي المحمدي.. والإسلام “والأدق: التأسلم” الوهّابي التلمودي.
وحرب (٤): بين إسلام “محمد ابن عبد الله” وإسلام “والأدق: تأسلم “محمد بن عبد الوهّاب”.
ولذلك، جرت وتجري وستجري، محاولات مستميتة، لتزوير حقيقة هذه الحرب، وإظهارها على أنها “حرب مذاهب” رغم أنها، بكاملها، حرب مصالح، على الإسلام والمسلمين، وعلى مسيحيي المشرق، وعلى عرب العرب، ويجري تنفيذها، بأيدي أعراب العرب، وبأموالهم، وبنفطهم، وبفقهائهم، وبظلامييهم، وبإعلامهم، ولصالح المشروع الصهيو- أميركي، أولاً وأخيراً.
-8-
[ الإخوان المسلمون، ذئاب في ثوب حمل، ويشبهون المحافل الماسونية ]
* الملك عبدالله الثاني بن الحسين
الفحيح الطائفي والسعار المذهبي، يسمّم الأجواء العربية، ويتحوّل إلى السلاح الأول والأفعل والأمضى والأهم، الذي يتسلح به (الإخوان المسلمون) وعصابات (تنظيم القاعدة) المتوالدة كالفئران، التي استولدت وفرّخت، مئات التنظيمات الإرهابية الظلامية الدموية التكفيرية…… وتتكفّل أذناب وزواحف الأبواق الأعرابية المتصهينة، بتبرئة ذمة هذه القطعان الإرهابية، وتبييض صفحتها، عبر محاولات ترحيل جرائم الإرهاب، التي تَلُفُّ هذه العصابات الدموية، من رأسها إلى أخمص قدميها، والعمل على تلبيسها، للدولة الوطنية السورية.
-9-
أقذر أنواع الخطاب الطائفي، وأحطّ أنواع الخطاب المذهبي، وباسم: الديمقراطية والحرية و(الحئيئة)، كان، ولا زال، جزءاً من الفولكلور السياسي اللبناني التقليدي، وصار، الآن، منهاج وسلوك، معارضات (الربيع العربي) الجديد المتصهين…. وقد ضرب هؤلاء، عرض الحائط، بما قاله الله، عزّ وجلّ، في كتابه الكريم :(إنّ الذين آمنوا، والذين هادوا، والنصارى، والصابئين، من آمن بالله وباليوم الآخر، وعمل صالحاً، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون): هل سمعتم يا أتباع “محمد بن عبد الوهاب” ويا أتباع “سيد قطب” ويا أتباع “أيمن الظواهري”؟؟!!!، أم أنّ أبصاركم وبصائركم، قد عميت، ولم تعد ترى، إلاّ (إسلام) الصهيوني “برنار هنري ليفي” وتابعه “القرضاوي” وبراميل نواطير الغاز والكاز؟؟؟!!!..
ألم تفهموا من هذه الآية الكريمة، أنّ الله، عزّ وجلّ، بريد ثلاثة أمور: الإيمان به – والإيمان باليوم الآخر – والعمل الصالح.. وأنّ مَن يلتزمون بهذه المقومات الثلاثة، مهما كان دينهم، وديدنهم، فلا خوف عليهم، ولا هم يحزنون. ألا لعنة الله عليكم، من الآن، وإلى يوم الدين.. وإذا كنتم، لا تفهمون، إلاّ بلغة القتل والدم، فلا تنسوا، أنّ الله، عزّ وجلّ، قد بشّر القاتل، بالقتل، واعلموا أنّكم، مهما أوغلتم في دماء السوريين، فإنّ مصيركم، لن يكون إلاّ كمصير سابقيكم، ممن ارتد كيدهم، إلى نحرهم، وأنّ (الشام) الكبرى، سيبقى (الله حاميها)، وسيستمد شعبها، وجيشها، وقيادتها، وقائدها، قوّتهم وإيمانهم وصمودهم وصلابتهم واستعدادهم للتضحية، من إيمانهم الراسخ، الذي لا يتزعزع، بالله عزّ وجلّ، وبالإسلام المحمدي المتنور، وبالمسيحية المشرقية الراسخة.. وليس بالتأسلم الوهابي – الإخونجي المتصهين، ولا بالمسيحية الغربية المتصهينة.. ولذلك، سيكون النصر، لنا، رغم أنف جميع أعدائنا في هذا العالم (فصبراً، آل ياسر، إنّ الصبح، لقريب).
