خاطرة “أبو المجد” (الحلقة الإحدى والأربعون)
موقع إنباء الإخباري ـ
الدكتور بهجت سليمان سفير الجمهورية العربية السورية لدى الأردن:
(صباح الخير يا عاصمة الأمويين.. صباح الخير يا عاصمة الحمدانيين.. صباح الخير يا بلاد الشام.. صباح الخير يا وطني العربي الكبير).
-1-
[ تصريحات (ميدفيديف) غير الحصيفة.. عن سورية ]
حُبُّ السّلامة، يَثْنِي هَمَّ صاحِبِهِ عن المعالي، ويُغْرِي المرء بالكسل
السيد “ميدفيديف” رئيس الوزراء الروسي، أجرى مقابلة مع الـ (CNN) الأمريكية، لم يكن موفّقاً فيها، في ما قاله عن سورية، لا بل كان متناقضاً مع نفسه، ومتناقضاً مع التوجّه العام لدولته، بل ومع التوجّه العام لمعظم الشعب الروسي، وخاصةً مع التوجّه العام للجيش الروسي.
(1) وإذا كان السيد (ميدفيديف) إدارياً ناجحاً، منذ أن كان مديراً لمكتب الرئيس (فلاديمير بوتين) إلى أن اختاره (بوتين) لكي يكون خَلَفَهُ في رئاسة الجمهورية الروسية، في فترة انتقالية، يعود بعدها (بوتين) إلى الرئاسة.. نقول: إذا كان (ميدفيديف) إدارياً ناجحاً، فهذا لا يعني أنه سياسي ناجح أو استراتيجي حصيف أو رجل دولة متميّز.
(2) السيد (ميدفيديف) عندما كان رئيساً لروسيا، مُتَّهَم من قِبل (النواة الصلبة) في القيادة السياسية والعسكرية الروسية، بأنه كان السبب في إفساح المجال لحلف الأطلسي، لغزو ليبيا وقصفها واحتلالها، من خلال استدراجه للموافقة على قرار لمجلس الأمن، شكّل مدخلاً وغطاءً للتدخّل الأطلسي.. والسبب هو عدم خبرة وانعدام حنكة (ميدفيديف) في السياسة.
(3) يتأكّد ذلك – أي عدم حنكته وضعف حصافته السياسة – في مقابلته الأخيرة مع محطة الـ (CNN) الأمريكية، وحديثه عن الوضع السوري.. عندما يقول بأنّ فُرص الرئيس الأسد في البقاء، تتضاءل.. بينما الوقائع الميدانية والسياسية، تؤكّد ما هو عكس ذلك تماماً…. وكذلك عندما يتحدّث عن تضييع فرصة الإصلاح في سورية منذ البداية، فهو يبرهن أنه يُقَارِب الوضع السوري، بصورة مقلوبة مجافية للحقيقة، بعد أن أدرك كلّ أحرار العالَم، وفي مقدمتهم الروس والصينيون ودول البريكس، بأنّ المخطط الأمريكي لتفجير سورية والسيطرة عليها، ليس جديداً، بل كان مرسوماً منذ سنوات عديدة، وأنّ همروجة (الربيع) كانت مطيَّةً وتُكَأَةً، لتنفيذ ذلك المخطط.. أمّا (ميدفيديف) فقفز، في مقابلته، فوق كل تلك المعطيات الدامغة التي أقرّ بها حتى (برلسكوني) ومراكز الدراسات الغربية، وما تسرّب ويتسرّب من القرارات والمقررات الأمريكية والأوربية والإسرائيلية.. الأمر الذي يؤكّد أيضاً، افتقار (ميدفيديف) للحنكة.
(4) بعض مسؤولي الشرق – بما فيهم بعض الملوك والزعماء العرب – يغرقون في (شبر ماء) لمجرّد إجراء فضائية أو صحيفة أو مجلة أمريكية أو أوربية مشهورة ، لقاءً معهم.. فـ (يأخذهم الحال) ويستفيضون في الحديث – أحياناً – بما يتعارض، أو يتناقض، مع سياسات بلدانهم، ومع مصالح بلدانهم.. ويجري استدراجهم وتزليقهم بما يتلاءم مع توجّهات الوسيلة الإعلامية المذكورة، وليس مع توجّهات بلدانهم.
