حوار الرابية ـ معراب: مواعيد معلّقة

صحيفة السفير اللبنانية ـ
غراسيا بيطار الرستم:

ارتقى الحوار بين الرابية ومعراب الى العالم الافتراضي. ففي «يوم برتقالي مجيد» يحتفل بميلاد زعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون، طبع رئيس «القوات اللبنانية» سمير جعجع على حاسوبه وغرّد لعون في عيده الثمانين: «أتمنى قبل عيد ميلادك القادم أن نكون قد أتممنا اتفاقنا الكامل.. وكل عام وأنت بخير».

يبدو «الحكيم» كريماً جداً في الوقت الذي يمنحه لكي يقطف المسيحيون، وبالتالي اللبنانيون، ثمار الحوار. سنة بكاملها للحصاد. بينما عون آثر التبشير بـ «قيامة أسرع» من ذلك، اذ ردّ بتغريدة لا تخلو من الدهاء السياسي: «شكراً للمعايدة، وآمل أن يكون اتفاقنا ناجزاً مع نهاية زمن الصوم فنقدّمه هدية للبنانيين تترافق مع فرح القيامة».

يمكن وصف معايدة جعجع بـ «تغريدة اللياقة». وهذا ليس بالامر المستغرب في أسلوب «القوات»، قيادة وقاعدة، في التعاطي الاجتماعي مع الخصم والحليف. «وفّيرة» ايضا المعايدة. فهي لا تكلف الحكيم تصريحات من عيار «أذهب حافيا الى الرابية». وربما هي «وفيرة» بمعنى أثمان الدم التي قد تدفع. فكثر ممن ذاقوا طعم الحرب بين «القوات» والجيش في التسعينيات يعلق بسخرية سوداء: ربما لو كان في تلك الايام «تويتر» لما وقعت تلك الحرب من أساسها. وهي، أي التغريدة، تؤمن، وفق العبارة الفرنسية «الضروري فقط». فربما ليس هناك بعد ما يقال بين الرجلين غير معايدة وأمل بالتوصل إلى اتفاق. الاتفاق لم ينضج بعد، وهاتفا الموفدين أمين سر «التكتل» ابراهيم كنعان ورئيس جهاز التواصل والإعلام في «القوات» ملحم رياشي، إما خارج الخدمة أو خارج ما يمكن أن يقال عن تقدم ملموس.

الملموس، بحسب أوساط مسيحية متابعة، «يظهر فعلياً لدى القواعد الشعبية البرتقالية والقواتية. في الجامعات والنقابات وحتى المناسبات الاجتماعية. الجو جيد جداً بصرف النظر عن نتائج الحوار. ربما هذا أهم إنجاز يحققه الحوار لغاية الآن». وتتابع: «ليس المطلوب ان نكون في خندق واحد ولكن على الأقل أن يسري الانفتاح والتحاور والتفاهم وكل ما يساعد في بث هذا الجو الإيجابي لدى القاعدة وهذا أكثر من مهم. صحيح ان لا موعد محدداً بعد للقاء مشترك ولكن الامور تسير نحو الأمام». على شبكات التواصل الافتراضي والمباشر تبادل مناصرو الحزبين المعايدة ايضا. «الحكيم»، بحرصه على المعايدة، أنعش ذاكرة مناصرين برتقاليين كانوا قد نسوا تاريخ ميلاد زعيمهم.

صورة الغلاف لحساب عون على «تويتر» سماء زرقاء، أما جعجع فيضع «الجمهورية القوية». يقول الغلافان ربما اكثر من تغريدة المعايدة بذاتها. فبعد مرور اكثر من 6 أشهر على انطلاق المشاورات بين الرابية ومعراب، تظهر تباعا المزيد من «علامات الغزل» بين الجنرال والحكيم. تحت أسنان الحكيم ما زال طعم الشوكولا الذي أرسله اليه الجنرال. لكنه كان من النوع المر المفيد للصحة. وتغريدة أمس ربما تكون بهذا المعنى لناحية انها مؤشر بوجهين: إما دليل تقدم يمهد للقاء المنتظر الذي يعلن فيها الاتفاق الرئاسي على وجه الخصوص، وإما هو دليل ركود على قاعدة «اذا أردت ان تخبئ أمرا ما فأظهره للعيان».

في العالم الافتراضي يغرّد الزعيمان المسيحيان. لا بأس ان يتخلل الحوار الاول من نوعه بين الرجلين «تغريدات حوارية» في العالم الافتراضي، لكن المشكلة والخشية تكمن في ان يتحول الحوار نفسه، بنتائج ملموسة للمصلحة المسيحية والوطنية، افتراضيا.

 

 

 

 

موقع المنار غير مسؤول عن النص وهو يعبّر عن وجهة نظر كاتبه

[ad_2]

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.