-10-
[ ما هي العوامل التي دفعت واشنطن، لاتخاذ قرار، باستخدام سلاح كيماوي، ضد الشعب السوري ؟ ]
تتلخص هذه العوامل بـ:
(١): وضع احتمال قيام الدولة الوطنية السورية، بالرد على الشيء، بمثله، بما يفسح المجال لتصعيد الحرب الكونية، ضد سورية، إلى الحدّ الأقصى المتاح، وبما يفسح المجال، للتدخل العسكري التقليدي الدولي في سورية، كما حدث في ليبيا.. وقد غاب عن بال هؤلاء، أنّ القيادة السورية، أكثر حصافةً وحنكةً وحرصاً ووعياً، من أن يجري استدراجها، إلى مثل هذه الأفخاخ المسمومة.
(٢): خلق حالة من الفزع والهلع والبلبلة والفوضى، في أوساط الشعب السوري، وبأنّ القادم أعظم، وأنّ سلاح التدمير الشامل، سوف يجري استخدامه، من الآن وصاعداً، ضد الشعب السوري.
(٣): تمهيد الطريق، لطرح موضوع (أسلحة التدمير الشامل) على طاولة المفاوضات، بذريعة حمايته، من احتمال وصوله إلى المجموعات الإرهابية، بما يستدعي انتزاعه وإتلافه، بإشراف دولي.
(٤): جس نبض الدولة الوطنية السورية، واستكشاف مدى صلابتها، وتماسكها، ورصد ردّات فعلها، تجاه هذه الجريمة.
(٥): تعويض العجز الميداني، للعصابات الإرهابية المسلّحة، عن تحقيق الأهداف المرسومة لهم، بإدخال سلاح جديد، هو السلاح الكيميائي.
(٦): ترهيب وترعيب وتهويل وابتزاز، الدولة الوطنية السورية، عبر إظهار موضوع تسليح العصابات الإرهابية، بأسلحة فتاكة، بأنه موضوع جدي جداً، وأنّ على القيادة السورية، أن لا تستخف بذلك، وأن تنقاد لمفاعيله، بما يتطلب منها، ضرورة التراجع عن قرارها المستقل وعن سيادتها الوطنية، وأن تستجيب للرغبات الصهيو- أميركية- حسب المخطط الصهيوني.
(٧): معاقبة المناطق السورية، التي يرفض أهلها، التعاون مع العصابات الإرهابية، ويرفضون تشكيل بيئة حاضنة لهؤلاء، ويرفضون التستّر عليهم والتناغم معهم.
هذه هي أهم العوامل، التي دفعت واشنطن، لاتخاذ قرار باستخدام السلاح الكيماوي، موضعياً، ضد سورية، عبر تفويض المهمة، لتابعيها أحفاد سايكس بيكو: الإنكليز والفرنسيين، وتكليف الثلاثي الكئيب ( آل أردوغان – آل سعود – آل ثاني) بإدارة العملية. ولكن حساب الحقل، لم ولن ينطبق على حساب البيدر، عند العم “سام” وأذنابه.