(5) ومع ذلك، فإنّ باب الاحتمالات مفتوح – مهما كان متواضعاً – وأحد هذه الاحتمالات، هو أنّ المسألة (توزيع أدوار) داخل منظومة القرار الروسي، بحيث يأخذ (ميدفيديف) و(ميخائيل بوغدانوف) نائب وزير الخارجية، الاتّجاه المهادن للسياسة الغربية، بما يحافظ على جسور التواصل المطلوبة في مختلف الظروف، وبما يخدم المصلحة الروسية، بالشكل الذي يراه الروس مناسباً.
(6) وإذا كان الأمر كذلك – أي توزيع أدوار – فإنّ الغرض من ذلك، هو مخاطبة الأمريكان، بأنّ لا تُتْعِبوا أنفسكم كثيراً في العمل على إسقاط الرئيس الأسد، طالما أنّ فرص بقائه في السلطة، تتضاءل.. وما عليكم – أيها الأمريكان – إلاّ أن تتوقّفوا عن دعم الفئات المسلّحة في سورية، وتَدَعوا الأمور تأخذ مجراها الطبيعي، طالما أنّ ما تريدونه، سيتحقّق!!!.
(7) والاحتمال الأكبر من الاحتمال السابق، هو أنّ (ميدفيديف) و(بوغدانوف) هما جزء من تيّار، داخل القيادة الروسية، لا تتطابق مواقفه مع موقف الأغلبية الفاعلة في مطبخ القرار الروسي، وهذا التيّار يجسّد قوى وفعاليات معيّنة داخل المجتمع الروسي وداخل الدولة الروسية، تؤمن بعدم ضرورة تصعيد المواقف بوجه الغرب، بل بالمهادنة مع الغرب عامة ومع الولايات المتحدة الأمريكية خاصةً، حتى لو أدّت تلك المهادنة إلى تنازلات روسية عديدة.
(8) ومع ذلك، يبقى الأساس، في القرار الروسي، ليس ما يُقال، بل ما يُفعل (لا تنظروا إلى ما تقوله ألسنتهم، بل إلى ما تفعله أيديهم) ذلك أنّ الموقف الروسي يزداد صلابةً، يوماً بعد يوم، وشهراً إثر شهر.. وروسيا لا تدافع عن الرئيس الأسد – وليس مطلوباً منها الدفاع عنه – بل تدافع عن المصلحة العليا الإستراتيجية الروسية، عبر دفاعها عن سورية.. والرئيس الأسد لا يريد من الروس، الدفاع عنه، بل ينتظر منهم، الدفاع عن مصالحهم العليا، المتلاقية والمتناغمة مع مصالح الشعوب في التخلّص من الهيمنة الأمريكية، ومع مصلحة الشعب السوري في الدفاع عن حقّه وأرضه وكرامته وحريته، في وجه المحور الصهيو-أمريكي وأتباعه وأذنابه وأدواته من عصابات الإجرام الإرهابية، والمرتزقة التدميرية، وقوى الظلام التكفيرية.
والرئيس الأسد يُدَافِع عن شعبه، ونَذَر نفسه، وتاريخه وحاضره ومستقبله، للدفاع عن هذا الشعب.. وهو لا يحتاج أحداً للدفاع عنه، طالما أنه يجسّد طموحات وتطلّعات شعبه، الذي بادله الوفاء بالوفاء، كالقائد في الحرب، يدافع عن شعبه، وهو على رأس المحاربين الذين يقودهم، وكذلك المحاربون، يدافعون عن قائدهم، عندما يدافعون عن شعبهم وأرضهم ووطنهم.
(9) إنّ القيادة الروسية الحالية تعبّر في مواقفها تجاه سورية، عن رأي الأغلبية الساحقة من الشعب الروسي، وتجسّد رؤى وتوجّهات الجيش الروسي العملاق، وتعكس المصالح القومية الإستراتيجية العليا، للدولة الروسية، وتدرك – أي القيادة الروسية – أنّ الصمود السوري الأسطوري، شكّل ويشكّل رافعةً كبرى، للدفاع عن روسيا وللحفاظ على دورها المتصاعد في هذا العالَم، ولتحصين نفسها من محاولات الاختراق الأطلسية الداخلية لها، التي لم تتوقف ولن تتوقف.. وتدرك القيادة الروسية أنّ الصمود السوري يتكوّن من عوامل ثلاثة لا انفصال بينها، هي (الشعب – والجيش – والرئيس بشّار الأسد) وأنّ النيل من أيّ عنصر من هذه العناصر الثلاثة، يعني زعزعة للقلعة السورية، وفرصةً للنيل منها، بل ولوضع اليد عليها.. وهذا ما يتناقض تماماً، مع المصلحة الروسية ومع السياسة الروسية.. وهذا، أيضاً، ما تدركه بعمق (النواة الصلبة) للدولة الروسية، تلك النواة التي تصنع القرار الروسي وتعمل بموجبه، بهدوء، وبدون ضجّة أو ثرثرة غير مبرّرة.
(10) وأخيراً، يبقى الشعب السوري هو الأساس وهو الأصل وهو البداية والنهاية.. ويبقى تقرير مصير سورية – على مختلف الصعد – من اختصاص شعبها وجيشها وقائدها، وليس من اختصاص أحد، خارج سورية، صديقاً كان أم عدواً.. ودور الأعداء والخصوم هو دعم قوى التخريب، ودور الأصدقاء هو دعم قوى البناء.. ولكنّ الأصل هو واقع الحال داخل سورية، ولو لم تصمد سورية، صموداً أسطورياً، منذ الأيّام الأولى، والأسابيع الأولى، والأشهر الأولى، ولو أنها تهاوت، كغيرها، لَمَا وَقَفَ أحد معها، صديقاً كان أم غير صديق، ولكانت سورية الآن، كالذبيحة التي يتقاسمها الجزّارون.. ولكن بفضل شعب عملاق وجيش رائد وأسد قائد، صمدت سورية، وأجهضت مخططات معادية، كانت تُحاك ضدها منذ عشرات السنين.
-2-
ولا خَيْرَ في دَفْعِ الرَّدَى، بِمَذَلَّةٍ كما رَدّهَا، يوماً، بِسُوْءَتِهِ عَمْرُو
– أبو فراس الحمداني –
· لقد كشفت الحرب الدولية الصهيو-أطلسية على سورية، البيادقَ المتثاقفة والإعلامية، التي قدّمت نفسها، عبر سنوات عديدة، بأنّها رموز وطنية وقومية ونضالية مستقلّة عن أذناب التابعية الصهيو-أمريكية.. فبعد سقوط أقنعة (المستعرب التلمودي: عزمي كوهين بشارة) تساقَطَ، وبسرعة، قناع ادّعاء الوطنية والقومية عن وجه (القطري: محمد المسفر) الذي طالب – بلا حياء أو خجل – في مقالٍ له، بالقول (إذا أردنا أن نهزم الطغيان وجبروت الحكم في الشام، فلا بدّ من قطع موارده القادمة من بغداد).. لقد صِرْنا نتحسّب لكلّ مَن حاول ارتداء قناع الوطنية والعروبة في الفترة الماضية، بعد أن خلع هؤلاء وأمثالهم، أقنعتهم، ولم يكتفوا بالانتقال إلى الضفّة المعادية، بل كانوا رأس الحربة ضد كل ما هو وطني وقومي ومبدئي، مع إصرارهم – غير الذكي – على الاستمرار بتمثيل دور (المفكر والباحث والفيلسوف والكاتب الوطني والقومي والعالمي!!!!).