-11-
[ انتخاب (رئيس الحكومة) الانتقالية المعارضة!!! ]
لا يكفي أن يكون هذا البيدق الجديد، أمريكي الجنسية، ولا يكفي أن يكون أحد أدوات (المحافظين الجدد)، ولا يكفي أن يكون (جزءاً من اللوبي الصهيوني في أمريكا).. بل رغم تمتّعه بهذه المواصفات (الفريدة).. يسوّقون وتسوّق معهم معظم فضائيات العالَم، هذه الهمروجة بأنّها (انتخاب رئيس حكومة!!!).. قليلاً من احترام عقول الناس، أيّها الإعلام العالمي.. انتخاب ماذا؟.. وهل عندما تلملم الدول المعادية تاريخياً للعرب وللإسلام ولسورية، من دول الاستعمار القديم والجديد، كلّ ما يستطيعون من خَونة وعملاء وجواسيس، ثم يطلبون منهم أن يتفقوا على تسمية (بيدق) محدّد بالاسم، جرى تحديده لهم.. هل يقبل منطق في العالَم، أن يسمّى ذلك انتخاباً؟ وإذا كان كذلك، فهو كعصابة مافيا تنتخب من بينها شخصاً يريده مديرو المافيا، ثم يعملون على تسليمه فرنسا أو بريطانيا أو تركيا مثلاً، هذا هو انتخابهم.. قليلاً من الحياء أيّها الإعلام العالمي، بما في ذلك بعض الفضائيات الجديدة التي تقول أنّ (القدس) هي بوصلتها.. يكفي إغراقاً وغرقاً في طوفان مستنقعات الإعلام الصهيو-أطلسي-الوهّابي الذي يقصف سورية آلاف المرّات، كل دقيقة من الزمن.. ومع ذلك، مهما نبحت الكلاب، فإنّ قافلة الدولة الوطنية السورية، تسير وستظلّ تسير لتصل إلى شاطئ السلامة، حتى ولو واجهت في طريقها آلاف الكمائن والألغام والمصائد.
[ ألم تلاحظوا بأنّنا لم نذكر اسمه، لأنّ الاسم لا يَهُمّ، فهو مجرّد رقم، سوف يجري قريباً، رَمْيُه كالفأر الميت من النافذة، تمهيداً للمجيء بفأر آخر إلى أن يصلوا إلى الحائط المسدود ]
-12-
حالات الحَــراك الاجتماعي الموضعي، والاحتجاج المعيشي الجزئي.. لا تشكّـل ثورةً ولا انتفاضةً ولا ربيعاً، إلاّ إذا كانت “سنونو” واحدة، تعني ربيعاً.. ولكن الأهمّ، أنه في سورية، جرى التلطيّ وراء حالات الحراك الاجتماعي الموضعية، وحالات الاحتجاج الجزئية، عبر تسميتها ثورة وانتفاضة، لتمرير أخطر وأشرس عدوان همجي إرهابي دولي-أطلسي-صهيوني-وهّـابي-إخونجي، على الشعب السوري والجيش السوري والقيادة السورية.. بقيادة صهيو-أمريكية، وبإدارة سلجوقية-سعودية-قطرية، وبأدوات متأسلمة ظلامّـية، متواكبة ومتبرقعة بمئات الأشخاص الخارجين على وطنهم والباحثين عن سلطة، حتى ولو على خازوق عثماني.
-13-
معظم بيادق معارضات الناتو المتصهينة، المنبطحة، تحت أقدام الغرب الاستعماري، واللاعقة لأحذية نواطير النفط، يتحدّثون باستعلاء مقيت فارغ، عن (النظام المجرم !!!!) في سورية، وعن (النظام السوري، الذي ينفذ ما تريده أميركا وإسرائيل والغرب !!!!).. طيب، أيها السفلة، الخونة، الأنذال: اخرجوا، أولاً، من تحت أحذية الاستعمار الفرنسي والبريطاني والتركي والأميركي، واسحبوا أياديكم من جيوب بدائيّي عصور الانحطاط، من نواطير النفط والغاز، وتوقّفوا عن تنفيذ كامل “الأجندة” الإسرائيلية، في العمل على قتل الشعب السوري والجيش السوري، وفي تدمير وتخريب مقدّرات الوطن السوري، قبل أن تتفوّهوا بمثل تلك الأقاويل والتخاريف…
أمّا الحقيقة، فإنّ هؤلاء المرتزقة، ممن يتلطّون وراء تسمية “المعارضة السورية” ينفذون ويقولون ما يطلب منهم أسيادهم ومشغّلوهم، القيام به والتصريح، به، حتى أصبحت مثل هذه الأراجيف وأشباهها، هي الخبز اليومي، لهؤلاء المرتزقة المتعفّنين، لا بل أصبحت هي اللَّازِمة، المطلوب من هؤلاء، ترديدها وتكرارها، صباح مساء… وكلما سمعت أو شاهدت واحداً من هؤلاء المتخلّعين، يردّد ذلك، اعرف على الفور، أنه يردّد “كلمة السر” أو “الكلمة الكودية” التي طلب منه مشغّلوه في مواخير وأقبية المخابرات الغربية، ترديدها ببغاوياً، تحت طائلة الاستغناء عن خدماته، ورميه في أقرب حاوية زبالة.