· وكما اصطّف (طلال سلمان) إلى جانب (الياس عطا الله) و(حازم صاغية) و(نصير الأسعد: المتوفَّى) و(وسام سعادة) وأشباههم الذين بدؤوا يساريين، وانتهوا ملحقين باليمين النفطي، وملتحقين بتيّار (المستقبل) اللبناني الوهّابي، الملتحق بدوره بوكيل إسرائيل الأوّل في لبنان (سمير جعجع).. وتساوى صاحب جريدة (السفير) صاحبة التاريخ القومي المديد، تساوى مع (وليد جنبلاط) في التراقص البهلواني، وأثبت أنّ برقع الوطنية والقومية، الذي كان يتبرقع به، عبر حوالي نصف قرن من الزمن، كان برقعاً مزيّفاً.. لقد تماهى كلياً مع هؤلاء، مع رشّ بعض العبارات التجميلية التي تنشر القبح والقيح، أكثر مما تشكّل “ماكياجاً” تجميلياً، لمواقفه النافرة.
· من المؤكّد أنّ كلّ مَن يدافع عن الإرهابيين والمرتزقة الوالغين في الدماء السورية، عبر تحميل الدولة الوطنية السورية، مسؤولية الدماء والدمار.. هو جزء من أولئك الإرهابيين والمرتزقة – شاء أم أبى – .. ولأنّه عاجز عن استخدام السلاح، فهو يستخدم الكلمة.. ولذلك لا فائدة من الحوار مع الإرهابيين وأذنابهم (الكَلَمَنْجِيِّين) لأنّ هؤلاء لا يفهمون بلغة الكلام.
· يأتيك أحدهم، أو بعضهم، ليستنكر وجود (رجل الدين في خدمة السلاطين) كما يسميّهم، مع أنّ هؤلاء المستنكِرين، من بابهم إلى محرابهم، ومن أَلِفِهم إلى يائِهم، ومن قمة رؤوسهم، إلى أخمص أقدامهم، في خدمة الغرب الاستعماري، قديمِهِ وحديثِهِ، وفي خدمة أذناب هذا الغرب، وفي خدمة بيادق هذا الغرب، وضد أمّتهم وأوطانهم الأصلية، ثم يسمّون ذلك وقوفاً ضد (السلاطين) علماً أنّ تاريخ هؤلاء، لم يكن يوماً، إلاّ متخماً بلعق أحذية خَدَم السلاطين، قبل السلاطين.
· لكي تكون الدولة (ديمقراطية) لا بدّ أن تكون (علمانيّة) و(مدنيّة).. أمّا الدول المقامة على أساس قَبَلي أو عشائري أو عائلي أو طائفي أو مذهبي، فلا يمكن أن تكون ديمقراطية، مهما تبردعت بالديمقراطية الشكلية.. وكذلك الدول المقامة على أساس عسكري أو مليشياوي، لا يمكن أن تكون ديمقراطية، مهما وضعت من مساحيق وأصباغ.
· نعم، الرئيس الأسد، جزء من الأزمة والمأزق، بل هو سبب الأزمة.. هذا ما تراه واشنطن والاتحاد الأروبي وإسرائيل وتركيا أردوغان، ونواطير النفط والغاز، وباقي أذناب الأمريكان.. إنه – أي الرئيس الأسد- سبب أزمة هؤلاء ومأزقهم الكامن في فشلهم الذريع، في أخذ سورية من الداخل، وفي الهيمنة عليها، وفي إالحاقها بالمشروع الصهيوني في المنطقة (مشروع الشرق الأوسط الجديد).. إنه رأس الهرم، والجيش العربي السوري هو مداميك الهرم، والشعب العربي السوري هو قاعدة الهرم.. هذا الثلاثي الذهبي في الهرم السوري، هومبعث الأزمة الحقيقية والمأزق الحقيقي في وجه قوى الاستعمار الجديد، وأتباعه وبيادقه.. هذه القوى الاستعمارية- الأصلية والتابعة- هي التي خلقت الأزمة في سورية، وغذّتها بمختلف أنواع الأسلحة، الإعلامية والمالية والتسليحية والدبلوماسية والاقتصادية والسياسية.. وصمود الرئيس الأسد، على رأس شعبه وجيشه، أعاد تصدير بعض عناصر الأزمة، إلى تلك القوى الاستعمارية، ولذلك شنّوا حملة شعواء عليه، غير مسبوقة في التاريخ.. ومع ذلك، ورغم ذلك، بقي الرئيس بشار الأسد، في نظر معظم أبناء شعبه، هو الأمل وهو الضامن لإنقاذ سورية من الأزمة التي وضعها فيها، المحور الصهيو- أمريكي وأذنابه، وهو ضمانة وحدة سورية.
· العداء التاريخي، ليس بين(العروبة) و(الصفويّة) كما يحاول أذناب الاستعمار الجديد، تسويقه.. بل بين (العروبة) و (العثمانية التركية، القديمة والجديدة) سلجوقيةً كانت أم انكشارية أم أردوغانية.. ونظرية القومية العربية، نشأت بالأساس، رداً على الاستعمار التركي العثماني البغيض والمديد للعرب، هذا الاستعمار الذي استعبد العرب، لأربعمئة سنة، والذي جرت برقعته وإدامته، باسم (الخلافة الإسلامية) التي لم تكن، يوماً، إلاّ (سلطنة عثمانية) جعلت من جميع الشعوب الأخرى، تابعة لها وفي خدمتها.. ودعوة القومية العربية، لوحدة الأمة العربية، لم تأت، حينئذ، على أرضية وحدة عربية قائمة، بل جاءت على أرضية استعمار عثماني قائم، لابدّ من التخلّص منه، والعمل على توحيد العرب في دولة واحدة، كما جرى في توحيد ألمانيا وإيطاليا وغيرها، طبقاً لمفهومهم القومي.
ومقومات وعوامل وعناصر الوحدة العربية، ليست العِرْق ولا الجنس ولا اللون ولا الدين ولا المذهب، بل اللغة، والأرض، والإرادة المشتركة، والتاريخ المشترك، والطموحات والمصالح المشتركة.
· القائد التاريخي لأكثر من نصف أكراد العالم، و لـ(20) مليون كردي تركي، المعتقل في جزيرة (إيمرالي) (عبد الله أوجلان) هو أكثر فاعليةً وأكبر تأثيراً، بل وأكثر حريةً – وهو في سجنه- من (رجب –غير الطيّب- أردوغان)… لماذا؟
لأنّ الحرية هي أن تمارس قرارك المستقّل(و أوج آلان) يمارس قراره المستقل غير التابع إلاّ لشعبه الكردي.. وأمّا أردوغان، فمارس ويمارس قراره، التابع للمحور الأمريكي الصهيوني، على حساب شعبه التركي.
· لا أحد يتخلّى عن ثوابته- فرداً كان أم أمّة- لأن التخلّي عن الثوابت، يعني أنّها لم تكن ثوابت عند صاحبها أو أصحابها، بدليل تخلّيهم عنها…. ويعني أن صاحبها أو أصحابها، ليسوا ثابتين على موقف، بل هم بهلوانات (يَتَنَطْوطون) حسب اتجاه الريح.