-14-
[ عندما يجري اغتيال الديمقراطية، بذريعة البحث عنها ]
يكفي أن يرى المرء، مهرجانات “البييل” المتلاحقة، التي تقيمها “١٤” آذار، ليتأكد، أنّها مظاهر وهمروجات فولكلورية وكوميدية وكاريكاتيرية، في وقت واحد، تتحوّل فيها المناداة بـ “(الديمقراطية) و(الحرية) و(المجتمع المدني) إلى نقيضها.. ومَن لا يصدّق، فَلْينظر إلى (السنيورة فؤاد) وإلى (طالب الطب الفاشل، ومعتمد إسرائيل الأول في لبنان “الحكيم!!!” : سمير جعجع) وإلى (مندوب المخابرات الفرنسية: مروان حمادة) وإلى (معتمد “دزينة” من أجهزة المخابرات الأجنبية: فارس سعيد)، ألا تكفي كل تلك الوجوه الكالحة، لكي نتأكد، أنّ كل ما يجري في لبنان، على أيدي هؤلاء، وأيدي أشباههم، وأيدي مموليهم، وأيدي أسيادهم، لتأكيد (لبنانية لبنان)، يؤدي إلى (صهينة لبنان)؟؟!!.
-15-
قابلية نواطير النفط والغاز، للاستعمار والاستحمار والاستخذاء، ومعهم أذناب العم “سام” وبيادقه… قابلية غير مسبوقة في التاريخ، ولم يتّصف، بمثلها، عبيد ولا أرقاء ولا أقنان، في تاريخ البشرية… مقابل ملء جيوبهم وبطونهم، فقط لا غير.
-16-
نشر الكاتب الإسرائيلي الموثوق به من أوساط الجيش والأمن الإسرائيلي (ناحوم بريناع) في صحيفة الـ: (يديعوت أحرونوت) مقالاً، يبيّن فيه، بأنّ عملية خطف جنود “الأندوف” من المنطقة العازلة في جبهة الجولان، تمّت بالتعاون والتنسيق، بين المخابرات الإسرائيلية والمخابرات الأردنية، اللتين قامتا بإيصال وحماية المجموعات المسلحة السورية، التي تنشط في منطقة فصل القوات، على جبهة الجولان، وذلك في إطار المخطط الإسرائيلي القاضي بإقامة نواة شريط حدودي لإسرائيل، في الجولان، شبيه بالشريط الحدودي الإسرائيلي في لبنان، عام “١٩٧٨”.
[ نقول لهؤلاء: فليتذكروا، ماذا كانت نهاية شريط حدودهم، في لبنان، بدءاً من “سعد حداد” إلى “أنطون لحد”… وليتذكروا، أنّ لبنان، كان حينئذ، غارقاً في حرب أهلية طاحنة، ومع ذلك، ماذا كانت النتيجة، التي انتهى إليها الإسرائيليون؟: لقد كانت النتيجة، هي قيام مقاومة “حزب الله” وانسحابهم الذليل من لبنان، لأول مرة في تاريخ العرب الحديث، بدون قيد أو شرط…. ولينتظروا – حينئذ – أن يروا في، سورية، “حزب الله” جديد، ولكن بحجم سورية، لا بحجم لبنان فقط، وبتاريخ سورية، وبفعالية سورية، وليتأكدوا، أنهم، بذلك، يحفرون قبرهم، بأيديهم، للمرة الأخيرة، وإلى الأبد.