-3-
(أمريكا) تريد حل “مشكلتها” عبر تحقيق الهيمنة السياسية والسيطرة الاقتصادية، على سورية الطبيعية… ودول (أوربا) الاستعمارية، القديمة والجديدة، تريد حل “مشكلتها” عبر إعادة استعمار سورية الطبيعية، والسيطرة على قرارها السياسي والاقتصادي… و(تركيا) تريد حل “مشكلتها” عبر إعادة بعث السلطنة العثمانية، وإعادة استعمارها لـ: سورية الطبيعية… والعائلة الحاكمة في (السعودية) تريد حل “مشكلتها” والحفاظ على اغتصابها للجزيرة العربية، عبر المجيء بـ(نظام حاكم) في سورية، يدور في فلكها، من جهة، ويكون – مثلها – ذيلاً تابعاً، للمحور الصهيو- أمريكي من جهة ثانية… و(إمبراطورية قطر العظمى) تريد نفخ نفسها، عبر التحوّل من فأر إلى فيل، يكون قادراً، على تنفيذ الخدمات المطلوبة منه، لصالح المحور الصهيو- أمريكي، تحت طائلة الاستغناء عن خدماته، وعنه، فيما إذا فشل في تنفيذ المهمّة المناطة به….. و(إسرائيل) تريد حل “مشكلتها” في تحقيق الأمن العنصري الاستيطاني، وفي تكريس (يهودية) إسرائيل، عبر إسقاط الدولة الوطنية السورية، والمجيء بـ: (نظام حاكم) تكون مهمّته الأولى، الحفاظ على أمن إسرائيل، عبر الانخراط، في المحور الخانع التابع للمحور الصهيو-أميركي، الذي تجرّه السعودية… وهؤلاء، مجتمعين، يجسّدهم (الأخضر الإبراهيمي: سي لَخْضَر) الذي ناور وداور، وتحايل وتمايل، وتذاكى وتشاطر (ومعه طرفا السيبة البائسة: بوّاب جامعة الأعراب، وكراكوز هيئة الأمم المتحدة) ظناً منه، أنه يستطيع أن يأخذ من سورية، بالدبلوماسية، ما عجز أسياده ومشغّلوه، عن أخذه بالقوة، ونسي ( سي لَخْضَر) أنّ دمشق أقدم حاضرة في التاريخ، وأنّ الشعب السوري، لا يسلّم قياده، لأحد، بسهولة، وهو، كذلك، لا يتخلّى عن (قائد) وعن (نظام سياسي) اختاره ومنحه ثقته، حتى لو وقفت ضده، كل قوى البغي والعدوان في هذا العالم…. لماذا؟ لأنّ جميع الطامعين في سورية، من أصدقاء وأتباع إسرائيل (الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء سورية) لا يتوقفون عن الادّعاء بأنّهم يريدون حل مشكلة سورية، بينما هم يعملون، بكل ما لديهم من قوّة، لتعقيد المشكلة السورية، بدلاً من المساهمة في حلّها، ويعملون على حل مشاكلهم القائمة والممكنة والمحتملة، على حساب الشعب السوري والوطن السوري والدولة السورية، والقيام بمزيد من استقطاب وإغراء حثالات متلاحقة، ممَّن لفظهم الشعب السوري، وتصنيع (مجالس) و(ائتلافات) و(تجمعات) و(تكتّلات) من هذه الكائنات والمخلوقات، التي ارتضت، أن تكون خنجراً مسموماً، في ظهر شعبها، وصدر وطنها، مقابل إغراءات مالية سخية، وأطماع سلطوية خلّبية.. ولسوف يجعل السوريون من الأزمة الدامية التي مرّوا ويمرون بها، جسراً وسلّماً، لبناء سورية المتجدّدة المحصّنة، التي تتكسر على أبوابها وحصونها، جميع محاولات الغزاة والطامعين.
-4-
لم يعد هناك مكان للون الرمادي في الأزمة السورية، وأصحاب اللون الرمادي، الذين يقولون: لو أنّ (النظام السوري) قام بالإصلاح، منذ البداية، أو: لو أنه قام بالحسم منذ البداية، أو: لو أنه قام بكذا وكذا وكذا، أو: لو أنه لم يقم بكذا ولم يقم بكذا، الخ الخ الخ…. بماذا يختلف هؤلاء عن بعض (قوّالي) و(ردّاحي) “هيئة التنسيق” الذين يتحفوننا، بمطالباتهم، عبر بعض الفضائيات، بما يسمّونه (ضرورة التوقف الفوري للنظام السوري، عن القصف الجوي والمدفعي!!!!!)؟؟ :أي أنّ هؤلاء، يريدون من الدولة الوطنية السورية، أنّ تفتح الطريق، لعشرات الآلاف من قوى الموت وعصابات الإرهاب والزمر الظلامية التكفيرية، المسلّحة حتى أسنانها.. لكي يتمكنوا من الدخول إلى دمشق وحلب!!!.. وكم كان حرياً بهؤلاء، أن يعيدوا النظر في مواقفهم المخزية، التي تستند وتبنى، على ما يحققه الإرهابيون المسلحون، من تخريب وتدمير وتفجير، للوطن السوري والشعب السوري والدولة السورية!!! خاصة وأنّ الدولة الوطنية السورية، اتسع صدرها، لاستيعاب، كل مواطن سوري، يعيد النظر في مواقفه، التي صبّت في خانة وخدمة هذه العصابات الإجرامية المسلحة، وفي مصلحة حماتها وممثليها ومشغليها، في المحور الصهيو-أمريكي، وأتباعه وأذنابه.. وإذا استمر هؤلاء، يركبون رؤوسهم، ويمعنون في مواقفهم السابقة اللا وطنية، فإنّهم، بذلك، يضعون أنفسهم، خارج ميدان المشاركة، في بناء سورية المتجددة، لا بل يضعون أنفسهم تحت طائلة المساءلة الوطنية، القانونية والأخلاقية، إذا استمروا في مراهنتهم هذه، على أعداء الوطن والأمة، وعلى أدواتهم الإرهابية القذرة!!!!! (وبالمناسبة): فإنّ قطعان (مثقفي الناتو) و(إعلاميي المارينز) و(بيادق الموساد) و(مرتزقة البلاك ووتر، من الأعراب الجدد) من لاعقي أحذية نواطير النفط والغاز، ومن المسامير الصدئة، في تلك الأحذية، فقدوا أعصابهم، وانتابتهم نوبات هستيرية، تبدو واضحة، وهم يتخبطون ويخبطون في مختلف الاتجاهات، بعد أن أيقنوا أنّ مشغّليهم ومموّليهم وأولياء نعمتهم، الأعراب والإقليمين والدوليين، فشلوا فشلاً ذريعاً، في تنفيذ المهام القذرة المسمومة، التي كانت مناطة بهم ومعولة عليهم!!!… والأقذع والأوضع والأفظع والأشنع: كانت هي كتابات وخطابات بعض مرتزقة المارينز الإعلامي الأعرابي المتأمرك المتصهين، سواء من رخويات وزواحف المعارضات الخارجية، أو من بيادق تلموديي الفضائيات والجرائد الأعرابية المتأسرلة!!!! صحيح، ما يقال (قطع الأعناق، ولا قطع الأرزاق) لهؤلاء المرتزقة، الذين يسترزقون ويتعيشون، من مواقفهم الحربائية المتبدّلة، حسب الطلب… ولكن، أدركوا، هذه المرّة، أنّ الأمر لن يتوقف عند قطع الأرزاق، فقط، بل سوف يصل الأمر إلى قطع الأعناق، وأيّ أعناق؟؟ إنّها أعناق مشغّليهم وأسياد مشغّليهم، بعدما انهارت أوهامهم وأحلامهم، على أبواب القلعة السورية.
-5-
(إذا كانت الوردة، تخلّف شوكة، والشوكة تخلّف وردة) كما يقول المثل، فإنّ المرحوم (الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود) لم يخلّف إلاّ الأشواك، لا بل أسوأ أنواع الأشواك المسمومة والقذرة، من (سعود الهزّاز) إلى (تركي المعتوه) الذي لم يتعلّم، عبر ربع قرن من استلامه لجهاز المخابرات السعودي، إلاّ زيادة الارتهان والعمالة، لأسياده الأمريكان والصهاينة، والتسابق مع أخيه (الهزّاز) حول مَن يسبق الآخر، في البرهان على أنه أكثر عمالةً وتبعيةً ونذالةً، من أجل أن يحسبوا حسابه، في المواقع السلطوية السعودية، التي يقرّرها الأمريكان، بأسلوب (ديمقراطي!!!!).